حديث: ما أظن يغني ذلك شيئًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب عصمة الأنبياء فيما يخبرون عن اللَّه ﷾

عن طلحة بن عبيد اللَّه التيميّ قال: «مررتُ مع رسول اللَّه ﷺ بقوم على رؤوس النَّخل، فقال: «ما يصنعُ هؤلاء؟». فقالوا: يلقِّحونه، يجعلون الذَّكرَ في الأنثى فيتلقح. فقال رسول اللَّه ﷺ: «ما أظنُّ يُغني ذلك شيئًا». قال: فأُخبروا بذلك فتركوه. فأُخبر رسولُ اللَّه ﷺ بذلك فقال: «إن كان ينفعهم ذلك فلْيصنعوه. فإنّي إنّما ظننتُ ظنًّا فلا تُؤاخذوني بالظّن. ولكنْ إذا حدّثْتكم عن اللَّه شيئًا، فخذوا به. فإنّي لنْ أكذبَ على اللَّه عز وجل».

صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٣٦١) من طرق عن أبي عوانة، عن سماك، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال (فذكره).

عن طلحة بن عبيد اللَّه التيميّ قال: «مررتُ مع رسول اللَّه ﷺ بقوم على رؤوس النَّخل، فقال: «ما يصنعُ هؤلاء؟». فقالوا: يلقِّحونه، يجعلون الذَّكرَ في الأنثى فيتلقح. فقال رسول اللَّه ﷺ: «ما أظنُّ يُغني ذلك شيئًا». قال: فأُخبروا بذلك فتركوه. فأُخبر رسولُ اللَّه ﷺ بذلك فقال: «إن كان ينفعهم ذلك فلْيصنعوه. فإنّي إنّما ظننتُ ظنًّا فلا تُؤاخذوني بالظّن. ولكنْ إذا حدّثْتكم عن اللَّه شيئًا، فخذوا به. فإنّي لنْ أكذبَ على اللَّه ﷿».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فهذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله التيمي رضي الله عنه، يحمل في طياته دروسًا عظيمة وفوائد جليلة، سأشرحها لكم على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● يُلَقِّحُونَهُ: أي يُلَقِّحون النخل، وهي عملية تأبير النخل أو تذكيره بوضع طلع الذكر في الأنثى لتثمر.
● الذَّكَرَ: المقصود به طلع النخل الذكر.
● الأنثى: المقصود به النخل المؤنث الذي يثمر.
● يُغْنِي: يفيد أو ينفع.
● فَأُخْبِرُوا: أي أُخبِرَ أولئك القوم بقول النبي صلى الله عليه وسلم.
● فَتَرَكُوهُ: أي تركوا عملية التلقيح.
● لا تُؤَاخِذُونِي بِالظَّنِّ: لا تعاتبوني أو تلوموني على مجرد الظن.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يحدثنا الصحابي طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أنه مر مع النبي صلى الله عليه وسلم على قوم يقومون بتلقيح النخل، فسأل النبي عن عملهم، فقيل له إنهم يلقحون النخل بوضع الذكر في الأنثى ليثمر. فأبدى النبي صلى الله عليه وسلم ظنه بأن هذا العمل لا يفيد، فلما سمع القوم ذلك تركوا التلقيح. فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم تركوا العمل بناءً على قوله، بين لهم أن ما قاله كان مجرد ظنٍ منه، وأمرهم أن يعودوا إلى عملهم إذا كان ينفعهم، مؤكدًا أنه إذا حدثهم عن الله تعالى بشيء فعليهم الأخذ به لأنه لا يكذب على الله.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- التفريق بين الوحي والرأي البشري: الحديث يوضح بوضوح الفرق بين كلام النبي صلى الله عليه وسلم作为 رسول يبلغ عن الله، وبين رأيه الشخصي في الأمور الدنيوية. فما كان من الوحي فهو معصوم وملزم، وما كان من الرأي والاجتهاد في الأمور الدنيوية فقد يخطئ فيه.
2- تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وعدالته: حيث اعترف بأن ما قاله كان ظنًا، ولم يتكبر أو يتمسك برأيه عندما تبين أن التلقيح مفيد للنخل.
3- الأخذ بالأسباب: على المسلم أن يأخذ بالأسباب المادية مع التوكل على الله، وعدم التعارض بين التوكل والأخذ بالأسباب.
4- حرص النبي على أمته: حيث نبههم إلى خطورة ترك العمل النافع بسبب ظنه، وأمرهم بالعودة إليه إذا كان مفيدًا.
5- العلم بالتجربة والخبرة: ليس كل ما يظنه الإنسان صوابًا يكون صوابًا، بل لا بد من الاختبار والتجربة في الأمور المادية.
6- الصدق والأمانة في التبليغ: حيث أكد النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا ينطق عن الهوى، وأن ما يبلغه عن الله هو الحق الذي لا ريب فيه.

رابعًا. فوائد إضافية:


- هذا الحديث من الأدلة التي يستدل بها العلماء على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب، وأن علمه بالغيب مقصور على ما أطلعه الله عليه.
- فيه دليل على أن اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في الأمور الدنيوية قد يخطئ، ثم يبين الله له الصواب.
- الحديث يعلمنا الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم، حيث لم يغضب عندما تركوا قوله، بل بين لهم الحكمة والفرق بين الوحي والرأي.
- فيه إشارة إلى مشروعية التلقيح في الزراعة، وهو من الأمور النافعة التي ينبغي الأخذ بها.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الفضائل (٢٣٦١) من طرق عن أبي عوانة، عن سماك، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال (فذكره).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 668 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما أظن يغني ذلك شيئًا

  • 📜 حديث: ما أظن يغني ذلك شيئًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما أظن يغني ذلك شيئًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما أظن يغني ذلك شيئًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما أظن يغني ذلك شيئًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب