فضل الذكر - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب ما جاء في فضل الذكر

قال الله تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة: ١٥٢]
وقال تعالى: ﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: ٣٥] وقال تعالى: ﴿اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: ٤١]
وقال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ﴾ [الأعراف: ٢٠٥]
عن أبي هريرة، قال: قال النبي ﷺ: «يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ، ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إليّ بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة».

متفق عليه: رواه البخاري في التوحيد (٧٤٠٥)، ومسلم في الذكر والدعاء (٢٦٧٥) كلاهما من طريق الأعمش، سمعت أبا صالح، عن أبي هريرة فذكره.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله قال: إذا تلقاني عبدي بشبر تلقيته بذراع، وإذا تلقاني بذراع تلقيته بباع، وإذا تلقاني بباع أتيته بأسرع».

صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (٢٦٧٥: ٣) عن محمد بن رافع، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله ﷺ فذكر أحاديث منها، ثم ساق هذا الحديث.
عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «إن الله عز وجل يقول: أنا مع عبدي إذا هو ذكرني، وتحركت بي شفتاه».

صحيح: رواه ابن ماجه (٣٧٩٢)، وأحمد (١٠٩٦٨) كلاهما من طريق الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، عن أم الدرداء، عن أبي هريرة فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه أحمد (١٠٩٧٥، ١٠٩٧٦)، والبخاري في خلق أفعال العباد (٤٣٦)، وصحّحه ابن حبان (٨١٥) كلهم من طرق عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، عن كريمة ابنة الحسحاس المزنية قالت: سمعت أبا هريرة يقول في بيت أم الدرداء قال: قال رسول الله ﷺ فذكره.
وهذا إسناد حسن من أجل كريمة فإنها حسنة الحديث.
وكلا الوجهين (أعني عن كريمة عن أبي هريرة، وعن أم الدرداء عن أبي هريرة) صحيحان كما قال المزي في ترجمة كريمة بنت الحسحاس من تهذيب الكمال.
وعلقه البخاري في التوحيد، باب قول الله تعالى: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ﴾ عن أبي هريرة بصيغة الجزم.
وروي عن أم الدرداء عن أبي الدرداء وليس بمحفوظ كما قال المزي في تحفة الأشراف (١١/ ١٠٩).
عن أنس عن النبي ﷺ يرويه عن ربه قال: «إذا تقرب العبد إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني مشيا أتيته هرولة».
وفي رواية عنه: قال: قال رسول الله ﷺ: «قال الله: يا ابن آدم، إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ من الملائكة، أو في ملأ خير منهم، وإن دنوت مني شبرا، دنوت منك ذراعا، وإن دنوت مني ذراعا، دنوت منك باعا، وإن أتيتني تمشي، أتيتك أهرول».
قال قتادة: «فالله عز وجل أسرع بالمغفرة».

صحيح: رواه البخاري في التوحيد (٧٥٣٦) عن محمد بن عبد الرحيم، حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع الهروي، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس فذكره باللفظ الأول. ورواه أحمد (١٢٤٠٥) عن عبد الرزاق - وهو في مصنفه (٢٠٥٧٥) - عن معمر، عن قتادة، عن أنس فذكره باللفظ الثاني.
وإسناده صحيح.
عن شريح قال: سمعت رجلا من أصحاب النبي ﷺ يقول: قال النبي ﷺ: «قال الله تعالى: يا ابن آدم قم إلي أمش إليك، وامش إلي أهرول إليك».

صحيح: رواه أحمد (١٥٩٢٥) عن إسحاق بن عيسى هو ابن الطباع قال: حدثنا جرير - يعني ابن حازم - عن واصل الأحدب، عن أبي وائل، عن شريح فذكره. وإسناده صحيح.
وشريح هو: ابن الحارث الكوفي القاضي.
قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير شريح بن الحارث وهو ثقة.
عن ابن عباس عن النبي ﷺ قال: «قال الله تعالى: يا ابن آدم إذا ذكرتني خاليا ذكرتك خاليا، وإذا ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير من الذين تذكرني فيهم».

حسن: رواه البزار (٥١٣٨)، والطبراني في الكبير (١٢/ ٦٤) كلاهما من طريق فضيل بن سليمان، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره.
وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن ابن عباس بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه.
قال الأعظمي: فضيل بن سليمان سيء الحفظ وقد تابعه علي بن عاصم عن عبد الله بن عثمان عند البيهقي في الشعب (٥٤٧)، وعلي بن عاصم أيضا سيء الحفظ، ولكن يقوي أحدهما الآخر ويصير الإسناد حسنا.
وكذلك عبد الله بن عثمان بن خثيم حسن الحديث أيضا.
وأما المنذري فقال في الترغيب (٢٣٠٩): «رواه البزار بإسناد صحيح».
عن أبي موسى الأشعري قال: قال النبي ﷺ: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر مثل الحي والميت».
وفي لفظ: «مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت».

متفق عليه: رواه البخاري في الدعوات (٦٤٠٧)، ومسلم في صلاة المسافرين (٧٧٩) كلاهما من طريق أبي أسامة، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى فذكره. واللفظ الأول للبخاري والآخر لمسلم.
عن أبي هريرة قال: كان رسول الله ﷺ يسير في طريق مكة، فمر على جبل يقال له: جُمدان فقال: «سيروا، هذا جمدان، سبق المفردون». قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: «الذاكرون الله كثيرا والذاكرات».

صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (٢٦٧٦) عن أمية بن بسطام العيشي، ثنا يزيد بن زريع، ثنا روح بن القاسم، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
عن عبد الله بن بسر أن رجلا قال: يا رسول الله! إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال: «لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله».

صحيح: رواه الترمذي (٣٣٧٥)، وابن ماجه (٣٧٩٣)، وأحمد (١٧٦٨٠، ١٧٦٩٨)، وصحّحه ابن حبان (٨١٤)، والحاكم (١/ ٤٩٥) كلهم من طريق عمرو بن قيس الكندي، عن عبد الله بن بسر، فذكره.
وإسناده صحيح وصحّحه الحاكم، وأما الترمذي فقال: حسن غريب من هذا الوجه». لأنه رواه من طريق معاوية بن صالح وحديثه حسن إلا أنه توبع.
عن معاذ بن جبل قال: إن آخر كلمة فارقت عليها رسول الله ﷺ قلت: يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله أو أفضل؟ قال: «أن تموت ولسانك رطبا من ذكر الله».

حسن: رواه البخاري في خلق أفعال العباد (٢٨١) - واللفظ له -، وصحّحه ابن حبان (٨١٨)، والطبراني في الكبير (٢٠/ ١٠٧)، ومسند الشاميين (١٩٢)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (٢)
كلهم من طرق عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن ثوبان فإنه حسن الحديث وقد اختلف فيه على عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان على عدة أوجه إلا أن الصحيح منها ما ذكرته وهو الذي رجحه الدارقطني في العلل (٦/ ٤٨ - ٤٩).
وحسنه ابن حجر في نتائج الأفكار فقال: «هذا حديث حسن».
عن أبي الدرداء قال: قال النبي ﷺ: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم». قالوا: بلى. قال: «ذكر الله تعالى».
فقال معاذ بن جبل: ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله.

حسن: رواه الترمذي (٣٣٧٧)، وابن ماجه (٣٧٩٠)، وأحمد (٢١٧٠٢)، وصحّحه الحاكم (١/ ٤٩٦) كلهم من طرق عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش، عن أبي بحرية (هو عبد الله بن قيس)، عن أبي الدرداء فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن سعيد بن أبي هند فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وقد اختلف في إسناده وما ذكرته هو أسلمها.
وأما ما روي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ﷺ سئل أي العباد أفضل درجة عند الله يوم القيامة؟ قال: «الذاكرون الله كثيرا والذاكرات». قلت: يا رسول الله! ومِنَ الغازي في سبيل الله؟ ! قال: «لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دما لكان الذاكرون الله كثيرا أفضل منه درجة» فإسناده ضعيف.
رواه الترمذي (٣٣٧٦) عن قتيبة، حدثنا ابن لهيعة، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري فذكره.
ورواه أحمد (١١٧٢٠)، وابن عدي في ترجمة دراج المصري من الكامل (٣/ ٩٨١) من وجهين آخرين عن ابن لهيعة به.
وقال الترمذي: «هذا حديث غريب؛ إنما نعرفه من حديث دراج».
قال الأعظمي: دراج في روايته عن أبي الهيثم ضعيف، وحديثه هذا مما أنكر عليه كما ذكر ابن عدي.
وكذلك لا يصح ما روي عن عمر بن الخطاب أن النبي ﷺ بعث بعثا قبل نجد فغنموا غنائم كثيرة وأسرعوا الرجعة، فقال رجل ممن لم يخرج: ما رأينا بعثا أسرع رجعة، ولا أفضل غنيمة من هذا البعث. فقال النبي ﷺ: «ألا أدلكم على قوم أفضل غنيمة وأسرع رجعة قوم شهدوا صلاة الصبح ثم جلسوا يذكرون الله حتى طلعت عليهم الشمس فأولئك أسرع رجعة وأفضل غنيمة».
رواه الترمذي (٣٥٦١)، وابن عدي في الكامل (٢/ ٦٥٨) كلاهما من طريق عبد الله بن نافع الصائغ، عن حماد بن أبي حميد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب فذكره.
وقال الترمذي: «وهذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وحماد بن أبي حميد هو محمد بن أبي حميد المدني أو هو أبو إبراهيم الأنصاري المديني، وهو ضعيف في الحديث».
وكذلك لا يصح ما روي عن عمارة بن زعكرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن الله عز وجل يقول: إن عبدي كل عبدي الذي يذكرني وهو ملاق قرنه» يعني عند القتال.
رواه الترمذي (٣٥٨٠)، وابن أبي عاصم في الجهاد (١٣٠)، وابن عدي في الكامل (٥/ ٢٠١٨) كلهم من طريق الوليد بن مسلم قال: حدثنا عفير بن معدان أنه سمع أبا دوس اليحصبي، يحدث عن ابن عائذ اليحصبي، عن عمارة بن زعكرة فذكره.
وعفير بن معدان ضعيف. ولذا قال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي، ولا نعرف لعمارة بن زعكرة عن النبي ﷺ إلا هذا الحديث الواحد».

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 12 من أصل 198 باباً

معلومات عن حديث: فضل الذكر

  • 📜 حديث عن فضل الذكر

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ فضل الذكر من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث فضل الذكر

    تحقق من درجة أحاديث فضل الذكر (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث فضل الذكر

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث فضل الذكر ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن فضل الذكر

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع فضل الذكر.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب