الفتح على الإمام - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب ما جاء في الفتح على الإمام

عن عبد الرحمن بن أبْزى أن النبي ﷺ صلَّى الفجر، فترك آية، فلما صلَّى قال: «أفي القوم أبيُّ بن كعب؟» قال أبي: يا رسول الله! نُسختْ آية كذا وكذا، أو نسيتَها؟ قال: «نُسِّيتُها».

صحيح: رواه أحمد (١٥٣٦٥) عن يحيى بن سعيد، عن سفيان، حدثنا سَلَمة بن كُهيل، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبْزى، عن أبيه فذكره.
وإسناده صحيح. واختلف في عبد الرحمن بن أبزى فذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وكذا
رجَّح البيهقي (٣/ ٢١٢) أن حديثه مرسل في قصة أبي، بينما جزم البخاري وخليفةُ بن خياط والترمذي ويعقوب بن سفيان والبرقي والدارقطني وغيرهم، أن له صحبة، ولذا أخرج البخاري في صحيحه عنه أنه قال: «نُصيب الغنائم مع النبي ﷺ» وأخرج ابن سعد أنه ممن صلَّى مع النبي ﷺ.
وذَرّ: ابن عبد الله المُرْهبي - بضم الميم وسكون الراء - ثقة عابد من رجال الجماعة.
وأخرجه النسائي في «الكبرى» في مناقب أُبيّ، (٨١٨٣)، وابن خزيمة في صحيحه (١٦٤٧) كلاهما من طريق يحيى بن سعيد القطان به.
وقال الهيثمي في «المجمع» (٢٣٥٤): «رواه أحمد والطبراني كلاهما عن عبد الرحمن بن أبْزى، رجالُه رجال الصحيح».
عن المسوَّر بن يزيد الأسدي قال: شهدتُ رسول الله ﷺ يقرأ في الصلاة، فترك شيئًا لم يقرأه، فقال له رجل: يا رسول الله! تركت آية كذا وكذا. فقال رسولُ الله ﷺ: «هلا أذكرتنيها».
إسناده جيد: رواه أبو داود (٩٠٧) قال: حدّثنا محمد بن العلاء وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، قالا: أخبرنا مروان بن معاوية، عن يحيى الكاهلي، عن المسور بن يزيد المالكي فذكر الحديث. قال سليمان في حديثه: كنت أراها نُسختْ.
وقال سليمان: قال: حدثني يحيى بن كثير الأزدي - أي قال سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي أحد شيوخ أبي داود في سنده، حدّثنا مروان بن معاوية، قال: حدّثنا يحيى بن كثير الأزدي، حدثنا المسوَّر بن يزيد الأسدي المالكي. والغرض من هذا بيان اختلاف صيغة الأداء، فإن محمد بن العلاء رواه بلفظ «عن» كما أنه ترك نسبة يحيى إلى أبيه وهو: كثير الأزدي، بينما رواه سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي بصيغة التحديث، وذكر نسبة يحيى بأنه ابن كثير الأزدي.
وصححه ابن حبان (٢٢٤٠) فرواه عن محمد بن إسحاق بن خزيمة وهو في صحيحه (١٦٤٨) قال: حدثنا محمد بن يحيى الذهلي، قال: حدّثنا الحميدي، قال: حدثنا مروان بن معاوية به مثله.
ورجاله ثقات غير يحيى الكاهلي وهو: يحيى بن كثير الكاهلي الأسدي الكوفي، روى عن مسوَّر بن يزيد الكاهلي وصالح بن حبان الفزاري، وعنه مروان بن معاوية الفزاري، قال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في «الثقات»، وقال ابن شاهين في «ثقاته» (١٥٢٥): روى عنه صالح بن إسحاق الجرمي فقال: كان ثقة، لا بأس به. وقال الذهبي في «الميزان»: «وُثِّق».
قال الأعظمي: فمثله يحسن حديثه إذا اعتمد بشاهد، أو حديث مرسل، أو قول صحابي وقد اجتمعت هذه المُعاضدةُ كلُّها في هذا الحديث كما سيأتي.
وأما النسائي فقال في الكاهلي إنه «ضعيف».
وعلَّق الحافظ على قول ابن شاهين: «كذا قال، وإنما روى صالح المذكور عن يحيى بن كثير
صاحب البصري، فإن كان ما قاله محفوظًا فيُشبه أن يكون روى عنهما جميعًا. لكن لم يذكر ابن أبي حاتم وابن حبان وغيرهم للكاهلي راويًا إلا مروان». انتهى. انظر: «تهذيب التهذيب (١١/ ٢٦٧).
قال الأعظمي: أما قول النسائي فيُحمل على أنه كان من المتشددين، ثم إنّ جرحه غير مفسر، ففي حال التعارض مع غيره يقدم قول المعتدلين، وأما تعليق الحافظ على قول ابن شاهين فهو مجرد احتمال.
وأما يحيى بن كثير أبو النضر صاحب البصري فهو ضعيف بلا نزاع وستأتي ترجمته بعد قليل.
ثم رواه ابن حبان من وجه آخر عن مروان بن معاوية، قال: حدّثنا يحيى بن كثير الكوفي - شيخ له قديم - قال: حدّثنا المسور بن يزيد قال: شهدتُ رسول الله ﷺ يقرأ في الصلاة فتعايَ في آية، فقال رجل: يا رسول الله! إنك تركت آية، قال: «فهلَّا أذكرتنيها؟ «قال: ظننت أنها قد نُسختْ. قال: «فإنها لم تُنسخ».
وحديث المسور بن يزيد هذا يقويه قول أنس بن مالك قال: كنا نفتحُ على الأئمة على عهد رسول الله ﷺ، رواه الحاكم في المستدرك (١/ ٢٧٦) من طريق يحيى بن غيلان وعبد الله بن بزيغ، ثنا حميد، عن أنس فذكره.
قال الحاكم: يحيى بن غيلان وعبد الله بن بزيغ التستريان ثقتان. هذا حديث صحيح وله شواهد ولم يخرجاه قال: أخبرنا علي بن حماد العدل، ثنا علي بن عبد الصمد الطيالسي، ثنا زياد بن أيوب، ثنا جارية بن هرم، ثنا حميد الطويل، عن أنس قال: كان أصحاب رسول الله ﷺ يُلقن بعضُهم بعضًا في الصلاة. انتهى.
قال الأعظمي: وحكمه الرفع، لأنه عزاه إلى عهد رسول الله ﷺ فالظاهر أنه علم بذلك ولم يُنكر على ذلك.
كما يؤيده أيضًا مرسل عروة أن النبي ﷺ ترك آية فقال النبي ﷺ: أفيكم أبيّ» فقالوا: نعم، فقال: «فما منعك أن تفتحها علي» هكذا رواه عروة مرسلًا.
عن عبد الله بن عمر، أنَّ النبي ﷺ صلى صلاةً فقرأ فيها، فلبس عليه، فلما انصرف قال لأُبِّي: «صلَّيت معنا؟» قال: نعم. قال: «فما منعك».

صحيح: رواه أبو داود (٩٠٧) عن يزيد بن محمد الدمشقي، حدّثنا هشام بن إسماعيل، حدّثنا محمد بن شُعيب، أخبرنا عبد الله بن العلاء بن زَبْرٍ، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه ابن حبان في صحيحه (٢٢٤٢) من طريق هشام بن عمار، قال: حدّثنا محمد بن شُعيب بن شابور به وفيه «فما منعك أن تفتحها عليَّ».
وفي الباب عن ابن عباس قال: تردد رسولُ الله ﷺ في صلاة الفجر في آية. فلما قضى الصلاة نظر في وجوه القوم، فقال: «أما صلَّى معكم أبي بن كعب؟» قالوا: لا، قال: فرأى القوم أنه إنما سأل عنه ليفتح عليه.
رواه البزار - كشف الأستار - (٤٧٩) وفيه قيس بن الربيع فإنه ضعيف.
وكذلك ما رواه البزار من حديث بريدة الأسلمي وفيه يحيى بن كثير ضعيف، وهو: صاحب البصري أبو النضر، ضعَّفه ابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة والنسائي والدارقطني. وقال العُقيلي: منكر الحديث. وقال الساجي: معروف في التشيع، ضعيف الحديث جدًّا متروك الحديث، يروي عن الثقات بأحاديث بواطيل.
قال الأعظمي: وهو غير يحيى بن يزيد الكاهلي الذي سبق ذكره.
وكذلك ما رواه الإمام أحمد (٢١٢١٨) عن أُبيّ بن كعب، فيه الجارود بن أبي سبرة لم يسمع من أُبي.
وكذلك وما رواه الطبراني في الأوسط (٦٤١٢) فيه سليمان بن أرقم وهو ضعيف. انظر: المجمع الزوائده (٢/ ١٧١ - ١٧٢) تحقيق محمد عبد القادر.
وأما ما رُوي عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله ﷺ: يا علي! لا تفتح على الإمام في الصلاة» فهو ضعيف جدًّا، رواه أبو داود (٩٠٨) قال: حدّثنا عبد الوهاب بن نجدة، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي بن أبي طالب فذكر مثله. قال أبو داود: أبو إسحاق لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث ليس هذا منها. انتهى.
وقال المنذري: وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي أحد ثقات التابعين. والحارث هو: أبو زهير الحارث بن عبد الله، ويقال: ابن عبيد الهمداني الكوفي الأعور، قال غير واحد من الأئمة: «إنه كذاب». انتهى.
وقال الخطابي: إسناد أبيّ جيد، وحديث علي هذا راويه الحارث وفيه مقال ثم ذكر قول أبي داود ثم قال: وقد رُوي عن علي نفسه أنه قال: «إذا استطعمكم الإمام فأطعموه» من طريق أبي عبد الرحمن السلمي، يريد أنه إذا تعايا في القراءة فَلقِّنوه.
قال الأعظمي: حديث علي رواه أحمد بن منيع. انظر «الإتحاف» (٤٣٧).
ثم قال: «واختلف في هذه المسألة. فروي عن عثمان بن عفان وابن عمر ﵄ أنهما كانا لا يريان بأسًا، وهو قول عطاء والحسن وابن سيرين ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق. وروي عن ابن مسعود الكراهة في ذلك، وكرهه الشعبي، وكان سفيان الثوري يكرهه. وقال أبو حنيفة: إذا استفتحه الإمام ففتح عليه فإن هذا كلام في الصلاة». انتهى.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 162 من أصل 423 باباً

معلومات عن حديث: الفتح على الإمام

  • 📜 حديث عن الفتح على الإمام

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ الفتح على الإمام من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث الفتح على الإمام

    تحقق من درجة أحاديث الفتح على الإمام (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث الفتح على الإمام

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث الفتح على الإمام ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن الفتح على الإمام

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع الفتح على الإمام.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب