حديث: عن شجرة السدر في الجنة وكيف يخضد الله شوكها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في ثمار الجنة

عن أبي أمامة قال: كان أصحاب رسول اللَّه ﷺ يقولون: إن اللَّه ينفعنا بالأعراب ومسائلهم، أقبل أعرابي يوما، فقال: يا رسول اللَّه، لقد ذكر اللَّه في القرآن شجرة مؤذية، وما كنت أرى أن في الجنة شجرة تؤذي صاحبها. فقال رسول اللَّه ﷺ: «وما هي؟» قال: السدر، فإن لها شوكا. فقال رسول اللَّه ﷺ: «﴿فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٨] يخضد اللَّه شوكه فيجعل مكان كل شوكة ثمرة، فإنها تنبت ثمرًا تفتق الثمرة معها عن اثنين وسبعين لونا، ما منها لون يشبه الآخر».

صحيح: رواه الحاكم (٢/ ٤٧٦) -وعنه البيهقي في البعث والنشور (٢٦٤) - عن أبي العباس محمد بن يعقوب، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا بشر بن بكر، ثنا صفوان بن عمرو، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة، قال: فذكره.

عن أبي أمامة قال: كان أصحاب رسول اللَّه ﷺ يقولون: إن اللَّه ينفعنا بالأعراب ومسائلهم، أقبل أعرابي يوما، فقال: يا رسول اللَّه، لقد ذكر اللَّه في القرآن شجرة مؤذية، وما كنت أرى أن في الجنة شجرة تؤذي صاحبها. فقال رسول اللَّه ﷺ: «وما هي؟» قال: السدر، فإن لها شوكا. فقال رسول اللَّه ﷺ: «﴿فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٨] يخضد اللَّه شوكه فيجعل مكان كل شوكة ثمرة، فإنها تنبت ثمرًا تفتق الثمرة معها عن اثنين وسبعين لونا، ما منها لون يشبه الآخر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أسأل الله تعالى أن يوفقني لشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا مفيدًا، مستندًا إلى كلام أهل العلم والتحقيق من أهل السنة والجماعة.

الحديث ومصدره:


هذا الحديث رواه الإمام الطبراني في "المعجم الكبير" وغيره، عن الصحابي الجليل أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، وهو حديث حسن بشواهده.

شرح المفردات:


● الأعراب: هم سكان البادية من العرب، المعروفون بفصاحتهم وجلادة طباعهم، وكانوا يأتون إلى النبي ﷺ ليسألوه عن أمور الدين.
● شجرة مؤذية: أي ذات ضرر أو أذى بسبب شوكها.
● السدر: هي شجرة النبق، المعروفة بشوكها الحاد.
● مخضود: من الخَضْد، وهو القطع والإزالة، أي مُزال شوكه.
● تفتق الثمرة: أي تنشق وتنبثق عن ما بداخلها من ألوان وأنواع.

شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي أبو أمامة رضي الله عنه عن منهج أصحاب رسول الله ﷺ في الاستفادة من أسئلة الوافدين من الأعراب، حيث كانوا يرون أن هذه الأسئلة تجلب الخير والبركة، إذ تفتح أبوابًا من العلم قد لا تطرح لولا سؤال السائل.
فقد جاء أعرابي إلى النبي ﷺ متعجبًا من ذكر شجرة السدر في الجنة في قوله تعالى: ﴿فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ﴾ [الواقعة: 28]، مستنكرًا أن تكون في الجنة شجرة مؤذية ذات شوك. فسأل النبي ﷺ مستفسرًا: "وما هي؟" فأجاب الأعرابي بأنها السدر لما فيها من شوك.
فأوضح النبي ﷺ أن الله تعالى قد وصفها في القرآن بأنها "مخضودة"، أي أن الله يزيل شوكها في الجنة، ويجعل مكان كل شوكة كانت فيها في الدنيا ثمرة عظيمة، بل إن الثمرة الواحدة تنشق عن اثنين وسبعين لونًا من الألوان الجميلة المتنوعة، لا يشبه أحدها الآخر، مما يدل على كمال النعيم وجماله في الجنة، وأن نعيم الآخرة لا يشبه نعيم الدنيا ولا يقاس به.

الدروس المستفادة:


1- فضل السؤال والاستفسار عن أمور الدين: فسؤال الأعرابي أدى إلى بيان عظيم لنعيم الجنة وصفاتها.
2- أن نعيم الجنة كامل لا نقص فيه: فالله تعالى يزيل كل ما قد يتصوره الإنسان من نقص أو أذى، ويحوله إلى نعيم وكمال.
3- عظم قدرة الله تعالى وإبداعه في خلقه: حيث يجعل من الشجرة الشوكية في الدنيا شجرة مثمرة جميلة في الآخرة.
4- أن القرآن يحوي إعجازًا بيانيًّا وعلميًّا: فكلمة "مخضود" لم تكن واضحة المعنى للبعض، فبين النبي ﷺ معناها العجيب.
5- تواضع النبي ﷺ وحسن تعليمه: حيث أجاب على سؤال الأعرابي برحابة صدر وبيان واضح.

فوائد إضافية:


- هذا الحديث يرد على من يتوهم أن في الجنة ما قد يؤذي أو ينقص، فالجنة لا يدخلها ضرر ولا أذى.
- فيه إشارة إلى عظمة ثمار الجنة وتنوعها، مما يزيد المؤمن شوقًا إليها.
- ينبغي للمسلم أن يتدبر القرآن ويسأل أهل العلم عما أشكل عليه، اقتداء بهذا الأعرابي وأصحاب النبي ﷺ.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن ينفعنا بما علمنا، ويزيدنا فهمًا في ديننا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (٢/ ٤٧٦) -وعنه البيهقي في البعث والنشور (٢٦٤) - عن أبي العباس محمد بن يعقوب، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا بشر بن بكر، ثنا صفوان بن عمرو، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة، قال: فذكره.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد» وهو كما قال.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 56 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن شجرة السدر في الجنة وكيف يخضد الله شوكها

  • 📜 حديث: عن شجرة السدر في الجنة وكيف يخضد الله شوكها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عن شجرة السدر في الجنة وكيف يخضد الله شوكها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عن شجرة السدر في الجنة وكيف يخضد الله شوكها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عن شجرة السدر في الجنة وكيف يخضد الله شوكها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب