إعفاء اللحية وقص الشارب - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب إعفاء اللحية، وقص الشارب
متفق عليه: رواه البخاريّ في اللباس (٥٨٩٣) عن محمد، أخبرنا عبدة، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.
ورواه مسلم (١٥٩: ٥٢) من حديث يحيى بن سعيد القطان وغيره عن عبيد اللَّه بلفظ: «أحفوا الشوارب، وأعفوا اللحى».
متفق عليه: رواه البخاريّ في اللباس (٥٨٩٢)، ومسلم في الطهارة (٢٥٩: ٥٤) كلاهما من حديث يزيد بن زريع، حدّثنا عمر بن محمد بن زيد، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره. واللفظ للبخاري.
ولفظ مسلم: «خالفوا المشركين، أحفوا الشوارب، وأوفوا اللحى».
قال البخاري: وكان ابن عمر إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما فضل أخذه.
ورواه مالك في الحج (٢٠٠) عن نافع أن عبد اللَّه بن عمر كان إذا حلق في حج أو عمرة أخذ من لحيته وشاربه.
صحيح: رواه مالك في الشعر (١) عن أبي بكر بن نافع، عن أبيه نافع، عن عبد اللَّه بن عمر، فذكره.
ورواه مسلم في الطهارة (٢٥٩: ٥٣) عن قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس، به، فذكره.
صحيح: رواه مسلم في الطهارة (٢٦٠: ٥٥) عن أبي بكر بن إسحاق، أخبرنا ابن أبي مريم، أخبرنا محمد بن جعفر، أخبرني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
هكذا وقع في رواية الأكثر: «أرخوا» ومعناه: اتركوها وأطيلوها، ووقع في رواية ابن هامان «أرجوا» بالجيم، ومعناه واحد، وهو في الأصل: «أرجئوا» بالهمزة فحذفت الهمزة تخفيفا ومعناه: أخروها.
صحيح: رواه الترمذيّ (٢٧٦١)، والنسائي (٥٠٤٧)، وأحمد (١٩٢٦٣) كلهم من حديث يوسف بن صهيب، عن حبيب بن يسار، عن زيد بن أرقم، فذكره. وإسناده صحيح.
قال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح».
وقوله: «ليس منا» أي ليس على سنتنا.
فقال رسول اللَّه ﷺ: «تسرولوا، وائتزروا، وخالفوا أهل الكتاب». قال: فقلت: يا رسولَ اللَّه، إن أهل الكتاب يتخففون، ولا ينتعلون. قال: فقال النبي ﷺ: «فتخففوا، وانتعلوا، وخالفوا أهل الكتاب». قال: فقلنا: يا رسول اللَّه، إن أهل الكتاب يقصون عثانينهم، ويوفّرون سبالهم. قال: فقال النبي ﷺ: «قصوا سبالكم، ووفروا عثانينكم، وخالفوا أهل الكتاب».
حسن: رواه أحمد (٢٢٢٨٣)، والطبراني في الكبير (٧٩٢٤) كلاهما من حديث زيد بن يحيى، حدّثنا عبد اللَّه بن العلاء بن زبر، حدثني القاسم، فذكره. واللفظ لأحمد.
وإسناده حسن من أجل الكلام في القاسم وهو ابن عبد الرحمن الدمشقي فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث وهو صاحب أبي أمامة. وقد قيل: إنه لم يسمع إلا من أبي أمامة. والصحيح أنه سمع من غير أبي أمامة أيضًا.
وزيد بن يحيى هو ابن عبيد الخزاعي أبو عبد اللَّه الدمشقي من ثقات شيوخ أحمد.
قوله «سبالكم» السبال جمع سَبَلة وهي الشارب.
وقوله: «عثانينكم» عثانين جمع عُثنون وهو اللحية.
حسن: رواه أبو داود (١٨٨)، وأحمد (١٨٢١٢) كلاهما من حديث وكيع، حدّثنا مسعر، عن أبي صخرة جامع بن شداد، عن مغيرة بن عبد اللَّه، عن المغيرة بن شعبة قال: فذكره. واللفظ لأحمد.
وإسناده حسن من أجل مغيرة بن عبد اللَّه فإنه حسن الحديث.
وأما ما روي عن ابن عباس قال: كان رسول اللَّه ﷺ يقص شاربه، وكان أبوكم إبراهيم من قبله يقص شاربه. ففيه ضعف.
رواه الترمذيّ (٢٧٦٠)، وأحمد (٢٧٣٨) كلاهما من حديث سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
وسماك بن حرب مضطرب في روايته عن عكرمة، وهذا منه.
وفي الباب ما روي عن عطاء بن يسار أخبره قال: كان رسول اللَّه ﷺ في المسجد، فدخل رجل ثائر الرأس واللحية، فأشار إليه رسول اللَّه ﷺ بيده أن اخرج، كأنه يعني، إصلاح شعر رأسه ولحيته، ففعل الرجل، ثم رجع، فقال رسول اللَّه ﷺ: «أليس هذا خيرًا من أن يأتي أحدكم ثائر
الرأس كأنه شيطان».
رواه مالك في الشعر (٧) عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار وهو مرسل.
وعن سعيد بن المسيب قال: كان إبراهيم ﷺ أول الناس ضيّف الضيف، وأول الناس اختتن، وأول الناس قص شاربه، وأول الناس رأى الشيب، فقال: يا رب ما هذا؟ فقال اللَّه تبارك وتعالى: وقار يا إبراهيم، فقال: رب زدني وقارًا.
رواه مالك في صفة النبي ﷺ (٤) عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب.
فقه الباب:
ورد في إعفاء اللحية خمس روايات وهي: أعفوا، وأوفوا، وأرخوا، وأرجوا، ووفّروا. ومعناها كلها: تركها على حالها. هذا هو الظاهر من هذه الروايات. وبه قال جماعة من السلف، وكرهوا تناول شيء من اللحية من طولها وعرضها.
وقال بعض أهل العلم: قد يحتمل أن يكون لاعفاء اللحية حدٌّ بناءً على ما جاء عن ابن عمر وغيره.
قال القاضي عياض: «يكره حلقها وقصّها وتحريقها، أما الأخذ من طولها وعرضها فحسن، وتكره الشهرة في تعظيمها كما تكره في قصها وجزّها».
وقال النووي: «ذكر العلماء في اللحية عشر خصال مكروهة بعضها أشد قبحا من بعض، فالتاسعة منها: تركها شعثة ملبدة إظهارًا للزهادة، وقلة المبادرة بنفسه».
ثم اختلف السلف هل لذلك حدٌّ؟
فمنهم من لم يحدد شيئًا في ذلك إلا أنه لا يتركها لحد الشهرة، بل يأخذ منها.
وكره مالك طولها جدا.
وذهب جماعة من السلف إلى أن ما زاد على القبضة يؤخذ الزائد لفعل ابن عمر وأبي هريرة، وهما رويا حديث الاعفاء.
وكان عمر فعل ذلك برجل كما ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (١٠/ ٣٥٠).
وأما ما روي عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أن رسول اللَّه ﷺ كان يأخذ من لحيته وطولها بالسوية. فهو ضعيف.
رواه الترمذيّ (٢٧٦٢) عن هناد، قال: حدّثنا عمر بن هارون، عن أسامة بن زيد، عن عمرو ابن شعيب، فذكره.
قال الترمذيّ: «هذا حديث غريب، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: عمر بن هارون مقارب الحديث لا أعرف له حديثا ليس له أصل، أو قال: ينفرد به، إلا هذا الحديث: كان النبي ﷺ يأخذ من لحيته من عرضها وطولها، لا نعرفه إلا من حديث عمر بن هارون، ورأيته حسن الرأي في عمر.
قال الأعظمي: عمر بن هارون هذا هو البلخي ضعفه أكثر أهل العلم فقال أبو داود: غير ثقة، وقال
النسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات المعضلات، ويدعى شيوخا لم يرهم.
وأما قول النبي ﷺ: «خالفوا المشركين، أحفوا الشوارب، وأوفوا اللحى». فإنه كان من عادة الفرس إطالة الشوارب، وقص اللحى قصا شديدًا أو حلقها فمنع الشارع من ذلك لمخالفتهم.
وأما إحفاء الشوارب فمعناه المبالغة في القص لأنه جاء في رواية: جزّوا الشوارب. والجزُّ هو القطع، وعليه يدل لفظ الصحيحين: من الفطرة قص الشارب، وقصة المغيرة بن شعبة.
ولذا ذهب كثير من السلف إلى أنه يؤخذ من الشوارب ما طال عن الشفة، وقد قال مالك كما في الموطأ، كتاب صفة النبي ﷺ (٤): «يُؤخذ من الشارب حتى يبدو طرفُ الشفة، وهو الإطارُ، ولا يجزُّه فيُمثِّل بنفسه».
وكان ابن عمر إذا حلق في حج أو عمرة أخذ من لحيته وشاربه. ذكره مالك في الموطأ في الحج (٢٠٠).
وذهب أهل الكوفة إلى استئصاله وحلقه؛ لأن معنى الإحفاء في اللغة: الاستئصال يقال: فلان أحفى الشعر أي استأصله.
والأمران جائزان لدلالة السنة عليهما والخلاف في الأفضلية فذهب أهل المدينة إلى الجزّ، والقص، وذهب أهل الكوفة إلى الاستئصال.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 37 من أصل 92 باباً
- 12 باب كراهة لبس الثوب المعصفر والمزعفر للرجال
- 13 باب ما جاء في لبس الثوب الأخضر
- 14 باب اللباس الأسود
- 15 باب ما جاء في البرود
- 16 باب كراهية القميص المعلم
- 17 باب الرخصة في لباس القميص المعلم وخيط الحرير
- 18 باب ما جاء في لبس الحبرة
- 19 باب ما جاء في الأكسية والخمائص
- 20 باب ما جاء في لبس النعال وصفتها
- 21 باب ما جاء في لبس العمامة
- 22 باب ما جاء في لبس البُرنُس
- 23 باب في لبس القباء المزرّر بالذهب
- 24 باب ما جاء في لبس السراويل
- 25 باب الإزار والكساء الملبّد
- 26 باب في التقنّع
- 27 باب لباس الشعر والصوف
- 28 باب حلّ الأزرار
- 29 باب النهي عن اشتمال الصماء والاحتباء في ثوبٍ واحدٍ
- 30 باب النهي عن إسبال الإزار أسفل من الكعبين
- 31 باب موضع إزار النبي ﷺ-
- 32 باب كشف الفخذ
- 33 باب النهي عن افتخار في اللباس وجره خيلاء
- 34 باب كراهية التشبه بالكفار
- 35 باب في الفراش
- 36 باب المأمورات والمنهيات من الملابس والذهب والفضة
- 37 باب إعفاء اللحية، وقص الشارب
- 38 باب التوقيت في قص الشارب، وسائر خصال الفطرة
- 39 باب النهي عن عقد اللحية
- 40 باب كراهة نتف الشيب
- 41 باب ما جاء في الخضاب، وتغيير الشيب
- 42 باب التلبيد
- 43 باب ما جاء في فرق شعر الرأس
- 44 باب في اتخاذ ذؤابة من شعر الرأس
- 45 باب كراهية تطويل الشعر بدون تهذيب
- 46 باب حلق الشعر كله، والنهي عن القزع
- 47 باب ما جاء في الطيب
- 48 باب كراهية ردّ الطيب
- 49 باب الفصل بين طيب الرجال وطيب النساء
- 50 باب النهي عن الخلوق للرجال
- 51 باب تحريم الحرير على الرجال دون النساء
- 52 باب القدر الذي يجوز فيه استعمال الحرير للرجال
- 53 باب قبول هدية الحرير دون لبسه بعد التحريم للرجال
- 54 باب الرخصة في لبس الحرير عند الضرورة للرجال
- 55 باب تحريم استعمال الذهب
- 56 باب بقي الحظر على الرجال دون النساء
- 57 باب جواز ربط الأنف والأسنان بالذهب
- 58 باب ذم المتشبّهين بالنساء والمتشبّهات بالرجال
- 59 باب النهي عن الوصل والوشم وغيرها
- 60 باب النهي عن التبرج
- 61 باب الاختمار
معلومات عن حديث: إعفاء اللحية وقص الشارب
📜 حديث عن إعفاء اللحية وقص الشارب
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ إعفاء اللحية وقص الشارب من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث إعفاء اللحية وقص الشارب
تحقق من درجة أحاديث إعفاء اللحية وقص الشارب (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث إعفاء اللحية وقص الشارب
تخريج علمي لأسانيد أحاديث إعفاء اللحية وقص الشارب ومصادرها.
📚 أحاديث عن إعفاء اللحية وقص الشارب
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع إعفاء اللحية وقص الشارب.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب