أقروا الطير على مكناتها

حديث: أقروا الطير على مكناتها

عن أم كرز أنها سمعت النبي ﷺ يقول: «أقروا الطير على مكناتها».

صحيح: رواه الطيالسي (١٧٣٩)، والطبراني في الكبير (٢٥/ ١٦٧، ١٦٨) كلاهما من طرق عن سفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد المكي، عن سباع بن ثابت، عن أم كرز الكعبية، فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أم كرز أنها سمعت النبي ﷺ يقول: «أقروا الطير على مكناتها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة، مستندًا إلى كبار شراح الحديث.

نص الحديث:

عن أم كرز الخزاعية رضي الله عنها، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «أقروا الطير على مَكانتها».

١. شرح المفردات:

● أقروا: من الإقرار، أي اتركوها وأبقوها في أماكنها، ولا تُزعجونها أو تُنزعونها من أوكارها.
● الطير: جمع طائر، ويشمل جميع أنواع الطيور.
● مكانتها: بكسر الميم، وهي جمع «مَكْنَة» بفتح الميم، وتعني: الأماكن التي تستقر فيها الطيور وتأوي إليها، كالأعشاش والأوكار التي تبنيها لتفقس بيضها وتربي صغارها.

٢. شرح الحديث:

معنى الحديث النبوي الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالإبقاء على الطيور في أوكارها وأعشاشها، وعدم إزعاجها أو إخراجها منها، وخاصة في وقت حضانتها لبيضها أو رعايتها لصغارها.
وهذا الحديث يدل على الرحمة بالحيوان والرفق به، وهو من مكارم الأخلاق التي حث عليها الإسلام. فإيذاء الطيور في أعشاشها، أو أخذ بيضها أو صغارها دون حاجة مشروعة، يتسبب في هلاكها أو تشتيتها، وهو أمر نهى عنه الشرع الحنيف.

٣. الدروس المستفادة منه:

١- الرفق بالحيوان: الحديث يدل على وجوب الرفق بالحيوانات والطيور، وعدم إيذائها أو إزعاجها في أماكن أمنها واستقرارها.
٢- حماية البيئة والتنوع الحيوي: من حكمة هذا الأمر الحفاظ على التوازن البيئي، فإبقاء الطيور في أماكنها يساهم في استمرار حياتها وتكاثرها، مما يحفظ النظام الطبيعي.
٣- تحريم العبث بغير فائدة: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن العبث ببيض الطيور أو صغارها إذا لم يكن هناك حاجة ضرورية، كالأكل عند الجوع، مع مراعاة الضوابط الشرعية.
٤- التأدب مع نعم الله: الطيور من مخلوقات الله التي سخرها للإنسان، فيجب أن يقابل هذه النعمة بالشكر والرعاية، لا بالإيذاء والعبث.
٥- الرحمة خلق إسلامي: هذا الحديث يظهر سمة الرحمة في التشريع الإسلامي، التي شملت الإنسان والحيوان على السواء.

٤. معلومات إضافية مفيدة:

● الاستثناءات: إذا دعت الحاجة إلى أخذ بيض الطير أو صغاره – كأن يكون للغذاء في حال الضرورة أو الحاجة – فيجوز ذلك بشرط عدم الإفساد أو التعذيب، ومراعاة الضوابط الشرعية في الذكاة وأخذ القدر الكافي فقط.
● هذا الحديث جزء من مجموعة أحاديث تحث على الرحمة بالحيوان، مثل الحديث: «دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض» (رواه البخاري ومسلم).
● رواة الحديث: أم كرز الخزاعية هي صحابية جليلة، ورواية النساء للحديث من دلائل اهتمام الإسلام بتعليم النساء ونقل العلم منهن.

الخلاصة:

الحديث الشريف يأمر بالرحمة بالطيور والحيوانات، ويدعو إلى الحفاظ على حياتها واستقرارها، ويُعدّ هذا من مكارم الأخلاق والرفق الذي حث عليه الإسلام. وهو يعلمنا احترام النظام الطبيعي وعدم الإفساد في الأرض.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطيالسي (١٧٣٩)، والطبراني في الكبير (٢٥/ ١٦٧، ١٦٨) كلاهما من طرق عن سفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد المكي، عن سباع بن ثابت، عن أم كرز الكعبية، فذكرته.
ورواه أبو داود (٢٨٣٥)، وأحمد (٢٧١٣٩)، وصحّحه ابن حبان (٦١٢٦)، والحاكم (٤/ ٢٣٧)، والبيهقي (٩/ ٣١١) كلهم من طرق عن سفيان، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن أبيه، عن سباع بن ثابت، عن أم كرز الكعبية، فذكرته.
وبعضهم يقرن معه هذا الحديث حديث العقيقة.
وذكره»أبيه«في الإسناد وهمٌ كما قال أحمد وغيره، وسبق الكلام عليه في العقيقة.
وإسناده صحيح، وسباع بن ثابت له صحبة كما قال به أكثر أهل العلم.
قال البغوي في شرح السنة (١١/ ٢٦٦): «قوله: «أقروا الطير على مكناتها» قال أبو زياد الكلابي: «لا يعرف للطير مكنات، وإنما هي الوكنات، وهي موضع عش الطائر، وقال أبو عبيد: المكنات بيض الضباب، واحدها: مكنة، فجعل للطير على وجه الاستعارة، وقيل على مكناتها، أي: أمكنتها، وقال شمر: هي جمع المكنة وهي التمكن، وهذا مثل التبعة للتبع، والطلبة للتطلب».
ثم اختلفوا في المراد من إقرار الطير على مكناتها، فقال بعضهم: معناه: كراهية صيد الطير بالليل، وقيل: فيه النهي عن زجر الطير، معناه: أقروها على مواضعها التي جعلها الله بها من أنها لا تضر ولا تنفع. ويحكى عن الشافعي أنه حمله على النهي عن زجر الطير، وذلك أن العرب كانت تولع بالعيافة، وزجر الطير، فكان الواحد منهم إذا خرج من بيته لسفر أو حاجة، نظر هل يرى طائرا يطير، فإن لم ير، هيّج طائرا عن مكانه، فإن طار من جانب يساره إلى يمينه، سماه «سانحا» وتفاءل به، ومضى لأمره، وإن طار من جانب يمينه إلى يساره، سماه «بارحا» وتطير به، ولم يمض لأمره، لأنه في هذه الصورة يكون يسار الطائر إليه، «فأمرهم النبي ﷺ أن يقروا الطير على أمكنتها، ولا يطيروها ولا يزجروها» اهـ.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 938 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أقروا الطير على مكناتها

📜 حديث: أقروا الطير على مكناتها

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أقروا الطير على مكناتها

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أقروا الطير على مكناتها

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أقروا الطير على مكناتها

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية