صيغ التشهد - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ما جاء في صيغ التّشهد
متفق عليه: رواه البخاريّ في الأذان (٨٣١) عن أبي نعيم، قال: حَدَّثَنَا الأعمش، عن شقيق بن سلمة، قال: قال عبد الله ... فذكر الحديث.
وفي رواية يحيى، عن الأعمش حَدَّثَنِي شقيق، عن عبد الله (٨٣٥) قال: كنا إذا كنا مع النَّبِيّ ﷺ في الصّلاة، قلنا: السّلام على الله من عباده، السّلام على فلان وفلان، فقال النَّبِيّ ﷺ: «لا تقولوا السّلام على الله فإن الله هو السّلام ثمّ ذكر بقية التّشهد مثله، وقال في آخره: «ثمّ يتخيرُ من الدُّعاء أعجَبَه إليه فيدعو».
ورواه أيضًا في الدعوات (٦٣٢٨)، ومسلم في الصّلاة (٤٠٢) كلاهما عن عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: كنا نقول في الصّلاة خلف رسول الله ﷺ كذا ذكره مسلم وقال أيضًا: «تم يتخيَّرُ من المسألة ما شاء«وفي رواية: «ثمّ ليتخيَّر بعد من المسألة ما شاء».
وفي الصحيحين أيضًا - البخاريّ في الاستئذان (٦٢٦٥) واللّفظ له، ومسلم في الصّلاة كلاهما عن أبي نعيم، قال: حَدَّثَنَا سيف بن سليمان، قال: سمعت مجاهدًا يقول: حَدَّثَنِي عبد الله بن سَخْبَرة قال: سمعتُ ابن مسعود يقول: عَلَّمني رسول الله ﷺ وكفّي بين كفَّيه - التّشهُّدَ كما يُعلِّمني السورةَ من القرآن فذكر مثله إلى قوله: «وأشهد أن محمدًا رسول الله«وقال: وهو بين ظهْرانَينا، فلمّا قُبِض قلنا: السّلام - يعني على النَّبِيّ ﷺ.
يعني أنهم كانوا يقولون في حياة النَّبِيّ ﷺ: السّلام عليك أيها النَّبِيّ» بكاف الخطّاب، فلمّا مات عليه السلام عدلوا عن ذلك وقالوا: «السّلام على النَّبِيّ» تركوا الخطّاب، وذكروه بلفظ الغيبة.
وقد صحَّ عن الصّحابة أنّهم كانوا يقولون والنَّبِيّ ﷺ حيٌّ: «السّلام عليك أيّها النَّبِيّ. فلمّا مات قالوا: السّلام على النَّبِيّ».
رواه عبد الرزّاق قال: أخبرنا ابن جريج، أخبرني عطاء، أن الصّحابة، فذكره.
وإسناده صحيح، كما قال الحافظ في «الفتح» (٢/ ٣١٤).
ورواه أبو داود (٩٧٠)، والدارقطني (١٣٣٣)، وصحّحه ابن حبان (١٩٦٢) كلّهم من حديث الحسن بن الحر، عن القاسم بن مخيمرة، قال: أخذ علقمة بيديّ، وأخذ ابن مسعود بيد علقمة، وأخذ النَّبِيّ ﷺ بيد ابن مسعود، فعلَّمه التّشهد كما ذكره الأعمش: «إذا قلت هذا، أو قضيت هذا، فقد قضيت صلاتك، إن شئتَ أن تقوم فقم، وإن شئت أن تقعد فاقعد».
هكذا قال أبو داود، وقال ابن حبان: قال عبد الله بن مسعود: «فإذا فرغت من هذا فقد فرغت من صلاتك، فإن شئت فاثبت، وإن شئت فانصرف».
فاختلف أهل العلم في هذه الزيادة، هل هي مرفوعة أو موقوفة على عبد الله بن مسعود؟ .
فذهب الدارقطني إلى أن مَنْ جعله مِنْ كلام ابن مسعود أشبه بالصّواب، وذكر عللها وتبعه في ذلك البيهقيّ.
وقال ابن التركماني في «الجوهر النقي» (٢/ ١٧٤، ١٧٥): «لا تعلل بها رواية من رفع؛ لأن الرّفع زيادة مقبولة على ما عرف من مذاهب أهل الفقه والأصول. فيحمل على أن ابن مسعود سمعه من النَّبِيّ ﷺ فرواه كذلك مرة، وأفتى به مرة أخرى، وهذا أولى من جعل كلامه، إذ فيه تخطئة الجماعة الذين وصلوه».
قال الأعظمي: وفي حال ثبوته مرفوعًا فيه دلالة على أن الصّلاة على النَّبِيّ ﷺ في التّشهد غير واجبة، وهو رأي جمهور أهل العلم من المحدثين والفقهاء إِلَّا الشافعي ورواية عن أحمد فإنهما ذهبا إلى وجوبها. وسيأتي الكلام على هذه المسألة في الباب الذي يليه.
شرح ألفاظ الحديث:
قوله: «التشهد» سُمّي بالتشهد للنطق بالشهادة بالوحدانية والرسالة.
قوله: «إنَّ الله هو السلام» معناه أن السّلام اسم من أسماء الله تعالى، ومعناه السالم من النقائص، وسمات الحدوث، ومن الشريك والنِّدّ.
قوله: «التحيات» جمع تحية وهي المِلك، يقال: حيَّاك الله - أي ملَّكك. كذا في «مختار الصحاح».
قال النوويّ: «التحيات جمع تحية وهي الملك، وقبل البقاء، وقيل العظمة، وقيل الحياة، وإنما قيل التحيات بالجمع، لأن ملوك العرب كان كل واحد منهم تحييه أصحابه بتحية مخصوصة، فقيل: جميع تحياتهم الله تعالى، وهو المستحق لذلك حقيقة». انتهى.
قوله: «فليقل التحيات لله»: قال الخطّابي: «فيه إيجاب التّشهد؛ لأن الأمر على الوجوب». انتهى.
قال الأعظمي: وإليه ذهب جمهور المحدثين بأن التشهدين واجبان، وذهب أبو حنيفة ومالك وجمهور الفقهاء إلى أنهما سنَّتان، وقال الشافعي: الأوّل سنة، والأخير واجب.
تشهد ابن عباس:
من القرآن. فكان يقول: «التحيات المباركات، الصلوات الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمدًا رسولُ الله».
صحيح: رواه مسلم في الصلاة (٤٠٣) عن قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث (هو ابن سعد) عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير وعن طاوس، عن ابن عباس فذكره، وذكر له وجهًا آخر عن عبد الرحمن بن حميد، حدثني أبو الزبير، عن طاوس، عن ابن عباس به، فذكره.
قال أبو عوانة في صحيحه (٢٠٢٤): سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: سمعت الشافعي يقول: هذا أجود حديث رُوي عن النبي ﷺ في التشهد.
وقوله: «التحيات المباركات الصلوات الطيبات«قال النووي: تقديره: «والمباركات والصلوات والطيبات كما في حديث ابن مسعود وغيره، ولكن حذفت الواو اختصارًا، وهو جائز معروف في اللغة، ومعنى الحديث: أن التحيات وما بعدها مستحقة لله تعالى، ولا تصلح حقيقتها لغيره» انتهى.
وأما ما رواه ابن ماجه (٩٠٢)، والنسائي (١١٧٥، ١٢٨١)، والحاكم (١/ ٢٦٦) وعنه البيهقي (٢/ ١٤١، ١٤٢) كلهم من طريق أيمن بن نابل، قال: حدثنا أبو الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: «كان رسول الله ﷺ يعلمنا التشهد كما بعلمنا السورة من القرآن: باسم الله وبالله التحيات ... «فهو خطأ مع ما زاده في أول المتن.
قال البيهقي: تفرد به أيمن بن نابل، عن أبي الزبير، عن جابر. قال أبو عيسى: سألت البخاري عن هذا الحديث، فقال: هو خطأ، والصواب ما رواه الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير وطاوس، عن ابن عباس».
ذكره الترمذي في «العلل الكبير» (٢/ ٢٢٨).
وقال النسائي في الموضع الثاني (٣/ ٤٣): «لا نعلم أحدًا تابع أيمن بن نابل على هذه الرواية، وأيمن عندنا لا بأس به، والحديث خطأ».
تشهد أبي موسى الأشعري:
صحيح: رواه مسلم في الصلاة (٤٠٤) عن حِطَّان بن عبد الله الرقاشي قال: صليتُ مع أبي
موسى الأشعري صلاة، ثم ذكر حديثا طويلًا ومنه هذا.
تشهد ابن عمر:
صحيح: رواه أبو داود (٩٧١) عن نصر بن علي، حدثني أبي، حدثنا شعبة، عن أبي بشر، سمعتُ مجاهدًا يحدث عن ابن عمر ... فذكر الحديث.
وإسناده صحيح ورجاله ثقات غير أن شعبة تكلم في أبي بشر، وزعم أنه لم يسمع شيئًا من مجاهد، ولكن جاء في الإسناد: سمعتُ مجاهدًا. وهذا نص في السماع.
رواه أيضًا الدارقطني (١/ ٣٥١) عن أبي بكر بن أبي داود، ثنا نصر بن علي به مثله وقال: هذا إسناد صحيح، وقد تابعه على رفعه ابن أبي عدي، عن شعبة، ووقَّفه غيرهما. انتهى.
وقول ابن عمر: زدت فيه «وبركاته» و«وحده لا شريك له» هذه الزيادة ليست من عند نفسه، بل إنه لم يسمع هذه من النبيّ ﷺ ولكنه سمعها من أبي موسى الأشعريّ كما يدل عليه ما رواه الإمام أحمد (٥٣٦٠) عن عفان، قال: حدثنا أبان بن يزيد، قال: حدثنا قتادة، حدثني عبد الله بن باباه المكي، قال: صليت إلى جنب عبد الله بن عمر، قال: فلما قضى الصلاة ضرب يده على فخذه، فقال: ألا أعلمك تحية الصلاة كما كان رسول الله ﷺ يعلمنا: قتلا على هؤلاء الكلمات. يعني قول أبي موسى الأشعري في التشهد. وإسناده صحيح.
وفي تشهد أبي موسى الأشعري هؤلاء الكلمات موجودة. فالذي يظهر أنه أخذ من النبي ﷺ مختصرًا، والباقي من أبي موسى الأشعريّ، وكلها مرفوعة.
وأما ما روي عنه: كان النبي ﷺ يعلمنا التشهد كما يعلم المُكتب الولدان، فهو ضعيف، رواه مسدد، ثنا هُشيم، عن عبد الرحمن بن إسحاق، ثنا محارب بن دثار، قال: سمعت ابن عمر ... فذكره.
ورواه أيضًا عن عبد الواحد، ثنا عبد الرحمن به وزاد «على المنبر» «المطالب العالية» (٥٣٤) و«إتحاف الخيرة» (١٩٧٤، ١٩٧٥). وقال البوصيري: رجاله ثقات، وهشيم هو: ابن أبي بشير.
قال الأعظمي: ليس كما قال فإن عبد الرحمن بن إسحاق وهو: أبو شيبة الواسطي الأنصاري ضعيف، ضَعَّفه أحمد وابن معين وابن سعد ويعقوب بن سفيان وأبو داود والنسائي وابن حبان، وقال البخاري: فيه نظر. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث، يكتب حديثه ولا يحتج به، وضعَّفه أيضًا الساجي والعقيلي وغيرهم. فلعله اشتبه عليه برجل آخر.
تشهد عمر بن الخطاب:
صحيح: رواه مالك في الصلاة (٥٧) عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القاري، فذكره.
ورواه أيضًا عبد الرزاق (٢/ ٢٠٢) وعنه البيهقي (٢/ ١٤٤) عن معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القاري، فذكر نحوه.
قال معمر: كان الزهري يأخذ به ويقول: علَّمه الناس على المنبر، وأصحاب رسول الله ﷺ متوافرون لا ينكرونه، قال معمر: وأنا آخذ به. قال عبد الرزاق: وأنا آخذ به.
تشهد عائشة:
صحيح: رواه مالك في الصلاة (٥٩، ٦٠) من وجهين: عن عبد الرحمن بن القاسم، ويحيى بن سعيد الأنصاري كلاهما عن القاسم بن محمد ... فذكر الحديث.
قال البيهقي بعد أن رواه من طريق مالك: وروي عن محمد بن صالح بن دينار، عن القاسم بن محمد مرفوعًا. والصحيح موقوف.
ولا خلاف بين أهل العلم على أن المصلي بالخيار من هذه التشهدات يختار ما يشاء، وإنما الخلاف في الأفضلية.
فاختار أكثر أهل العلم تشهد ابن مسعود، ومن هؤلاء: سفيان الثوري، وابن المبارك، وأحمد، وإسحاق، وأصحاب الرأي. وذهب الشافعي إلى تشهد ابن عباس.
وذهب مالك إلى تشهد عمر بن الخطاب لأنه علّمه الناس على المنبر. انظر شرح السنة (٣/ ١٧٣).
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 132 من أصل 423 باباً
- 107 باب نصب القدمين ورصّهما في السجود
- 108 باب في اليدين أين تكونان من الرأس عند السجود
- 109 باب الاعتماد على الكفين في السجود، وضم أصابعهما وتوجيهها إلى القبلة
- 110 باب ما جاء في جلسة الاستراحة
- 111 باب القعود على العقبين بين السجدتين وهو الإقعاء المباح
- 112 باب ما جاء في النهي عن عقبة الشيطان وهو الإقعاء المكروه
- 113 باب كيفية النهوض إلى الركعة الثانية وسائر الركعات
- 114 باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود
- 115 باب فضل السجود
- 116 باب الأمر بالاجتهاد في الدعاء في السجود
- 117 باب ما جاء في الحث على كثرة السجود
- 118 باب ما يقال في الركوع والسجود
- 119 باب ما جاء من أدعية الركوع والسجود
- 120 باب المكث بين السجدتين
- 121 باب ما يقول بين السجدتين
- 122 باب ما جاء من التسوية بين أركان الصّلاة
- 123 باب هيئة الجلوس في التشهد
- 124 باب كيف الجلوس في التشهد الأوّل
- 125 باب كيف الجلوس في التّشهد الثاني
- 126 باب من قال بوجوب التّشهد الأوّل
- 127 باب من لم ير وجوب التّشهد الأوّل
- 128 باب ما جاء في الإشارة بالسبّابة في التّشهد
- 129 باب موضع البصر عند الإشارة بالسّبابة
- 130 باب النهي عن الإشارة بأصبعين
- 131 باب ما جاء في إخفاء التّشهد
- 132 باب ما جاء في صيغ التّشهد
- 133 باب الصلاة على النبي ﷺ في التشهد
- 134 باب ما جاء من الأدعية قبل التسليم
- 135 باب ما جاء في السلام للتحليل من الصلاة
- 136 باب ما جاء في تسليمة واحدة
- 137 باب من المستحب حذف السلام وهو تخفيفه
- 138 باب من أحدث في الصلاة كيف يتصرف؟
- 139 باب انصراف النساء بعد السلام قبل الرجال
- 140 باب ما جاء من انصراف النبي ﷺ عن اليمين
- 141 باب ما جاء من انصراف النبي ﷺ عن اليسار
- 142 باب إقبال النبيّ ﷺ على أصحابه بعد التسليم
- 143 باب ما جاء في انصراف الإمام أحيانًا عن اليمين وأحيانًا عن الشمال
- 144 باب الأذكار دبر الصلوات المفروضة
- 145 باب من أحق بالإمامة
- 146 باب تقديم ذوي السِّنِّ
- 147 باب تقديم أهل العلم والفضل
- 148 باب النهي أن يقوم الإمام فوق شيء والناس خلفه
- 149 باب ما جاء في جواز ذلك للتعليم
- 150 باب إمامة الغلام المميز قبل أن يحتلم
- 151 باب ما جاء في إمامة الأعمى
- 152 باب إمامة العبد والمولى
- 153 باب من من أمَّ قومًا وهم له كارهون
- 154 بابُ إذا تأخَّر الإمام تقام الصلاة
- 155 باب أمر الأئمةِ بتخفيف الصّلاة
- 156 باب ما جاء في تخفيف الصّلاة عند سماع بكاء الصّبي
معلومات عن حديث: صيغ التشهد
📜 حديث عن صيغ التشهد
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ صيغ التشهد من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث صيغ التشهد
تحقق من درجة أحاديث صيغ التشهد (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث صيغ التشهد
تخريج علمي لأسانيد أحاديث صيغ التشهد ومصادرها.
📚 أحاديث عن صيغ التشهد
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع صيغ التشهد.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب