الطير تجري بقدر وكان يعجبه الفأل الحسن

حديث: الطير تجري بقدر وكان يعجبه الفأل الحسن

عن أبي بردة، قال: أتيتُ عائشة، فقلتُ: يا أمّتاه! حدِّثيني شيئًا سمعتيه من رسول الله ﷺ، فقالت: قال رسول الله ﷺ: «الطّير تجري بقدر». وكان يعجبُه الفأل الحسن.

حسن: رواه أحمد (٢٥٩٨٢)، والبزّار - كشف الأستار (٢١٦١) كلاهما من حديث حسان بن إبراهيم، قال: حدّثنا سعيد بن مسروق، عن يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعريّ، عن أبي بردة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما نسمع ونعلم.
هذا حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وله شواهد في الصحيحين، وهو حديث عظيم المعنى، جليل المغزى، يحمل في طياته دروساً عظيمة في التوحيد والإيمان بالقدر.

أولاً. شرح المفردات:

● الطير: المقصود هنا ليس الطير بمعنى الحيوان المجنح فحسب، بل هو كناية عن التطير أو الطيرة، وهي التشاؤم بمرئي أو مسموع. وكان العرب في الجاهلية يتشاءمون من رؤية طير معين أو سماع صوته في方向 معين.
● تجري بقدر: أي أن ما يتشاءم به الناس أو ما يظنونه نذير شؤم، هو في الحقيقة جارٍ بمشيئة الله وقدره، وليس له تأثير ذاتي في جلب النفع أو الضر.
● الفأل الحسن: هو استبشار القلب بالخير عند سماع كلمة طيبة أو رؤية منظر مفرح، مع اعتقاد أن الخير كله بيد الله تعالى.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حقيقة عقدية كبرى، وهي:
1- إبطال الشرك والخُرافة: كان العرب في الجاهلية يمارسون "التطير" ويعتقدون أن بعض الطيور أو الحوادث تجلب الشؤم بشكل مستقل. فجاء الإسلام ليبطل هذه المعتقدات الوثنية، ويؤكد أن لا مؤثر في الكون إلا الله، وأن كل شيء بقضائه وقدره.
2- تفويض الأمر لله تعالى: قوله صلى الله عليه وسلم: "تجري بقدر" تذكير للمسلم بأن يتعلق قلبه بالخالق لا بالمخلوق، وأن يعلم أن النافع الضار هو الله وحده، فلا يخاف من طير ولا غيره، بل يخاف الله ويتوكل عليه.
3- الحث على التفاؤل: في المقابل، كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن ويستحبه، وهو أن يسمع الإنسان كلمة طيبة أو يرى ما يسر فيستبشر بخير من الله، مع يقينه أن الخير بيد الله وحده. والفأل يختلف عن التطير، فالأول تفاؤل بالله، والثاني تشاؤم من مخلوق.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- الإيمان بالقدر خيره وشره: من الله تعالى، وهو ركن من أركان الإيمان الستة.
2- تحريم التطير والتشاؤم: لأنه نوع من الشرك الأصفر، كما ورد في بعض الأحاديث، لاعتقاد تأثير غير الله.
3- التفاؤل والاستبشار من السنن المحببة: وهو من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يعين على نفسية المؤمن ويقوي عزيمته.
4- تعلق القلب بالله وحده: في الخوف والرجاء، دون سواه.

رابعاً. معلومات إضافية:

- الفأل الحسن مشروع في كل شيء، كأن يسمع المسلم كلمة "يا فالح" أو "يا ناجح" فيستبشر بها، بخلاف التطير المذموم.
- من الأمثلة على فأل النبي صلى الله عليه وسلم: في غزوة الخندق عندما سمع اسم "سعد" و "مُعَاذ" فاستبشر بهم.
- العلماء فصلوا بين الفأل والتطير: فالفأل من حسن الظن بالله، والتطير من سوء الظن به.
أسأل الله أن يرزقنا حسن الظن به، والتفاؤل بأسمائه وصفاته، وأن يصرف عنا وساوس التشاؤم والطيرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٥٩٨٢)، والبزّار - كشف الأستار (٢١٦١) كلاهما من حديث حسان بن إبراهيم، قال: حدّثنا سعيد بن مسروق، عن يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعريّ، عن أبي بردة، فذكره.
وقد سبق الكلام عليه في الإيمان بالقدر.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 939 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الطير تجري بقدر وكان يعجبه الفأل الحسن

📜 حديث: الطير تجري بقدر وكان يعجبه الفأل الحسن

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الطير تجري بقدر وكان يعجبه الفأل الحسن

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الطير تجري بقدر وكان يعجبه الفأل الحسن

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الطير تجري بقدر وكان يعجبه الفأل الحسن

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية