حديث: ذكر الله تعالى خير من إنفاق الذهب والورق
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في فضل الذكر
فقال معاذ بن جبل: ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله.
حسن: رواه الترمذي (٣٣٧٧)، وابن ماجه (٣٧٩٠)، وأحمد (٢١٧٠٢)، وصحّحه الحاكم (١/ ٤٩٦) كلهم من طرق عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش، عن أبي بحرية (هو عبد الله بن قيس)، عن أبي الدرداء فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم». قالوا: بلى. قال: «ذكر الله تعالى». فقال معاذ بن جبل: ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله.
١. شرح المفردات:
● أنبئكم: أخبركم.
● أزكاها: أطهرها وأنقاها.
● مليككم: ملككم وهو الله تعالى.
● الذهب والورق: الفضة (الورق هي الفضة في لغة العرب).
● تلقوا عدوكم: تقابلوا أعداءكم في القتال.
● أنجى: أكثر إنقاذًا وخلاصًا.
٢. شرح الحديث:
يبدأ النبي ﷺ بسؤال استنكاري ليجذب انتباه الصحابة، فيخبرهم أنه سيبين لهم أفضل الأعمال وأعلاها منزلة عند الله تعالى، وهي:
● خير الأعمال: أي أفضل ما تعملونه.
● أزكاها عند مليككم: أطهرها وأنقاها عند الله.
● أرفعها في درجاتكم: الأعلى في رفع منزلتكم في الجنة.
● خير من إنفاق الذهب والفضة: أفضل من الصدقة بالنقود.
● خير من الجهاد في سبيل الله: أفضل حتى من لقاء العدو والقتال في سبيل الله.
ثم يبين النبي ﷺ أن هذا العمل العظيم هو: ذكر الله تعالى، وهو يشمل جميع أنواع الذكر مثل التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير وقراءة القرآن والدعاء وغيرها.
ثم يعقب معاذ بن جبل رضي الله عنه بقوله: "ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله"، أي لا شيء يُنجي الإنسان من عذاب الله أكثر من ذكر الله.
٣. الدروس المستفادة:
- فضل ذكر الله تعالى وأنه من أفضل الأعمال وأعظمها أجرًا.
- أن ذكر الله أفضل من الإنفاق في سبيل الله، ومن الجهاد في سبيل الله، مع أن الجهاد ذروة سنام الإسلام.
- الحث على الإكثار من ذكر الله في كل وقت وحال.
- أن ذكر الله سبب للنجاة من عذاب الله يوم القيامة.
- أهمية استثمار الوقت في ذكر الله تعالى.
٤. معلومات إضافية:
- الحديث رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد، وهو حسن.
- ذكر الله يكون بالقلب واللسان، وأفضله ما تواطأ عليه القلب واللسان.
- من أنواع الذكر: الصلاة على النبي ﷺ، الاستغفار، التسبيح، قراءة القرآن، الدعاء، وغيرها.
- الذكر سبب لطمأنينة القلب كما قال تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات.
والله أعلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن سعيد بن أبي هند فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وقد اختلف في إسناده وما ذكرته هو أسلمها.
وأما ما روي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ﷺ سئل أي العباد أفضل درجة عند الله يوم القيامة؟ قال: «الذاكرون الله كثيرا والذاكرات». قلت: يا رسول الله! ومِنَ الغازي في سبيل الله؟ ! قال: «لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دما لكان الذاكرون الله كثيرا أفضل منه درجة» فإسناده ضعيف.
رواه الترمذي (٣٣٧٦) عن قتيبة، حدثنا ابن لهيعة، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري فذكره.
ورواه أحمد (١١٧٢٠)، وابن عدي في ترجمة دراج المصري من الكامل (٣/ ٩٨١) من وجهين آخرين عن ابن لهيعة به.
وقال الترمذي: «هذا حديث غريب؛ إنما نعرفه من حديث دراج».
قال الأعظمي: دراج في روايته عن أبي الهيثم ضعيف، وحديثه هذا مما أنكر عليه كما ذكر ابن عدي.
وكذلك لا يصح ما روي عن عمر بن الخطاب أن النبي ﷺ بعث بعثا قبل نجد فغنموا غنائم كثيرة وأسرعوا الرجعة، فقال رجل ممن لم يخرج: ما رأينا بعثا أسرع رجعة، ولا أفضل غنيمة من هذا البعث. فقال النبي ﷺ: «ألا أدلكم على قوم أفضل غنيمة وأسرع رجعة قوم شهدوا صلاة الصبح ثم جلسوا يذكرون الله حتى طلعت عليهم الشمس فأولئك أسرع رجعة وأفضل غنيمة».
رواه الترمذي (٣٥٦١)، وابن عدي في الكامل (٢/ ٦٥٨) كلاهما من طريق عبد الله بن نافع الصائغ، عن حماد بن أبي حميد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب فذكره.
وقال الترمذي: «وهذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وحماد بن أبي حميد هو محمد بن أبي حميد المدني أو هو أبو إبراهيم الأنصاري المديني، وهو ضعيف في الحديث».
وكذلك لا يصح ما روي عن عمارة بن زعكرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن الله عز وجل يقول: إن عبدي كل عبدي الذي يذكرني وهو ملاق قرنه» يعني عند القتال.
رواه الترمذي (٣٥٨٠)، وابن أبي عاصم في الجهاد (١٣٠)، وابن عدي في الكامل (٥/ ٢٠١٨) كلهم من طريق الوليد بن مسلم قال: حدثنا عفير بن معدان أنه سمع أبا دوس اليحصبي، يحدث عن ابن عائذ اليحصبي، عن عمارة بن زعكرة فذكره.
وعفير بن معدان ضعيف. ولذا قال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي، ولا نعرف لعمارة بن زعكرة عن النبي ﷺ إلا هذا الحديث الواحد».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 11 من أصل 607 حديثاً له شرح
- 1 من أتاني يمشي أتيته هرولة
- 2 إذا تلقاني عبدي بشبر تلقيته بذراع
- 3 أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحركت بي شفتاه
- 4 إذا تقرب العبد إلي شبرا تقربت إليه ذراعا
- 5 قم إلي أمش إليك وامش إلي أهرول إليك
- 6 إذا ذكرتني خاليا ذكرتك خاليا
- 7 مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر مثل الحي والميت
- 8 الذاكرون الله كثيرا والذاكرات
- 9 لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله
- 10 أن تموت ولسانك رطبا من ذكر الله
- 11 ذكر الله تعالى خير من إنفاق الذهب والورق
- 12 هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم
- 13 قوم يذكرون الله تحفهم الملائكة وتنزل عليهم السكينة
- 14 ما أجلسكم؟ جلسنا نذكر الله
- 15 قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات
- 16 حلق الذكر هي رياض الجنة
- 17 ابتدرها عشرة أملاك يكتبون حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
- 18 ما قعد قوم مقعدا لا يذكرون الله إلا كان عليهم...
- 19 ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه...
- 20 ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا...
- 21 ما اجتمع قوم ثم تفرقوا عن غير ذكر الله ...
- 22 ما من قوم اجتمعوا في مجلس فلم يذكروا الله
- 23 سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك
- 24 سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
- 25 سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك كفارة للمجلس
- 26 كلمات علمنيهن جبريل كفارات لخطايا المجلس
- 27 متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا
- 28 كان النبي يذكر الله على كل أحيانه
- 29 نافق حنظلة يا رسول الله
- 30 لو تدومون عليها لصافحتكم الملائكة
- 31 ليس ذاك النفاق
- 32 إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر
- 33 لأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة الغداة حتى...
- 34 من صلى صلاة الغداة في جماعة ثم جلس يذكر الله...
- 35 النبي يحتضن ابنته عند وفاتها ويقول: إن المؤمن بكل خير...
- 36 عبدي المؤمن عندي بمنزلة كل خير
- 37 كانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي
- 38 كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل
- 39 من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له...
- 40 من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حُطت خطاياه
- 41 فضل سبحان الله وبحمده
- 42 الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان
- 43 ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده: سبحان الله وبحمده
- 44 رسول الله يكثر من قول سبحان الله وبحمده أستغفر الله...
- 45 كفارة المجلس
- 46 يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة
- 47 اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني
- 48 سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر...
- 49 أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله والحمد لله ولا...
- 50 خير الكلام أربع، لا تبالي بأيتهن بدأت: سبحان الله والحمد...
معلومات عن حديث: ذكر الله تعالى خير من إنفاق الذهب والورق
📜 حديث: ذكر الله تعالى خير من إنفاق الذهب والورق
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ذكر الله تعالى خير من إنفاق الذهب والورق
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ذكر الله تعالى خير من إنفاق الذهب والورق
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ذكر الله تعالى خير من إنفاق الذهب والورق
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








