فضل الاستغفار أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه

حصن المسلم | الاستغفار والتوبة | فضل الاستغفار أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه

فضل الاستغفار: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ (1).

‘The Messenger of Allah (Peace Be Upon Him) said: ‘By Allah, I seek forgiveness and repent to Allah, more than seventy times a day.


(1) قال رسول الله صلى الله عيه وسلم: \"والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة\"، البخاري مع الفتح، 11/ 101، برقم 6307.

شرح معنى فضل الاستغفار أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

978- لفظ البخاري عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً» (1).
979- ولفظ ابن ماجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ» (2).
980- ولفظ الطبراني عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ، مِائَةَ مَرَّةٍ» (3).
981- ولفظ مسلم: عَنِ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ رضي الله عنه، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ، فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ» (4).
982- وفي لفظ لمسلم عَنْ أَبِي بُرْدَةَ :، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَغَرَّ رضي الله عنه، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يُحَدِّثُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللهِ، فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ» (5).
983- وفي لفظ للطبراني عَنْ أَبِي بُرْدَةَ :، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلَى اللَّهِ وَاسْتَغْفِرُوا، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ» (6).
984- وعند النسائي في السنن الكبرى عَنْ أَبِي موسى الأشعري رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ» (7).
985- وعند أحمد عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا ذَرِبَ اللِّسَانِ عَلَى أَهْلِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ خَشِيتُ أَنْ يُدْخِلَنِي لِسَانِي النَّارَ، قَالَ: «فَأَيْنَ أَنْتَ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ؟ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةً مَرَّةٍ»، قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: فَذَكَرْتُهُ لِأَبِي بُرْدَةَ فَقَالَ: «وَأَتُوبُ إِلَيْهِ» (8).
986- وعند النسائي في السنن الكبرى عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: أَحْرَقَنِي لِسَانِي، وَذَكَرَ مِنْ ذَرَابِتِهِ عَلَى أَهْلِهِ، قَالَ: «فَأَيْنَ أَنْتَ مِنَ الاِسْتِغْفَارِ؟ إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ» (9).
987- وعَنِ ابْنِ عُمَرَ، إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَجْلِسِ يَقُولُ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ» مِائَةَ مَرَّةٍ (10).
988- وعَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ: إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ» (11).
989- وعَن ابن عُمَر أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَقُول: «أَستَغفِر اللَّه الَّذِي لا إِلَه إِلاَّ هُو الحَيّ القَيُّوم، وأَتُوب إِلَيهِ، فِي المَجلِس قَبل أَن يَقُوم مِئَة مَرَّة» (12).
990- لفظ أبي داود عَنْ زيد رضي الله عنه (13)، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، غُفِرَ لَهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ» (14).
991- حديث الحاكم عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ثَلَاثًا، غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ، وَإِنْ كَانَ فَارًّا مِنَ الزَّحْفِ» (15).
992- وعند أحمد عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ، قَالَ: «ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي، وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ، ابْنَ آدَمَ، إِنْ تَلْقَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا، لَقِيتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً بَعْدَ أَنْ لَا تُشْرِكَ بِي شَيْئًا، ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ إِنْ تُذْنِبْ حَتَّى يَبْلُغَ ذَنْبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ، ثُمَّ تَسْتَغْفِرُنِي أَغْفِرْ لَكَ وَلَا أُبَالِي» (16).
993- وفي لفظ آخر عند أحمد عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عز وجل أَنَّهُ قَالَ: «يا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي، وَرَجَوْتَنِي، فَإِنِّي سَأَغْفِرُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ، وَلَوْ لَقِيتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا لَلَقِيتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً، وَلَوْ عَمِلْتَ مِنَ الْخَطَايَا حَتَّى تَبْلُغَ عَنَانَ السَّمَاءِ مَا لَمْ تُشْرِكْ بِي شَيْئًا، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي، لَغَفَرْتُ لَكَ، ثُمَّ لَا أُبَالِي» (17).
994- وعند أحمد عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ - أَوْ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ - لَوْ أَخْطَأْتُمْ حَتَّى تَمْلَأَ خَطَايَاكُمْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتُمُ اللَّهَ لَغَفَرَ لَكُمْ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ - أَوْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ - لَوْ لَمْ تُخْطِئُوا لَجَاءَ اللَّهُ بِقَوْمٍ يُخْطِئُونَ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ» (18).
995- وعند الترمذي عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي، وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ، وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي، غَفَرْتُ لَكَ، وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا، ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا، لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً» (19).
996- وعند أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَالَ: وَعِزَّتِكَ يَا رَبِّ، لَا أَبْرَحُ أُغْوِي عِبَادَكَ مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ، قَالَ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي، لَا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي» (20).
997- وعند ابن ماجه عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رضي الله عنه قال: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا» (21).
998- وعند البيهقي في شعب الإيمان عَنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ تَسُرُّهُ صَحِيفَتُهُ، فَلْيُكْثِرْ فِيهَا مِنَ الِاسْتِغْفَارِ» (22).
999- وعند الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ العَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً، نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِذَا هُوَ نَزَعَ، وَاسْتَغْفَرَ، وَتَابَ، صُقِلَ قَلْبُهُ (23)، وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ، وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ ﴿كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (24)» (25).
1000- وعن عَلِيٍّ رضي الله عنه قالَ: كُنْتُ رَجُلاً إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا نَفَعَنِي اللَّهُ مِنْهُ بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعَنِي، وَإِذَا حَدَّثَنِي أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ اسْتَحْلَفْتُهُ، فَإِذَا حَلَفَ لِي صَدَّقْتُهُ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلاَّ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ»، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ﴾ إِلَى آخِرِ الآيَةِ» (26) ».
1001- عنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه: أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي، قَالَ: «قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ» (27)، وهذا لفظ البخاري وغيره.
1002- ولفظ مسلم: عَنْ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي، قَالَ: «قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَبِيرًا - وَقَالَ قُتَيْبَةُ: كَثِيرًا - وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» (28).
1003- وفي رواية لمسلم أن أبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: عَلِّمْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي وَفِي بَيْتِي، ثُمَّ ذَكَرَ بِمِثْلِ حَدِيثِ اللَّيْثِ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: «ظُلْمًا كَثِيرًا» (28).
1004- عن شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ»، قَالَ: «وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ» (29).
1005- عن مِحْجَنِ بْنِ الْأَدْرَعِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْمَسْجِدَ، إِذَا رَجُلٌ قَدْ قَضَى صَلَاتَهُ وَهُوَ يَتَشَهَّدُ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا أَللَّهُ بِأَنَّكَ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ، وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ»، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قَدْ غُفِرَ لَهُ»، ثَلَاثًا (30).
1006- وعَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (31)، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَقُولُ: «بِسْمِ اللَّهِ، وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ» ، وَإِذَا خَرَجَ قَالَ: «بِسْمِ اللَّهِ، وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ» (32).
1007- وعن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ القِرَاءَةِ إِسْكَاتَةً - قَالَ أَحْسِبُهُ قَالَ: هُنَيَّةً - فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: «أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالبَرَدِ»، هذا لفظ البخاري (33).
1008- عنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: «وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي، وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ» (34).
1009- وعن علي رضي الله عنه في حديثه الطويل في صف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه: « ثُمَّ يَكُونُ مِنْ آخِرِ مَا يَقُولُ بَيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ: «اللهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَفْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ» (34).
1010- وفي مسلم عن عبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، اللهُمَّ طَهِّرْنِي بِالثَّلْجِ، وَالْبَرَدِ، وَالْمَاءِ الْبَارِدِ، اللهُمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْوَسَخِ»، وفي رواية مُعاذٍ: «كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّرَنِ»، وفي رواية يزيد: «مِنَ الدَّنَسِ » (35).
1011- وعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: «اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ، وَجِلَّهُ، وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَعَلَانِيَتَهُ وَسِرَّهُ» (36).
1012- وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في حديثه الطويل، وفيه أنه رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي من الليلِ، فساق الحديث، ثم قال: «وَكَانَ يَقْعُدُ صلى الله عليه وسلم فِيمَا بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ نَحْوًا مِنْ سُجُودِهِ، وَكَانَ يَقُولُ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي، رَبِّ اغْفِرْ لِي»، فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فَقَرَأَ فِيهِنَّ الْبَقَرَةَ، وَآلَ عِمْرَانَ، وَالنِّسَاءَ، وَالْمَائِدَةَ، أَوِ الْأَنْعَامَ، شَكَّ شُعْبَةُ، هذا لفظ أبي داود، وابن ماجه (37).
1013- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَعَافِنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي»، وهذا لفظ أبي داود (38).
1014- ولفظ الترمذي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي» (39).
1015- ولفظ ابن ماجه عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ب ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَارْزُقْنِي، وَارْفَعْنِي» (40).
1016- وعن عائشة لقالت: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: «سُبْحَانَكَ اللهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي» يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ (41).
1017- وعَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا وَقَالَ: «اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ» قَالَ الْوَلِيدُ: فَقُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ: «كَيْفَ الْاسْتِغْفَارُ؟ قَالَ: تَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ» (42).
1018- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، إِلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ» (43).
1019- وعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي» (44).
1020- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، إِلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ» (43).

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «واللَّه!»: هذا قسم بالله للتأكيد، قال الشعبي : الخالق يُقسِمُ بما شاء من خلقه، والمخلوق لا ينبغي له أن يُقسِم إلا بالخالق، والذي نفسي بيده لأن أقسم باللَّه فأحنث، أحبّ إليَّ من أن أقسم بغيره فأبرّ» (45)، وقال ابن عبد البر : «لَا يَجُوزُ الْحَلِفُ بِغَيْرِ اللَّهِ عز وجل فِي شَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ، وَلَا عَلَى حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ، وَهَذَا أَمْرٌ مُجْتَمَعٌ عَلَيْهِ» (46).
2- قوله: «إني لأستغفر اللَّه»: هو دعاء الله بالمغفرة للذنوب، قال ابن منظور: «الغَفْرِ: التَّغْطِيَةُ، وَالسَّتْرُ، غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ: أَي: سَتَرَهَا ... والغَفْرُ، والمَغْفِرةُ: التَّغْطِيَةُ عَلَى الذُّنُوبِ، والعفوُ عَنْهَا» (47).
3- قوله: «وأتوب إليه»: قال الحافظ ابن حجر : «والتَّوبَة تَرك الذَّنب عَلَى أَحَد الأَوجُه، وفِي الشَّرع تَرك الذَّنب لِقُبحِهِ، والنَّدَم عَلَى فِعله، والعَزم عَلَى عَدَم العَود، ورَدّ المَظلِمَة إِن كانَت أَو طَلَب البَراءَة مِن صاحِبها...فَقائِل يَقُول إِنَّها النَّدَم، وآخَر يَقُول إِنَّها العَزم عَلَى أَن لا يَعُود، وآخَر يَقُول الإِقلاع عَن الذَّنب، ومِنهُم مَن يَجمَع بَين الأُمُور ...، ولا تَصِحّ التَّوبَة الشَّرعِيَّة إِلاَّ بِالإِخلاصِ، ومَن تَرَكَ الذَّنب لِغَيرِ الله لا يَكُون تائِبًا اتِّفاقًا، وأَمّا ثانِيًا فَلأَنَّهُ يَخرُج مِنهُ مَن زَنَى مَثَلاً ثُمَّ جُبَّ ذَكَره فَإِنَّهُ لا يَتَأَتَّى مِنهُ غَير النَّدَم عَلَى ما مَضَى» (48).
4- قوله: «في أكثر من سبعين مرة»: قال ابن الجوزي : «اعْلَم أَن هفوات الطباع لَا يسلم مِنْهَا أحد، فالأنبياء وَإِن عصموا من الْكَبَائِر لم يعصموا من الصَّغَائِر، ثمَّ يَتَجَدَّد للطبع غفلات يفْتَقر إِلَى الاسْتِغْفَار» (49)، وقال الحافظ ابن حجر : «وَقَعَ فِي حَدِيثِ أَنَسٍ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً فَيَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ الْمُبَالَغَةَ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ الْعَدَدَ بِعَيْنِهِ وَقَوْلُهُ أَكْثَرَ مُبْهَمٌ فَيَحْتَمِلُ أَنْ يُفَسَّرَ بِحَدِيثِ ابن عُمَرَ الْمَذْكُورِ وَأَنَّهُ يَبْلُغُ الْمِائَةَ» (50).

ما يستفاد من الحديث:

1- جواز الحلف من غير استحلاف.
2- حض الأمة على الإكثار من التوبة، والإنابة إلى اللَّه تعالى، والاستغفار.
3- التوبة من الذنوب واجبة على الفور.
4- تكفير الذنوب على قسمين: أ – المحو.
ب – التبديل، ومن تأمل المقامين وجد فرقًا لطيفًا؛ لأن المغفرة فيها زيادة إحسان، وتفضل على العفو، وكلاهما خير وبشرى (51).
5- وقع الإشكال من وقوع الاستغفار والتوبة من النبي صلى الله عليه وسلم، وهو معصوم؛ لأن هذا دليل على وقوع الذنب، وهذا لا إشكال فيه؛ لأنه قال ذلك على سبيل التواضع، وتعليم الأمر، ثم إن هذا هو هدي الأنبياء من قبله، ألم يقل إبراهيم: ﴿رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ (52)، وهذا كليم اللَّه موسى صلى الله عليه وسلم لما أفاق قال: ﴿سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (53).
6- قال شيخ الإسلام ابن تيمية : «وقد ذكر الفقهاء والمفسّرون وجوهاً عديدةً في استغفاره صلى الله عليه وسلم منها: أنّه يراد به ما كان من سهوٍ أو غفلةٍ، أو أنّه لم يكن عن ذنبٍ، وإنّما كان لتعليم أمّته، ورأي السّبكيّ: أنّ استغفار النّبيّ صلى الله عليه وسلم لا يحتمل إلاّ وجهاً واحداً، وهو: تشريفه من غير أن يكون ذنبٌ (54).
7- قال العلامة ابن عثيمين : «فإذا تاب الإنسان إلى ربه حصل بذلك فائدتين: الفائدة الأولى: امتثال أمر اللَّه ورسوله؛ وفي امتثال أمر اللَّه ورسوله كل الخير، فعلى امتثال أمر اللَّه ورسوله تدور السعادة في الدنيا والآخرة.
والفائدة الثانية: الاقتداء برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حيث كان صلى الله عليه وسلم يتوب إلى اللَّه في اليوم مائة مرة؛ يعني: يقول: أتوب إلى اللَّه، أتوب إلى اللَّه
» (55).

1 البخاري، برقم 6307
2 سنن ابن ماجه، برقم 3815، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، برقم 3805.
3 المعجم الكبير للطبراني، 19/ 50، برقم 125، والمعجم الصغير للطبراني، 1/ 151.
4 مسلم، برقم 41- (2702)
5 مسلم، برقم 42-(2702)
6 المعجم الكبير، 1/ 301، برقم 888، والدعاء للطبراني أيضاً، ص 514، برقم 1831، ورقم 1832.
7 النسائي في السنن الكبرى، كتاب عمل اليوم والليلة، كم يستغفر في اليوم ويتوب، برقم 10274، وذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري ، 11/ 101 بهذا اللفظ رواية عن أبي سلمة رضي الله عنه، وعزاه إلى النسائي أيضاً.
8 مسند أحمد، 38/ 389، برقم 23371، وصححه لغيره محققو المسند، 38/ 390.
9 لنسائي في الكبرى ، كتاب عمل اليوم والليلة، كيف الاستغفار، برقم 10285، و10286.
10 مسند أحمد، 8/ 350، برقم 4726، وابن أبي شيبة 6/ 57، برقم 29343، والبخاري في الأدب المفرد، ص 217، برقم 618 ، ، والترمذي، كتاب الدعوات، باب ما يقول إذا قام من المجلس، برقم 3434، والنسائي في الكبرى ، كتاب عمل اليوم والليلة، كيف الاستغفار، برقم 10292، وصححه محققو المسند، 8/ 350، والألباني في صحيح الجامع، برقم 3486.
11 أخرجه أبو داود، كتاب الصلاة، باب في الاستغفار، برقم 1516، وابن ماجه، كتاب الأدب، باب الاستغفار، برقم 3814، والأدب المفرد للبخاري، ص 217، برقم 618، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد، ص 241، برقم 482.
12 قال الحافظ ابن حجر / في فتح الباري، 11/ 101: «أَخرَجَهُ النَّسائِيُّ بِسَنَدٍ جَيِّد مِن طَرِيق مُجاهِد ، عَن ابن عُمَر»، قلت: ولم أجده في السنن الكبرى المطبوعة، فلعله في نسخة أخرى عند ابن حجر.
13 زيد بن حارثة رضي الله عنه: أبو يسار، مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهو من بني عمرو بن عوف، أغارت خيل لبني القين جسر في الجاهلية على أبيات بني معن فاحتملوا زيداً وهو غلام يفعة فأتوا به في سوق عكاظ، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة، فوهبته للنبي صلى الله عليه وسلم، وخيّره النبي بينه وبين أبيه وأهله، فاختار النبي صلى الله عليه وسلم، فتبناه النبي فسمي زيد بن محمد حتى نزلت ﴿ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ﴾، وأسلم، وهاجر مع النبي، وتزوج زينب بنت جحش، وشهد بدراً وما بعدها، وقتل في غزوة مؤتة وهو أمير، واستخلفه النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره على المدينة. انظر: الاستيعاب، 2/ 540، والإصابة في تمييز الصحابة، 2/ 598.
14 أبو داود، برقم 1517، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، برقم 1358
15 المستدرك على الصحيحين للحاكم، وصححه ووافقه الذهبي، 1/ 692، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، 6/ 507
16 مسند أحمد، 35/ 375، برقم 21472، وحسنه لغيره محققو المسند، 35/ 375.
17 مسند أحمد، 35/ 398، برقم 21505، وحسنه لغيره محققو المسند، 35/ 399.
18 مسند أحمد، 21/ 146، برقم 13493، وصححه لغيره محققو المسند، 21/ 146.
19 سنن الترمذي، كتاب الدعوات، باب حدثنا عبد الله بن إسحق، برقم 3540، وحسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، 2/ 270، برقم 1616.
20 مسند أحمد، 17/ 337، برقم 237، والحاكم، 4/ 261، وصححه ووافقه الذهبي، وحسنه لطرقه محققو المسند، 17/ 337، وحسنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، 2/ 270، برقم 1617.
21 سنن ابن ماجه، كتاب الأدب، باب الاستغفار، برقم 3818، والبيهقي في شعب الإيمان، 2/ 152، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 2/ 270، برقم 1618.
22 شعب الإيمان، 2/ 153، والدعاء للطبراني، ص 506، برقم 1787، والمعجم الأوسط له أيضاً، 1/ 256، برقم 839، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة، 3/ 84، وقال: «سنده حسن»، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 2/ 271، برقم 1619.
23 صقل): في سنن الترمذي بالسين (سقل)، وقال ابن الأثير : في النهاية في غريب الحديث والأثر، 3/ 42: «ويُروى بِالسِّينِ عَلَى الإبْدَالِ مِنَ الصَّاد».
24 سورة المطففين، الآية رقم 14.
25 سنن الترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة ويل للمطففين، برقم 3334، والنسائي في السنن الكبرى، كتاب عمل اليوم والليلة، ما يفعل فيمن بلي بذنب وما يقول، برقم 10251، وابن ماجه، كتاب الزهد، باب ذكر الذنوب، برقم 4244، مسند أحمد، 13/ 333، برقم 7952، وقوَّى إسناده محققو المسند، 13/ 334، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 2/ 271، برقم 1620.
26 أبو داود، كتاب الصلاة، باب في الاستغفار، برقم 1521، والترمذي، كتاب الصلاة، باب ما جاء في الصلاة عند التوبة، برقم 406، والنسائي في الكبرى، كتاب عمل اليوم والليلة، باب ما يفعل من بلي بذنب ويقول، برقم 10247، وابن ماجه، كتاب الصلاة، باب ما جاء في أن الصلاة كفارة، برقم 1395، وصححه الحافظ ابن حجر في فتح الباري، 11/ 98، والألباني في صحيح أبي داود، 1/283.
27 البخاري، برقم 6360
28 مسلم، برقم 2705
29 البخاري، برقم 6306
30 النسائي، برقم 1300، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 1/ 180
31 فاطمة بنت إمام المتقين؛ رسول اللَّه صلى اللَّه على أبيها، وآله وسلم
32 ابن ماجه، كتاب المساجد والجماعات، باب الدعاء عند دخول المسجد، برقم 771، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، 1/ 128- 129.
33 البخاري، برقم 744
34 مسلم، برقم 201- (771)
35 مسلم، كتاب الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، برقم 202-(476).
36 مسلم، برقم 483
37 أبو داود، برقم 874، وابن ماجه، برقم 897
38 أبو داود، برقم 850
39 الترمذي، برقم 284، و285
40 ابن ماجه، برقم 898
41 البخاري، برقم 794، ومسلم، برقم،216- (484)
42 مسلم، برقم 591
43 الترمذي، برقم 3433، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، برقم 2730
44 البخاري، برقم، 794
45 شرح صحيح البخاري، لابن بطال، 6/ 97.
46 التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، 14/ 366.
47 لسان العرب، 5/ 25، مادة (غفر)
48 فتح الباري، 11/ 103
49 كشف المشكل من حديث الصحيحين، 3/ 522.
50 فتح الباري لابن حجر، 11/ 101.
51 انظر كلام الشيخ سليم الهلالي في بهجة الناظرين، حديث (13).
52 سورة البقرة، الآية: 128.
53 سورة الأعراف، الآية: 143.
54 أسباب رفع العقوبة لشيخ الإسلام ابن تيمية، ص 4.
55 شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين، شرح الحديث رقم 14.

قم بقراءة المزيد من الأذكار والأدعية




قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 10, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب