حديث: جزّوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إعفاء اللحية، وقص الشارب

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «جزّوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس».

صحيح: رواه مسلم في الطهارة (٢٦٠: ٥٥) عن أبي بكر بن إسحاق، أخبرنا ابن أبي مريم، أخبرنا محمد بن جعفر، أخبرني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «جزّوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي ﷺ الذي بين لنا فيه هديه في الهيئة والزينة، وأمرنا بمخالفة أهل الشرك والضلال. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا إن شاء الله تعالى.

الحديث بلفظه:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «جَزُّوا الشَّوَارِبَ، وَأَرْخُوا اللِّحَى، خَالِفُوا المَجُوسَ».

1. شرح المفردات:


● جَزُّوا: من القطع والتقصير، أي احلقوا الشوارب أو قصوها حتى لا تطول فتغطي الشفة.
● الشَّوَارِبَ: هي الشعر الذي ينبت على الشفة العليا.
● أَرْخُوا: من الإرخاء، أي اتركوها بدون قص أو تخفيف، وأطلقوها لتطول.
● اللِّحَى: هي الشعر النابت على الذقن والخدين.
● المَجُوس: هم عبدة النار، وكانوا يقصون لحاهم ويطلقون شواربهم.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث يأمرنا النبي ﷺ فيه بتقصير الشوارب وإطلاق اللحى، ويبين أن الحكمة من ذلك هي مخالفة المجوس الذين كانوا يفعلون العكس، فيحلقون لحاهم ويطلقون شواربهم.
والأمر هنا للوجوب عند جمهور العلماء، لأنه جاء بصيغة الأمر، ولأنه من الأمور التي تتعلق بمظهر المسلم وهويته، ومخالفة الكفار فيها مقصودة شرعًا.

3. الدروس المستفادة منه:


● مشروعية إعفاء اللحى وتقصير الشوارب: وهذا من سنن الفطرة التي حث عليها النبي ﷺ، بل هي من شعائر الإسلام التي يتميز بها المسلم.
● وجوب مخالفة الكفار في هديهم الظاهر: لأن المشابهة في الهيئة والزينة تؤدي إلى المشابهة في الأخلاق والاعتقاد، وقد يورث ذلك الميل إليهم وموالاتهم.
● الحكمة من التشريع: أن الشرع يأمرنا بما فيه مصلحة لنا في الدنيا والآخرة، ومخالفة المجوس هنا تحقق مصلحة الاعتزاز بالإسلام والبعد عن تقليد الكفار.
● أن الإسلام يهتم بالمظهر كما يهتم بالجوهر: فالهيئة الحسنة تدل على طهارة القلب وقوة الإيمان.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة في باب السُنن الفطرية.
- ذهب جمهور العلماء من السلف والخلف إلى وجوب إعفاء اللحى وتحريم حلقها، لأن الأمر جاء للوجوب، ولأنه من خصال الفطرة.
- المقصود بتقصير الشوارب: هو أخذ ما طال منها حتى لا يغطي الشفة، وأقل ذلك أن لا تزيد عن حد الشفة، والأفضل أن تؤخذ كلما طالت.
- الفرق بين اللحية والشارب: فاللحية هي ما على الذقن والخدين، والشارب هو ما على الشفة العليا.
فالحديث يدل على أن من هدي النبي ﷺ وأمره إعفاء اللحى وتقصير الشوارب، ومخالفة الكفار في ذلك، وهذا من كمال الإسلام وشموله لجميع aspects الحياة، حتى في الهيئة والزينة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الطهارة (٢٦٠: ٥٥) عن أبي بكر بن إسحاق، أخبرنا ابن أبي مريم، أخبرنا محمد بن جعفر، أخبرني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
هكذا وقع في رواية الأكثر: «أرخوا» ومعناه: اتركوها وأطيلوها، ووقع في رواية ابن هامان «أرجوا» بالجيم، ومعناه واحد، وهو في الأصل: «أرجئوا» بالهمزة فحذفت الهمزة تخفيفا ومعناه: أخروها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 120 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: جزّوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس

  • 📜 حديث: جزّوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: جزّوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: جزّوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: جزّوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب