حديث: من لم يأخذ من شاربه فليس منا.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إعفاء اللحية، وقص الشارب

عن زيد بن أرقم، عن النبي ﷺ قال: «من لم يأخذ من شاربه فليس منا».

صحيح: رواه الترمذيّ (٢٧٦١)، والنسائي (٥٠٤٧)، وأحمد (١٩٢٦٣) كلهم من حديث يوسف بن صهيب، عن حبيب بن يسار، عن زيد بن أرقم، فذكره.

عن زيد بن أرقم، عن النبي ﷺ قال: «من لم يأخذ من شاربه فليس منا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لسنة نبيه ﷺ وعملاً بها.
الحديث الذي تفضلت بطلبه هو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البخاري في الأدب المفرد، وغيرهم، عن الصحابي الجليل زيد بن أرقم رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال: «مَنْ لَمْ يَأْخُذْ مِنْ شَارِبِهِ فَلَيْسَ مِنَّا».
وفي رواية أخرى: «خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ: وَفِّرُوا اللِّحَى، وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ».
ولفهم هذا الحديث فهمًا صحيحًا، نقدم الشرح على النحو التالي:


1. شرح المفردات:


* يَأْخُذْ: أي يقص ويقصِّر ويحفى.
* شَارِبِهِ: هو الشعر الذي ينبت على الشفة العليا للإنسان.
* فَلَيْسَ مِنَّا: هذا أسلوب نبوي يفيد التأكيد على أهمية هذا الأمر وعدم الاستهانة به، وهو لا يعني الخروج من الملة، بل يعني البعد عن هديه ﷺ وطريقته وسنته، وعدم الموافقة الكاملة لأمره. وهو أسلوب تحذيري شديد اللهجة لتنبيه المسلم إلى خطورة إهمال هذه السنة.


2. شرح الحديث:


معنى الحديث النبوي الشريف واضح وصريح، وهو أن النبي ﷺ يأمر المسلمين بقص شعر الشارب وإحفائه (أي إزالته أو تقصيره جدًا بحيث لا يطول ويصل إلى الفم)، ويشدد في هذا الأمر إلى درجة أن من يهمله ويتهاون فيه يكون قد بعد عن سنة النبي ﷺ وهديه، وخرج عن دائرة الكمال في الاتباع.
الحكمة من الأمر بإحفاء الشارب:
* النظافة والطهارة: من أعظم الحكم؛ لأن طول الشارب قد يكون سببًا في تلوث الطعام والشراب إذا وصل إليه، كما أنه قد يحبس بقايا الطعام والرطوبة، مما يؤدي إلى الروائح الكريهة وعدم النظافة.
* المخالفة لأعداء الدين: حيث كان المشركون والكفار يعفون شواربهم ويطولونها، فأمر النبي ﷺ بمخالفتهم في الهيئة والشكل، ليكون للمسلم طابعه المميز. وهذا من مقاصد الشريعة العظيمة.
* إظهار شعيرة من شعائر الإسلام: فالمظهر الحسن والنظيف للمسلم هو جزء من شخصيته ودعوته.


3. الدروس المستفادة منه:


1- وجوب الاعتناء بالمظهر والنظافة الشخصية: الإسلام دين النظافة والطهارة، وهذا الحديث يؤكد على هذا الجانب العملي في حياة المسلم.
2- التأكيد على سنة المخالفة لأهل الكفر: يجب على المسلم أن يكون له هويته المميزة التي لا تشبه هوية الكفار والمشركين، لا في العقيدة ولا في العبادات ولا في المظهر والعادات.
3- الاهتمام بالسنة النبوية في كل صغيرة وكبيرة: النبي ﷺ لم يترك خيرًا إلا ودلنا عليه، ولا شرًا إلا وحذرنا منه، حتى في أمور المظهر الشخصي، مما يدل على كمال هذه الشريعة وشمولها.
4- قوة الاقتران بين الإيمان والعمل: فالإيمان يظهر على جوارح الإنسان وأفعاله، والتهاون في أمر ظاهري بسيط قد يكون indicator على ضعف في الاقتداء الداخلي.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* حكم إحفاء الشارب: ذهب جمهور العلماء (الحنفية والمالكية والشافعية) إلى أن (قص الشارب) سنة مؤكدة وليس فرضًا، واستدلوا بأن النهي في الحديث جاء على سبيل التأكيد على السنة وليس على الوجوب. بينما ذهب بعض العلماء إلى وجوبه لشدة الوعيد في الحديث.
* كيفية الأخذ: اختلف الفقهاء في كيفية الأخذ على قولين:
* القص (التخفيف): وهو الرأي الراجح عند جمهور العلماء، بأن يقصر شعر الشارب حتى لا يطول ويصل إلى الشفة.
* الحلق (الإحفاء): وهو إزالته بالكامل من الأصل، وبه قال بعض العلماء استنادًا إلى رواية «أَحْفُوا الشَّوَارِبَ».
* والراجح هو القول الأول (التقصير) لأنه الجمع بين الروايات، وهو الأيسر والأكثر распространًا.
* الفرق بينه وبين اللحية: الأمر هنا هو بالأخذ من الشارب (أي تقصيره)، بينما الأمر في اللحية هو بالإعفاء وعدم الحلق (توفيرها). فالمطلوب تخفيف الشارب وإعفاء اللحية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٢٧٦١)، والنسائي (٥٠٤٧)، وأحمد (١٩٢٦٣) كلهم من حديث يوسف بن صهيب، عن حبيب بن يسار، عن زيد بن أرقم، فذكره. وإسناده صحيح.
قال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح».
وقوله: «ليس منا» أي ليس على سنتنا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 121 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من لم يأخذ من شاربه فليس منا.

  • 📜 حديث: من لم يأخذ من شاربه فليس منا.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من لم يأخذ من شاربه فليس منا.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من لم يأخذ من شاربه فليس منا.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من لم يأخذ من شاربه فليس منا.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب