حديث: أصبحوا بالصبح فإنه أعظم لأجوركم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الإسفار بالصبح

عن رافع بن خديج قال: قال رسول الله ﷺ: «أصبحوا بالصُّبح، فإنَّه أعظمُ لأجوركم» أو «أعظم للأجر».

صحيح: رواه أبو داود (٤٢٤)، والترمذي (١٥٤)، والنسائي (٥٤٨، ٥٤٩)، وابن ماجة (٦٧٢) كلهم من طرق عن عاصم بن عُمر بن قتادة، عن محمود بن لَبيد، عن رافِع بن خَديج فذكر مثله واللفظ لأبي داود، ولفظ الترمذي والنسائي: «أَسفِرُوا بالفجرِ، فإنه أعظمُ للأجرِ».

عن رافع بن خديج قال: قال رسول الله ﷺ: «أصبحوا بالصُّبح، فإنَّه أعظمُ لأجوركم» أو «أعظم للأجر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «أَصْبِحُوا بِالصُّبْحِ، فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِأُجُورِكُمْ» أو «أَعْظَمُ لِلأَجْرِ».
(رواه الترمذي في سننه، وقال: حديث حسن صحيح، وصححه الألباني).


شرح الحديث:

# 1. شرح المفردات:


● أَصْبِحُوا: من الإصباح، أي ادخلوا في وقت الصباح وأحضروا أنفسكم لأداء صلاة الصبح في جماعة في المسجد. والمعنى: بادروا إلى أداء صلاة الفجر في وقتها مع الجماعة.
● بِالصُّبْحِ: المقصود بها صلاة الفجر، وهي الصلاة المفروضة عند طلوع الفجر الصادق.
● أَعْظَمُ لِأُجُورِكُمْ: أي أكثر ثواباً وأعظم أجراً. فالمبكر إلى صلاة الصبح في جماعة يحصل على أجر عظيم وفضل كبير.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:
يأمرنا النبي ﷺ في هذا الحديث بالمسارعة إلى أداء صلاة الصبح (الفجر) في وقتها مع جماعة المسلمين في المسجد، ويبين لنا الحكمة من ذلك، وهي أن هذه الصلاة لها أجر عظيم وثواب كبير، خاصة عند أدائها في أول وقتها مع الجماعة.
فالحديث يحث على التبكير إلى صلاة الفجر والمحافظة عليها في جماعة، لما في ذلك من عظيم الأجر وزيادة الحسنات.

# 3. الدروس المستفادة والفَوائد:
1- الحث على المحافظة على صلاة الفجر في جماعة: الحديث يأمر بالمبادرة إلى صلاة الصبح، وهو يشير إلى أدائها مع الجماعة في المسجد، لأن هذا هو السياق الذي يكون فيه الأجر أعظم.
2- بيان فضل صلاة الفجر خاصة: لصلاة الفجر فضل عظيم عن غيرها من الصلوات، كما في قوله ﷺ: «مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ» (رواه مسلم)، وأجرها كأجر قيام ليلة كاملة لمن صلى العشاء في جماعة أيضاً.
3- المبادرة إلى الطاعات: في الحديث حث على المسارعة إلى الخيرات والمسابقة إلى الطاعات في أوقاتها، فالتأخير قد يعرض الإنسان للغفلة أو النسيان أو المشاغل.
4- تفاضل الأعمال الصالحة: ليس كل عمل صالح يكون أجره متساوياً، فبعض الأعمال لها أجر أعظم من غيرها، وصلاة الفجر في جماعة من الأعمال التي خصها الله بفضل عظيم.
5- مشقة صلاة الفجر وأجرها: أداء صلاة الفجر يتطلب مجاهدة النفس والقيام من النوم والفراش الدافئ، وجزاء هذه المشقة هو الأجر العظيم من الله تعالى.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


● فضل صلاة الجماعة: أجر صلاة الجماعة يزيد على صلاة الفذ (المنفرد) بسبع وعشرين درجة، كما في الحديث الصحيح.
● التبكير إلى المسجد: ليس فقط لأداء الصلاة، ولكن انتظار الصلاة وذكر الله في المسجد له أجر كبير.
● التحذير من التكاسل: كثير من الناس يتكاسلون عن صلاة الفجر، وهذا الحديث يحذر من ذلك ويدعو إلى المجاهدة.
● من أسباب المعونة على أدائها: من الأسباب المعينة على القيام لأداء صلاة الفجر: النوم مبكراً، عدم السهر على ما لا فائدة فيه، وضع المنبه، وطلب الدعاء من الله أن يعينه على أدائها.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يوفقنا للمحافظة على الصلوات في أوقاتها مع جماعة المسلمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٢٤)، والترمذي (١٥٤)، والنسائي (٥٤٨، ٥٤٩)، وابن ماجة (٦٧٢) كلهم من طرق عن عاصم بن عُمر بن قتادة، عن محمود بن لَبيد، عن رافِع بن خَديج فذكر مثله واللفظ لأبي داود، ولفظ الترمذي والنسائي: «أَسفِرُوا بالفجرِ، فإنه أعظمُ للأجرِ».
قال الترمذي: «حديث رافع بن خديج حديث حسن صحيح، وقد رأي غير واحد من أهل العلم من أصحابِ النبيِّ ﷺ والتابعين الإسفار بصلاة الفجر. وبه يقول سفيان الثوري. وقال الشافعي وأحمد وإسحاق: معنى الإسفار: أن يَضِحَ الفجْرُ فلا يُشَكُّ فيه، ولم يروا أن معنى الإسفارِ تأخير الصلاة». انتهى.
قوله: يَضِح من وَضَحَ - يقال: وَضَحَ الفجرُ إذا أضاء.
وظاهر هذا الحديث يعارض الأحاديث الصحيحة في أداء صلاة الفجر في الغلس، فأجابوا عنه
بأجوبة منها ما ذكره الترمذي.
ومنها: ما ذكر الطحاوي في «شرح معاني الآثار» (١/ ١٨٤): «فالذي ينبغي الدخول في الفجر في وقت التغليس، والخروج منها في وقت الإسفار، على موافقة ما روينا عن رسول الله ﷺ وهو قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد رحمهم الله تعالى». انتهى.
وتعقب بأن عائشة تقول: «فينصرف النساء مُتَلفِّعاتٍ بمروطهنَّ ما يُعرفنَ من الغلسِ».
ومنها: ما ذكره الحافظ ابن القيم في إعلام الموقعين.
«وهذا بعد ثبوته إنما المراد به الاسفار دوامًا لا ابتداءً، فيدخل فيها مُغلسًا، ويخرج منها مُسفرًا كما كان يفعله ﷺ، فقوله موافق لفعله لا مناقض له، وكيف يُظن به المواظبة على فعل ما الأجر الأعظم في خلافه». انتهى. وهو قريب مما قاله الطحاوي.
ومنها: أنَّ قوله: «أسفِرُوا بالفجر». مرويٌّ بالمعنى، والأصل أصبحوا بالصبح كما في رواية أبي داود.
قال الجزري: أي: «صلوها عند طلوع الصبح، يقال: أصبح الرجل إذا دخل في الصبح». انتهى.
قال السيوطي في حاشية النسائي: «وبهذا يعرف أن رواية من روى هذا الحديث بلفظ: «أسفِرُوا بالفجْرِ«مروية بالمعنى، وأنه دليل على أفضلية التغليس بها، لا على التأخر إلى الأسفار». انتهى.
انظر: مرعاة المفاتيح (١/ ٣٢٢).
ومنها: أنهم لما أمروا بالتعجيل ففهم البعض منهم الفجر الأول فأمروا بالاسفار إلى الفجر الثاني الذي هو وقت صلاة الصبح.
ومنها: أن المراد به الليلة المقمرة، فإن الصبح لا يبين بضوء القمر، فأمِرُوا بالإسفار، أي الإصباح كما قال ابن حبان في صحيحه (٤/ ٣٥٨ - ٣٥٩) بقوله: أراد النبي ﷺ بقوله: «أسفِروا» في الليالي المُقمِرة التي لا يتبين فيها وضوحُ طلوع الفجر، لئلا يؤدي المرء صلاة الصُبح إلا بعد التيقن بالإسفار بطلوع الفجر، فإن الصلاة إذا أُدِّيت كما وصفنا كان أعظمَ للأجر من أن تُصلي على غير يقين من طلوع الفجر». انتهى.
ولابد من قبول إحدى هذه التأويلات حتى لا يتعارض فِعلُ رسول الله ﷺ قولَه.
وفي الحديث دليل أيضًا على أن رسولَ الله ﷺ أحيانًا كان يدخل في صلاة الفجر في الغلس، ويخرج منها في الغلس، كما قالت عائشة، وأحيانًا كان يدخل في الغلس، ويُطيلُ القراءةَ فيخرج منها في الإسفار كما في حديث أبي برزة الأسلمي، وحديث أنس.
تنبيه: حديث رافع بن خديج أصح ما رُوي في الإسفار، وما رُوي عن بلال وقتادة بن النعمان وابن مسعود وأبي هريرة وحواء الأنصارية فبعضها يعود إلى حديث رافع بن خديج، والبقية لا تقوم بها الحجة لضعف فيها. انظر للمزيد: «نصب الراية (١/ ٢٣٥).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 51 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أصبحوا بالصبح فإنه أعظم لأجوركم

  • 📜 حديث: أصبحوا بالصبح فإنه أعظم لأجوركم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أصبحوا بالصبح فإنه أعظم لأجوركم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أصبحوا بالصبح فإنه أعظم لأجوركم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أصبحوا بالصبح فإنه أعظم لأجوركم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب