من قال بنسخ قعود المأمومين خلف الإمام القاعد - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب من قال بنسخ قعود المأمومين خلف الإمام القاعد
متفق عليه: رواه البخاري في الأذان (٦٨٣)، ومسلم في الصلاة (٩٧/ ٤١٨) كلاهما من طريق ابن نمير، قال: أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
ورواه مالك في صلاة الجماعة (١٨) عن هشام بن عروة، عن أبيه مرسلًا.
قال الحافظ ابن عبد البر في التمهيد (٢٢/ ٣١٥): «لم يُختلف عن مالك، فيما علمتُ في إرسال هذا الحديث، وقد أسنده جماعة عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، منهم: حماد بن سلمة، وابن نمير، وأبو أسامة». انتهى.
قوله: قال عروة - ظاهره أنه معلق، ولكن الصحيح أنه بالإسناد السابق متصلًا كما في رواية ابن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكر الحديث مثله.
رواه ابن ماجه (١٢٣٣) عن ابن أبي شيبة به.
قال عبيد الله: فدخل على عبد الله بن عباس فقلت له: ألا أعرضُ عليك ما حدثْني عائشةُ عن مرض رسول الله ﷺ؟ فقال: هات. فعرضتُ حديثَها عليه فما أنْكَرَ منه شيئًا. غير أنَّه قال: أسَمَّتْ لك الرجلَ الذي كان مع العَبَّاس؟ قلتُ: لا. قال: هُوَ عَليٌّ.
متفق عليه: رواه البخاري في الأذان (٦٨٧)، ومسلم في الصلاة (٤١٨) كلاهما عن أحمد بن عبد الله بن يونس، حدّثنا زائدة، حدّثنا موسى بن أبي عائشة، عن عبيد الله بن عبد الله فذكره.
وقولها: «فصلّى بهم أبو بكر تلك الأيام». قال ابن ناصر الدين الدمشقي في كتابه, سلوة
الكئيب» (ص ١١٠): «كان في هذه الأيام إلى حين الوفاة سبع عشرة صلاة عشاء الآخرة من ليلة الجمعة ابتداؤها، وصلاة الصبح من يوم الاثنين انتهاؤها» انتهى.
ورواه أيضًا الشيخان - البخاري (٧١٣)، ومسلم (٤١٨/ ٩٥) كلاهما من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود عنها قالت: لمَّا ثقُلَ رسولُ الله ﷺ جاء بلالً يُؤذِنُهُ بالصلاة فقال: «مُروا أبا بكر أن يصلي بالناس»، فقلت: يا رسولَ الله إن أبا بكر رجُلٌ أسيفٌ، وإنه متى ما يقُمْ مقامك لا يُسمعُ الناس، فلو أمرتَ عمر، فقال: «مُروا أبا بكر يصلي بالناس»، فقلتُ لحفصة: قولي له إن أبا بكر رجُلٌ أسيفٌ، وإنه متى يَقُمْ مقامك لا يُسمِعُ الناس، فلو أمرتَ عمر. قال: «إنكن لأنتُنَّ صواحبُ يوسفَ، مُروا أبا بكر أن يُصلِّي بالناس»، فلما دخل في الصلاةِ وجد رسولُ الله ﷺ في نفسهِ خِفَّةً، فقام يُهادى بين رجُلين ورجلاهُ يَخُطَّانِ في الأرض حتى دخل المسجد، فلما سمع أبو بكر حِسَّهُ ذهبَ أبو بكر يتأخر، فأَومأ إليه رسولُ الله ﷺ، فجاء رسول الله ﷺ حتى جلس عن يسار أبي بكر، فكان أبو بكر يُصلِّي قائمًا، وكان رسول الله ﷺ يُصلَّي قاعدًا، يقتدي أبو بكر بصلاة رسولِ الله ﷺ، والناسُ مُقتَدونَ بصلاةِ أبي بكر.
وبوَّب عليه البخاري بقوله: الرجل يأتم بالإمام، ويأتم الناس بالمأموم.
وفيه إشارة إلى النسخ لقعود المأمومين خلف الإمام القاعد. وإليه ذهب الإمامان أبو حنيفة والشافعي.
وأنكر الإمام أحمد وقوعَ النسخ في ذلك. وجمع بين الحديثين بتنزيلهما على حالتين: إحداهما إذا ابتدأ الإمام الراتب الصلاة قاعدًا لمرض يُرجى برؤُه فحينئذ يصلون خلفه قعودًا.
وثانيهما: إذا ابتدأ الامام الراتبُ قائمًا لزم المأمومين أن يصلوا خلفه قيامًا، سواء طرأ ما يقتضي صلاة إمامهم قاعدًا أم لا؟ كما في الأحاديث التي في مرض موت النبي ﷺ، فإن تقريره لهم على القيام دل على أنه لا يلزمهم الجلوس في تلك الحالة، لأن أبا بكر ابتدأ الصلاة بهم قائمًا، وصلوا معه قيامًا، بخلاف الحالة الأولى فإنه ﷺ ابتدأ الصلاة جالسًا فلما صلوا خلفه قيامًا أنكر عليهم.
قال الحافظ في الفتح (٢/ ١٧٦) بعد أن نقل قول الإمام أحمد: وقد قال بقول أحمد جماعةٌ من محدثي الشافعية كابن خزيمة، وابن المنذر، وابن حبان، وأجابوا عن حديث الباب بأجوبة أخرى منها: قول ابن خزيمة: إن الأحاديث التي وردت بأمر المأموم أن يصلي قاعدًا تبعًا لأمامه لم يُختلف في صحتها، ولا في سياقها، وأما صلاته ﷺ قاعدًا فاختلف فيها هل كان إمامًا، أو مأمومًا. قال: وما لم يختلف فيه لا ينبغي تركه لمختلف فيه».
هذه خلاصة كلام ابن خزيمة (٣/ ٥٣ - ٥٧).
وهو كما قال: ففي رواية زائدة بن قدامة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عائشة جعل أبو بكر بصلي بصلاة النبي ﷺ، والناس بصلاة أبي بكر.
وخالفه شعبة فرواه عن موسى بلفظ: إن أبا بكر صلَّى بالناس، ورسول الله ﷺ في الصف خلفه.
رواه ابن خزيمة (١٦٢١) وعنه ابن حبان (٢١١٧) عن محمد بن بشار، قال: حدثنا بدل بن المحبَّر، قال: حدّثنا شعبة، عن موسى بن أبي عائشة به، ومثله رواه بكر بن عيسى وشبابة بن سوار، عن شعبة، عن نُعيم بن أبي هند، عن أبي وائل، عن مسروق، رواهما الإمام أحمد (٢٥٢٥٦، ٢٥٢٥٧) ومن طريق بكر بن عيسى رواه أيضًا النسائي (٧٨٦) ومن طريق شبابة بن سوار رواه الترمذي (٣٦٣) فمن العلماء من سلك ملك الترجيح فقدَّم الرواية التي فيها أن أبا بكر كان مأمومًا للجزم بها، ومنهم من قال عكس ذلك، ورجَّح أنه كان إمامًا، ومنهم من سلك مسلك الجمع فجعل القصة على التعدد. انظر الفتح.
والملك الثالث تؤيده روايات شعبة نفسها. ففي الروايات السابقة كان أبو بكر إمامًا، والنبي ﷺ مأمومًا، ورواه أبو داود الطيالسي، قال: حدّثنا شعبة، عن موسى بن أبي عائشة به ولفظه: فكان رسول الله ﷺ بين يدي أبي بكر يصلي بالناس قاعدًا، وأبو بكر يُصلي بالناس، والناس خلفه. رواه الإمام أحمد (٢٦١١٣) عن سليمان بن داود، والنسائي (٧٩٧) عن محمود بن غيلان، كلاهما عن أبي داود.
ففي هذه الرواية كان النبي ﷺ إمامًا، وأبو بكر يقتدي به قائمًا، والناس يقتدون بأبي بكر، وفيه دليل صريح على تعدد القصة.
وأما من استدل بحديث جابر الجعفي، عن الشعبي قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يَؤُمَّنَّ أحد بعدي جالسًا» فهو مرسل ضعيف، رواه عبد الرزاق (٤٠٨٨)، والدارقطني (١/ ٣٩٨)، والبيهقي (٣/ ٨٠) كلّهم من طريق جابر الجعفي.
قال الدّارقطني: لم يروه غير جابر الجعفي عن الشعبي، وهو متروك، والحديث مرسل لا تقوم به حجة.
وقال ابن حبان في صحيحه (٥/ ٤٧٤): «والعجب ممن يحتج بمثل هذا المرسل، وقد قدح في روايته زعيمهم فيما أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة، قال: حدّثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا يحيى الجماني قال: سمعت أبا حنيفة يقول: ما رأيت فيمن لقيتُ أفضل من عطاء، ولا لقيتُ فيمن لقيتُ أكذبَ من جابر الجعفي، ما أتيتُه بشيء قطّ من رأي إلا جاءني فيه بحديث، وزعم أن عنده كذا وكذا ألف حديث عن رسول الله ﷺ لم ينطق بها».
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 158 من أصل 423 باباً
- 133 باب الصلاة على النبي ﷺ في التشهد
- 134 باب ما جاء من الأدعية قبل التسليم
- 135 باب ما جاء في السلام للتحليل من الصلاة
- 136 باب ما جاء في تسليمة واحدة
- 137 باب من المستحب حذف السلام وهو تخفيفه
- 138 باب من أحدث في الصلاة كيف يتصرف؟
- 139 باب انصراف النساء بعد السلام قبل الرجال
- 140 باب ما جاء من انصراف النبي ﷺ عن اليمين
- 141 باب ما جاء من انصراف النبي ﷺ عن اليسار
- 142 باب إقبال النبيّ ﷺ على أصحابه بعد التسليم
- 143 باب ما جاء في انصراف الإمام أحيانًا عن اليمين وأحيانًا عن الشمال
- 144 باب الأذكار دبر الصلوات المفروضة
- 145 باب من أحق بالإمامة
- 146 باب تقديم ذوي السِّنِّ
- 147 باب تقديم أهل العلم والفضل
- 148 باب النهي أن يقوم الإمام فوق شيء والناس خلفه
- 149 باب ما جاء في جواز ذلك للتعليم
- 150 باب إمامة الغلام المميز قبل أن يحتلم
- 151 باب ما جاء في إمامة الأعمى
- 152 باب إمامة العبد والمولى
- 153 باب من من أمَّ قومًا وهم له كارهون
- 154 بابُ إذا تأخَّر الإمام تقام الصلاة
- 155 باب أمر الأئمةِ بتخفيف الصّلاة
- 156 باب ما جاء في تخفيف الصّلاة عند سماع بكاء الصّبي
- 157 باب ما جاء إذا صلّى الإمام جالسًا صلّوا جلوسًا
- 158 باب من قال بنسخ قعود المأمومين خلف الإمام القاعد
- 159 باب متابعة الإمام والعمل بعده
- 160 باب النهي عن سبق الإمام بركوع وسجود وانصراف قبله
- 161 باب إثم من رفع رأسه قبل الإمام
- 162 باب ما جاء في الفتح على الإمام
- 163 باب من يُستحب أن يلي الإمام في الصف
- 164 باب ما جاء في موقف الإمام مع الواحد
- 165 موقف الإمام مع الاثنين
- 166 باب ما جاء في موقف الإمام مع الاثنين والمرأة
- 167 باب ما جاء في موقف الإمام مع الواحد والمرأة
- 168 باب مقام الصبيان من القف خلف الرجال
- 169 باب ما جاء في فضل الصف الأول
- 170 باب ما جاء في تسوية الصفوف
- 171 باب كراهية الصف بين السواري
- 172 باب كراهية من يصلي وحده خلف الصف
- 173 باب هل مدرك الرّكوع مدرك للرّكعة؟
- 174 باب الرجل يأتم بالإمام وبينهما جدار
- 175 باب ما جاء في إمامة النساء للنساء
- 176 باب أمر النساء أن لا يرفعنَ رؤوسهُنَّ من السجود حتى يرفع الرجالُ
- 177 باب فضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ ّ
- 178 باب ما روي في فضيلة أربعين صلاة في جماعة
- 179 باب ما جاء في وجوب صلاة الجماعة والتشديد في تركها بغير عذر
- 180 باب ما جاء في حضور الجماعة على من سمع النداء
- 181 باب ما جاء في أمر الصبي بالصلاة
- 182 باب من صلى وحده ثمّ أدرك جماعة يُصَلِّيها معهم
معلومات عن حديث: من قال بنسخ قعود المأمومين خلف الإمام القاعد
📜 حديث عن من قال بنسخ قعود المأمومين خلف الإمام القاعد
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ من قال بنسخ قعود المأمومين خلف الإمام القاعد من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث من قال بنسخ قعود المأمومين خلف الإمام القاعد
تحقق من درجة أحاديث من قال بنسخ قعود المأمومين خلف الإمام القاعد (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث من قال بنسخ قعود المأمومين خلف الإمام القاعد
تخريج علمي لأسانيد أحاديث من قال بنسخ قعود المأمومين خلف الإمام القاعد ومصادرها.
📚 أحاديث عن من قال بنسخ قعود المأمومين خلف الإمام القاعد
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع من قال بنسخ قعود المأمومين خلف الإمام القاعد.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب