وجوب الإيمان بنزول عيسى وقتله الدجال - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب وجوب الإيمان بنزول عيسى ﵇ وقتله الدّجال
متفق عليه: رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (٣٤٤٨)، ومسلم في الإيمان (١٥٥) كلاهما من حديث يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن شهاب أن سعيد بن المسيب سمع أبا هريرة يقول (فذكره).
وقوله تعالى: ﴿قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ الضّمير يعود إلى عيسى عليه السلام هذا هو الصّحيح، وهو مروي عن ابن عباس، وأبي هريرة، وغيرهما.
ومن قال: الضّمير يعود إلى أهل الكتاب يؤول تأويلًا بعيدًا.
لانْذابَ حتى يَهْلك، ولكنْ يَقْتُلُه اللَّهُ بيده، فَيُريهمْ دَمَهُ في حَرْبَتِه».
صحيح: رواه مسلم في الفتن (٢٨٩٧) عن زهير بن حرب: حدّثنا معلى بن منصور: حدّثنا سليمان بن بلال، حدّثنا سُهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
قوله: «بالأعماق أو بدابق» موضعان بالشّام بقرب حلب وأنطاكيّة.
وفي رواية: «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم من السّماء فيكم وإمامُكم منكم».
متفق عليه: رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (٣٤٤٩)، ومسلم في الإيمان (١٥٥: ٢٤٤) كلاهما من حديث يونس، عن ابن شهاب، عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاريّ، قال: إنّ أبا هريرة قال (فذكر الحديث) ولفظهما سواء.
والرّواية الثانية عند البيهقيّ في «الأسماء والصفات» (٢/ ١٦٦) من هذا الوجه أيضًا، وعزاه للشيخين - أي أصل الحديث لا لفظ الحديث. فإن ذكر السماء غير موجود في الصحيحين، ولكن النزول يقتضي ذلك، ولذا قال البيهقيّ: «وإنّما أراد نزوله من السماء بعد الرفع إليه».
ورواه مسلم من طريق الوليد بن مسلم: حدّثنا ابن أبي ذئب، عن ابن شهاب، بإسناده، وفيه: «كيف أنتم إذا نزل فيكم ابنُ مريم فأمَّكم منكم؟». فقل لابن أبي ذئب: إنّ الأوزاعيّ حدثنا عن الزّهريّ، عن نافع، عن أبي هريرة: «وإمامكم منكم؟». قال ابنُ أبي ذئب: «تدري ما أمّكم منكم؟». قلت: تُخبرني، قال: فأمَّكم بكتاب اللَّه تبارك وتعالى، وسنَّة نبيّكم ﷺ».
والذي يظهر أنّ الرّواية التي اتفق عليها الشّيخان هي الرَّاجحة، وهي قوله: «إمامُكم منكم». لما تشهد له الرّوايات الأخرى، ولذا أوّل ابنُ حبان ما جاء في رواية أخرى: «فيؤمُّهم». بأنَّه أراد به فيأمرهم بالإمامة، إذ العرب تنسبُ الفعل إلى الآمر، كما تنسبه إلى الفاعل.»صحيح ابن حبان (١٥/ ٢٢٤).
حسن: رواه البزّار -كشف الأستار (٣٣٩٦) - عن علي بن المنذر، عن محمد بن فضيل، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
وصحّحه ابن حبان (٦٨١٢) من وجه آخر عن صالح بن عمر: حدثنا عاصم بن كليب، بإسناده، نحوه.
وأورده الهيثميّ في «المجمع» (٧/ ٣٤٩) وعزاه للبزّار وقال: «رجاله رجال الصّحيح، غير علي بن المنذر وهو ثقة».
قال الأعظمي: وقد تُوبع في إسناد ابن حبان، ولكن فيه كليب والد عاصم وهو كليب بن شهاب مختلف فيه، فتكلّم فيه أبو داود والنسائيّ، ووثقه أبو زرعة، وابن سعد وغيرهما، وهو حسن الحديث، ولذا قال فيه الحافظ في «التقريب» «صدوق».
وقوله: «فيؤمّهم». قال ابن حبان: «أراد به فيأمرهم بالإمامة، إذ العربُ تنسب الفعل إلى الآمر كما تنسبه إلى الفاعل».
وقوله: «قتل اللَّه الدّجال». أي على يد عيسى عليه السلام وهو مثل قوله تعالى: ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾ [سورة الأنفال: ١٧].
حسن: رواه أبو داود (٤٣٢٣) وصحّحه ابنُ حبان (٦٨٢١)، والحاكم (٢/ ٥٩٥) كلّهم من طريق همام بن يحيى، عن قتادة، عن عبد الرحمن بن آدم، عن أبي هريرة، فذكر الحديث، واللّفظ لأبي داود.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (٩٢٧٠) من هذا الطّريق، وذكر هؤلاء غير الحاكم في أوّل الحديث: «الأنبياء كلّهم إخوة لعلّات، أمهاتُهم شتّى، ودينُهم واحد، وأنا أولى النّاس بعيسى ابن مريم». ثم ذكر بقية الحديث مثله.
وزاد الحاكم في آخر الحديث: «وتقع الأمنة على أهل الأرض حتى ترعى الأُسُود مع الإبل، والنّمور مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان مع الحيّات لا تضرّهم، فيمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يُتوفَّى ويصلي عليه المسلمون». وقال: «صحيح الإسناد».
وصحّحه أيضًا الحافظُ في «الفتح» (٦/ ٤٩٣).
قال الأعظمي: ظاهر الإسناد فيه السّلامة، ولكن فيه قتادة وهو مدلّس وقد عنعن، ولم يسمع من عبد الرحمن بن آدم، سئل ابن معين: عن قتادة، عن عبد الرحمن بن آدم، وهو مولى أم بُرثُن -بضم الموحدة وسكون الرّاء، وبعدها مثلثة مضمومة، ثم نون-؟ فقال: لم يسمع منه.
انظر: المراسيل لابن أبي حاتم (٦٣٣)، وجامع التحصيل للعلائيّ (٦٣٣)، وتحفة التحصيل للعراقي (ص ٢٦٤)، فلعلّ من صحّح هذا الحديث غفِل عن هذه العلّة الخفيّة، إِلا أنّ الحديث رُوي من وجه آخر، رواه الإمام أحمد (١٠٢٦١) عن، سريج، قال: حدثنا فُليح، عن الحارث بن فضيل الأنصاريّ، عن زياد بن سعد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «ينزل ابنُ مريم إمامًا عادلًا، وحكمًا مقْسطًا، فيكسرُ الصّليب، ويقتلُ الخنزير، ويُرجعُ السّلْمَ، ويتخذ السّيوفَ مناجلَ، وتذهبُ حُمةُ كلِّ ذات حُمةٍ، وتُنزل السّماءُ رزقَها، وتخرجُ الأرضُ بركتَها، حتى يلْعب الصبيُّ بالثعبان فلا يضرّه، ويُراعي الغنمُ الذئب فلا يضرُّها، ويُراعِيَ الأسدُ البقرَ فلا يضرُّها».
وفي الإسناد من لم يوثّق، وفليح هو ابن سليمان الخزاعيّ أبو يحيى المدنيّ مختلف فيه، فضعّفه ابنُ معين، وأبو حاتم، والنسائي وغيرهم، ومشّاه الآخرون، ولذا قال فيه الحافظ: «صدوق كثير الخطأ».
قال الأعظمي: وهو لا بأس به في المتابعات، وهذا الإسناد والذي قبله يقوّي بعضُه بعضًا.
وقوله: «يتخذ السيوف مناجل». أي أنّ النّاس يتركون الجهاد، ويشتغلون بالحرث والزّراعة.
وقوله: «حُمة». بضم الحاء - هو السُّم، والمراد من قوله: «حتّى يلعب الصّبيُّ بالثعبان فلا يضرّه».
وروي عن أبي هريرة أيضًا قال: «لا تقوم السّاعة حتى ينزل عيسى ابن مريم إمامًا مقسطًا. . . (غير مقروء) ويقتل الخنزير، ويكسر الصّليب، وتوضع الجزية، وتكون السّجدة واحدة لربّ العالمين، وتضع الحرب أوزارها، وتملأ الأرض من الإسلام كما تملأ الآبار من الماء، وتكون الأرض كماثور الورق -يعني المائدة- وترفع الشحناءُ والعداوة، ويكون الذئبُ في الغنم كأنّها كلبها، ويكون الأسد في الإبل كأنه محلّها».
رواه عبد الرزّاق (٢٠٨٤٤) عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن رجل، عن أبي هريرة، فذكره. وفيه رجل لم يسم، كما أنّه موقوف على أبي هريرة.
ورواه عبد الملك بن حبيب الأندلسي في أشراط السّاعة (٣٥) عن مطرف بن مالك، عن زيد بن أسلم، بإسناده، مثله، مع زيادة بعض الفقرات منها قوله:
«وترفع العداوة والشحناء، والبغض والحسد، حتى يطأ الرّجل على رأس الحنش فلا يضرّه». ومنها قوله: «وتكون الأرض على عهد آدم عليه السلام». ومنها قوله: «ويكون الفرس بعشرين درهمًا، حتى لا يقبل الرجلُ من الرّجل شيئًا من المال».
فيه ورفّع حتّى ظننّاه في طائفة النّخل، فلمّا رُحنا إليه عرف ذلك فينا، فقال: «ما شأنُكم؟». قلنا: يا رسول اللَّه، ذكرتَ الدّجال غداة فخفضتَ فيه ورفعت حتى ظننّاه في طائفة النّخل، فقال: «غير الدّجال أَخْوفَني عليكم إنْ يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإنْ يخرج ولستُ فيكم فامرؤ حجيج نفسِه، واللَّهُ خليفتي على كلِّ مسلم؛ إنّه شابٌّ قَطَطٌ، عينُه طافِئة كأنّي أشبهُهُ بعبد العُزّي بن قَطَن، فمن أدركه منكم فليقرأُ عليه فواتِحَ سُورةِ الكَهْفِ إنّه خارجٌ خلّة بين الشّام والعراق فعاث يمينًا وعاث شمالًا، يا عباد اللَّه فاثْبُتُوا». قلنا: يا رسول اللَّه وما لَبْثُه في الأرض؟ قال: «أربعون يومًا يوم كسنة، ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم». قلنا: يا رسولَ اللَّه فذلك اليوم الذي كسنة أتكفِينا فيه صلاةُ يومٍ؟ قال: «لا اقدُرُوا له قدْرَه». قلنا: يا رسول اللَّه وما إسراعه في الأرض؟ قال: «كالغيث استدبرته الرّيح، فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به، ويستجيبون له، فيأمر السّماءً فتمطر والأرض فتنبت، فتروحُ عليهم سارحَتَهُمْ أطولَ ما كانتْ ذُرًا، وأَسْبغَهُ ضُرُوعًا، وأمدّهُ خَوَاصِرَ، ثم يأتي القومَ، فيدعوهم فيردّون عليه قولَه، فينصرف عنهم فيصبحون مُمْحِلِين ليس بأيديهم شيءٌ من أموالهم، ويَمرُّ بالخَرِبَة فيقول لها: أخْرجِي كنوزَك فتتبعه كنوزُها كيعاسِيب النّحلِ، ثم يدْعُو رَجُلًا ممتلئًا شبابًا فيضربه بالسّيف فيقطعه جَزِلَتَيْن رَمْيةَ الغَرَضِ. ثم يدعوه فيقبلُ ويتهلّلُ وجهُه يَضْحَكُ، فبينما هو كذلك إذ بعث اللَّهُ المسيحَ ابنَ مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مَهْرُودَتَيْنِ واضعًا كَفَّيْه على أَجنحةِ مَلَكَيْنِ إذا طأطأَ رأْسَهُ قَطَر، وإذا رفعه تحدر منه جُمانٌ كاللُّؤلُؤِ، فلا يَحل لكافرٍ يجدُ ريحَ نفسه إِلَّا مات، ونفسُه ينتهي حيث ينتهي طرْفُه، فيطلُبُه حتّى يُدْركَه بباب لُدٍّ، فَيَقْتُلَه. ثم يأتي عيسى ابنَ مريم قومٌ قد عصمهم اللَّه منه فَيَمْسحُ عن وُجُوههم ويُحدِّثهم بدرجَاتِهم في الجنّة، فبينما هو كذلك إذ أوحى اللَّه إلى عيسى: إنّي قد أخرجتُ عبادًا لي، لا يَدانِ لأحدٍ بقتالهم فحَرِّزْ عِبادي إلى الطُّور، ويبعثُ اللَّه يأجوجَ ومأجوجَ وهم من كل حدب ينسلون، فيمرُّ أَوائِلُهم على بُحيرةِ طَبَريَّةَ فيشربون ما فيها، ويمرُّ آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرَّةً ماءٌ. ويُحصرُ نَبِيُّ اللَّه عيسى وأصحابُه، حتّى يكونَ رأسُ الثّور لأحدهم خيرًا من مائة دينار لأحدكم اليوم، فيرغبُ نبيُّ اللَّه عيسى وأصحابُه فيرسل اللَّه عليهمُ النَّغَفَ في رقابِهم فيصبحون فَرْسَى كموت نفسٍ واحدةٍ، ثم يهبط نبي اللَّه عيسى وأصحابُه إلى الأرض فلا يجدون في
الأرض موضع شبر إِلَّا ملأه زَهَمُهُم ونَتْنُهم فيرغبُ نبيُّ اللَّه عيسى وأصحابُه إلى اللَّه، فيرسل اللَّه طيرًا كأعناقِ البُخْت فتحملهم فتطرحهم حيثُ شاء اللَّه، ثم يرسل اللَّه مطرًا لا يَكُنّ منه بيتُ مَدر ولا وَبر فيغسلُ الأرض حتى يترُكَها كالزَّلَفَةِ ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرتَك وردّي بركتَك، فيومئذ تَأْكُلُ العصابة من الرُّمانة، ويستظلون بقِحْفِها، ويبارك في الرّسْل حتّى إنّ اللَّقْحَةَ من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللِّقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس، فبينما هم كذلك إذ بعث اللَّهُ ريحًا طيّبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كلِّ مؤمن وكلِّ مسلم، ويبقى شرارُ النّاس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم السّاعة».
صحيح: رواه مسلم في كتاب الفتن وأشراط السّاعة (٢٩٣٧) من طرق عن الوليد بن مسلم، حدّثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدّثني يحيى بن جابر الطّائيّ قاضي حمص، حدّثني عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه جبير بن نُفير الحضرميّ، أنّه سمع النّواس بن سمعان الكلابيّ، فذكر الحديث.
ورواه عن علي بن حُجر السّعديّ، حدّثنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر والوليد بن مسلم. قال ابن حُجر: دخل حديثُ أحدهما في حديث الآخر، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، بهذا الإسناد نحو ما ذكرنا، وزاد بعد قوله:
«لقد كان بهذه مرّة ماء»: «ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر، وهو جبل بيت المقدس، فيقولون: لقد قلنا من في الأرض، هلمَّ فلنقتل من في السماء، فيرمون بنُشَّابهم إلى السّماء، فيردُّ اللَّه عليهم نُشَّابَهم مخضوبة دمًا».
ورواه الإمام أحمد (١٧٦٢٩) عن الوليد بن مسلم، والترمذيّ (٢٢٤٠) عن علي بن حجر، كلاهما بالطّرق السّابقة.
ورواه أبو داود (٤٣٢١) من وجه آخر مختصرًا، ورواه ابن ماجه (٤٠٧٥) عن هشام بن عمّار، قال: حدّثنا يحيى بن حمزة، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به، مثله مطوّلًا.
قوله: «قطط» بفتحتين: شديد جعودة الشّعر بعيد عن الجعودة المحبوبة.
و«طافئة» بالهمزة لا ضوء فيها، ورويتْ بغير الهمزة ومعناها: بارزة - أي مرتفعة عن محلّها.
و«خلة» أي يخرج من خلّة بين الشّام والعراق.
و«عاث» من العيث، وهو الفساد، أو الإسراع فيه.
و«يا عباد اللَّه اثبتوا» أي على الإسلام، هذا من كلام النبيّ ﷺ يحذّرهم من الفتنة، ويأمرهم
بالثَّبات على الإسلام.
و«سارحتُهم» ماشيتُهم.
و«ذُرّا» بضم الذّال، جمع ذروة، وهي أعلى سنام البعير، وهو كناية عن السّمن.
و«وأمدّه خواصر» جمع خاصرة، وهو كناية عن الشِّبع.
و«جزلتين» أي قطعتين.
و«رمية الغرض» بالفتحتين - وهو الهدف، أي أن بُعد ما بين القطعتين يكون بقدر رمية السّهم إلى الهدف.
و«بين مهرودتين» أي بين ثوبين شبيهين بالمصبوغ بالهرد، والهرد عرق معروف، وقيل: هو الثوب المصبوغ بالورس والزعفران، والمراد منه إظهار جماله في الملبس، فقوله: «إذا خفض رأسه قطر منه الماء. . .». كله كناية عن حسن سيّدنا عيسى عليه السلام، فهو جميل في خلقته، وجميل في ملبسه، لا كما يصوّره النّصارى الدروشة رديء الثياب، وأحيانًا مغطيًا السّوأتين فقط! .
روى ابن كثير في تفسيره (١/ ٥٧٤) عن ابن أبي حاتم بسنده عن ابن عباس قال: «لما أراد اللَّه أن يرفع عيسى إلى السّماء خرج على أصحابه ورأسه يقطر ماءً، ثم قال: أيّكم يُلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معي في درجتي؟ فقام شابٌّ منهم، فقال: أنا، فقال: هو أنت ذاك، فأُلقي عليه شبهُ عيسى. ورُفع عيسى من رَوْزَنةٍ -وهي الخرق في أعلى السّقف- في البيت إلى السّماء».
فيكون نزوله كالحال التي رفعه اللَّه عليها.
و«عند باب لُدٍّ» بضم اللّام، وتشديد الدال، اسم جبل أو قرية بفلسطين، والآن مدينة قريبة من بيت المقدس.
و«لا يدان» أي لا قوّة ولا قدرة.
و«نَغَفًا» بالفتحتين - دود يكون في أنوف الإبل والغنم.
و«لا يكنّ» أي لا يمنع من نزول الماء بيت المدر، والمدر هو: الطين الصلب.
و«الزّلَفَة» هي مصانع الماء، وقيل: المرآة، وروي بالقاف كناية عن النّظافة.
و«الرِّسْل» بكسر الرّاء وسكون اللام - اللَّبن.
و«اللُّقحة» بفتح اللام وكسرها - النّاقة القريبة العهد بالولادة.
و«الفئام» بالهمزة ككتاب: الجماعة الكثيرة.
و«الفخذ» هو دون البطن، والبطن دون القبيلة.
و«يتهارجون» أي يجامع الرجال النساء بحضرة الناس كما يفعل الحمير، والهرْج -بإسكان الراء-: الجماع، وفيه إشارة إلى شيوع الفساد والفواحش، وقد ثبت في الصحيح: «لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس».
وقوله: «عند المنارة البيضاء شرقي دمشق». وفي رواية: «ينزل عيسى ببيت المقدس». وفي رواية: «بالأردن». والأول أصحّ.
قال ابن كثير: «هذا هو الأشهر في موضع نزوله أنه على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق، وقد رأيتُ في بعض الكتب أنه ينزل على المنارة البيضاء شرقي جامع دمشق، فلعلّ هذا هو المحفوظ. . . وليس بدمشق منارة تعرف بالشرقية سوى التي إلى جانب الجامع الأموي بدمشق من شرقيه وهذا هو الأنسب والأليق لأنه ينزل وقد أقيمت الصلاة، فيقول له إمام المسلمين: «يا روح اللَّه تقدّم. فيقول: تقدّم أنت فإنّه أقيمت لك». وفي رواية: «بعضكم على بعض أمراء تكرمة اللَّه هذه الأمّة».
وذكر ابن كثير أنه في زمنه سنة إحدى وأربعين وسبعمائة جدّد المسلمون منارة من حجارة بيض وكان بناؤها من أموال النّصارى الذين حرقوا المنارة التي كانت مكانها، ولعل هذا يكون من دلائل النبوة الظاهرة، حيث قيّض اللَّه بناء هذه المنارة من أموال النصارى، لينزل عيسى ابن مريم عليها، فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ولا يقبل منهم جزية، ولكن من أسلم وإلّا قُتل، وكذلك غيرهم من الكفار». انتهى «النهاية» «الفتن والملاحم» (١/ ١٤٤ - ١٤٥).
وقوله: «يكون رأس الثور لأحدهم. . .» إشارة إلى فقرهم وفاقتهم لنفاد مؤنهم وهم محاصرون بياجوج ومأجوج.
صحيح: رواه مسلم في الفتن (٢٩٤٠) عن عبيد اللَّه بن معاذ العنبريّ، حدّثنا أبي، حدثنا شعبة، عن النّعمان بن سالم، قال: سمعتُ يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي يقول: سمعت عبد اللَّه بن عمرو وجاء رجل، فذكره في حديث طويل.
وقوله: «لا أدري أربعين يومًا، أو أربعين شهرًا، أو أربعين عامًا».
هذا التّردّد من عبد اللَّه بن عمرو، لعله لم يضبط من النبيّ ﷺ التّفصيلَ الذي في حديث النّواس بن سمعان كما سبق.
ويحتمل أيضًا أن النبيّ ﷺ أطلق «أربعين» مرة وسكت، ومرة فصّل ذلك.
حسن: رواه الإمام أحمد (٢٠١٥١)، والطبراني في الكبير (٦٩١٨، ٦٩١٨) كلاهما من حديث قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، فذكره.
والحسن وإن كان مدلسًا فقد ثبت سماعه من سمرة بن جندب مطلقًا كما قال البخاريّ وغيره، ولذا حسّنه ابن حجر في «الفتح» (٦/ ٤٧٨).
ثم حديثه هذا تشهد له الأحاديث الصحيحة في الباب إِلَّا في قوله: «ثم يجيء عيسى ابن مريم من قبل المغرب». وفي الأحاديث الأخرى: «من قبل المشرق».
وأورده الحافظ الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٧/ ٣٣٦) وقال: «رواه الطبراني وأحمد، ورجاله رجال الصحيح، ورواه البزّار بإسناد ضعيف».
قال الأعظمي: وهو يقصد ما رواه البزّار -كشف الأستار (٣٣٩٧) - عن خالد بن يوسف، حدثني أبي يوسف بن خالد، ثنا جعفر بن سعد بن سمرة، ثنا خبيب بن سليمان، عن أبيه سلمان بن سمرة، عن سمرة بن جندب، فذكر أحاديث بهذا، ثم قال: وبإسناده أن رسول اللَّه ﷺ قال: «إنّ المسيح الدّجال يمكث في الأرض إذا خرج ما شاء اللَّه، ثم يجيء عيسى ابن مريم ﷺ من الشّرق مصدّقًا بمحمد ﷺ، وعلى ملّته، ثم يقتل المسيحُ الدّجال، ثم إنّما هو قيام السّاعة، وسوف ترون قبل قيام الساعة أشياء عظامًا، تقولون: هل كنا حُدّثنا بهذا؟ ! فإذا رأيتم ذلك فاذكروا اللَّه، واعلموا أنّها أوائل السّاعة».
وجعفر بن سعد بن سمرة «ليس بالقوي» كما في «التقريب»، وشيخه خبيب بن سلمان بن سمرة -وهو ابن عمّه- ضعيف.
قال الذّهبيّ في «الميزان» في ترجمة جعفر بن سعد بن سمرة: «له حديث في الزّكاة عن ابن عمٍّ له. ردّه ابن حزم فقال: هما مجهولان. قال الذّهبيّ: ابن عمّه هو خبيب بن سليمان بن سمرة، يُجهل حاله عن أبيه. قال ابن القطّان: ما من هؤلاء من يعرف حاله، وقد جهد المحدّثون فيهم جهدهم، وهو إسناد يُروي به جملة أحاديث، قد ذكر البزّار منها نحو المائة. وقال عبد الحق الأزديّ: خبيب ضعف، وليس جعفر ممن يعتمد عليه».
قال الأعظمي: وذكر الطبرانيّ في الكبير (٧/ ٣١٤ - ٣٢٢) عدّة أحاديث بهذا الإسناد.
ثم ذكر الذّهبيّ عدة أحاديث وقال: «في سنن أبي داود ستة أحاديث بسند هو: حدثنا محمد بن داود: حدثنا يحيى بن حسان، عن سليمان بن موسى، عن جعفر، عن ابن عمّه خبيب، عن أبيه، عن جدّه. فسليمان هو الزّهريّ من أهل الكوفة ليس بالمشهور، وبكل حال هذا إسناد مظلم لا ينهض بحكم».
قال الأعظمي: سليمان هذا هو ابن موسى الزهريّ أبو داود الكوفي خراساني الأصل نزل الكوفة، ثم دمشق. قال أبو حاتم: «أرى حديثه مستقيمًا». الجرح والتعديل (٣/ ١٤٣). وفي التقريب: «فيه لين». فالضّعف ليس منه وحده، وإنّما منه ومن شيخه جعفر بن سعد بن سمرة، ومن شيخه وابن عمه خُبيب بن سليمان بن سمرة، وبهذا صحَّ قول القائل: إنّ فيه سلسلة الضعفاء والمجاهيل.
صحيح: رواه ابن منده (١٠٣٣)، والحاكم (٤/ ٤٩١) كلاهما عن سعيد بن سليمان الواسطيّ: ثنا خلف بن خليفة، عن أبي مالك الأشجعيّ، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، فذكر الحديث بطوله، وهو مذكور في موضعه، واللّفظ لابن منده.
وإسناده صحيح، وخلف بن خليفة وإن كان اختلط في آخره، وكان اختلاطه شديدًا حيث إن تَكلَّم لا يُفهِم ما يقول كما قال الإمام أحمد، ولذا تركه ولم يكتب عنه. وأمّا الحديث المذكور فالظّاهر أنه حدّث به قبل اختلاطه وضبطه راويه وهو سعيد بن سليمان الواسطيّ.
وقد روى له مسلم وأصحاب السنن، وقال فيه يحيى بن معين والنسائي: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صدوق، ووثقه ابن سعد. وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
وفي رواية: «ونارٌ تخرج من قُعرة عدن».
وفي رواية «وريح تُلقي النّاس في البحر».
صحيح: رواه مسلم في الفتن (٢٩٠١) من طرق عن سفيان بن عيينة، عن فُراتٍ القزّاز، عن أبي الطّفيل، عن حذيفة بن أسيد الغفاريّ، فذكره.
والروايات الأخرى أيضًا عند مسلم.
صحيح: رواه الحاكم (٤/ ٥٢٩ - ٥٣٠) من حديث مسدّد، ثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي الطفيل، قال: «كنتُ بالكوفة، فقيل: خرج الدّجال. قال: فأتينا حذيفة بن أسيد، فذكر مثله.
وهو موقوف عليه، ولكن حكمه الرّفع؛ لأنه لا يعلم ما فيه إلّا بالوحي.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد». وجعله الذهبي على شرط الشيخين.
حسن: رواه النسائيّ (٣١٧٥) عن محمد بن عبد اللَّه بن عبد الرحيم: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا بقية، قال: حدثني أبو بكر الزّبيدي، عن أخيه محمد بن الوليد، عن لقمان بن عامر، عن عبد الأعلى بن عدي البهرانيّ، عن ثوبان، فذكره.
وفي الإسناد بقية -وهو ابن الوليد- مدلس، ولكنّه صرّح كما أنه لم ينفرد به، وشيخه أبو بكر - وهو ابن الوليد الزبيدي مجهول، ولكنه لم ينفرد به أيضًا.
فرواه الإمام أحمد (٢٢٣٩٦) من طريق بقية قال: حدّثنا عبد اللَّه بن سالم، وأبو بكر بن الوليد الزّبيديّ.
ورواه الطبرانيّ في الأوسط (٦٧٣٧)، وفي الشاميين (١٨٥١) من طريق آخر عن الجراح بن مليح البهرانيّ، عن محمد بن الوليد الزبيدي، بإسناده، وبهذه المتابعات صار الإسناد حسنًا.
تنبيه: وقع في نسخة مطبوعة للطبرانيّ خلط في الإسناد فتنبّه.
قال الطّبرانيّ: «لا يُروى هذا الحديث عن ثوبان إلّا بهذا الإسناد، تفرّد به الزبيدي». أي محمد ابن الوليد.
قال الأعظمي: وهو ليس كما قال، فقد رُوي أيضًا من غير طريق محمد بن الوليد الزبيدي كما رأيت.
يقاتلون على الحقّ ظاهرين إلى يوم القيامة. قال: فينزل عيسى ابن مريم عليه السلام، فيقول أميرهم: تعال صلِّ لنا. فيقول: لا، إنّ بعضكم على بعض أمراء تكرمةَ اللَّه هذه الأمّة».
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٥٦) من طرق عن حجاج (وهو ابن محمد)، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أن جابر بن عبد اللَّه يقول (فذكره).
صحيح: رواه الإمام أحمد (١٤٩٥٥) عن محمد بن سابق: حدثنا إبراهيم طهمان، عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره في حديث طويل.
أورده الهيثمي في «المجمع» (٨/ ٣) وقال: «رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح».
قال الأعظمي: وهو كما قال لولا عنعنة أبي الزبير فإنه مدلس، وقد ذكره الحافظ ابن حجر في «الفتح» (٦/ ١٧٣) مستشهدًا به، وسكت عنه، ومن شرطه الصحة أو الحسن، كما ذكره في هدي الساري.
وفي رواية عند احمد (١٤٩٥٤) «فيفرُّ المسلمونَ إلى جبل الدُّخان بالشّام، فيأتيهم فيُحاصِرُهُم، فيشتدُّ حِصارُهم، ويُجهدهم جُهدًا شديدًا، ثم ينزلُ عيسى ابن مريم فيُنادِي من السَّحر، فيقول: يا أيُّها النّاسُ ما يمنعُكم أن تَخْرجُوا إلى الكذَّاب الخبيث؟ فيقولون: هذا رجلٌ جنيٌّ، فينطلقون، فإذا هم بعيسى ابن مريم، فتُقام الصّلاةُ فيقال له: تقدّم يا روح اللَّه، فيقول: ليتقدّم إمامكم فليصل بكم، فإذا صلّى صلاة الصُّبح خرجوا إليه». قال: «فحين يرى الكذّاب ينماتُ كما ينمات الملح في الماء، فيمشي إليه فيقتله حتى إنّ الشّجرة والحجر ينادي: يا روحُ اللَّه، هذا يهوديٌّ. فلا يترك ممَّنْ كان يتبعه أحدًا إلّا قتله».
وأورده الهيثمي في «المجمع» (٧/ ٣٤٤) وقال: «رواه أحمد بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح».
وصحّحه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (٥٥)، والحاكم (٤/ ٥٣٠) كلاهما من طريق إبراهيم بن طهمان مختصرًا.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد». وجزم الذهبي أنه على شرط مسلم.
وهو كذلك إلّا أنّ أبا الزّبير مدلس وقد عنعن، ولكن يستشهد به لما سبق من طرق أخرى عن جابر.
وأصل حديث جابر في صحيح مسلم (٢٩٢٦) مختصر، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد اللَّه، ولم يذكر لفظه، وإنّما أحال على لفظ حديث الجريريّ، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: «لقيه رسول اللَّه ﷺ وأبو بكر في بعض طرق المدينة. فقال له رسول اللَّه: «أتشهد أني رسول اللَّه؟». فقال هو: أتشهد أني رسول اللَّه؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: «آمنتُ باللَّه وملائكته وكتبه، ما ترى؟». قال: أرى عرشًا على الماء. فقال رسول اللَّه ﷺ: «ترى عرش إبليس على البحر وما ترى؟». قال: أرى صادقًا وكاذبًا أو كاذبين وصادقًا. فقال رسول اللَّه ﷺ: «لُبِّس عليه، دعوه». انتهى ما في صحيح مسلم.
وقال أبو داود مرة: «حتى يأتي فلسطين باب لُدَّ، فينزل عيسى عليه السلام فيقتله، ثم يمكث عيسى عليه السلام في الأرض أربعين سنة إمامًا عدْلًا وحكمًا مقْسطًا».
حسن: رواه الإمام أحمد (٢٤٤٦٧) عن سليمان بن داود، قال: حدّثنا حرب بن شدّاد، عن يحيى بن أبي كثير، حدّثني الحضْرميّ بن لاحق، أنّ ذكوان أبا صالح أخبره، أنّ عائشة أخبرته، فذكرتْه.
وصحّحه ابن حبان (٦٨٢٢)، ورواه من طريق الحضرميّ بن لاحق بإسناده مثله، وفيه: «أربعين سنة أو قريبًا من أربعين سنة».
وإسناده حسن من أجل الحضرمي بن لاحق فإنه حسن الحديث.
وأورده الهيثميّ في «المجمع» (٧/ ٣٣٨) ونسبه إلى أحمد وقال: «رجاله رجال الصّحيح غير الحضرميّ بن لاحق وهو ثقة».
وقوله: «قال أبو داود»: أبو داود هو سليمان بن داود بن الجارود الطيالسيّ صاحب المسند، شيخ الإمام أحمد المتوفى سنة (٢٠٤ هـ).
وهذا الحديث لا يوجد في مسنده المطبوع.
منذ خلق آدم إلى أن تقوم السّاعة فتنةً أعظم من فتنةِ الدّجال، وقد قلتُ فيه قولًا لم يقلْه أحدٌ قبلي؛ إنّه جعد ممسوح عين اليسار، على عينه ظفرة غليظة، وإنّه يبرئُ الأكْمه والأبرص، ويقول: أنا ربُّكم. فمن قال: ربي اللَّه فلا فتنة عليه، ومن قال: أنت ربي فقد افتتن، يلبث فيكم ما شاء اللَّه، ثم ينزل عيسى ابن مريم مصدِّقًا بمحمد ﷺ على ملّته إمامًا مهديًا، وحكما عدلًا، فيقتل الدّجّال».
فكان الحسن يقول: «ونرى أن ذلك عند السّاعة».
حسن: رواه الطبرانيّ في الأوسط (٤٥٧٧) عن عبدان بن أحمد، قال: حدثنا عمرو بن العباس الأرزيّ، قال حدثنا محمد بن مروان، قال: حدثنا يونس بن عبيد، عن الحسن، عن عبد اللَّه بن مغفل، فذكر الحديث.
قال الطبرانيّ: «لم يرو هذا الحديث عن يونس بن عبيد إلّا محمد بن مروان، تفرّد به عمرو بن العباس».
وقال الهيثميّ في «المجمع» (٧/ ٣٣٦): «رواه الطبرانيّ في الكبير والأوسط، ورجاله ثقات، وفي بعضهم ضعف لا يضرّ».
واستشهد به الحافظ ابن حجر في «الفتح» (١٣/ ٩٧) ومن المعروف أنه اشترط أن لا يورد في شرحه إلّا صحيحًا أو حسنًا فقال في «هدي الساري» (ص ٤):
«فأسوق إن شاء اللَّه الباب وحديثه أولًا، ثم أذكر وجه المناسبة بينهما إن كانت خفية، ثم أستخرج ثانيًا ما يتعلّق به غرض صحيح في ذلك الحديث من الفوائد المتنية والإسنادية من تتمات وزيادات، وكشف غامض، وتصريح مدلّس بسماع، ومتابعة سامع شيخ اختلط قبل ذلك، منتزعًا كلَّ ذلك من أمّهات المسانيد والجوامع والمستخرجات والأجزاء والفوائد بشرط الصّحة أو الحسن فيما أورده من ذلك» انتهى.
وعلى هذا فهو لا ينْزل عن درجة الحسن عنده، وهو كذلك فإن في إسناده محمد بن مروان، وهو ابن قدامة العقيلي، وثقه أبو داود، وذكره ابن حبان في الثقات، وتكلم فيه أبو زرعة فقال: ليس عندي بذاك. والخلاصة: أنه حسن الحديث لا سيما في الشّواهد.
والحسن هو البصريّ، وقد جزم الإمام أحمد بأنّه سمع من عبد اللَّه بن مغفّل.
حسن: رواه الطبرانيّ في الكبير (١/ ١٨٦)، وتمّام في فوائده (١٧٣٢)، والرّبعي في فضائل الشّام (١٠٦) كلّهم من طرق عن محمد بن شعيب: نا يزيد بن عبيدة: حدثني أبو الأشعث، عن أوس بن أوس الثقفيّ، فذكره.
ذكره الهيثمي في «المجمع» (٨/ ٢٠٥) وقال: «رواه الطبرانيّ ورجاله ثقات».
قال الأعظمي: وهو كما قال، إلّا أن إسناده حسن من أجل يزيد بن عبيدة وهو السكوني الدمشقيّ قال فيه ابنُ معين: ما كان به بأس، وذكره ابن حبان في «الثقات» (٧/ ٦١٧) والخلاصة فيه أنه «صدوق» كما قال الحافظ في «التقريب».
ومحمد بن شعيب هو ابن شابور.
وأبو الأشعث هو شرحبيل بن آدة الصنعانيّ.
ولكن رجّح أبو حاتم قول من قال: إنّما هو عن أوس بن أوس، عن كعب قوله. قال: كذا يرويه الثقات. وقال: يزيد بن عبيدة لا بأس به. ذكره ابن أبي حاتم في «العلل» (٢/ ٤٢٢).
صحيح: رواه الإمام أحمد (١٩٨٥١) عن بهز: حدّثنا حمّاد بن سلمة: حدّثنا قتادة، عن مطرّف، عن عمران بن حصين، فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه أبو داود (٢٤٨٤)، والإمام أحمد (١٩٩٢٠)، وصحّحه الحاكم (٢/ ٧١، ٤/ ٤٥٠) كلّهم من وجه آخر عن حماد بن سلمة بإسناده وقالوا فيه بدل قوله: «حتّى يأتي أمر اللَّه وينزل عيسى ابن مريم»: «حتّى يقاتل آخرهم المسيح الدّجال». هو عيسى ابن مريم؛ لأنّه ينزل في آخر الزّمان، ويكون مقرّرًا لشريعة محمد، ومجدّدًا لها، لأنه لا نبي بعد رسول اللَّه ﷺ، لأنّه خاتم النبيين، فيكون عيسى ابن مريم من أمّته، هو الذي يقاتل الدّجال ويهلكهـ.
حسن: رواه الإمام أحمد (٢١٩٢٩)، والطبرانيّ في الكبير (٧/ ٩٨).
كما رواه أيضًا كلٌّ من ابن أبي شيبة (١٥/ ١٣٧ - ١٣٨)، وأبو داود الطّيالسيّ في «مسنده» (١٢٠٢)، وابن عدي في «الكامل» (٢/ ٨٤٦) كلّهم من حديث حشرج بن نُباتة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة، فذكره.
وزاد بعضُ أهل العلم بعد قوله: «حتى يأتي الشّام»: «فينزل عيسى عليه السلام، فيقتله عند عقبة أَفيق». وعزوه إلى ابن أبي شيبة، وعندي نسختان مطوعتان، مطبوعة الدار السلفية في الهند، ومطبوعة دار الفكر بتحقيق الأستاذ سعيد اللّحام، ولم أجد فيهما هذه الزّيادة، فلعلّها في نسخ خطية أخرى، واللَّه أعلم.
وأما الإسناد ففيه حشرج بن نُباتة، وقد أشار بعض أهل العلم إلى أن في روايته عن سعيد بن جمهان تقع فيه الغرائب والمناكير.
قال البخاريّ: «حشرج بن نُباتة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة، أنّ النبيّ ﷺ قال لأبي بكر وعمر وعثمان: هؤلاء الخلفاء من بعدي. وهذا لم يتابع عليه، لأنّ عمر وعليًّا قالا: لم يستخلف النبيّ ﷺ».
قال ابن عدي: وهذا الذي أنكره البخاريّ على حشرج هذا الحديث قد روي بغير هذا الإسناد. ثم نقل عن ابن معين وأحمد وغيرهما توثيق حشرج، وذكر حديث الباب وقال: «وهذه الأحاديث لحشرج عن سعيد بن جمهان، عن سفينة قد قمت بعذره في الحديث الذي أنكره البخاري عليه، وأوردت بابًا آخر لذلك الحديث ولذلك المتن، وغير ذلك الحديث لا بأس به فيه».
ثم قال أيضًا: «ولحشرج غير ما ذكرت من الحديث، وأحاديثه حسان، وإفرادات وغرائب، وقد قمتُ بعذره فيما أنكروه عليه، وهو عندي لا بأس به، وبرواياته على أنّ أحمد ويحيى قد وثّقاه». «الكامل» (٢/ ٨٤٦ - ٨٤٧).
والحديث مع حسن إسناده وقع فيه بعض الكلمات الغريبة والمنكرة، ولعلّ حشرج بن نُباتة أخطأ فيها.
منها قوله: «معه ملكان من الملائكة» لم يرد هذا في حديث صحيح آخر.
ومنها قوله: «عند عقبة أفيق». وهي عقبة معروفة بحوران في طريق نحو الأردن، وهي عقبة طويلة نحو ميلين. والصّحيح أنّه يقتله عيسى ابن مريم بباب لُدٍّ كما في حديث النّواس بن سمعان وغيره.
ولذا قال الحافظ ابن كثير في «النهاية في الفتن والملاحم» (١٩/ ١٦٤):
«إسناده لا بأس به، ولكن في متنه غرابة ونكارة».
وقال الهيثمي في «المجمع» (٧/ ٣٤٠): «رواه أحمد والطبرانيّ، ورجاله ثقات، وفي بعضهم كلام لا يضر».
صحيح: رواه نُعيم بن حمّاد في «كتاب الفتن» (١٣٣٦) عن الوليد بن مسلم، عن حنظلة، سمع سالمًا، سمع ابن عمر يقول: فذكره.
وحنظلة هو ابن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن صفوان بن أمية الجمحيّ المكيّ من رجال الجماعة.
إلّا أنّ الوليد بن مسلم وهو القرشيّ وصف بالتدليس والتسوية إلّا أنّ الشّيخين مشّاه.
حسن: رواه ابن ماجه (٤٠٧٧) عن علي بن محمد، قال: حدّثنا عبد الرحمن المحاربيّ، عن إسماعيل بن رافع، عن أبي زرعة السيبانيّ يحيى بن أبي عمرو، عن أبي أمامة الباهليّ، فذكر الحديث بطوله - وهو مذكور في موضعه.
هكذا في نسخة ابن ماجه: «يحيى بن أبي عمرو، عن أبي أمامة». وقد سقط بينهما عمرو بن عبد اللَّه الحضرميّ» كما بيّن ذلك المزّي وغيره.
وكذلك رواه نعيم بن حمّاد في كتاب «الفتن» (١٣٣٠) إلّا أنه اختصره.
وفيه إسماعيل بن رافع الأنصاريّ المدنيّ أبو رافع أهل العلم مطبقون على تضعيفه حتى قال ابن
حبان: «كان رجلًا صالحًا إلّا أنّه يقلّب الأخبار حتّى صار الغالب على حديثه المناكير التي يسبق إلى القلب أنه كان المتعمّد لها». «المجروحين» (٤٢).
ولكن تابعه ضمرة بن ربيعة، عن السّيبانيّ، ومن طريقه رواه تمام في فوائده (١٧٣١)، وأبو داود (٤٣٢٢) ولم يسق لفظ الحديث، وإنّما أحال على حديث النّواس بن سمعان.
وكما تابعه أيضًا عطاء الخراسانيّ عن السيبانيّ. ومن طريقه رواه الحاكم (٤/ ٥٣٦ - ٥٣٧) وقال: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه بهذه السياقة».
قال الأعظمي: وهو ليس على شرط مسلم، فإنّ عمرو بن عبد اللَّه الحضرميّ الحمصي لم يُخرج له مسلمٌ شيئًا، وإنّما أخرج له أبو داود، وابن ماجه فقط.
وعمرو بن عبد اللَّه الحضرميّ هذا وثّقه العجليّ، فقال: «شاميٌّ تابعيٌّ ثقة». وذكره ابن حبان في «الثقات» (٥/ ١٧٩) وقال يعقوب بن سفيان في «المعرفة» (٢/ ٤٣٧): «شاميٌّ ثقة».
وفي الباب ما رُوي عن عثمان بن أبي العاص في حديث طويل وفيه:
«وينزل عيسى ابن مريم عند صلاة الفجر، فيقول له أميرهم: يا روحَ اللَّه تقدّم صلِّ. فيقول: هذه الأمة أمراء بعضهم على بعض، فيتقدّم أميرهم فيصلي، فإذا قضى صلاته أخذ عيسى حريته فيذهب نحو الدجال. . .».
رواه الإمام أحمد (١٧٩٠٠)، والطبراني في «الكبير» (٨٣٩٢)، وابن أبي شيبة (١٥/ ١٣٦) كلّهم من حديث حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي نضرة، قال: «أتينا عثمان بن أبي العاص في يوم الجمعة لنعرض عليه مصحفًا لنا على مصحفه، فلما حضرت الجمعة أمرنا فاغتسلنا، ثم أُتينا بطب فتطيبنا، ثم جئنا المسجد، فجلسنا إلى رجل فحدّثنا عن الدّجال، ثم جاء عثمان بن أبي العاص، فقمنا إليه فجلسنا، فقال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: فذكر الحديث بطوله.
ورواه الحاكم (٤/ ٤٧٨) من وجه آخر عن سعيد بن هبيرة، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب السّختيانيّ وعلي بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، بإسناده وقال:
»صحيح الإسناد على شرط مسلم بذكر أيوب السختيانيّ ولم يخرجاه».
وقال الذهبيّ: ابن هبيرة واهٍ.
قال الأعظمي: وفي الإسناد علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف، ولا تنفع متابعة أيوب؛ لأنّ في طريقه إليه سعيد بن هبيرة وهو واهٍ كما قال الذهبيّ.
وفي الباب عن ابن مسعود مرفوعًا قال: «لقيتُ ليلة أُسري بي إبراهيم وموسى وعيسى. . . «إلى أن قال: «فردوا الأمر إلى عيسى، فقال: أما وَجْبَتُها فلا يعلمها أحدٌ إلّا اللَّه، وذلك فيما عهد إليَّ ربّي عز وجل أنّ الدجّال خارجٌ، ومعي قضيبان، فإذا رآني ذاب كما يذوب الرّصاص». فذكر الحديث بطوله.
رواه الإمام أحمد (٣٥٥٦) عن هُشيم، أخبرنا العوّام عن جبلة بن سُحيم، عن مؤثر بن عفازة، عن ابن مسعود، فذكر الحديث.
ورواه ابن ماجه (٤٠٨١)، وصحّحه الحاكم (٤/ ٤٨٨ - ٤٨٩) كلاهما من حديث يزيد بن هارون، أنبأ العوّام بن حوشب، بإسناده موقوفًا على ابن مسعود.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: مع اختلافه في الرفع والوقف، فيه مؤثر بن عفازة لم أقف على من وثّقه غير أنّ ابن حبان ذكره في: الثقات (٥/ ٤٦٣) ولم يذكر من روى عنه سوى جبلة بن سحيم، فهو في عداد المجهولين، ولذا قال الحافظ في التقريب: «مقبول». أي إذا توبع وإلّا فليّن الحديث.
وأورده في: الفتح (١٣/ ٨٩) مستشهدًا به وسكت عنه، فلعله اعتمد على تصحيح الحاكم له، أو رأى أن الحديث له شواهد، واللَّه تعالى أعلم.
وفي الباب أيضًا عن عبد الرحمن بن جبير بن نُفير، عن أبيه، قال: «لما اشتد جزع أصحاب رسول اللَّه ﷺ على من قُتل يوم مؤتة. قال: قال رسول اللَّه ﷺ:
«ليدركنّ الدّجّالُ قومًا مثلكم أو خيرًا منكم». ثلاث مرّات. وقال: «ولن يُخزي اللَّه أمّةً أنا أولُها، وعيسى ابن مريم آخرها».
رواه الحاكم (٣/ ٤١) وقال: «صحيح على شرط الشّيخين». وتعقبه الذهبي فقال: «ذا مرسل، سمعه عيسى بن يونس عن صفوان، وهو خبر منكر».
وفي الباب أيضًا ما روي عن أنس بن مالك مرفوعًا: «أنا أولُ من يدخل الجنة يوم القيامة، وأشفع، وسيدرك رجالٌ من أمّتي عيسى ابن مريم، ويشهدون قتال الدّجّال».
رواه الحاكم في المستدرك (٤/ ٥٤٤ - ٥٤٥) وسكت عليه، وتعقبه الذهبي فقال: «منكر، وعبّاد ضعيف».
وفي الباب أيضًا عن واثلة بن الأسقع قال: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «لا تقومُ السّاعةُ حتى تكون عشر آيات: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف في جزيرة العرب، والدّجال، والدّخان، ونزول عيسى ابن مريم، ويأجوج ومأجوج، والدّابة، وطلوع الشّمس من مغربها، ونارٌ تخرج من قعر عدن تسوق النّاسَ إلى المحشر تحشرُ الذَّرَّ والنّمل».
رواه الطبرانيّ في «الكبير» (٢٢/ ٧٩ - ٨٠) عن مطلب بن شعيب الأزديّ، ثنا عمران بن هارون الرّمليّ، ثنا صدقة بن المنتصر، حدّثني يحيى بن أبي عمرو السّيبانيّ، قال: حدثني عمرو بن عبد اللَّه الحضرميّ، قال: حدثني واثلة بن الأسقع، قال: سمعت رسول اللَّه يقول (فذكره).
قال الهيثمي في «المجمع» (٧/ ٣٢٨) بعد أن عزاه للطبرانيّ: «وفيه عمران بن هارون وهو ضعيف».
ولكن رواه الحاكم في المستدرك (٤/ ٤٢٨) من وجه آخر عن عمران بن أبي عمران الصوفيّ،
ثنا صدقة بن المنتصر، بإسناده، مثله.
قال: «هذا حديث صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: عمران بن أبي عمران الصوفي هل هو الرّملي أو غيره، لم يتبيّن لي: فإن كان الرملي فهو ضعيف جدًّا، ترجمه الذهبي في «الميزان» فقال: «عمران بن أبي عمران الرملي، عن بقية بن الوليد، أتي بخبر كذب وهو آفته».
وفي الباب عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لم يُسَلَّطْ على قتل الدّجال إلّا عيسى ابن مريم عليه السلام».
رواه أبو داود الطّيالسيّ في «مسنده» (٢٦٢٦) عن موسى بن مُطير، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
وموسى بن مُطير، وأبوه مُطير ضعيفان.
قال ابن حبان في «المجروحين» (٩١٤): «من أهل الكوفة، يروي عن أبيه، روى عنه أبو يوسف، والوليد بن قاسم، كان صاحب عجائب ومناكير، لا يشك المستمع لها أنها موضوعة، إذا كان هذا الشأن صناعته».
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن نافع بن كيسان مرفوعًا: «ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام عند باب دمشق الشّرقي في ثوبين دمشقيين، كأنّما ينحدر من رأسه حَبُّ الجُمان».
رواه عبد الملك بن حبيب في أشراط الساعة (٣١) عن إبراهيم بن المنذر الحزاميّ، عن الوليد ابن مسلم، عن عبد الرحمن بن أيوب بن نافع بن كيسان، عن جدّه، فذكر الحديث.
وقال الحافظ في «الإصابة» (٣/ ٥٤٧): «وأخرج ابن عائذ، عن الوليد بن مسلم، عمّن سمع عبد الرحمن بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن أيوب بن نافع، عن كيسان، عن أبيه، عن جدّه نافع بن كيسان صاحب النبيّ ﷺ رفعه: «ينزل عيسى ابن مريم عند باب دمشق الشرقيّ».
وقال: أخرجه تمام في: فوائده«من طريق ابن عائذ، وتابعه محمد بن وهب بن عطية، عن عبد الرحمن بن زمعة، مثله. أخرجه ابن شاهين من طريقه.
وذكر له طرقًا أخرى، ولم أقف على الحديث في: فوائد تمام«وفي الإسناد من لم أقف على تراجمهم، والطرق الأخرى التي ذكرها الحافظ فيها مجاهيل ومستورون.
وفي الباب ما رُوي عن ثعلبة بن عِبَاد العبدي من أهل البصرة قال: «شهدتُ يومًا خُطبةً لسمرة ابن جندب فذكر في خطبته حديثًا عن رسول اللَّه ﷺ. . . فذكر الخطبة بطولها، ومما جاء فيها: «وأيمُ اللَّه لقد رأيتُ منذ قمت أصلي ما أنتم لاقون في أمر دنياكم وأَخَرتكم، وإنه واللَّه لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذّابًا آخرهم الأعورُ الدّجّال، ممسوح العين اليسرى كأنها عين أبي تِحيى -لشيخ حينئذ من الأنصار بينه وبين حجرة عائشة- وإنّه متى يخرج -أو قال: متى ما يخرج- فإنّه سوف يزعم أنّه اللَّه، فمن آمن به وصدّقه واتّبعه لم ينفعه صالِحٌ من عمله سلَفَ، ومن كفر به
وكذّبه لم يعاقب بشيء من عمله -وقال حسن الأشيب: بسَيِّئ من عمله- سَلَفَ، وإنّه سيظهر -أو قال سوف يظهر- على الأرض كلّها إلّا الحرمَ وبيتَ المقدس، وإنّه يحْصُر المؤمنين في بيت المقدس، فيُزَلْزلون زلزالًا شديدًا، ثم يهلكه اللَّهُ وجنودَه، حتى إنّ جِذْمَ الحائط -أو قال أصل الحائط، وقال حسن الأشيب: وأصلَ الشّجرة- لينادي أو قال يقول: يا مؤمن أو قال: يا مسلم هذا يهودي أو قال: هذا كافر تعالَ فاقتله. قال: ولن يكون ذلك كذلك حتى تروا أمورًا يتفاقم شأنها في أنفسكم، وتَسَّاءَلُون بينكم: هل كان نبيُّكم ذكر لكم منها ذكرًا؟ وحتّى تزولَ جبالٌ على مراتبها، ثم على أَثَرِ ذلك القَبْض».
قال: ثم شهدتُ خطبةً لسَمرة ذكر فيها هذا الحديثَ، فما قدَّم كلمةً ولا أخَّرها عن موضعها.
رواه الإمام أحمد (٢٠١٧٨) واللّفظ له، كما رواه أيضًا كل من أبي داود (١١٨٤)، والترمذيّ (٥٦٢)، والنسائيّ (١٤٨٤)، وابن ماجه (١٢٦٤) مطوّلًا ومختصرًا، وصحّحه ابن خزيمة (١٣٩٧)، وابن حبان (٢٨٥٢)، والحاكم (١/ ٣٢٩ - ٣٣١)، والحافظ ابن حجر في ترجمة أبي تِحيى في الإصابة (٤/ ٢٦) كلّهم من طريق الأسود بن قيس، قال: حدثني ثعلبة بن عبّاد العبديّ، فذكره.
قال الترمذيّ: «حسن صحيح».
وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
قال الأعظمي: هذا وهم منه، فإنه ليس على شرط أحدهما لأنّ فيه ثعلبة بن عبّاد من رجال السنن فقط. ثم هو لم يوثقه أحد، وإنما ذكره ابن حبان في «ثقاته» (٤/ ٩). ولم يذكر من روى عنه سوى الأسود بن قيس فهو «مجهول» فلعل من صحّحه نظر إلى شواهده، واللَّه تعالى أعلم.
وقوله: «ثم يهلكه اللَّه وجنوده» أي يهلكهـ عيسى ابن مريم، ونسب الفعل إلى اللَّه مثل قوله تعالى: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾ [سورة الأنفال: ١٧].
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 251 من أصل 361 باباً
- 226 باب ما جاء في أنّ موسى ﵇ ألقى الألواح فانكسرت
- 227 باب ترجمة كتاب اللَّه إلى اللّغات الأخرى
- 228 باب الإيمان بأنّ القرآن كلام اللَّه أنزله اللَّه تعالى بواسطة جبريل
- 229 باب إن القرآن أحدث الكتب عهدًا باللَّه ﷿
- 230 باب ما جاء في أوّل ما نزل من القرآن
- 231 باب ما جاء في آخر ما نزل من القرآن
- 232 باب نزول القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى السّماء الدّنيا
- 233 باب مدّة نزول القرآن على النبيّ ﷺ-
- 234 باب استذكار القرآن وتعاهده
- 235 باب إنّ القرآن نزل بلسانٍ عربيٍّ مبين وبلسان قريش
- 236 باب القرّاء من أصحاب النبيّ ﷺ-
- 237 باب إذا استعجم القرآن على اللّسان في قيام اللّيل فليضطجع
- 238 باب كراهية السّفر بالقرآن إلى أرض العدو
- 239 باب ما جاء في عدّة الأنبياء والمرسلين
- 240 باب ما من نبيِّ إِلَّا وقد أُعطي من المعجزات ما آمن عليها البشر
- 241 باب من الأنبياء من لم يصدِّقْه من أمّته إِلَّا رجل واحد، ومنهم من لم يصدّقه أحد
- 242 باب أن اللَّه إذا أراد رحمة أمة قبض نبيها قبلها
- 243 باب في الأنبياء أنهم أحياء في قبورهم يصلّون
- 244 باب إنّ اللَّه حرَّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء
- 245 باب من خصائص الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم
- 246 باب ما جاء في نبوة آدم ﵇
- 247 باب ما جاء في كراهية المفاضلة بين الأنبياء
- 248 باب أشد الناس عذابا يوم القيامة من قتله نبيٌّ، أو قتل نبيا
- 249 باب عصمة الأنبياء فيما يخبرون عن اللَّه ﷾
- 250 باب وجوب الإيمان بنبوّة عيسى ﵇ وأنّه عبد اللَّه ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم
- 251 باب وجوب الإيمان بنزول عيسى ﵇ وقتله الدّجال
- 252 باب إن عيسى ﵇ يقتل الدجال بباب لُدّ
- 253 باب سلام النبيّ ﷺ على عيسى ﵇
- 254 باب قول النبيّ ﷺ: أنا أولى النّاس بعيسى ابن مريم ﵍
- 255 باب ما جاء أن عيسى ابن مريم ﵇ يحج البيت بعد قتله الدجال
- 256 وجوب الإيمان بعموم رسالة النبيّ ﷺ-
- 257 باب ما جاء في بعثة النبي ﷺ إلى الجن
- 258 باب عن نبوة محمد ﷺ وآدم بين الرّوح والجسد
- 259 وجوب الإيمان بالنّبيّ ﷺ ومحبته
- 260 باب من أحبّ رسول اللَّه ﷺ يكون معه في الجنة
- 261 باب فيمن يودّ رؤية النبي ﷺ بأهله وماله
- 262 باب فضل من آمن بالنّبيّ ولم يره
- 263 باب دعاء النبيّ ﷺ لمن شهد له بالرّسالة
- 264 باب وجوب الإيمان بأنّ النّبيّ ﷺ خاتم النّبيين ولا نبيَّ بعده
- 265 باب قول النبيّ ﷺ لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبي بعدي
- 266 باب ما جاء في خاتم النّبوة وصفته
- 267 باب ذهاب النّبوة بعد نبوة نبيّنا ﷺ وبقاء المبشّرات
- 268 باب ما من شيء بين السماء والأرض إلّا يشهد لنبوّة محمد رسول اللَّه ﷺ-
- 269 باب ما جاء من الإيمان بما خصّ به النبيّ ﷺ من الإسراء والمعراج، وما جاء فيه من الآيات البينات
- 270 باب أنّ النّبيّ ﷺ نذير بين يدي عذاب شديد
- 271 باب بشرية الرّسول ﷺ-
- 272 باب كراهية رفع النّبيّ ﷺ فوق المنزلة التي أنزله اللَّه ﷾
- 273 ذكر ما يدل على أنّ رفع الصّوت على النّبيّ ﷺ من الكبائر ومحبط للأعمال
- 274 باب مضاعفة أجر الكتابي إذا آمن بالنبيّ ﷺ-
- 275 باب الإيمان بالخصال التي فُضِّل بها النّبيّ ﷺ على غيره
معلومات عن حديث: وجوب الإيمان بنزول عيسى وقتله الدجال
📜 حديث عن وجوب الإيمان بنزول عيسى وقتله الدجال
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ وجوب الإيمان بنزول عيسى وقتله الدجال من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث وجوب الإيمان بنزول عيسى وقتله الدجال
تحقق من درجة أحاديث وجوب الإيمان بنزول عيسى وقتله الدجال (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث وجوب الإيمان بنزول عيسى وقتله الدجال
تخريج علمي لأسانيد أحاديث وجوب الإيمان بنزول عيسى وقتله الدجال ومصادرها.
📚 أحاديث عن وجوب الإيمان بنزول عيسى وقتله الدجال
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع وجوب الإيمان بنزول عيسى وقتله الدجال.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب