حديث: يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في كراهية الطيرة في الإسلام وهي الشؤم
حسن: رواه ابن ماجه (٣٥٣٦)، وأحمد (٨٣٩٣)، وصحّحه ابن حبان (٦١٢١) كلهم من حديث محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:
الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي ﷺ يعجبه الفأل الحسن، ويكره الطيرة.
1. شرح المفردات:
● الفأل الحسن: هو التفاؤل بالخير عند سماع كلمة طيبة أو رؤية شيء حسن، أو توقع الخير والبركة من الله تعالى.
● الطيرة: هي التشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم، كالتشاؤم من طائر أو صوت أو لون، وكانوا في الجاهلية يتشاءمون بها.
2. شرح الحديث:
كان النبي ﷺ يحب التفاؤل ويستبشر بالخير، ويأخذ بالأسباب مع التوكل على الله، وكان يكره التشاؤم والطيرة لأنها تضعف النفس وتقيد الحركة وتجعل الإنسان يعتمد على أوهام لا حقيقة لها. والفأل الحسن يدل على حسن الظن بالله تعالى والثقة به، بينما الطيرة تدل على سوء الظن بالله وضعف التوكل.
3. الدروس المستفادة منه:
● حسن الظن بالله: التفاؤل يعكس ثقة العبد بربه وأن الخير بيد الله.
● التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: النبي ﷺ كان يتفاءل لكنه لا يترك الأسباب، بل يجمع بين التفاؤل والعمل.
● اجتناب الوساوس والشعوذة: الطيرة من الأمور التي نهى عنها الإسلام لأنها تفتح أبواب الخرافات.
● تقوية النفس وعدم اليأس: التفاؤل يعطي دفعة نفسية للإنسان لمواصلة العمل والاجتهاد.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- الفأل الحسن مشروع في الإسلام، بخلاف الطيرة التي هي من الشرك الأصغر كما ذكره بعض العلماء.
- من أمثلة الفأل في السنة: التفاؤل بالاسم الحسن، أو الكلمة الطيبة، كأن يسمع أحدهم "يا راشد" فيتفاءل بالرشد.
- الفرق بين الفأل والطيرة: الفأل تفاؤل بالخير مع الثقة بالله، والطيرة تشاؤم يوقع في الوساوس ويضعف العزيمة.
نسأل الله أن يرزقنا حسن الظن به، والتفاؤل بالخير، ويبعد عنا وساوس التشاؤم والطيرة. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو هو ابن علقمة الليثي فإنه حسن الحديث.
ورواه أحمد (٩٠٢١) عن عفان، حدثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قيل: يا رسول الله! ما الطيرة؟ قال: «لا طائر» ثلاث مرات وقال: «خير الفأل الكلمة الطيبة».
ورواه البزار (٨٦٧٨) عن أبي كامل، حدثنا أبو عوانة بهذا الإسناد بلفظ: قال رسول الله ﷺ: «لا طائر إلا طائرك» ثلاث مرات.
وعمر بن سلمة صدوق يخطئ، وكان يحيى بن سعيد القطان يختار محمد بن عمرو بن علقمة على عمر بن سلمة، فلفظ محمد هو الأشبه. والله أعلم.
قوله: «الطيرة» - بكسر المهملة وفتح التحتانية وقد تسكن - هي: التشاؤم بالشين وهو مصدر تطير مثل تحير حيرة، قال بعض أهل اللغة: لم يجيء من المصادر هكذا غير هاتين وتعقب بأنه سمع طيبة وأورد بعضهم التولة وفيه نظر، وأصل التطير أنهم كانوا في الجاهلية يعتمدون على الطير فإذا خرج أحدهم لأمر فإن رأى الطير طار يمنة تيمن به واستمر، وإن رآه طار يسرة تشاءم به ورجع، وربما كان أحدهم يهيج الطير ليطير فيعتمدها فجاء الشرع بالنهي عن ذلك وكانوا يسمونه السانح - بمهملة ثم نون ثم حاء مهملة - والبارح - بموحدة وآخره مهملة - فالسانح ما ولاك ميامنه بأن يمر عن يسارك إلى يمينك، والبارح بالعكس وكانوا يتيمنون بالسانح ويتشاءمون بالبارح. انظر: الفتح (١٠/ ٢١٣، ٢١٢).
ثم استعيرت كلمة التطير لكل تشاؤم سواء كان بسبب الطير أو بغيره ومنه قوله تعالى: ﴿فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: ١٣١].
وقوله تعالى: ﴿قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [يس: ١٨].
وأما ما روي عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ سمع كلمة فأعجبته، فقال: «أخذنا فألك من فيك» فإسناده ضعيف.
رواه أبو داود (٣٩١٧) وأحمد (٩٠٤٠) كلاهما من طريق وهيب (هو ابن خالد)، حدثنا سهيل، عن رجل، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه ابن السني في عمل اليوم والليلة (٢٩١) عن أبي يعلى، حدثنا العباس بن الوليد، حدثنا وهيب به. وإسناده ضعيف لما فيه من راو مبهم.
وأما ما جاء في بعض طرق الحديث: «سهيل، عن أبيه» فأرى أنه وهمٌ، سلك فيه الجادة بعض الرواة فوهم فيه، ولو كان عن سهيل، عن أبيه، لما احتاج إلى إبهامه.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 941 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 916 أمرنا أن نسبغ الوضوء وأن لا نأكل الصدقة
- 917 لا تحملوا الحمير على الخيل فإنما يفعل ذلك الذين لا...
- 918 لا تبقين في رقبة بعير قلادة من وتر إلا قطعت
- 919 كان للنبي ﷺ في حائطنا فرس يقال له اللحيف
- 920 كنت ردف النبي على حمار يقال له عفير
- 921 ما رأينا من فزع وإن وجدناه لبحرا
- 922 قتل الكلب الاسود البهيم ذي النقطتين
- 923 اقتلوا الأسود البهيم من الكلاب
- 924 أمر رسول الله ﷺ بقتل الكلاب
- 925 أمر النبي بقتل الكلاب إلا كلب الصيد والماشية والحرث.
- 926 اقتلوها فابتدرناها لنقتلها فسبقتنا
- 927 أمر محرما بقتل حية بمنى.
- 928 إذا رأيتم في بيوتكم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام
- 929 أمر النبي ﷺ بقتل ذي الطفيتين لأنه يلتمس البصر ويصيب...
- 930 اقتلوا الحيات وذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر
- 931 نهى رسول الله ﷺ عن قتل الجنان التي في البيوت...
- 932 من ترك شيئا منهن خيفة فليس منا
- 933 من ترك الحيات خيفتهن فليس منا
- 934 من ترك الحيات مخافة طلبهن فليس منا
- 935 شيطان يتبع شيطانة
- 936 الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم
- 937 الطيرة من الشرك
- 938 أقروا الطير على مكناتها
- 939 الطير تجري بقدر وكان يعجبه الفأل الحسن
- 940 رسول الله ﷺ كان يكره الطيرة ويبغضها
- 941 يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة
- 942 الشؤم في الفرس والمرأة والمسكن
- 943 إن كان في شيء ففي الربع والخادم والفرس
- 944 إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس
- 945 لا عدوى ولا طيرة، إنما الشؤم في ثلاث
- 946 لا هامة ولا عدوى ولا طيرة
- 947 الطيرة على من تطير
- 948 الطيرة من الدار والمرأة والفرس
- 949 دار سكناها والعدد كثير والمال وافر فقل العدد وذهب المال
- 950 من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك
- 951 عقوبة من قال لأخيه يا كافر
- 952 لا ترم أخاك بالفسوق ولا بالكفر
- 953 ليس أحد أحب إليه المدح من الله
- 954 إن الله يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم...
- 955 إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان
- 956 الذي رأيته يشق شدقه فكذاب يكذب بالكذبة تحمل عنه حتى...
- 957 لا تكذبوا على أولادكم
- 958 ويل للذي يحدث القوم ثم يكذب ليضحكهم
- 959 لعل الله أن يبارك لكما في ليلتكما
- 960 الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته
- 961 الألد الخصم
- 962 من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة...
- 963 إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها
- 964 اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة
- 965 عاقبة الظلم
معلومات عن حديث: يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة
📜 حديث: يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








