حديث: تناولت عنقودًا من الجنة لو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في ثمار الجنة

عن عبد اللَّه بن عباس قال: انخسفت الشمس على عهد رسول اللَّه ﷺ، فذكر الحديث في صلاة الخسوف، وجاء فيه: قالوا: يا رسول اللَّه، رأيناك تناولت شيئًا في مقامك، ثم رأيناك كعكعت؟ قال ﷺ: «إني رأيت الجنة، فتناولت عنقودًا، ولو أصبتهُ لأكلتم منه ما بقيت الدنيا. . .» الحديث.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الخسوف (١٠٥٢)، ومسلم في الخسوف (٩٠٧) كلاهما من طريق زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد اللَّه بن عباس، قال: فذكره في حديث طويل.

عن عبد اللَّه بن عباس قال: انخسفت الشمس على عهد رسول اللَّه ﷺ، فذكر الحديث في صلاة الخسوف، وجاء فيه: قالوا: يا رسول اللَّه، رأيناك تناولت شيئًا في مقامك، ثم رأيناك كعكعت؟ قال ﷺ: «إني رأيت الجنة، فتناولت عنقودًا، ولو أصبتهُ لأكلتم منه ما بقيت الدنيا. . .» الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو جزء من حديث طويل عن صلاة الكسوف، وفيه عظة وعبرة عظيمة.

أولاً. شرح المفردات:


● انخسفت الشمس: أي كُسِفت.
● تناولت شيئًا: أي مددت يدك لأخذ شيء.
● كَعْكَعْتَ: هذه الكلمة تحمل معنيين رئيسيين، وكلاهما وارد في شرح الحديث:
1- تراجعت وارتدَّيت إلى مكانك، أي أنك أخذت شيئًا ثم أرجعته أو تراجعت عن أخذه.
2- تأخَّرت في مكانك، أي أن حركتك توقفت أو تباطأت.
● عنقودًا: قطف عنب.


ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن كسوفًا للشمس حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فصلى بالناس صلاة الكسوف التي هي آية من آيات الله تذكر الناس بعظمته وتخوِّفهم من عقابه.
وفي أثناء صلاته الطويلة التي فيها قيام طويل وركوع وسجود طويلان، لاحظ الصحابة حركة غريبة من النبي صلى الله عليه وسلم، حيث رأوه يمد يده وكأنه يتناول شيئًا أمامه، ثم يتراجع أو يتأخر في مكانه. فلما انتهت الصلاة، سألوه عن هذا المنظر العجيب الذي لم يعتادوه منه في الصلاة.
فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم الحقيقة، وهي أنه أُري الجنة –أي أُطلع عليها في مكانه ذلك أثناء الصلاة– فرأى فيها عنقود عنب عظيم الجمال والجودة، فمد يده ليأخذه ويُريه إياهم، ولكن المشيئة الإلهية لم تقدر له ذلك، فلم يأخذه.
ثم بين لهم صلى الله عليه وسلم عظمة هذا العنقود بقوله: «وَلَوْ أَصَبْتُهُ لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا». أي أن بركته ونعمته كانت لتبقى معهم إلى آخر الزمان، يأكلون منه ولا ينفد.


ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- حقيقة الجنة ونعيمها: الحديث يصور لنا حقيقة نعيم الجنة الذي لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. فالعنقود الواحد من عنب الجنة تكفي بركته لأمة كاملة إلى قيام الساعة.
2- معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم: إطلاعه على الجنة وهو في صلاته في الدنيا معجزة من معجزاته، подтверيقاً لقوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ} [التكوير: 23].
3- الصلاة وأسرارها: الصلاة مناجاة بين العبد وربه، وقد يفتح الله على عباده فيها من أنواع الكشوفات والإلهامات ما هو غيب عن الآخرين، مما يزيد في الخشوع والإيمان.
4- حرص النبي على أمته: حرصه صلى الله عليه وسلم على أن ينقل لأمته كل خير حتى لو كان نعيمًا حسيًا من الجنة، مما يدل على شفقته العظيمة بهم.
5- أن ما عند الله لا يُنال إلا بإذنه: فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو أحب الخلق إلى الله لم يتمكن من أخذ هذا العنقود لأن الله لم يقدّر له ذلك، فكل شيء بقدر.
6- حسن أدب الصحابة مع النبي: حيث لاحظوا movement غريبًا ولم يسكتوا، بل سألوا بأدب: "يا رسول الله، رأيناك..."، وهذا من حرصهم على التعلم وفهم كل أفعاله.


رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث جزء من حديث صلاة الكسوف الطويل، الذي يبين هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة عند هذه الآية الكونية، بالتكبير والقراءة الطويلة والركوع والسجود الطويلين والخطبة afterwards التي يذكر الناس فيها بالله واليوم الآخر.
- الكسوف كان يُعتقد عند العرب أنه due to موت عظيم، فجاء الإسلام ليصحح هذا المفهوم ويبين أنه آية من آيات الله يُخوِّف به عباده ليُرجعهم إليه.
أسأل الله تعالى أن يبلغنا الجنة وأن يرزقنا فيها من أنواع النعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الخسوف (١٠٥٢)، ومسلم في الخسوف (٩٠٧) كلاهما من طريق زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد اللَّه بن عباس، قال: فذكره في حديث طويل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 60 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تناولت عنقودًا من الجنة لو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا

  • 📜 حديث: تناولت عنقودًا من الجنة لو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تناولت عنقودًا من الجنة لو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تناولت عنقودًا من الجنة لو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تناولت عنقودًا من الجنة لو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب