حديث: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في كراهية الطيرة في الإسلام وهي الشؤم
متفق عليه: رواه البخاري في الطب (٥٧٥٤، ٥٧٥٥)، ومسلم في السلام (٢٢٢٣) كلاهما من طرق عن الزهري، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن أبا هريرة، قال: سمعت النبي ﷺ يقول: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، والإمام مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه.
أولاً: شرح المفردات:
● لا طيرة: النفي هنا للتحريم والذم. والطيرة: هي التشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم. وكانوا في الجاهلية يتشاءمون بالغراب والبوم، وبأشهر معينة كصفر، وبأصوات معينة، وغير ذلك.
● وخيرها الفأل: أي وأفضل ما يكون من هذه الأمور التي يتعلق بها القلب هو الفأل الحسن.
● الفأل: هو الكلمة الطيبة أو الأمر الحسن الذي يسمعه الإنسان فيتفاءل به خيراً.
ثانياً: شرح الحديث:
يُبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أمرين عظيمين:
1- إبطال الطيرة والنهي عنها: فقوله: «لا طيرة» نهي صريح عن التشاؤم، وهو من الشرك الأصغر؛ لأن المتطير يربط قلبه بغير الله، ويعتقد أن هذه الأشياء تجلب له الضر أو تدفع النفع، وهذا ينافي كمال التوحيد والتوكل على الله تعالى. وقد جاء في حديث آخر: «الطيرة شرك» (رواه أبو داود والترمذي وحسنه).
2- الحث على التفاؤل وذكر محاسنه: قوله: «وخيرها الفأل» يعني أن خير ما يعوض به عن الطيرة السيئة هو الفأل الحسن. ثم بين صلى الله عليه وسلم ما هو الفأل عندما سُئل عنه، فقال: «الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم». فالفأل هو أن يسمع الإنسان كلمة طيبة أو خبراً ساراً فيستبشر به، ويرجو من الله الخير، دون أن يعتقد أن هذا الكلام هو الذي يجلب الخير بذاته، بل يجعلها سبباً يتفاءل به، مع اعتقاده أن الخير والشر بيد الله تعالى.
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- تحريم التشاؤم (الطيرة): فهو من الأمور المنافية للتوحيد، وهو من فعل الجاهلية، وفيه تعلق القلب بغير الله.
2- التفاؤل من حسن الإسلام: فالمسؤلم يطلب من الله الخير ويتفاءل به، ويستبشر بالخير حيثما وجده.
3- الفأل لا يتعارض مع التوكل على الله: فالمسلم يتفاءل لكن قلبه متوكل على الله، يعلم أن الأسباب لا تأثير لها بذاتها، بل بإذن الله تعالى.
4- الفرق بين الفأل والطيرة: أن الفأل من باب حسن الظن بالله والاستبشار بخيره، أما الطيرة فمن باب سوء الظن بالله والتشاؤم بقضائه.
5- حسن الكلام وأثره: أن الكلمة الطيبة قد تكون سبباً للتفاؤل والخير، فيحرص المسلم على أن يكون كلامه طيباً، ليُسعد به غيره.
رابعاً: معلومات إضافية:
- ينبغي للمسلم إذا شعر بتطير أو تشاؤم أن يقول كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ لاَ طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ، وَلاَ خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ» (رواه أحمد).
- من الأمثلة على الفأل: أن يسمع المسلم كلمة "يا فَتَّاح" فيتفاءل بفرج همّه، أو يسمع "يا رزاق" فيتفاءل بسعة الرزق، مع استحضار القلب أن الفَتْح والرزق من الله تعالى.
نسأل الله أن يرزقنا حسن الظن به، والتفاؤل بخيره، والاستعاذة من شر الطيرة وسوء الظن. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 936 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 911 لعن الله من وسَمَ الحمار في وجهه
- 912 يسم شاة في آذانها
- 913 لا أسمه إلا في أقصى شيء من الوجه
- 914 وسم البعير في عجب الذنب بعد نهي النبي ﷺ عن...
- 915 نهى رسول الله عن التحريش بين البهائم
- 916 أمرنا أن نسبغ الوضوء وأن لا نأكل الصدقة
- 917 لا تحملوا الحمير على الخيل فإنما يفعل ذلك الذين لا...
- 918 لا تبقين في رقبة بعير قلادة من وتر إلا قطعت
- 919 كان للنبي ﷺ في حائطنا فرس يقال له اللحيف
- 920 كنت ردف النبي على حمار يقال له عفير
- 921 ما رأينا من فزع وإن وجدناه لبحرا
- 922 قتل الكلب الاسود البهيم ذي النقطتين
- 923 اقتلوا الأسود البهيم من الكلاب
- 924 أمر رسول الله ﷺ بقتل الكلاب
- 925 أمر النبي بقتل الكلاب إلا كلب الصيد والماشية والحرث.
- 926 اقتلوها فابتدرناها لنقتلها فسبقتنا
- 927 أمر محرما بقتل حية بمنى.
- 928 إذا رأيتم في بيوتكم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام
- 929 أمر النبي ﷺ بقتل ذي الطفيتين لأنه يلتمس البصر ويصيب...
- 930 اقتلوا الحيات وذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر
- 931 نهى رسول الله ﷺ عن قتل الجنان التي في البيوت...
- 932 من ترك شيئا منهن خيفة فليس منا
- 933 من ترك الحيات خيفتهن فليس منا
- 934 من ترك الحيات مخافة طلبهن فليس منا
- 935 شيطان يتبع شيطانة
- 936 الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم
- 937 الطيرة من الشرك
- 938 أقروا الطير على مكناتها
- 939 الطير تجري بقدر وكان يعجبه الفأل الحسن
- 940 رسول الله ﷺ كان يكره الطيرة ويبغضها
- 941 يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة
- 942 الشؤم في الفرس والمرأة والمسكن
- 943 إن كان في شيء ففي الربع والخادم والفرس
- 944 إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس
- 945 لا عدوى ولا طيرة، إنما الشؤم في ثلاث
- 946 لا هامة ولا عدوى ولا طيرة
- 947 الطيرة على من تطير
- 948 الطيرة من الدار والمرأة والفرس
- 949 دار سكناها والعدد كثير والمال وافر فقل العدد وذهب المال
- 950 من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك
- 951 عقوبة من قال لأخيه يا كافر
- 952 لا ترم أخاك بالفسوق ولا بالكفر
- 953 ليس أحد أحب إليه المدح من الله
- 954 إن الله يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم...
- 955 إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان
- 956 الذي رأيته يشق شدقه فكذاب يكذب بالكذبة تحمل عنه حتى...
- 957 لا تكذبوا على أولادكم
- 958 ويل للذي يحدث القوم ثم يكذب ليضحكهم
- 959 لعل الله أن يبارك لكما في ليلتكما
- 960 الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته
معلومات عن حديث: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم
📜 حديث: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








