Allahumma innee as-aluka AAilman nafiAAan, warizqan tayyiban, waAAamalan mutaqabbalan.(after salam from fajr prayer). ‘O Allah, I ask You for knowledge which is beneficial and sustenance which is good, and deeds which are acceptable.’ (To be said after giving salam for the fajr prayer)
(1) بعد السلام من صلاة الفجر رواه ابن ماجه، برقم 925، والنسائي في عمل اليوم والليلة، برقم 102، وانظر: صحيح ابن ماجه، 1/152، ومجمع الزوائد 10/111، وسيأتي برقم 95.
شرح معنى الدعاء بعد صلاة الفجر
لفظ الحديث الذي ورد فيه:
255- عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها, أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ يُسَلِّمُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلاً مُتَقَبَّلاً» (1) .
شرح مفردات الحديث:
1- قوله: «اللهمّ إني أسألك»: أي: أدعو وأطلب من اللَّه ربي، وقال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: «لا خلاف أن لفظة: (اللهمّ) معناها: يا اللَّه؛ ولهذا لا تستعمل إلا في الطلب» (2) . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : «سؤال اللَّه، والتوسل إليه بامتثال أمره، واجتناب نهيه، وفعل ما يحبه» (3) . 2- قوله: «علمًا نافعًا»: أي: أنتفع به، وأدعو إليه غيري؛ لتعم بركة العلم، قال ابن عثيمين : «وكم من عامي جاهل تجد عنده من الخشوع لله عز وجل، ومراقبة الله، وحسن السيرة، والسلوك، والعبادة، أكثر بكثير مما عند طالب العلم» (4) . 3- قوله: «رزقًا طيبًا»: أي: حلالًا، لا تشوبه شبهة،قال الصنعاني : «وهو الحلال، ويحتمل أن المراد الحلال الطيب في نفسه» (5) . 4- قوله: «وعملًا متقبلًا»: أي: اقبل عملي تفضلًا منك، وإنعامًا، إذ التوفيق لا يكون إلا منك، ويرى ابن كثير : أن العمل المتقبل مَا كَانَ مُوَافِقًا لِشَرْعِ اللَّهِ، وَهُوَ الَّذِي يُرَادُ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَهَذَانَ رُكْنَا الْعَمَلِ الْمُتَقَبَّلِ، لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ خَالِصًا لِلَّهِ، صواباً عَلَى شَرِيعَةِ رَسُولِ اللَّهِ (6) .
ما يستفاد من الحديث:
1- العلم النافع هو الذي يورث العمل، إذ العلم علمان: علم في القلب، وعلم على اللسان: أما علم القلب فثمرته الخشية، وأما علم اللسان فهو حجة اللَّه على عبده؛ ولذلك استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من العلم الذي لا ينفع (7) . 2- الحث على طلب الرزق الحلال الذي هو سبيل لاستجابة الدعاء، وهذا هو هدي الأنبياء والمرسلين. 3- قبول العمل هو غاية كل مسلم، ومن شروطه بعد الإيمان أن يكون خالصًا لوجه اللَّه، صوابًا باتباع السنة الصحيحة. 4- طلب الرزق من اللَّه ليس مقصورًا على الأمور المادية، بل هو شامل لما يعين المسلم على زيادة الإيمان في قلبه: من تلاوةٍ مع التدبر، وذكرٍ مع مواطئةٍ للقلب. 5- المراد بالعلم النافع هنا هو: علم الكتاب والسنة؛ لأنه هو العلم الذي وردت النصوص في فضله، وبقية العلوم خادمة لهذا العلم، قال العلامة ابن عثيمين : ولا فرق بين المجاهد الذي يسوي رأس سيفه، وبين طالب العلم الذي يستخرج المسائل العلمية من بطون الكتب، كل منهم يعمل للجهاد في سبيل اللَّه؛ ولذا أعقب الإمام النووي باب الجهاد بباب العلم ليبين أنه مثله (8) . 6- الواجب على كل مسلم أن يتعلم ما يصحّ به اعتقاده من أمور التوحيد، وعبادته من صلاة، وصيام، وزكاة إن كانت عليه زكاة، وكذا الحج إن استطاع إليه سبيلًا. 7- في بدء النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال العلم النافع قبل الرزق الطيب، والعمل المتقبل، إشارة مهمة، وهي أن العلم النافع مقدم على أي شيء؛ لذلك قال اللَّه عز وجل: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾سورة محمد، الآية: 19 ، فبه يستطيع المسلم أن يميز بين العمل الصالح وغيره، وكذلك بين الرزق الحلال، والرزق الذي تحوم حوله الشبهات (9) . 8- من الذكر بعد السلام من الصلاة: ربِّ قني عذابك يوم تبعث عبادك، فعَنِ الْبَرَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: «كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَحْبَبْنَا أَنْ نَكُونَ عَنْ يَمِينِهِ، يُقْبِلُ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ [أَوْ تَجْمَعُ] عِبَادَكَ» (10) .
1
ابن ماجه، برقم 925، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، 1/152
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .