الإسفار بالصبح - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب ما جاء في الإسفار بالصبح

عن رافع بن خديج قال: قال رسول الله ﷺ: «أصبحوا بالصُّبح، فإنَّه أعظمُ لأجوركم» أو «أعظم للأجر».

صحيح: رواه أبو داود (٤٢٤)، والترمذي (١٥٤)، والنسائي (٥٤٨، ٥٤٩)، وابن ماجة (٦٧٢) كلهم من طرق عن عاصم بن عُمر بن قتادة، عن محمود بن لَبيد، عن رافِع بن خَديج فذكر مثله واللفظ لأبي داود، ولفظ الترمذي والنسائي: «أَسفِرُوا بالفجرِ، فإنه أعظمُ للأجرِ».
قال الترمذي: «حديث رافع بن خديج حديث حسن صحيح، وقد رأي غير واحد من أهل العلم من أصحابِ النبيِّ ﷺ والتابعين الإسفار بصلاة الفجر. وبه يقول سفيان الثوري. وقال الشافعي وأحمد وإسحاق: معنى الإسفار: أن يَضِحَ الفجْرُ فلا يُشَكُّ فيه، ولم يروا أن معنى الإسفارِ تأخير الصلاة». انتهى.
قوله: يَضِح من وَضَحَ - يقال: وَضَحَ الفجرُ إذا أضاء.
وظاهر هذا الحديث يعارض الأحاديث الصحيحة في أداء صلاة الفجر في الغلس، فأجابوا عنه
بأجوبة منها ما ذكره الترمذي.
ومنها: ما ذكر الطحاوي في «شرح معاني الآثار» (١/ ١٨٤): «فالذي ينبغي الدخول في الفجر في وقت التغليس، والخروج منها في وقت الإسفار، على موافقة ما روينا عن رسول الله ﷺ وهو قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد رحمهم الله تعالى». انتهى.
وتعقب بأن عائشة تقول: «فينصرف النساء مُتَلفِّعاتٍ بمروطهنَّ ما يُعرفنَ من الغلسِ».
ومنها: ما ذكره الحافظ ابن القيم في إعلام الموقعين.
«وهذا بعد ثبوته إنما المراد به الاسفار دوامًا لا ابتداءً، فيدخل فيها مُغلسًا، ويخرج منها مُسفرًا كما كان يفعله ﷺ، فقوله موافق لفعله لا مناقض له، وكيف يُظن به المواظبة على فعل ما الأجر الأعظم في خلافه». انتهى. وهو قريب مما قاله الطحاوي.
ومنها: أنَّ قوله: «أسفِرُوا بالفجر». مرويٌّ بالمعنى، والأصل أصبحوا بالصبح كما في رواية أبي داود.
قال الجزري: أي: «صلوها عند طلوع الصبح، يقال: أصبح الرجل إذا دخل في الصبح». انتهى.
قال السيوطي في حاشية النسائي: «وبهذا يعرف أن رواية من روى هذا الحديث بلفظ: «أسفِرُوا بالفجْرِ«مروية بالمعنى، وأنه دليل على أفضلية التغليس بها، لا على التأخر إلى الأسفار». انتهى.
انظر: مرعاة المفاتيح (١/ ٣٢٢).
ومنها: أنهم لما أمروا بالتعجيل ففهم البعض منهم الفجر الأول فأمروا بالاسفار إلى الفجر الثاني الذي هو وقت صلاة الصبح.
ومنها: أن المراد به الليلة المقمرة، فإن الصبح لا يبين بضوء القمر، فأمِرُوا بالإسفار، أي الإصباح كما قال ابن حبان في صحيحه (٤/ ٣٥٨ - ٣٥٩) بقوله: أراد النبي ﷺ بقوله: «أسفِروا» في الليالي المُقمِرة التي لا يتبين فيها وضوحُ طلوع الفجر، لئلا يؤدي المرء صلاة الصُبح إلا بعد التيقن بالإسفار بطلوع الفجر، فإن الصلاة إذا أُدِّيت كما وصفنا كان أعظمَ للأجر من أن تُصلي على غير يقين من طلوع الفجر». انتهى.
ولابد من قبول إحدى هذه التأويلات حتى لا يتعارض فِعلُ رسول الله ﷺ قولَه.
وفي الحديث دليل أيضًا على أن رسولَ الله ﷺ أحيانًا كان يدخل في صلاة الفجر في الغلس، ويخرج منها في الغلس، كما قالت عائشة، وأحيانًا كان يدخل في الغلس، ويُطيلُ القراءةَ فيخرج منها في الإسفار كما في حديث أبي برزة الأسلمي، وحديث أنس.
تنبيه: حديث رافع بن خديج أصح ما رُوي في الإسفار، وما رُوي عن بلال وقتادة بن النعمان وابن مسعود وأبي هريرة وحواء الأنصارية فبعضها يعود إلى حديث رافع بن خديج، والبقية لا تقوم بها الحجة لضعف فيها. انظر للمزيد: «نصب الراية (١/ ٢٣٥).

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 17 من أصل 423 باباً

معلومات عن حديث: الإسفار بالصبح

  • 📜 حديث عن الإسفار بالصبح

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ الإسفار بالصبح من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث الإسفار بالصبح

    تحقق من درجة أحاديث الإسفار بالصبح (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث الإسفار بالصبح

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث الإسفار بالصبح ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن الإسفار بالصبح

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع الإسفار بالصبح.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب