خاتم النبوة وصفته - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب ما جاء في خاتم النّبوة وصفته

عن السّائب بن يزيد يقول: ذهبتْ بي خالتي إلى رسول اللَّه ﷺ فقالت: يا رسول اللَّه، إنّ ابن أخي وَجِعٌ، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، ثم توضّأ فشربت من وَضوئه، ثم قمتُ خلْف ظهره فنظرتُ إلى خاتمه بين كتفيه كزِرّ الحَجَلة.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الوضوء (١٩٠، ٣٥٤١)، ومسلم في الفضائل (٢٣٤٥) كلاهما من طريق حاتم بن إسماعيل، عن الجعد بن عبد الرحمن، قال: سمعتُ السائب بن يزيد، فذكر مثله.
قال القرطبيّ: «وقوله: «زِرّ الحجلة«الرواية المعروفة فيه: زرّ -بتقديم الزّاي- قال أبو الفرج ابن الجوزيّ: الحجلة بيت كالقبة بستر بالثياب، ويجعل له باب من جنسه، فيه زرٌّ وعروة. تشدّ إذا أغلق. وقال القاضي أبو الفضل: الزرّ: الذي يعقد به النساء عُرى أحجالهن كأزرار القميص. والحجلة هنا: واحدة الحجال، وهي ستور ذات سُجوف. وقال غيره: الحجلة: هي الطّائر المعروف، وزرُّها: بيضتها. كما قال جابر: بيضة الحمام.
قلت -أي القرطبي-: والأول أشهر في الزرّ، والثاني: أشبه بالمعنى». «المفهم» (٦/ ١٣٦).
عن جابر بن سمرة، قال: رأيتُ خاتمًا في ظهر رسول اللَّه ﷺ كأنّه بيضة حمام. وفي رواية: عند كتفه.

صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٣٤٤) عن محمد بن المثنى، حدّثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سماك، قال: سمعت جابر بن سمرة، فذكر مثله.
ورواه الترمذيّ (٣١٤٤) من وجه آخر عن أيوب بن جابر، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال: كان خاتمُ رسول اللَّه ﷺ يعني الذي بين كتفيه- غدّة حمراء مثل بيضة الحمام.
وقال: «هذا حديث حسن صحيح».
وأمّا ما وقع في صحيح ابن حبان (٦٢٩٧): مثل بيضة النّعامة يشبه جسده. فهو غلط؛ لأنّه روى في الصحيح: مثل بيضة الحمامة. وهو الصّواب.
وقوله: «يشبه جسده». معناه لونه لون جسده.
عن عبد اللَّه بن سرْجِس قال: رأيت النبيّ وأكلتُ معه خبزًا ولحمًا. أو قال: ثريدًا. قال: فقلتُ له: أستغفر لك النبيُّ ﷺ؟ قال: نعم. ولك ثم تلا هذه الآية: ﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ [سورة محمد: ١٩]. قال: ثم درتُ خلفه، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغِض كتفه اليُسرى. جُمْعًا عليه خِيلانٌ كأمثال الثآليل.

صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٣٤٦) من طرق عن عاصم الأحول، عن عبد اللَّه بن سَرْجس، فذكر مثله.
وقوله: «ناغض كتفه» وهو أعلى الكتف.
وقوله: «جُمعًا» معناه أنه كجمع الكف، وهو صورته، بعد أن تجمع الأصابع وتضمها.
قوله: «خيلان» جمع خال، وهو الشّامة في الجسد.
وقوله: «الثآليل» جمع ثؤلول، وهي حبيبات تعلو الجسد.
قال القرطبيّ في «المفهم» (٦/ ١٣٦) بعد أن ذكر بعض هذه الأحاديث: «هذه الألفاظ كلّها متقارية المعنى مفيدة، أنّ خاتم النّبوة كان نتوءًا قائمًا أحمر تحت كتفه الأيسر قدره إذا قُلِّل: بيضة الحمامة، وإذا كثّر: جمع اليد، وقد جاء في البخاريّ: كان بَضْعَةً ناشزةً أي: مرتفعة».
وقوله: وقد جاء في البخاريّ: كان بَضْعة ناشزة، وهم منه رحمه اللَّه تعالى فإني لم أجد هذه اللّفظة في صحيح البخاريّ، وإنّما هي في شمائل الترمذيّ كما سيأتي في حديث أبي نَضْرة العوقيّ عن أبي سعيد الخدريّ.
عن قرّة بن إياس، قال: أتيتُ رسول اللَّه ﷺ في رهطٍ من مُزينة، فبايعناه، وإنّ قميصه لمطلق الأزرار. قال: فبايعتُه ثم أدخلتُ يدي في جيب قميصه فمستُ الخاتم.
قال عروة: فما رأيتُ معاوية بن قرّة بن مرّة ولا ابنه قط إلّا مطلقي أزرارهما قطّ في شتاء ولا حرٍّ، ولا يُزَرِّران أزرارهما أبدًا.

صحيح: رواه أبو داد (٤٠٨٢)، وابن ماجه (٣٥٧٨)، والترمذيّ في الشمائل (٥٧) كلّهم من طريق زهير، حدّثنا عروة بن عبد اللَّه بن قشير أبو مهل الجعفيّ، قال: حدّثني معاوية بن قرّة، عن أبيه
(يعني قرّة بن إيّاس) قال: (فذكر مثله).
ومن هذا الطّريق رواه أيضًا أحمد (١٥٥٨١)، وصحّحه ابنُ حبان (٥٤٥٢).
ورجاله رجال الصّحيح غير عروة بن عبد اللَّه بن قشير فقد روى له أبو داود، وابن ماجه، ووثقه أبو زرعة وابن حبان وغيرهما.
ورواه أحمد (١٥٥٨٢) عن روح، حدثنا قرة بن خالد، قال: سمعت معاوية بن قرة، يحدث عن أبيه قال: أتيت رسول اللَّه ﷺ فاستأذنته أن أدخل يدي في جربانه، وإنه ليدعو لي، فما منعه أن ألمسه أن دعا لي. قال: «فوجدت على نغض كتفه مثل السلعة». وإسناده صحيح. وقوله: «نغض كتفه» أي أعلى كتفه.
عن أبي زيد عمرو بن أخطب الأنصاريّ، قال: قال لي رسول اللَّه ﷺ: «يا أبا زيد ادنُ مني وامْسح ظَهْري». وكشف ظهره، فمسحتُ ظهره، وجعلتُ الخاتم بين أصابعي، قال: فغمزتُها. قال: فقيل: وما الخاتم؟ قال: شعر مجتمع على كتفه.

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٢٨٨٩)، وأبو يعلى (٦٨٤١)، وعنه ابن حبان في صحيحه (٦٣٠٠)، والترمذيّ في «الشمائل» (١٩) كلّهم من طريق أبي عاصم النّبيل، حدّثنا عزرة بن ثابت، حدّثنا علباء بن أحمر اليشكريّ، حدّثنا أبو زيد، فذكره.
وإسناده صحيح ورجاله رجال الصّحيح، وأبو عاصم هو الضّحاك بن مخلد النّبيل.
ورواه أحمد (٢٠٧٣٢)، والطبراني (١٧/ ٢٧) من وجهين آخرين عن عزرة بن ثابت، بإسناده مثله.
قال الهيثميّ في «المجمع» (٨/ ٢٨١): «رواه أحمد وأبو يعلى والطبرانيّ، وزاد في رواية عنده: رأيت الخاتم على ظهر رسول اللَّه ﷺ هكذا بظهره كأنه بختم. وأحد أسانيده (أظن يقصد به أحمد) رجاله رجال الصحيح. أي هو الإسناد الأول.
عن بريدة، قال: جاء سلمان إلى رسول اللَّه ﷺ حين قدم المدينة، فقال النبيّ ﷺ لأصحابه: «أبسْطوا». فنظر سلمان إلى الخاتم الذي على ظهر رسول اللَّه ﷺ فآمن به.

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٢٩٩٧)، والبزّار -كشف الأستار (٢٧٢٦) -، والطبرانيّ في الكبير (٦٠٧٠) كلّهم من طريق زيد بن الحباب، حدثني حسين بن واقد، حدثني عبد اللَّه بن بريدة، قال: سمعت بريدة، فذكر قصة إسلام سلمان مطوّلًا، وستأتي في موضعها.
ورواه الترمذيّ في الشمائل (٢٠)، والحاكم (٢/ ١٦) كلاهما من هذا الوجه. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل حسين بن واقد المروزيّ فإنه»صدوق». وفي التقريب: «ثقة له أوهام». وأمّا قصة إسلام سلمان فروي بأسانيد بعضها أصحّ من بعض، وستأتي في موضعها.
ومنها ما رواه الإمام أحمد (٢٣٧٣٧) عن يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني عاصم ابن عمر بن قتادة الأنصاريّ، عن محمود بن لبيد، عن عبد اللَّه بن عباس، قال: حدثني سلمان الفارسيّ حديثه من فيه. في حديث طويل، وجاء فيه: قال سلمان: «ثم جئت رسول اللَّه ﷺ وهو ببقيع الغرقد، قال: وقد تبع جنازةً من أصحابه عليه شملتان له، وهو جالس في أصحابه فسلمت عليه ثم استدرت أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي، فلما رآني رسولُ اللَّه ﷺ استدرتُه عرف أنّي أسْتَثْبِتُ في شيءٍ وُصِفَ لي. قال: فألقى رداءه عن ظهره، فنظرتُ إلى الخاتم فعرفته فانكبت عليه أقبَّلُه وأبكي، فقال لي رسول اللَّه ﷺ: «تحوّل». فتحولتُ فقصصت عليه حديثي كما حدّثتُك يا ابن عباس. قال: فأعجبَ رسول اللَّه ﷺ أن يسمع ذلك أصحابُه. . . .».
وإسناده حسن؛ لأنّ محمّد بن إسحاق حسن الحديث إذا صرّح بالتحديث، وباقي رجاله ثقات.
عن أبي نَضْرة العَوقيّ قال: سألتُ أبا سعيد الخدريّ عن خاتم رسول اللَّه ﷺ فقال: كان في ظهره بضعة ناشزة.

حسن: رواه الترمذيّ في الشّمائل (٢١) عن محمد بن بشّار، حدّثنا بشر بن الوضّاح، حدّثنا أبو عقيل الدَّورقيّ، عن أبي نَضْرة العوقي، فذكره.
وإسناده حسن من أجل بشر بن وضاح فإنّه حسن الحديث. قال الحافظ في التقريب: «صدوق».
وأبو نَضْرة العوقيّ -بفتح المهملة والواو ثم قاف هو المنذر بن مالك بن قُطعة - بضم القاف وفتح المهملة- مشهور بكنيته من رجال الصّحيح.
ورواه الإمام أحمد (١١٦٥٦) من وجه آخر بلفظ: لحم ناشز بين كتفيه. وفيه عبد اللَّه بن ميسرة ضعيف.
قال الهيثمي في «المجمع» (٨/ ٢٨٠): «رواه أحمد، وفيه عبد اللَّه بن ميسرة وثّقه ابنُ حبان وضعّفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات».
وقلت: وفيه شيخ عبد اللَّه بن ميسرة عتاب البكريّ لم يوثقه غير ابن حبان (٥/ ٢٧٤) وعليه اعتمده الهيثميّ في توثيقه.
ولحم ناشز - أي مرتفع عن الجسم.
عن رُميثة قالت: سمعت رسول اللَّه ﷺ لو أشاء أن أُقبِّل الخاتم الذي بين كتفيه من قربي منه لفعلت- يقول: «اهتزّ عرش الرحمن تبارك وتعالى». يريد سعد ابن معاذ يوم توفي.

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٦٧٩٣)، والترمذيّ في الشمائل (١٧)، والطبرانيّ في الكبير (٢٤/ ٢٦٧) كلّهم من طرق عن يوسف بن يعقوب الماجشون، عن أبيه، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن جدّته رُميثة، فذكرت مثله.
وإسناده حسن من أجل والد يوسف وهو يعقوب بن أبي سلمة الماجشون التيمي مولاهم فإنه «صدوق».
وأمّا اهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ فانظر أبواب العرش.
وأمّا ما رُوي عن ابن عمر أنه قال: «كان خاتم النّبوة في ظهر رسول اللَّه ﷺ مثل البندقة من لحم مكتوب: محمد رسول اللَّه». فهو ضعيف.
رواه ابن حبان في صحيحه (٦٣٠٢) من طريق رجاء بن مُرجي، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم قاضي سمرقند: حدّثنا ابن جُريج، عن عطاء، عن ابن عمر، فذكره.
وإسحاق بن إبراهيم هو أبو علي السّمرقنديّ القاضي، ذكره ابنُ حبان في «ثقاته» (٨/ ١٠٩)، وذكر أن اثنين رويا عنه أحدهما: رجاء ولم أقف على توثيق أحد من غيره، فهو مقبول على اصطلاح ابن حجر إلّا أنه لم يتابع فيكون «لين الحديث».
وأمّا قوله: «مكتوب عليه: محمد رسول اللَّه». فهو منكر، لم يثبت ذلك في حديث صحيح.
قال الحافظ ابن حجر في «الفتح» (٦/ ٥٦٣): «أما ما ورد من أنّها كانت كأثر محجم، أو كالشّامة السّوداء، أو الخضراء، أو مكتوب عليها»محمد رسول اللَّه«، أو»سر فأنت منصور«، أو نحو ذلك فلم يثبت منها شيء».
ثم قال: «ولا تغتر بما وقع منها في صحيح ابن حبان فإنّه غفل حيث صحح ذلك، واللَّه أعلم».
وقال الحافظ الهيثمي في «موارد الظّمآن» (٢٠٩٧): «اختلط على بعض الرّواة خاتم النّبوة بالخاتم الذي كان يختم به الكتب».
ونقل مُحقّقه الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة فقال: بهامش الأصل من خطّ شيخ الإسلام ابن حجر ﵀: «البعض هو إسحاق نهو ضعيف».
بقية أحاديث هذا الباب انظرها في فضائل النبيّ ﷺ وسيرته العطرة.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 266 من أصل 361 باباً

معلومات عن حديث: خاتم النبوة وصفته

  • 📜 حديث عن خاتم النبوة وصفته

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ خاتم النبوة وصفته من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث خاتم النبوة وصفته

    تحقق من درجة أحاديث خاتم النبوة وصفته (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث خاتم النبوة وصفته

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث خاتم النبوة وصفته ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن خاتم النبوة وصفته

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع خاتم النبوة وصفته.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب