مواضع الحجامة وأوقاتها - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ما جاء في مواضع الحجامة وأوقاتها
عن أنس قال: كان رسول الله ﷺ يحتجم في الأخدعين والكاهل، وكان يحتجم لسبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين.
صحيح: رواه أبو داود (٣٨٦٠)، والتِّرمذيّ (٢٠٥١)، وابن ماجه (٣٤٨٣)، وأحمد (١٢١٩١)، وصحّحه ابن حبَّان (٦٠٧٧)، والحاكم (٤/ ٢١٠) كلّهم من طرق عن قتادة، عن أنس فذكره. وإسناده صحيح.
واللّفظ للترمذي والحاكم، والباقون اقتصروا على الشرط الأول.
وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشّيخين»
وأمّا الترمذيّ فحسّنه لأن في إسناده وإسناد الحاكم عمرو بن عاصم، وهو وإن كان من رجال الجماعة ولكن في حفظه شيء، ولذا حسّنه الترمذيّ وقال الحاكم: على شرط الشّيخين إِلَّا أنه توبع عند الآخرين.
ورواه ابن ماجه (٣٤٨٦) من وجه آخر عن النهاس بن قهم، عن أنس بن مالك فذكر مثله وزاد فيه: ولا يَتَبيَّغْ بأحدكم الدمُ فيقتلَه.
والنهّاس -بتشديد الهاء- بن قهم القيسي أبو الخطّاب البصري ضعيف عند جمهور أهل العلم. وقوله: «يتبيّغ» أي لا يفور الدم ومنه تبيغ الماء إذا تردّد وتحيّر في مجراها.
وفي معناه ما رُوي عن ابن عباس قال: احتجم النَّبِيّ ﷺ في الأخدعين بين الكتفين. رواه أحمد (٢٠٩١)، والطَّبرانيّ في الكبير (١٢/ ٩٥) كلاهما من طريق سفيان الثوري، عن جابر، عن عامر الشعبي، عن ابن عباس فذكره.
وجابر هو ابن يزيد الجعفي الكوفي ضعيف باتفاق أهل العلم، وقال الجوزجاني: كذاب.
والأخدعان: هما عرقان في جانبي العنق.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «من احتجم لسبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين، كان شفاء من كل داء».
حسن: رواه أبو داود (٣٨٦١)، وصحّحه الحاكم (٤/ ٢١٠) كلاهما من حديث أبي توبة الربيع ابن نافع، حَدَّثَنَا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره. واللّفظ لأبي داود واقتصر الحاكم على ذكر السابع عشر.
وإسناده حسن من أجل سعيد بن عبد الرحمن الجمحي فإنه حسن الحديث إِلَّا أن الساجي قال: يرُوي عن هشام وسهيل أحاديث لا يتابع عليها.
ولم أقف على من قال بذلك غير الساجي.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم».
وفي معناه ما رُوي عن ابن عباس، عن النَّبِيّ ﷺ قال: «خير يوم تحتجمون فيه: سبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين» وقال: «وما مررت بملأ من الملائكة ليلة أسري بي إِلَّا قالوا: عليك بالحجامة يا محمد».
رواه أحمد (٣٣١٦) -واللّفظ له-، والتِّرمذيّ (٢٠٥٣)، وابن ماجه (٣٤٧٧)، والحاكم (٤/ ٢٠٩، ٤٠٩) كلّهم من طريق عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
قال الترمذيّ: «حسن غريب، لا نعرفه إِلَّا من حديث عباد بن منصور».
وقال الحاكم: «صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: وفيه عباد بن منصور ضعيف باتفاق أهل العلم، وقد دلّس في هذا الحديث مع ضعَّفه كما سبق بيانه في الإسراء.
وأمّا قول الحافظ في الفتح (١٠/ ١٥٠): «حديث ابن عباس عند أحمد والتِّرمذيّ ورجاله ثقات لكنه معلول» فليس كما قال؛ فإن عباد بن منصور ليس من الثقات.
عن أبي كبشة الأنماري أن النَّبِيّ ﷺ كان يحتجم على هامته وبين كتفيه وهو يقول: «من أهراق من هذه الدماء فلا يضره أن لا يتداوى بشيء لشيء».
حسن: رواه أبو داود (٣٨٥٩)، وابن ماجه (٣٤٨٤) كلاهما من طريق الوليد بن مسلم قال: حَدَّثَنَا ابن ثوبان، عن أبيه، عن أبي كبشة الأنماري فذكره.
وإسناده حسن من أجل ابن ثوبان وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان فإنه حسن الحديث.
وأمّا أبوه ثابت بن ثوبان العنسي فنصوا على أنه لم يدرك أبا هريرة ولم ينصوا على عدم سماعه من أبي كبشة ولم يبينوا سنة وفاته فالظاهر أنه سمع منه.
وأمّا ما رُوي عن كبشة بنت أبي بكرة أن أباها كان ينهى أهله عن الحجامة يوم الثلاثاء، ويزعم عن رسول الله ﷺ: «أن يوم الثلاثاء يوم الدم، وفيه ساعة لا يرقأ» فإسناده ضعيف.
رواه أبو داود (٣٨٦٢)، والعقيلي في ترجمة بكار بن عبد العزيز من ضعفائه (١/ ١٥٠)، والبيهقي (٩/ ٣٤٠) كلّهم من حديث موسى بن إسماعيل، أخبرني أبو بكرة بكار بن عبد العزيز، أخبرتني عمتي كبشة بنت أبي بكرة فذكرته.
قال أبو داود: قال غير موسى: كبشة بنت أبي بكرة.
وكيشة بنت أبي بكرة لا يعرف حالها.
وبكار بن عبد العزيز مختلف فيه وإن كان حسن الحديث فإنه لا يحتمل تفرده.
وقال البيهقي: «النهي الذي فيه موقوف، وإسناده ليس بالقوي. والله أعلم».
وكذلك لا يصح ما رُوي عن ابن عمر قال: يا نافع قد تبيغ بي الدم، فالتمس لي حجاما، واجعله رفيقا، إن استطعت، ولا تجعله شيخا كبيرا، ولا صبيا صغيرا، فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «الحجامة على الريق أمثل، وفيه شفاء وبركة، وتزيد في العقل، وفي الحفظ، فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء، والجمعة، والسبت، ويوم الأحد، تحريا، واحتجموا يوم الاثنين، والثلاثاء، فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء، وضربه بالبلاء يوم الأربعاء، فإنه لا يبدو جذام ولا برص، إِلَّا يوم الأربعاء، أو ليلة الأربعاء».
رواه ابن ماجه (٣٤٨٧) عن سويد بن سعيد قال: حَدَّثَنَا عثمان بن مطر، عن الحسن بن أبي جعفر، عن محمد بن جحادة، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.
والحسن بن أبي جعفر الجُفري البصري ضعيف باتفاق أهل العلم مع عبادته وفضله.
ورواه الحاكم (٤/ ٤٠٩) فقال: عن عثمان بن جعفر، ثنا محمد بن جحادة، عن نافع بإسناده مثله.
وقال الحاكم: «رواة هذا الحديث كلّهم ثقات غير عثمان بن جعفر هذا فإني لا أعرفه بعدالة ولا جرح».
والظاهر أنه خطأ من الحاكم، والصحيح أنه الحسن بن أبي جعفر، ولذا تعقبه الذّهبيّ بقوله: «مرَّ هذا وهو واه».
وروى ابن ماجه (٣٤٨٨) من وجه آخر فقال: حَدَّثَنَا محمد بن المصفى الحمصيّ، حَدَّثَنَا عثمان بن عبد الرحمن، حَدَّثَنَا عبد الله بن عصمة، عن سعيد بن ميمون، عن نافع، قال: قال ابن عمر: يا نافع، تبيغ بي الدم، فأتني بحجام، واجعله شابا، ولا تجعله شيخا، ولا صبيا، قال: وقال ابن عمر، سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «الحجامة على الريق أمثل، وهي تزيد في العقل، وتزيد في الحفظ، وتزيد الحافظ حفظا، فمن كان محتجما، فيوم الخميس، على اسم الله، واجتنبوا الحجامة يوم الجمعة، ويوم السبت، ويوم الأحد، واحتجموا يوم الاثنين، والثلاثاء، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء، فإنه اليوم الذي أصيب فيه أيوب بالبلاء، وما يبدو جذام، ولا برص، إِلَّا في يوم الأربعاء، أو ليلة الأربعاء».
وفيه عثمان بن عبد الرحمن وشيخه عبد الله بن عصمة مجهولان.
وله طرق أخرى لا تزيده إِلَّا ضعفا، والحديث منكر كما قال الحاكم والذّهبيّ وغيرهما.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أبي هريرة مرفوعًا: «من احتجم يوم الأربعاء ويوم السبت فرأى وضحا فلا يلومن إِلَّا نفسه».
رواه الحاكم (٤/ ٤٠٩) عن أبي بكر بن إسحاق، أنبأ أبو مسلم، ثنا حجَّاج بن منهال، ثنا حمّاد ابن سلمة، عن سليمان بن أرقم، عن السديّ، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة فذكره.
وفيه سليمان بن أرقم متروك.
وفي معناه أحاديث أخرى وكلها معلولة، ولكن من الأحوط أن لا يحتجم تلك الأيام.
قال الخلال: سئل أحمد عن النورة والحجامة يوم السبت ويوم الأربعاء فكرهها وقال: بلغني عن رجل أنه تنوّر، واحتجم يعني يوم الأربعاء فأصابه البرص قلت له: كأنه تهاون بالحديث؟ قال: نعم. ذكره الحافظ ابن القيم في زاده (٤/ ٦٠).
وأمّا وقت الحجامة فيجوز في كل وقت، ولذا بوّب البخاريّ بقوله: باب أي ساعة يحتجم، واحتجم أبو مولى ليلًا. قال الحافظ في الفتح (١٠/ ١٤٩): «وورد في الأوقات اللائقة بالحجامة أحاديث ليس فيها شيء على شرطه فكأنه أشار إلى أنها تُصنع عند الاحتياج، ولا تتقيد بوقت دون وقت».
وقال: ولكون هذه الأحاديث لم يصح منها شيء قال حنبل بن إسحاق: كان أحمد يحتجم أي
وقت هاج به الدم، وأي ساعة كانت.
والحجامة: هي استخراج الدم من نواحي الجلد، وفي البلاد الحارة الحجامة من أنفع العلاج لكثرة هياج الدم فيها، وأنها تكون في الموضع الذي يقتضيه الحال، والحجام الماهر يعرف ذلك، وللحجامة آداب وقوانين يجب مراعاتها.
أبواب الكتاب
- 1 باب ما جاء في التلبينة
- 2 باب أن الشافي هو الله تعالى
- 3 باب ما جاء في نعمة الصحة
- 4 باب أن التداوي والاسترقاء من قدر الله
- 5 باب ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء، فتداووا يا عباد الله
- 6 باب النهي عن التداوي بالحرام
- 7 باب ما جاء في الحِمْية
- 8 باب أن الشفاء في ثلاث: الحجامة، والعسل، والكي ّ
- 9 باب التداوي بالحجامة
- 10 باب الحجامة من الشقيقة والصداع
- 11 باب ما جاء في مواضع الحجامة وأوقاتها
- 12 باب دفع أجر الحجام
- 13 باب ما جاء في كراهية الاكتواء
- 14 باب ما جاء في جواز الكي
- 15 باب ما جاء في السعوط
- 16 باب ما جاء في اللدود
- 17 باب التداوي بالعسل
- 18 باب ما قيل في السنا والسنوت
- 19 باب التداوي بالحبة السوداء
- 20 باب التداوي بالعود الهندي
- 21 باب التداوي بأبوال الإبل وألبانها
- 22 باب ما جاء في ألبان البقر
- 23 باب التداوي بتمر العجوة
- 24 باب العجوة من الجنة
- 25 باب ما روي في علاج المفؤود من العجوة
- 26 باب التداوي بتمور المدينة
- 27 باب ما جاء في تمر البرني
- 28 باب العلاج بماء زمزم
- 29 باب التداوي بالكمأة
- 30 باب التداوي بالإثمد والكحل
- 31 باب كم يكتحل في كل عين
- 32 باب ما جاء في إبراد الحمى بالماء
- 33 باب دواء الجروح
- 34 باب الغمز من الألم
- 35 باب ما جاء في الطاعون
- 36 باب أجر الصابر على الطاعون
- 37 باب فضل من مات بالطاعون
- 38 باب لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر، ولا نوء، ولا غول
- 39 باب اجتناب الصحيح من مخالطة المريض خشية الوقوع في الأوهام
- 40 باب الفرار من المجذوم
- 41 باب الرجلُ يداوي المرأةَ، والمرأةُ تداوي الرجلَ عند الحاجة
- 42 باب التداوي بالحناء
- 43 باب ما روي: لا تُكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب
- 44 باب دواء عرق النسا
- 45 باب إذا وقع الذباب في الإناء
- 46 باب إذا مرض العبد كُتِبَ له ما كان يعمل وهو صحيح
معلومات عن حديث: مواضع الحجامة وأوقاتها
📜 حديث عن مواضع الحجامة وأوقاتها
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ مواضع الحجامة وأوقاتها من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث مواضع الحجامة وأوقاتها
تحقق من درجة أحاديث مواضع الحجامة وأوقاتها (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث مواضع الحجامة وأوقاتها
تخريج علمي لأسانيد أحاديث مواضع الحجامة وأوقاتها ومصادرها.
📚 أحاديث عن مواضع الحجامة وأوقاتها
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع مواضع الحجامة وأوقاتها.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Saturday, September 13, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب