حديث: ما منعك أن تصلي معنا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الفتح على الإمام

عن عبد الله بن عمر، أنَّ النبي ﷺ صلى صلاةً فقرأ فيها، فلبس عليه، فلما انصرف قال لأُبِّي: «صلَّيت معنا؟» قال: نعم. قال: «فما منعك».

صحيح: رواه أبو داود (٩٠٧) عن يزيد بن محمد الدمشقي، حدّثنا هشام بن إسماعيل، حدّثنا محمد بن شُعيب، أخبرنا عبد الله بن العلاء بن زَبْرٍ، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر فذكره.

عن عبد الله بن عمر، أنَّ النبي ﷺ صلى صلاةً فقرأ فيها، فلبس عليه، فلما انصرف قال لأُبِّي: «صلَّيت معنا؟» قال: نعم. قال: «فما منعك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح الحديث الشريف:

الحديث:


عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أنَّ النبي ﷺ صلى صلاةً فقرأ فيها، فلبس عليه، فلما انصرف قال لأُبِّي: «صلَّيت معنا؟» قال: نعم. قال: «فما منعك».

شرح المفردات:


● فَلُبِسَ عليه: أي حصل له لبسٌ واشتباهٌ في القراءة، فتردد أو أخطأ فيها.
● انصرف: أي انتهى من الصلاة وسلم.
● أُبِّي: هو أُبيُّ بن كعب رضي الله عنه، وهو من كبار الصحابة وقراء القرآن.
● فما منعك: أي ما الذي منعك أن تساعدني وتصحح لي عندما حصل اللبس في القراءة؟

المعنى الإجمالي للحديث:


كان النبي ﷺ يصلي بإمامة الصحابة، فحصل له أثناء القراءة في الصلاة تردد أو خطأ (لبس) في التلاوة، وبعد أن انتهى من الصلاة سأل أُبي بن كعب رضي الله عنه: هل صليت معنا؟ فأجاب أُبي: نعم. فقال له النبي ﷺ: "فما منعك" أي: ما الذي منعك أن تتدخل وتصحح لي القراءة عندما حصل اللبس؟

الدروس المستفادة والعبر:


1- جواز تصحيح الإمام في الصلاة إذا أخطأ: وهذا من باب التعاون على البر والتقوى، خاصة إذا كان الخطأ في القرآن؛ لأن حفظ القرآن واجب على الأمة.
2- تواضع النبي ﷺ وحلمه: مع كونه معصوماً في التبليغ، إلا أنه في أمور الدنيا والاجتهاد قد يحدث ما يحدث، وهو هنا يستفهم من الصحابي لماذا لم يصحح له، مما يدل على تواضعه العظيم.
3- أهمية التعاون في الخير: فالمصلحون يجب أن يتعاونوا في تصحيح الأخطاء، خاصة في أمور الدين.
4- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى في الصلاة: إذا رأى المصلي خطأً في قراءة الإمام، فإنه يشرع له أن يصححه بطريقة مناسبة.
5- بيان حرص الصحابة على متابعة الإمام: لكنهم كانوا يخشون مقاطعته أو إحراجه، فلما سأله النبي ﷺ بيَّن له الجواز.

معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- الفقهاء استدلوا به على وجوب إنكار المنكر إذا وقع، حتى في الصلاة، ولكن بطريقة لا تسبب فتنة أو تشويشاً.
- كان الصحابة يحرصون على الأدب مع النبي ﷺ، لذا لم يتجرأوا على تصحيحه حتى بين لهم ذلك.
- الحديث يدل أيضاً على أن النبي ﷺ كان يشرع لأمته بالأفعال والأقوال، حتى في المواقف العابرة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٩٠٧) عن يزيد بن محمد الدمشقي، حدّثنا هشام بن إسماعيل، حدّثنا محمد بن شُعيب، أخبرنا عبد الله بن العلاء بن زَبْرٍ، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه ابن حبان في صحيحه (٢٢٤٢) من طريق هشام بن عمار، قال: حدّثنا محمد بن شُعيب بن شابور به وفيه «فما منعك أن تفتحها عليَّ».
وفي الباب عن ابن عباس قال: تردد رسولُ الله ﷺ في صلاة الفجر في آية. فلما قضى الصلاة نظر في وجوه القوم، فقال: «أما صلَّى معكم أبي بن كعب؟» قالوا: لا، قال: فرأى القوم أنه إنما سأل عنه ليفتح عليه.
رواه البزار - كشف الأستار - (٤٧٩) وفيه قيس بن الربيع فإنه ضعيف.
وكذلك ما رواه البزار من حديث بريدة الأسلمي وفيه يحيى بن كثير ضعيف، وهو: صاحب البصري أبو النضر، ضعَّفه ابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة والنسائي والدارقطني. وقال العُقيلي: منكر الحديث. وقال الساجي: معروف في التشيع، ضعيف الحديث جدًّا متروك الحديث، يروي عن الثقات بأحاديث بواطيل.
قال الأعظمي: وهو غير يحيى بن يزيد الكاهلي الذي سبق ذكره.
وكذلك ما رواه الإمام أحمد (٢١٢١٨) عن أُبيّ بن كعب، فيه الجارود بن أبي سبرة لم يسمع من أُبي.
وكذلك وما رواه الطبراني في الأوسط (٦٤١٢) فيه سليمان بن أرقم وهو ضعيف. انظر: المجمع الزوائده (٢/ ١٧١ - ١٧٢) تحقيق محمد عبد القادر.
وأما ما رُوي عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله ﷺ: يا علي! لا تفتح على الإمام في الصلاة» فهو ضعيف جدًّا، رواه أبو داود (٩٠٨) قال: حدّثنا عبد الوهاب بن نجدة، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي بن أبي طالب فذكر مثله. قال أبو داود: أبو إسحاق لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث ليس هذا منها. انتهى.
وقال المنذري: وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي أحد ثقات التابعين. والحارث هو: أبو زهير الحارث بن عبد الله، ويقال: ابن عبيد الهمداني الكوفي الأعور، قال غير واحد من الأئمة: «إنه كذاب». انتهى.
وقال الخطابي: إسناد أبيّ جيد، وحديث علي هذا راويه الحارث وفيه مقال ثم ذكر قول أبي داود ثم قال: وقد رُوي عن علي نفسه أنه قال: «إذا استطعمكم الإمام فأطعموه» من طريق أبي عبد الرحمن السلمي، يريد أنه إذا تعايا في القراءة فَلقِّنوه.
قال الأعظمي: حديث علي رواه أحمد بن منيع. انظر «الإتحاف» (٤٣٧).
ثم قال: «واختلف في هذه المسألة. فروي عن عثمان بن عفان وابن عمر ﵄ أنهما كانا لا يريان بأسًا، وهو قول عطاء والحسن وابن سيرين ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق. وروي عن ابن مسعود الكراهة في ذلك، وكرهه الشعبي، وكان سفيان الثوري يكرهه. وقال أبو حنيفة: إذا استفتحه الإمام ففتح عليه فإن هذا كلام في الصلاة». انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 537 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما منعك أن تصلي معنا

  • 📜 حديث: ما منعك أن تصلي معنا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما منعك أن تصلي معنا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما منعك أن تصلي معنا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما منعك أن تصلي معنا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب