حديث: أمر النبي بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحية

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إعفاء اللحية، وقص الشارب

عن ابن عمر، عن النبي ﷺ أنه أمر بإحفاء الشوارب، وإعفاء اللحية.

صحيح: رواه مالك في الشعر (١) عن أبي بكر بن نافع، عن أبيه نافع، عن عبد اللَّه بن عمر، فذكره.

عن ابن عمر، عن النبي ﷺ أنه أمر بإحفاء الشوارب، وإعفاء اللحية.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن ينفعنا بما نسمع ونقول. الحديث الذي تطلب شرحه هو حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يتعلق بآداب الفطرة والهيئة التي يحبها الله ورسوله للمسلم.
الحديث بلفظه:
عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أَحْفُوا الشَّوَارِبَ، وَأَعْفُوا اللِّحَى».
(رواه الإمام البخاري في صحيحه، والإمام مسلم، وغيرهما)


الشرح التفصيلي:



# أولاً. شرح المفردات:


* أَحْفُوا: من الإحفاء، وهو القص والحلق الشديد حتى يظهر الجلد تحته، أو يُقَصّ قصًّا شديدًا حتى يصير قصيرًا جدًا. وقيل: هو أخذ ما طال على الشفتين.
* الشَّوَارِب: جمع شَارِب، وهو الشعر النابت على الشفة العليا للإنسان.
* أَعْفُوا: من الإعفاء، وهو الترك وعدم القص أو الأخذ. فيُترك الشعر لينمو ويكثر، فلا يُقصّ ولا يُحلَق.
* اللِّحْيَة: هي الشعر النابت على الذقن والخدين.

# ثانياً. شرح الحديث ومعناه الإجمالي:


يأمر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بأمرين:
1- إحفاء الشوارب: أي تقصير شعر الشارب تقصيرًا شديدًا، أو حلقه، بحيث لا يطول ويشوش على الفم أو يؤذي عند الأكل والشرب، أو يكون مأوى للأوساخ والرائحة.
2- إعفاء اللحية: أي تربية اللحية وإطلاقها وتركها على حالها دون قص أو حلق، لتكثف وتعظم.
وهذان الأمران من سنن الفطرة التي جاءت بها الشرائع السماوية، والتي تميز المؤمن في هيئته عن غيرهم، وتكون سببًا لنظافته وحسن منظرته.

# ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- مخالفة المشركين والكفار: من أعظم الحكم في هذا الأمر هو المخالفة لأهل الكتاب والمشركين، الذين كانوا يعفون شواربهم ويحلقون لحاهم. وقد جاءت النصوص الصحيحة بالنهي عن التشبه بهم. فإعفاء اللحية وإحفاء الشارب من أظهر علامات هوية المسلم.
2- التزام السنة النبوية: في هذا الحديث دليل على وجوب الالتزام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في الهيئة والمنظر، كما نلتزم بها في العبادات. فهو تشريع يعم كل جوانب الحياة.
3- الفطرة والنظافة: في إحفاء الشارب إبعاد للأذى والنظافة، فطوله قد يسبب تجمع بقايا الطعام والرطوبة، مما يؤدي إلى الروائح الكريهة. وفي الوقت نفسه، إعفاء اللحية من كمال الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
4- الفرق بين الأمرين: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإحفاء الشارب، وهو قصه أو حلقه، وأمر بإعفاء اللحية، وهو تركها. وهذا يدل على أن كلًا منهما له حكم مستقل، فليس الحكم واحدًا فيهما.
5- حكم إعفاء اللحية: ذهب جمهور العلماء من السلف والخلف (من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة) إلى أن إعفاء اللحية واجب، وحلقها حرام، وهو معصية لله ورسوله. واستدلوا بهذا الحديث وغيره من الأحاديث الصحيحة التي تأمر بإعفائها وتبين أن حلقها من فعل المجوس والمشركين. وهو القول الراجح.
6- حكم إحفاء الشارب: ذهب جمهور العلماء إلى أن إحفاء الشارب سنة مؤكدة، وليس بواجب، وهو من الأمور التي يعتني بها المسلم في نظافته الشخصية.

# رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


* جاءت أحاديث أخرى تؤكد هذا المعنى وتوضحه، منها قوله صلى الله عليه وسلم: «خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ: وَفِّرُوا اللِّحَى، وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ» (متفق عليه). وكلمة «وَفِّرُوا» بمعنى أَكثِروها وأطيلوها، وهي تؤكد معنى «أَعْفُوا».
* ليس المقصود من إعفاء اللحية إهمالها وتركها دون ترتيب أو تنظيف، بل يجوز للمسلم أن يمشط لحيته ويُهَذِّبها من الشعر الطويل المنفرد جدًا (الذي يخرج عن إطارها المعتاد) أو ينظفها، بشرط ألا يكون هذا التهذيب بمثابة قصٍّ لها أو نتف، بل يكون بقصد التنظيف وليس التقصير.
* هذه الهيئة تزيد المسلم وقارًا وجلالة، وتظهر عليه سيما العبادة والوقار، وتذكره دائمًا بأنه تابع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الاتباع الكامل لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في القول والعمل والهيئة، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الشعر (١) عن أبي بكر بن نافع، عن أبيه نافع، عن عبد اللَّه بن عمر، فذكره.
ورواه مسلم في الطهارة (٢٥٩: ٥٣) عن قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس، به، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 119 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أمر النبي بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحية

  • 📜 حديث: أمر النبي بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحية

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أمر النبي بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحية

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أمر النبي بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحية

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أمر النبي بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحية

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب