حديث: رسول الله ﷺ كان يكره الطيرة ويبغضها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في كراهية الطيرة في الإسلام وهي الشؤم

عن عائشة قالت: إن رسول الله ﷺ كان يكره الطيرة ويبغضها.

حسن: رواه البخاري في الأدب المفرد (٩١٢)، واللفظ له، وأبو يعلى - المطالب (٢٤٩٦)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (٤/ ٣١٢) من طرق عن ابن أبي الزناد، عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمه، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة قالت: إن رسول الله ﷺ كان يكره الطيرة ويبغضها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الذي تقول فيه: (إن رسول الله ﷺ كان يكره الطيرة ويبغضها) حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره.

أولاً. شرح المفردات:


● يكره: أي يتركها وينهى عنها، والكراهة هنا بمعنى التحريم، لأنها من الأمور التي تُغضب الله تعالى.
● ويبغضها: البغض أشد من الكراهة، وهو أبلغ في النفور منها وكراهتها.
● الطيرة: هي التشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم، كالتشاؤم بالغراب أو البومة، أو برقم أو تاريخ معين، أو شهر معين كصفر.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا هذا الحديث العظيم عن خُلُقٍ من أخلاق النبي ﷺ وهديه في التعامل مع الأمور الغيبية، حيث كان ﷺ:
1- يكره الطيرة ويبغضها: وهذا يدل على أن الطيرة من الأمور المنافية للتوحيد والإيمان بالقدر، لأن المتطير يربط أموره بغير الله، ويعتقد أن هذه الأشياء تجلب الضر أو النفع.
2- الفرق بين الطيرة والفأل: كان النبي ﷺ يعوّض الطيرة بالفأل الحسن، كما في الحديث: "لا طيرة، وخيرها الفأل". والفأل هو: حسن الظن بالله، والتفاؤل بالخير.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم الطيرة والتشاؤم: فالطيرة من الشرك الأصغر، كما قال ﷺ: "الطيرة شرك" (رواه أحمد والترمذي).
2- وجوب التوكل على الله: المسلم يتوكل على الله حق توكله، ولا يربط نجاحه أو فشله بأمور وهمية.
3- التفريق بين الطيرة والعلامات الشرعية: فلا يجوز للمسلم أن يتشاءم، لكن يجوز له أن يتعاطى الأسباب ويتفقد العلامات التي جعلها الله أدلة على الأمور، كالاستدلال بسحاب المطر على قرب نزوله.
4- التفاؤل من سمات المؤمن: المؤمن يطلب الخير ويتفاءل، ويحسن الظن بربه في كل حال.

رابعاً. معلومات إضافية:


● العلاج الشرعي للطيرة: إذا عرض للعبد شيء من هذه الوساوس، فليستعذ بالله من الشيطان، وليقل: "اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك".
● الطيرة من أمر الجاهلية: كانت الطيرة منتشرة في الجاهلية، فجاء الإسلام لمحاربتها وتطهير النفوس منها.
فالحديث يدعونا إلى تجنب الطيرة والتشاؤم، والالتجاء إلى الله تعالى، وحسن الظن به، والتفاؤل بالخير، فهذا من كمال الإيمان وحسن التوحيد.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب المفرد (٩١٢)، واللفظ له، وأبو يعلى - المطالب (٢٤٩٦)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (٤/ ٣١٢) من طرق عن ابن أبي الزناد، عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمه، عن عائشة، فذكرته.
وعند البخاري في أوله قصة: أنها كانت تؤتى بالصبيان إذا ولدوا، فتدعو لهم بالبركة، فأتيت بصبي، فذهبت تضع وسادته، فإذا تحت رأسه موسى، فسألتهم عن الموسى، فقالوا: نجعلها من الجن، فأخذت الموسى فرمت بها، ونهتهم عنها.
وإسناده حسن من أجل أم علقمة بن أبي علقمة، واسمها مرجانة، قال ابن سعد: أم علقمة
مولاة عائشة، روت عن عائشة، روى عنها ابنها علقمة بن أبي علقمة أحاديث صالحة، وقال العجلي: «مدنية تابعية ثقة»، وذكره ابن حبان في ثقاته.
وفيه أيضا عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو حسن الحديث أيضا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 940 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله ﷺ كان يكره الطيرة ويبغضها

  • 📜 حديث: رسول الله ﷺ كان يكره الطيرة ويبغضها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رسول الله ﷺ كان يكره الطيرة ويبغضها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رسول الله ﷺ كان يكره الطيرة ويبغضها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رسول الله ﷺ كان يكره الطيرة ويبغضها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب