حديث: اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب عصمة الأنبياء فيما يخبرون عن اللَّه ﷾

عن عبد اللَّه بن عمرو، قال: «كنتُ أكتبُ كلَّ شيءٍ أسمعه من رسول اللَّه ﷺ أريدُ حفظه، فنهتني قريش، وقالوا: لا تكتبْ كلَّ شيءٍ تسمعه من رسول اللَّه ﷺ، ورسول اللَّه ﷺ بشر يتكلّم في الغضب والرِّضا، فأمسكتُ عن الكتاب، فذكرتُ ذلك لرسول اللَّه ﷺ، فأومأ بإصبعه إلى فيه، فقال: «اكتبْ، فوالذي نفسي بيده ما يخرجُ منه إِلَّا حقّ».

صحيح: رواه أبو داود (٣٤٤٦) عن مسدّد وأبي بكر بن أبي شيبة، قالا: حدثنا يحيى، عن عبيد اللَّه بن الأخنس، عن الوليد بن عبد اللَّه بن أبي مغيث، عن يوسف بن ماهك، عن عبد اللَّه بن عمرو، قال (فذكره).

عن عبد اللَّه بن عمرو، قال: «كنتُ أكتبُ كلَّ شيءٍ أسمعه من رسول اللَّه ﷺ أريدُ حفظه، فنهتني قريش، وقالوا: لا تكتبْ كلَّ شيءٍ تسمعه من رسول اللَّه ﷺ، ورسول اللَّه ﷺ بشر يتكلّم في الغضب والرِّضا، فأمسكتُ عن الكتاب، فذكرتُ ذلك لرسول اللَّه ﷺ، فأومأ بإصبعه إلى فيه، فقال: «اكتبْ، فوالذي نفسي بيده ما يخرجُ منه إِلَّا حقّ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا لهذا الحديث النافع، الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهما، عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.

أولًا:

نص الحديث وروايته
عن عبد اللَّه بن عمرو رضي الله عنهما، قال: «كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أُرِيدُ حِفْظَهُ، فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ، وَقَالُوا: لَا تَكْتُبْ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَشَرٌ يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، فَأَمْسَكْتُ عَنِ الْكِتَابَةِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَأَوْمَأَ بِإِصْبِعِهِ إِلَى فِيهِ، فَقَالَ: «اكْتُبْ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلَّا حَقّ».
### ثانيًا. شرح المفردات
● أُرِيدُ حِفْظَهُ: أقصد أن أحفظه بواسطة الكتابة.
● فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ:劝阻ني بعض كبار قريش (وليس كلهم) عن ذلك.
● بَشَرٌ يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا: يعني أن البشر قد ينطقون في حال الغضب أو الرضا بما لا يقتضيه المقام، فخشوا أن يقع شيء من ذلك من النبي ﷺ.
● فَأَمْسَكْتُ: توقفت وكففت عن الكتابة.
● أَوْمَأَ بِإِصْبِعِهِ إِلَى فِيهِ: أشار بإصبعه إلى فمه الشريف.
● مَا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلَّا حَقّ: ما يصدر من فمه ﷺ إلا كلامًا حقًا صوابًا، سواء في حالة الرضا أو الغضب.
### ثالثًا. المعنى الإجمالي للحديث
يخبر الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن حرصه العظيم على حفظ سنة النبي ﷺ، فكان يدوّن كل ما يسمعه منه كتابةً لئلا يضيع منه شيء. فلما رأى بعض مشايخ قريش هذا الصنيع، أنكروه عليه بحجة أن النبي ﷺ بشر، وقد يتكلم في حال غضبه بكلام لا يراد إقراره شرعًا. فامتنع عبد الله عن الكتابة تأثرًا بكلامهم. ثم عرض الأمر على النبي ﷺ نفسه، فأمره بالكتابة مرة أخرى، وأقسم ﷺ بالله الذي holds his soul in His hand أن ما يخرج من فمه الكريم لا يكون إلا حقًا وصدقًا ووحيًا يوحى، سواء كان في حالة الرضا أو الغضب، لأنه ﷺ معصوم في تبليغ الوحي، ولا ينطق عن الهوى.
### رابعًا. الدروس المستفادة والفَوائد
1- مشروعية كتابة العلم والسنة: الحديث أصل عظيم في جواز كتابة الحديث النبوي وتدوينه، بل واستحباب ذلك لمن خشي النسيان. وهو رد على من كره الكتابة في عصر النبي ﷺ.
2- حرص الصحابة على حفظ السنة: يظهر من فعل عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما شدة حرص الصحابة على تلقي العلم من النبي ﷺ وحفظه ونقله للأمة.
3- العصمة النبوية في التبليغ: الحديث دليل واضح على عصمة النبي ﷺ في كل ما يبلغه عن ربه، سواء في حال هدوئه أو غضبه لانتهاك حرمات الله. فغضبه ﷺ كان لله، وكلامه في تلك الحالة هو الحق الذي يجب اتباعه.
4- الرجوع إلى أهل العلم عند الاشتباه: فعل عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما في عرض الشبهة على النبي ﷺ مباشرة يعلمنا أن الواجب عند حصول الشك أو النهي عن أمر يتعلق بالدين هو الرجوع إلى العلماء المعتبرين وأهل الاختصاص للفصل فيه.
5- الحكمة من النهي الأولي عن الكتابة: كان النهي العام عن كتابة الحديث في أول الإسلام خشية أن يلتبس على الناس بالقرآن الكريم. فلما استقر القرآن وتميز، أذن النبي ﷺ في الكتابة لخاصة من أصحابه، كعبد الله بن عمرو، الذي كان كاتبًا وحافظًا.
6- مكانة عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: كان من أكثر الصحابة رواية للحديث، وكانت له صحيفة عظيمة تسمى "الصحيفة الصادقة" كان يروي منها الأحاديث.
### خامسًا. معلومات إضافية مفيدة
- هذا الحديث من الأحاديث التي تُستدل بها على عصمة الأنبياء في التبليغ عن الله تعالى.
- actions النبي ﷺ وأقواله وأحواله كلها تشريع للأمة، وهي وحي من الله، كما قال تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ}.
- الصحيفة التي كان يكتبها عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما كانت من أوائل مدونات السنة في الإسلام.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٤٤٦) عن مسدّد وأبي بكر بن أبي شيبة، قالا: حدثنا يحيى، عن عبيد اللَّه بن الأخنس، عن الوليد بن عبد اللَّه بن أبي مغيث، عن يوسف بن ماهك، عن عبد اللَّه بن عمرو، قال (فذكره).
قال أبو داود: حدّثنا مؤمّل بن الفضل، حدّثنا الوليد، قال: قلت لأبي عمرو.
وإسناده صحيح، ويحيى هو ابن سعيد القطّان، وعنه رواه الإمام أحمد (٦٥١٠)، والحاكم (١/ ١٠٥ - ١٠٦) وقال: «رواة هذا الحديث قد احتجّا بهم عن آخرهم غير الوليد هذا، وأظنه الوليد بن أبي الوليد الشّاميّ، فإنّه الوليد بن عبد اللَّه، وقد غلبت على أبيه الكنية، فإن كان كذلك فقد احتجّ به مسلم» انتهى.
وقال الذّهبيّ في: تلخيصه«: «إنّ كان الوليد هو ابن أبي الوليد الشّامي فهو على شرط مسلم».
قال الأعظمي: كذا قالا، والصّحيح أنه الوليد بن عبد اللَّه بن أبي مغيث العبدريّ مولاهم المكيّ كما ساق نسبه أبو داود، ومن روانه. ورواه ابن ماجه غير أنه ثقة، وثّقه ابنُ معين وغيره.
وأمّا الوليد بن أبي الوليد الشّاميّ فلا يوجد من يسمّي بهذا الاسم فضلا عن أن يكون من رواة مسلم، والذي روى له مسلم هو الوليد بن أبي الوليد المدني لا الشّاميّ كما قال الحاكم، إِلَّا أن يكون أحد الرواة نسبه إلى الشّام خطأ، واسم أبيه عثمان لا عبد اللَّه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 667 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق

  • 📜 حديث: اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب