رسول الله ﷺ يصلي إلى جنب أبي بكر والناس يصلون بصلاة أبي بكر

حديث: رسول الله ﷺ يصلي إلى جنب أبي بكر والناس يصلون بصلاة أبي بكر

عن عائشة قالت: أمر رسول الله ﷺ أبا بكر أن يُصلِّي بالناس في مرضه، فكان يُصَلِّي بهم، قال عروة: فوجد رسولُ الله ﷺ في نفسه خِفَّةً فخرج، فإذا أبو بكر يؤمُّ الناسَ، فلما رآه أبو بكر استأْخر، فأشار إليه أن كما أنت، فجلس رسول الله ﷺ حِذاءَ أبي بكر إلى جنبه، فكان أبو بكر يُصَلّي بصلاة رسول الله ﷺ، والناس يُصلون بصلاة أبي بكر».

متفق عليه: رواه البخاري في الأذان (٦٨٣)، ومسلم في الصلاة (٩٧/ ٤١٨) كلاهما من طريق ابن نمير، قال: أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فحديث عائشة رضي الله عنها هذا من الأحاديث العظيمة التي تحوي دروسًا جليلة في سيرة النبي ﷺ وأصحابه، وسأشرحه لك جزءًا جزءًا بإذن الله.

شرح المفردات:

● أمر رسول الله ﷺ أبا بكر أن يُصلِّي بالناس: طلب منه أن يتقدم لإمامة المصلين.
● في مرضه: المرض الذي توفي فيه ﷺ.
● وجد في نفسه خِفَّةً: شعر بتحسن وقوة مؤقتة خففت من ثقل المرض.
● استأخر: تراجع إلى الخلف ليتيح للنبي ﷺ التقدم للإمامة.
● أشار إليه أن كما أنت: أومأ إليه بإشارة يديه أن يبقى في مكانه.
● حِذاءَ أبي بكر إلى جنبه: بجواره ومقابله.

المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا هذا الحديث أن النبي ﷺ أثناء مرضه الذي توفي فيه، طلب من أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن يتولى إمامة الناس في الصلاة. وفي يوم من الأيام، شعر النبي ﷺ بتحسن وقوة مؤقتة، فخرج إلى المسجد فوجد أبا بكر يؤم المصلين. لما رآه أبو بكر، هم بالتراجع ليترك الإمامة للنبي ﷺ، فأشار إليه النبي ﷺ أن يبقى في مكانه. ثم جلس النبي ﷺ بجوار أبي بكر، فصار أبو بكر يقتدي في صلاته بحركات النبي ﷺ الجالس، والمصلون خلفه يقتدون بأبي بكر القائم.

الدروس المستفادة منه:

1- مكانة أبي بكر الصديق: اختيار النبي ﷺ لأبي بكر خاصة للإمامة في مرض موته دليل على فضله ومكانته، وأنه الأحق بالخلافة من بعده. وهذا من الأدلة التي يستدل بها أهل السنة على أحقية أبي بكر بالخلافة.
2- التواضع النبوي العظيم: خرج النبي ﷺ وهو مريض ليصلي مع الجماعة في المسجد، مع أن الصلاة كانت تسقط عنه بسبب المرض، مما يدل على حرصه على حضور الجماعة وعِظَم تواضعه.
3- احترام الإمامة وعدم إفساد الصلاة: عندما هم أبو بكر بالتراجع، منعه النبي ﷺ حتى لا تختل الصلاة وتفسد، فالإمامة منصب شرعي لا ينبغي الخروج منه أثناء الصلاة إلا لضرورة.
4- جواز صلاة القاعد خلف القائم: صلى النبي ﷺ جالسًا وأبو بكر قائمًا يقتدي به، وهذا دليل على جواز اقتداء المأموم القائم بإمام قاعد إذا تعذر على الإمام القيام، بشرط أن ينوي الإمام الإِمامة وينوي المأموم الاقتداء.
5- الاقتداء بالإمام من خلال غيره: صلاة الناس كانت "بصلاة أبي بكر"، أي أنهم كانوا يقتدون بأبي بكر مباشرة، وأبو بكر كان يقتدي بحركات النبي ﷺ الجالس. وهذا يدل على أن حكم الإمامة ينتقل في هذه الحالة، فأبو بكر هو الإمام المباشر للناس.
6- الحرص على السنة وعدم الابتداع: لم يأمر النبي ﷺ الناس بالانتقال للاقتداء به مباشرة، بل أبقى على الترتيب القائم ليكون ذلك سنة لمن بعده.
7- الرفق بالصحابة والتيسير عليهم: في هذا الموقف تيسير على الأمة، حيث بين لها صورة من صور الصلاة المشروعة عند الحاجة.

معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهما أصح الكتب بعد القرآن.
- المرض الذي كان فيه النبي ﷺ هو مرض وفاته، وكان ذلك في أيامه الأخيرة قبل أن ينتقل إلى الرفيق الأعلى.
- هذا الموقف كان في مسجد النبي ﷺ في المدينة المنورة.
- يستدل الفقهاء بهذا الحديث على مسائل فقهية عديدة في باب صلاة الجماعة والإمامة.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الاتباع الكامل لسنة نبيه ﷺ. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأذان (٦٨٣)، ومسلم في الصلاة (٩٧/ ٤١٨) كلاهما من طريق ابن نمير، قال: أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
ورواه مالك في صلاة الجماعة (١٨) عن هشام بن عروة، عن أبيه مرسلًا.
قال الحافظ ابن عبد البر في التمهيد (٢٢/ ٣١٥): «لم يُختلف عن مالك، فيما علمتُ في إرسال هذا الحديث، وقد أسنده جماعة عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، منهم: حماد بن سلمة، وابن نمير، وأبو أسامة». انتهى.
قوله: قال عروة - ظاهره أنه معلق، ولكن الصحيح أنه بالإسناد السابق متصلًا كما في رواية ابن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكر الحديث مثله.
رواه ابن ماجه (١٢٣٣) عن ابن أبي شيبة به.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 528 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله ﷺ يصلي إلى جنب أبي بكر والناس يصلون بصلاة أبي بكر

📜 حديث: رسول الله ﷺ يصلي إلى جنب أبي بكر والناس يصلون بصلاة أبي بكر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: رسول الله ﷺ يصلي إلى جنب أبي بكر والناس يصلون بصلاة أبي بكر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: رسول الله ﷺ يصلي إلى جنب أبي بكر والناس يصلون بصلاة أبي بكر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: رسول الله ﷺ يصلي إلى جنب أبي بكر والناس يصلون بصلاة أبي بكر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية