حديث: من أهراق من هذه الدماء فلا يضره أن لا يتداوى بشيء لشيء
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في مواضع الحجامة وأوقاتها
حسن: رواه أبو داود (٣٨٥٩)، وابن ماجه (٣٤٨٤) كلاهما من طريق الوليد بن مسلم قال: حَدَّثَنَا ابن ثوبان، عن أبيه، عن أبي كبشة الأنماري فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:
الحديث:
عن أبي كبشة الأنماري أن النبي ﷺ كان يحتجم على هامته وبين كتفيه، وهو يقول: «مَنْ أَهْرَاقَ مِنْ هَذِهِ الدِّمَاءِ فَلَا يَضُرُّهُ أَنْ لَا يَتَدَاوَى بِشَيْءٍ لِشَيْءٍ».
1. شرح المفردات:
● يحتجم: يستعمل الحجامة، وهي إخراج الدم الفاسد من الجسم بواسطة كؤوس هوائية ومشرط.
● هامة: أعلى الرأس (مقدمة الرأس أو قمته).
● بين كتفيه: المنطقة الواقعة بين العظمين البارزين في أعلى الظهر.
● أهراق: أَسَالَ أو أخرج وأراق الدم.
● لا يضره: لا يضر نفسه أو لا يؤثر عليه سلبًا.
● لا يتداوى بشيء لشيء: لا يعالج نفسه بدواء آخر لمرض معين.
2. شرح الحديث:
كان النبي ﷺ يجري الحجامة على منطقتين:
● على هامته: وهي منطقة لها فوائد طبية في تخفيف الصداع وأمراض الرأس.
● بين كتفيه: وهي منطقة معروفة بفوائدها في تنشيط الدورة الدموية وتخفيف آلام الظهر والرقبة.
ثم يقول ﷺ: «مَنْ أَهْرَاقَ مِنْ هَذِهِ الدِّمَاءِ فَلَا يَضُرُّهُ أَنْ لَا يَتَدَاوَى بِشَيْءٍ لِشَيْءٍ»، أي: من أخرج دمًا فاسدًا من جسده بالحجامة، فإنه لا يضره إن لم يستعمل دواءً آخر لعلاج مرض معين؛ لأن الحجامة قد تكون كافية لعلاج علله أو وقايته من الأمراض.
3. الدروس المستفادة:
● الحجامة سنة نبوية وعلاج نافع: الحديث يدل على مشروعية الحجامة وفوائدها الطبية، وقد أثبت العلم الحديث فوائدها في تنقية الدم وتخفيف الألم.
● الاعتماد على الأسباب مع التوكل: النبي ﷺ لم ينه عن التداوي بغير الحجامة، بل بين أن من فعلها فقد أخذ بسبب قوي قد يغني عن غيره في بعض الأحوال.
● التوقيت والمكان مهمان في العلاج: اختيار النبي ﷺ لمنطقتين محددتين (الهامة وبين الكتفين) يدل على أهمية وضع الحجامة في المواضع الصحيحة لفعاليتها.
● الوقاية خير من العلاج: الحجامة وقائية وعلاجية معًا، وقد تكون سببًا في حفظ الصحة دون الحاجة إلى أدوية إضافية.
4. معلومات إضافية:
● الحجامة في الإسلام: وردت أحاديث كثيرة في فضل الحجامة، مثل قوله ﷺ: «إنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ» (رواه البخاري ومسلم).
● الوقت المستحب للحجامة: الأفضل أن تكون في النصف الثاني من الشهر القمري (خصوصًا أيام 17، 19، 21 من الشهر الهجري) كما ورد في بعض الأحاديث.
● الفائدة الطبية: الحجامة تنشط الدورة الدموية، وتخرج الدم الراكد، وتقوي المناعة، وتعالج آلام العضلات والمفاصل.
ختامًا:
هذا الحديث يدل على حرص النبي ﷺ على أمته في شؤون دينهم ودنياهم، including الصحة والعلاج، وأنه لا تعارض بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله تعالى.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل ابن ثوبان وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان فإنه حسن الحديث.
وأمّا أبوه ثابت بن ثوبان العنسي فنصوا على أنه لم يدرك أبا هريرة ولم ينصوا على عدم سماعه من أبي كبشة ولم يبينوا سنة وفاته فالظاهر أنه سمع منه.
وأمّا ما رُوي عن كبشة بنت أبي بكرة أن أباها كان ينهى أهله عن الحجامة يوم الثلاثاء، ويزعم عن رسول الله ﷺ: «أن يوم الثلاثاء يوم الدم، وفيه ساعة لا يرقأ» فإسناده ضعيف.
رواه أبو داود (٣٨٦٢)، والعقيلي في ترجمة بكار بن عبد العزيز من ضعفائه (١/ ١٥٠)، والبيهقي (٩/ ٣٤٠) كلّهم من حديث موسى بن إسماعيل، أخبرني أبو بكرة بكار بن عبد العزيز، أخبرتني عمتي كبشة بنت أبي بكرة فذكرته.
قال أبو داود: قال غير موسى: كبشة بنت أبي بكرة.
وكيشة بنت أبي بكرة لا يعرف حالها.
وبكار بن عبد العزيز مختلف فيه وإن كان حسن الحديث فإنه لا يحتمل تفرده.
وقال البيهقي: «النهي الذي فيه موقوف، وإسناده ليس بالقوي. والله أعلم».
وكذلك لا يصح ما رُوي عن ابن عمر قال: يا نافع قد تبيغ بي الدم، فالتمس لي حجاما، واجعله رفيقا، إن استطعت، ولا تجعله شيخا كبيرا، ولا صبيا صغيرا، فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «الحجامة على الريق أمثل، وفيه شفاء وبركة، وتزيد في العقل، وفي الحفظ، فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء، والجمعة، والسبت، ويوم الأحد، تحريا، واحتجموا يوم الاثنين، والثلاثاء، فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء، وضربه بالبلاء يوم الأربعاء، فإنه لا يبدو جذام ولا برص، إِلَّا يوم الأربعاء، أو ليلة الأربعاء».
رواه ابن ماجه (٣٤٨٧) عن سويد بن سعيد قال: حَدَّثَنَا عثمان بن مطر، عن الحسن بن أبي جعفر، عن محمد بن جحادة، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.
والحسن بن أبي جعفر الجُفري البصري ضعيف باتفاق أهل العلم مع عبادته وفضله.
ورواه الحاكم (٤/ ٤٠٩) فقال: عن عثمان بن جعفر، ثنا محمد بن جحادة، عن نافع بإسناده مثله.
وقال الحاكم: «رواة هذا الحديث كلّهم ثقات غير عثمان بن جعفر هذا فإني لا أعرفه بعدالة ولا جرح».
والظاهر أنه خطأ من الحاكم، والصحيح أنه الحسن بن أبي جعفر، ولذا تعقبه الذّهبيّ بقوله: «مرَّ هذا وهو واه».
وروى ابن ماجه (٣٤٨٨) من وجه آخر فقال: حَدَّثَنَا محمد بن المصفى الحمصيّ، حَدَّثَنَا عثمان بن عبد الرحمن، حَدَّثَنَا عبد الله بن عصمة، عن سعيد بن ميمون، عن نافع، قال: قال ابن عمر: يا نافع، تبيغ بي الدم، فأتني بحجام، واجعله شابا، ولا تجعله شيخا، ولا صبيا، قال: وقال ابن عمر، سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «الحجامة على الريق أمثل، وهي تزيد في العقل، وتزيد في الحفظ، وتزيد الحافظ حفظا، فمن كان محتجما، فيوم الخميس، على اسم الله، واجتنبوا الحجامة يوم الجمعة، ويوم السبت، ويوم الأحد، واحتجموا يوم الاثنين، والثلاثاء، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء، فإنه اليوم الذي أصيب فيه أيوب بالبلاء، وما يبدو جذام، ولا برص، إِلَّا في يوم الأربعاء، أو ليلة الأربعاء».
وفيه عثمان بن عبد الرحمن وشيخه عبد الله بن عصمة مجهولان.
وله طرق أخرى لا تزيده إِلَّا ضعفا، والحديث منكر كما قال الحاكم والذّهبيّ وغيرهما.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أبي هريرة مرفوعًا: «من احتجم يوم الأربعاء ويوم السبت فرأى وضحا فلا يلومن إِلَّا نفسه».
رواه الحاكم (٤/ ٤٠٩) عن أبي بكر بن إسحاق، أنبأ أبو مسلم، ثنا حجَّاج بن منهال، ثنا حمّاد ابن سلمة، عن سليمان بن أرقم، عن السديّ، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة فذكره.
وفيه سليمان بن أرقم متروك.
وفي معناه أحاديث أخرى وكلها معلولة، ولكن من الأحوط أن لا يحتجم تلك الأيام.
قال الخلال: سئل أحمد عن النورة والحجامة يوم السبت ويوم الأربعاء فكرهها وقال: بلغني عن رجل أنه تنوّر، واحتجم يعني يوم الأربعاء فأصابه البرص قلت له: كأنه تهاون بالحديث؟ قال: نعم. ذكره الحافظ ابن القيم في زاده (٤/ ٦٠).
وأمّا وقت الحجامة فيجوز في كل وقت، ولذا بوّب البخاريّ بقوله: باب أي ساعة يحتجم، واحتجم أبو مولى ليلًا. قال الحافظ في الفتح (١٠/ ١٤٩): «وورد في الأوقات اللائقة بالحجامة أحاديث ليس فيها شيء على شرطه فكأنه أشار إلى أنها تُصنع عند الاحتياج، ولا تتقيد بوقت دون وقت».
وقال: ولكون هذه الأحاديث لم يصح منها شيء قال حنبل بن إسحاق: كان أحمد يحتجم أي
وقت هاج به الدم، وأي ساعة كانت.
والحجامة: هي استخراج الدم من نواحي الجلد، وفي البلاد الحارة الحجامة من أنفع العلاج لكثرة هياج الدم فيها، وأنها تكون في الموضع الذي يقتضيه الحال، والحجام الماهر يعرف ذلك، وللحجامة آداب وقوانين يجب مراعاتها.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 33 من أصل 128 حديثاً له شرح
- 8 تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء
- 9 ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء، علمه من...
- 10 الدواء الخبيث
- 11 من تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في...
- 12 إن الله لم يجعل شفاءكم في حرام
- 13 جعل الله لكل داء دواءً فتداووا ولا تداووا بحرامًا
- 14 الخمر ليس بدواء ولكنه داء
- 15 نهي النبي ﷺ عن قتل الضفدع لجعلها في دواء.
- 16 علي أصب من هذا فهو أنفع لك
- 17 إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا
- 18 الشفاء في ثلاثة: شرطة محجم أو شربة عسل أو كية...
- 19 شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بار
- 20 إن كان في شيء شفاء ففي شرطة محجم أو شربة...
- 21 ثلاث إن كان في شيء شفاء: شرطة محجم أو شربة...
- 22 أفضل ما تداويتم به الحجامة
- 23 إن فيه شفاءً
- 24 الحجامة خير ما تداويتم به
- 25 احتجم للوجع في الرأس واخضب للوجع في الرجلين
- 26 الحجم من خير ما تداوى به الناس
- 27 استئذان أم سلمة النبي في الحجامة وأمره أبا طيبة
- 28 احتجام رسول الله ﷺ
- 29 احتجم النبي ﷺ في رأسه وهو محرم من وجع كان...
- 30 احتجم النبي ﷺ وهو محرم في وسط رأسه
- 31 يحتجم في الأخدعين والكاهل لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين
- 32 من احتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان شفاء...
- 33 من أهراق من هذه الدماء فلا يضره أن لا يتداوى...
- 34 احتجم النبي وأعطى الحجام أجره واستعط
- 35 كان النبي ﷺ يحتجم ولم يظلم أحدًا أجره
- 36 شربة عسل من أدويتكم فيها خير
- 37 نهى النبي عن الكي فاكتوينا فما أفلحن ولا أنجحن
- 38 من كوى أو اكتوى فقد برئ من التوكل
- 39 بعث رسول الله ﷺ إلى أبي بن كعب طبيبا فقطع...
- 40 رمي سعد بن معاذ في أكحله فحسمه النبي ﷺ
- 41 كوى أبو طلحة بيده.
- 42 ما نهيت عنه
- 43 أمر النبي ﷺ بابن زرارة أن يكوى.
- 44 بئس الميت لليهود يقولون قد داواه صاحبه أفلا نفعه
- 45 كوى رسول الله سعدا في حلقه من الذبحة
- 46 احتجم النبي وأعطى الحجام أجره واستعط.
- 47 لَدَدْنا رسولَ الله ﷺ في مرضه فأشار أن لا تلدُّوني
- 48 اسقِه عسلاً
- 49 عليكم بالسنا والسنوت فإن فيهما شفاء من كل داء إلا...
- 50 في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام
- 51 الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام
- 52 الحبة السوداء شفاء من كل داء الا الموت
- 53 العجوة من فاكهة الجنة والحبة السوداء دواء من كل داء...
- 54 عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية
- 55 أمثل ما تداويتم به الحجامة
- 56 علاج العذرة بالقسط الهندي
- 57 النبي يأمر بشرب أبوال الإبل وألبانها للتداوي
معلومات عن حديث: من أهراق من هذه الدماء فلا يضره أن لا يتداوى بشيء لشيء
📜 حديث: من أهراق من هذه الدماء فلا يضره أن لا يتداوى بشيء لشيء
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من أهراق من هذه الدماء فلا يضره أن لا يتداوى بشيء لشيء
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من أهراق من هذه الدماء فلا يضره أن لا يتداوى بشيء لشيء
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من أهراق من هذه الدماء فلا يضره أن لا يتداوى بشيء لشيء
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








