كراهية الطيرة في الإسلام وهي الشؤم - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب ما جاء في كراهية الطيرة في الإسلام وهي الشؤم

عن أبي هريرة، قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «لا طيرة وخيرها الفأل» قيل: يا رسول الله! وما الفأل؟ قال: «الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم».

متفق عليه: رواه البخاري في الطب (٥٧٥٤، ٥٧٥٥)، ومسلم في السلام (٢٢٢٣) كلاهما من طرق عن الزهري، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن أبا هريرة، قال: سمعت النبي ﷺ يقول: فذكره.
عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: «الطيرة من الشرك، وما منا ولكن الله يذهبه بالتوكل».
وفي لفظ: «الطيرة شرك، الطيرة شرك ثلاثا».

صحيح: رواه أبو داود (٣٩١٠)، والترمذي (١٦١٤)، وابن ماجه (٣٥٣٨)، وأحمد (٣٦٨٧، ٤١٧١)، وصحّحه ابن حبان (٦١٢٢)، والحاكم (١/ ١٧، ١٨) كلهم من طرق عن سلمة بن كهيل، عن عيسى بن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود قال: فذكره. واللفظ الثاني لأبي داود. وإسناده صحيح.
وقال الترمذي: «وهذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من حديث سلمة بن كهيل» اهـ.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح سنده، ثقات رواته، ولم يخرجاه».
وقال الترمذي في العلل الكبير (٢/ ٦٩١): «قال محمد (يعني البخاري): وكان سليمان بن حرب ينكر هذا الحديث أن يكون عن النبي ﷺ لهذا الحرف: «وما منا«، وكان يقول: هذا كأنه عن عبد الله بن مسعود قوله» اهـ.
عن أم كرز أنها سمعت النبي ﷺ يقول: «أقروا الطير على مكناتها».

صحيح: رواه الطيالسي (١٧٣٩)، والطبراني في الكبير (٢٥/ ١٦٧، ١٦٨) كلاهما من طرق عن سفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد المكي، عن سباع بن ثابت، عن أم كرز الكعبية، فذكرته.
ورواه أبو داود (٢٨٣٥)، وأحمد (٢٧١٣٩)، وصحّحه ابن حبان (٦١٢٦)، والحاكم (٤/ ٢٣٧)، والبيهقي (٩/ ٣١١) كلهم من طرق عن سفيان، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن أبيه، عن سباع بن ثابت، عن أم كرز الكعبية، فذكرته.
وبعضهم يقرن معه هذا الحديث حديث العقيقة.
وذكره»أبيه«في الإسناد وهمٌ كما قال أحمد وغيره، وسبق الكلام عليه في العقيقة.
وإسناده صحيح، وسباع بن ثابت له صحبة كما قال به أكثر أهل العلم.
قال البغوي في شرح السنة (١١/ ٢٦٦): «قوله: «أقروا الطير على مكناتها» قال أبو زياد الكلابي: «لا يعرف للطير مكنات، وإنما هي الوكنات، وهي موضع عش الطائر، وقال أبو عبيد: المكنات بيض الضباب، واحدها: مكنة، فجعل للطير على وجه الاستعارة، وقيل على مكناتها، أي: أمكنتها، وقال شمر: هي جمع المكنة وهي التمكن، وهذا مثل التبعة للتبع، والطلبة للتطلب».
ثم اختلفوا في المراد من إقرار الطير على مكناتها، فقال بعضهم: معناه: كراهية صيد الطير بالليل، وقيل: فيه النهي عن زجر الطير، معناه: أقروها على مواضعها التي جعلها الله بها من أنها لا تضر ولا تنفع. ويحكى عن الشافعي أنه حمله على النهي عن زجر الطير، وذلك أن العرب كانت تولع بالعيافة، وزجر الطير، فكان الواحد منهم إذا خرج من بيته لسفر أو حاجة، نظر هل يرى طائرا يطير، فإن لم ير، هيّج طائرا عن مكانه، فإن طار من جانب يساره إلى يمينه، سماه «سانحا» وتفاءل به، ومضى لأمره، وإن طار من جانب يمينه إلى يساره، سماه «بارحا» وتطير به، ولم يمض لأمره، لأنه في هذه الصورة يكون يسار الطائر إليه، «فأمرهم النبي ﷺ أن يقروا الطير على أمكنتها، ولا يطيروها ولا يزجروها» اهـ.
عن أبي بردة، قال: أتيتُ عائشة، فقلتُ: يا أمّتاه! حدِّثيني شيئًا سمعتيه من رسول الله ﷺ، فقالت: قال رسول الله ﷺ: «الطّير تجري بقدر». وكان يعجبُه الفأل الحسن.

حسن: رواه أحمد (٢٥٩٨٢)، والبزّار - كشف الأستار (٢١٦١) كلاهما من حديث حسان بن إبراهيم، قال: حدّثنا سعيد بن مسروق، عن يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعريّ، عن أبي بردة، فذكره.
وقد سبق الكلام عليه في الإيمان بالقدر.
عن عائشة قالت: إن رسول الله ﷺ كان يكره الطيرة ويبغضها.

حسن: رواه البخاري في الأدب المفرد (٩١٢)، واللفظ له، وأبو يعلى - المطالب (٢٤٩٦)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (٤/ ٣١٢) من طرق عن ابن أبي الزناد، عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمه، عن عائشة، فذكرته.
وعند البخاري في أوله قصة: أنها كانت تؤتى بالصبيان إذا ولدوا، فتدعو لهم بالبركة، فأتيت بصبي، فذهبت تضع وسادته، فإذا تحت رأسه موسى، فسألتهم عن الموسى، فقالوا: نجعلها من الجن، فأخذت الموسى فرمت بها، ونهتهم عنها.
وإسناده حسن من أجل أم علقمة بن أبي علقمة، واسمها مرجانة، قال ابن سعد: أم علقمة
مولاة عائشة، روت عن عائشة، روى عنها ابنها علقمة بن أبي علقمة أحاديث صالحة، وقال العجلي: «مدنية تابعية ثقة»، وذكره ابن حبان في ثقاته.
وفيه أيضا عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو حسن الحديث أيضا.
عن أبي هريرة قال: كان النبي ﷺ يعجبه الفأل الحسن، ويكره الطيرة.

حسن: رواه ابن ماجه (٣٥٣٦)، وأحمد (٨٣٩٣)، وصحّحه ابن حبان (٦١٢١) كلهم من حديث محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو هو ابن علقمة الليثي فإنه حسن الحديث.
ورواه أحمد (٩٠٢١) عن عفان، حدثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قيل: يا رسول الله! ما الطيرة؟ قال: «لا طائر» ثلاث مرات وقال: «خير الفأل الكلمة الطيبة».
ورواه البزار (٨٦٧٨) عن أبي كامل، حدثنا أبو عوانة بهذا الإسناد بلفظ: قال رسول الله ﷺ: «لا طائر إلا طائرك» ثلاث مرات.
وعمر بن سلمة صدوق يخطئ، وكان يحيى بن سعيد القطان يختار محمد بن عمرو بن علقمة على عمر بن سلمة، فلفظ محمد هو الأشبه. والله أعلم.
قوله: «الطيرة» - بكسر المهملة وفتح التحتانية وقد تسكن - هي: التشاؤم بالشين وهو مصدر تطير مثل تحير حيرة، قال بعض أهل اللغة: لم يجيء من المصادر هكذا غير هاتين وتعقب بأنه سمع طيبة وأورد بعضهم التولة وفيه نظر، وأصل التطير أنهم كانوا في الجاهلية يعتمدون على الطير فإذا خرج أحدهم لأمر فإن رأى الطير طار يمنة تيمن به واستمر، وإن رآه طار يسرة تشاءم به ورجع، وربما كان أحدهم يهيج الطير ليطير فيعتمدها فجاء الشرع بالنهي عن ذلك وكانوا يسمونه السانح - بمهملة ثم نون ثم حاء مهملة - والبارح - بموحدة وآخره مهملة - فالسانح ما ولاك ميامنه بأن يمر عن يسارك إلى يمينك، والبارح بالعكس وكانوا يتيمنون بالسانح ويتشاءمون بالبارح. انظر: الفتح (١٠/ ٢١٣، ٢١٢).
ثم استعيرت كلمة التطير لكل تشاؤم سواء كان بسبب الطير أو بغيره ومنه قوله تعالى: ﴿فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: ١٣١].
وقوله تعالى: ﴿قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [يس: ١٨].
وأما ما روي عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ سمع كلمة فأعجبته، فقال: «أخذنا فألك من فيك» فإسناده ضعيف.
رواه أبو داود (٣٩١٧) وأحمد (٩٠٤٠) كلاهما من طريق وهيب (هو ابن خالد)، حدثنا سهيل، عن رجل، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه ابن السني في عمل اليوم والليلة (٢٩١) عن أبي يعلى، حدثنا العباس بن الوليد، حدثنا وهيب به. وإسناده ضعيف لما فيه من راو مبهم.
وأما ما جاء في بعض طرق الحديث: «سهيل، عن أبيه» فأرى أنه وهمٌ، سلك فيه الجادة بعض الرواة فوهم فيه، ولو كان عن سهيل، عن أبيه، لما احتاج إلى إبهامه.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 379 من أصل 442 باباً

معلومات عن حديث: كراهية الطيرة في الإسلام وهي الشؤم

  • 📜 حديث عن كراهية الطيرة في الإسلام وهي الشؤم

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ كراهية الطيرة في الإسلام وهي الشؤم من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث كراهية الطيرة في الإسلام وهي الشؤم

    تحقق من درجة أحاديث كراهية الطيرة في الإسلام وهي الشؤم (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث كراهية الطيرة في الإسلام وهي الشؤم

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث كراهية الطيرة في الإسلام وهي الشؤم ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن كراهية الطيرة في الإسلام وهي الشؤم

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع كراهية الطيرة في الإسلام وهي الشؤم.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب