ثمار الجنة - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب ما جاء في ثمار الجنة

قال تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا

رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٢٥)﴾ [سورة البقرة: ٢٥]
وقال تعالى: ﴿فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ﴾ [سورة الرحمن: ٦٨]
عن أسماء بنت أبي بكر قالت: سمعت رسول اللَّه ﷺ، وذكر سدرة المنتهى، قال: «يسير الراكب في ظل الفنن منها مائة سنة، أو يستظل بظلها مائة راكب -شك يحيى- فيها فراش الذهب كأن ثمرها القلال».

حسن: رواه الترمذيّ (٢٥٤١)، وهناد بن السري في الزهد (١١٥)، وابن جرير في تفسيره (٢٢/ ٣٨ - ٣٩)، والحاكم (٢/ ٤٦٩) كلهم من طريق يونس بن بكير، حدّثنا محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: فذكرته.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق فإنه صرّح بالتحديث كما في رواية هناد.
وقال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح غريب» وفي نسخة: «حسن غريب».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم».
عن أبي أمامة قال: كان أصحاب رسول اللَّه ﷺ يقولون: إن اللَّه ينفعنا بالأعراب ومسائلهم، أقبل أعرابي يوما، فقال: يا رسول اللَّه، لقد ذكر اللَّه في القرآن شجرة مؤذية، وما كنت أرى أن في الجنة شجرة تؤذي صاحبها. فقال رسول اللَّه ﷺ: «وما هي؟» قال: السدر، فإن لها شوكا. فقال رسول اللَّه ﷺ: «﴿فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٨] يخضد اللَّه شوكه فيجعل مكان كل شوكة ثمرة، فإنها تنبت ثمرًا تفتق الثمرة معها عن اثنين وسبعين لونا، ما منها لون يشبه الآخر».

صحيح: رواه الحاكم (٢/ ٤٧٦) -وعنه البيهقي في البعث والنشور (٢٦٤) - عن أبي العباس محمد بن يعقوب، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا بشر بن بكر، ثنا صفوان بن عمرو، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة، قال: فذكره.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد» وهو كما قال.
عن عتبة بن عبد السلمي قال: كنت جالسا مع رسول اللَّه ﷺ فجاء أعرابي، فقال: يا رسول اللَّه، أسمعك تذكر شجرة في الجنة لا أعلم في الدنيا أكثر شوكا منها -يعني الطلح- فقال رسول اللَّه ﷺ: «يجعل مكان كل شوكة مثل خصوة التيس الملبود -يعني الخصي- فيها سبعون لونا من الطعام لا يشبه لون الآخر».

صحيح: رواه الطبراني في الكبير (١٧/ ١٣٠)، ومسند الشاميين (٤٩٢) -ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (٦/ ١٠٣)، وفي صفة الجنة (٣٤٧) - عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، ثنا
أبو مسهر ومحمد بن المبارك الصوري قالا: ثنا يحيى بن حمزة، حدّثني ثور بن يزيد، عن حبيب ابن عبيد، عن عتبة بن عبد السلمي، قال: فذكره. وإسناده صحيح.
قال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٤١٤): «رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح».
عن عتبة بن عبد السُّلمي قال: جاء أعرابي إلى رسول اللَّه ﷺ، فقال: ما حوضُك الذي تُحدِّث عنه؟ قال: «كما بين البيضاء إلى بصرى، يمدُّني اللَّه فيه بكُراعٍ لا يدري إنسانٌ مِمّن خُلق أين طرفاه»، فكبَّر عمر بن الخطاب، فقال: «أما الحوض فيرد عليه فقراء المهاجرين الذين يقاتلون في سبيل اللَّه، ويموتون في سبيل اللَّه. فأرجو أن يُورِثَني الكُرَاع فأشرب منه». وقال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ ربي وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفًا بغير حساب، ثم يشفع كلُّ ألف بسبعين ألفًا، ثم يَحثي ربي تبارك وتعالى بكفيه ثلاثَ حَثَيَات». فكبّر عمر وقال: «إنّ السّبعين الأُولى ليشفعهم اللَّه في آبائهم، وأبنائهم، وعشائرهم. وأرجو أن يجعلني اللَّهُ في إحدى الحثيات الأواخر». فقال الأعرابيُّ: يا رسول اللَّه، فيها فاكهةٌ؟ قال: «نعم وفيها شجرة تدعى طوبى هي تطابق الفردوس». فقال: أيّ شجر أرضنا تُشبه؟ قال: «ليس تشبه من شجر أرضك، ولكن أتيتَ الشّام؟». قال: لا يا رسول اللَّه، قال: «فإنّها تشبه شجرة في الشّام تُدعى الجوْزَةَ تنبت على ساق واحد، ثم ينتشر أعلاها». قال: فما عِظم أصلها؟ قال: «لو ارتحلتَ جذعةً من إبل أهلك لما قطعتْها حتى تنكسر ترقوتُها هَرَمًا». قال: فيها عنب؟ قال: «نعم». قال: ما عظم العنقود منها؟ قال: «مسيرة شهر للغراب الأبقع لا ينثني ولا يفتر». قال: فما عظم الحبة منه؟ قال: هل ذبح أبوك من غنمه تيسًا عظيمًا؟ قال: «نعم». قال: «فسلخ إهابها فأعطاه أمَّك، فقال ادبغي هذا ثم افري لنا منه ذنوبا نروي به ماشيتنا». قال: نعم. قال: فإن تلك الحبة تشبعني وأهل بيتي فقال النّبي ﷺ: «وعامة عشيرتك».

حسن: رواه الطبراني في الأوسط (٤٠٤) -واللفظ له- وفي الكبير (١٧/ ١٢٦ - ١٢٧)، وأحمد (١٧٦٤٢) مختصرًا كلهم من طريق عامر بن زيد البكالي، أنه سمع عتبة بن عبد السلمي، فذكر مثله. وصحّحه ابن حبان (٦٤٥٠).
وإسناده حسن من أجل عامر بن زيد البكالي، قال الحسيني في الإكمال: «ليس بالمشهور». فتعقبه الحافظ في التعجيل بقوله: «بل معروف»، ثم أطال في ذكره، والخلاصة أنه حسن الحديث.
وأورده الهيثمي في «المجمع» (١٠/ ٤١٤) وقال: «رواه الطّبراني في: الأوسط«، واللفظ له، وفي «الكبير»، وأحمد باختصار عنهما، وفيه عامر بن زيد البكالي، وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم
يجرحه ولم يوثقه، وبقية رجاله ثقات».
قال الأعظمي: انظر تخريجه المفصل في باب حوض النبي ﷺ.
وقوله: «بكراع«أي بطرف من ماء الجنة. قال في النهاية: «وفي حديث الحوض: «فبدأ اللَّه بكراع» أي طرف من ماء الجنّة، فشبّه بالكراع لقلته، وأنه كالكراع من الدّابة.
عن جابر بن عبد اللَّه قال: كسفت الشمس على عهد رسول اللَّه ﷺ في يوم شديد الحر، فذكر الحديث وجاء فيه: ثم قال: «إنه عرض علي كل شيء تولجونه، فعرضت علي الجنة، حتى لو تناولت منها قطفا أخذته -أو قال: تناولت منها قطفا- فقصرت يدي عنه. . .».

صحيح: رواه مسلم في الكسوف (٩٠٤) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، حدّثنا إسماعيل ابن علية، عن هشام الدستوائي، قال: حدّثنا أبو الزبير، عن جابر، فذكره في حديث طويل.
عن عبد اللَّه بن عباس قال: انخسفت الشمس على عهد رسول اللَّه ﷺ، فذكر الحديث في صلاة الخسوف، وجاء فيه: قالوا: يا رسول اللَّه، رأيناك تناولت شيئًا في مقامك، ثم رأيناك كعكعت؟ قال ﷺ: «إني رأيت الجنة، فتناولت عنقودًا، ولو أصبتهُ لأكلتم منه ما بقيت الدنيا. . .» الحديث.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الخسوف (١٠٥٢)، ومسلم في الخسوف (٩٠٧) كلاهما من طريق زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد اللَّه بن عباس، قال: فذكره في حديث طويل.
عن أنس بن مالك قال: صلينا مع رسول اللَّه ﷺ صلاة الصبح قال: فبينما هو في الصلاة مد يده، ثم أخرها، فلما فرغ من الصلاة قلنا: يا رسول اللَّه، صنعت في صلاتك هذه ما لم تصنع في صلاة قبلها. قال: «إني رأيت الجنة قد عرضت علي، ورأيت فيها دالية قطوفها دانية، حبها كالدباء، فأردت أن أتناول منها، فأوحي إليها أن استأخري فاستأخرتْ، ثم عرضت علي النار بيني وبينكم حتى رأيت ظلي وظلكم، فأومأت إليكم أن استأخروا، فأوحي إلي أن أقرهم، فإنك أسلمت وأسلموا، وهاجرت وهاجروا، وجاهدت وجاهدوا، فلم أر لي عليكم فضلا إلا بالنبوة».

حسن: رواه ابن خزيمة (٨٩٢)، والطحاوي في شرح المشكل (٥٧٦٢)، والحاكم (٤/ ٤٥٦) كلهم من طريق ابن وهب، أخبرني معاوية بن صالح، حدّثني عيسى بن عاصم، عن زر بن حبيش، عن أنس بن مالك، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل معاوية بن صالح؛ فإنه حسن الحديث.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه».
وأما ما روي عن أبي موسى الأشعري مرفوعا: «لما أخرج آدم من الجنة، زود من ثمار الجنة، وعلمه صنعة كل شيء، فثماركم هذه من ثمار الجنة، غير أن هذه تغير وتلك لا تغير». فالصحيح أنه موقوف.
رواه البزار في مسنده (٣٠٢٩) عن عقبة بن مكْرم العمي قال: أخبرنا ربعي ابنُ عُلية، قال: أخبرنا عوف، عن قسامة بن زهير، عن أبي موسى رفعه.
قال البزار: «وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن عوف، عن قسامة، عن أبي موسى موقوفا. ولا نعلم أحدًا رفعه إلا ربعي».
ثم رواه عن محمد بن المثنى قال: أخبرنا ابن أبي عدي، عن عوف، عن قسامة، عن أبي موسى، بنحوه، ولم يرفعه».
قال الأعظمي: وهو كما قال. فقد رواه غير واحد عن عوف وهو ابن أبي جميلة، فأوقفوه. منهم هوذة ابن خليفة، أخرج حديثه الحاكم (٢/ ٥٤٣)، وعبد الوهاب الثقفي، ومحمد بن جعفر غندر أخرج حديثهما ابن جرير في تفسيره (١/ ٤١٨)، ومعمر بن راشد أخرج حديثه عبد الرزاق في تفسيره (١/ ٢٦٧). فكل هؤلاء رووه عن عوف موقوفا على أبي موسى الأشعري. وهو الراجح.
وأما قوله تعالى: ﴿كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا﴾ [البقرة: ٢٥] فمعناها متشابها في اللون والمنظر، ومختلفا في الطعم والذوق، ولو كانت ثمار الدنيا نزلت من الجنة مع آدم لما اختلف طعمها وذوقها. لأن قوله تعالى ﴿هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ﴾ أي في الدنيا كما قال ابن مسعود وابن عباس وجماعة من الصحابة والتابعين، وهو الذي رجحه ابن جرير في تفسيره.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 19 من أصل 99 باباً

معلومات عن حديث: ثمار الجنة

  • 📜 حديث عن ثمار الجنة

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ ثمار الجنة من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث ثمار الجنة

    تحقق من درجة أحاديث ثمار الجنة (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث ثمار الجنة

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث ثمار الجنة ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن ثمار الجنة

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع ثمار الجنة.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, September 13, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب