أعوذ بالله من الشيطان من نفخه ونفثه وهمزه

حصن المسلم | دعاء الاستفتاح | أعوذ بالله من الشيطان من نفخه ونفثه وهمزه

أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ: مِنْ نَفْخِهِ، وَنَفْثِهِ، وَهَمْزِهِ (1).


(1) أخرجه أبو داود، 1/ 203، برقم 764، وابن ماجه، 1/ 265، برقم، 807، وأحمد، 4/ 85، برقم 16739، وقال شعيب الأرناؤوط في تحقيقه لمسند: (حسن لغيره)، وقال عبد القادر الأرناؤوط في تخريجه للكلم الطيب لابن تيمية، برقم 78: (وهو حديث صحيح بشواهده)، وذكره الألباني في صحيح الكلم الطيب، برقم 62، وأخرجه مسلم عن ابن عمر بنحوه، وفيه قصة، 1/ 420، برقم 601.

شرح معنى أعوذ بالله من الشيطان من نفخه ونفثه وهمزه

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

113- عَنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رضي الله عنه (1) ، أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي صَلَاةً - قَالَ عَمْرٌو: لَا أَدْرِي أَيَّ صَلَاةٍ هِيَ - فَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ثَلَاثًا، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ مِنْ نَفْخِهِ، وَنَفْثِهِ، وَهَمْزِهِ»، قَالَ: نَفْثُهُ الشِّعْرُ، وَنَفْخُهُ الْكِبْرُ، وَهَمْزُهُ الْمُوتَةُ»، وهذا لفظ أبي داود (2) .
114- ولفظ ابن ماجه: عنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ دَخَلَ فِي الصَّلاَةِ، قَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا - ثَلاَثًا - الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا - ثَلاَثًا - سُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً - ثَلاَثَ مَرَّاتٍ - اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ: هَمْزِهِ، وَنَفْخِهِ، وَنَفْثِهِ».
قَالَ عَمْرٌو: هَمْزُهُ الْمُوتَةُ، وَنَفْثُهُ الشِّعْرُ، وَنَفْخُهُ الْكِبْرُ (3) .
115- ولفظ أحمد: عن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي التَّطَوُّعِ: «اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا» - ثَلاَثَ مِرَارٍ - «وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا» - ثَلاَثَ مِرَارٍ - «وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً» - ثَلاَثَ مِرَارٍ - «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ، وَنَفْثِهِ، وَنَفْخِهِ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا هَمْزُهُ وَنَفْثُهُ وَنَفْخُهُ ؟ قَالَ: «أَمَّا هَمْزُهُ، فَالْمُوتَةُ الَّتِي تَأْخُذُ ابْنَ آدَمَ، وَأَمَّا نَفْخُهُ الْكِبْرُ، وَنَفْثُهُ الشِّعْرُ» (4) .
116- وفي لفظ آخر لمسلم عن عبدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مِنَ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا؟» قَالَ رَجُلٌ مَنِ الْقَوْمِ: أَنَا، يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «عَجِبْتُ لَهَا، فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ» قَالَ ابْنُ عُمَرَ: «فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ذَلِكَ» (5) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «اللَّه أكبر كبيرًا»: أي أُعظِّم اللَّه وأجلّه بعبادته وتوحيده وتقديسه، وقال ابن الأثير : «اللّه أكبر» معناه اللّه الكْبير، وقال النحويون: معناه اللّه أكبر من كل شيء» (6) .
2- قوله: «الحمد لله كثيراً»: أي أحمده حمداً كثيراً يليق بجلاله، فله الحمد في الأولى والآخرة، وقال النووي : «التَّحْمِيد: الثَّنَاء بِجَمِيلِ الْفِعَال، وَالتَّمْجِيد الثَّنَاء بِصِفَاتِ الْجَلَال، وَيُقَال: أَثْنَى عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ كُلّه» (7) .
3- قوله: «وسبحان اللَّه»: «التسبيح: التنزيه، والتقديس، والتبرئة من النقائص، ثم استعمل في مواضع تقرب منه اتساعاً...، فمعنى سبحان اللَّه: تنزيه اللَّه» (8) .
4- قوله: «بكرة وأصيلًا»: أي في الغداة والعشي، وإنما خص هذين الوقتين لاجتماع ملائكة الليل والنهار فيهما، قال العيني : «بكرة: أي: غدوة، وأصيلا: أي: عشياً...وخص هذين الوقتين لاجتماع ملائكة الليل، والنهار فيهما» (9) .
5- قوله: «أعوذ باللَّه» أي: ألجأ إليه وأتحصن به» (10) .
6- قوله: «من الشيطان» والشيطان: من الشطن: البعد، أي بَعُد عن الخير» (11) .
7- قوله: «من نفخه»: النفخ هو الكبر؛ لأن العبد إذا غفل عن الذكر وسوس له الشيطان وتعاظم عليه، قال ابن الأثير : «نفخه الكبر، وذلك لأن المتكبر ينتفخ، ويتعاظم، ويجمع نفْسه ونفَسه، فيحتاج إلى أن ينفخ» (12) ، وقال الطيبي : «النفخ كناية عن الكبر، كأن الشيطان ينفخ بالوسوسة، فيعظمه في عينه، ويحقر الناس عنده» (13) .
8- قوله: «ونفثه»: هو الشعر: وهو إشارة إلى ذم من يهيم في أودية الشعر، فتارة يمدح، وتارة يقدح، وتارة يمرح، وأخرى يتغزل، وهذا من تلاعب الشياطين، وقال ابن الأثير : «نفْثه: الشعر؛ لأن الشعر مما يخرج من الفم، ويلفظ به اللسان، وينفثه كما ينفث الريق» (12) ، وقال الطيبي : «والنفث عبارة عن الشعر؛ لأنه ينفثه الإنسان من فيه كالرقية، قال: إن كان هذا التفسير من متن الحديث فلا معدل عنه، وإن كان من بعض الرواة، فالأنسب أن يراد بالنفث السحر» (13) .
9- قوله: «وهمزه»: هي المؤتة أي الصرع والجنون الذي يعتري الإنسان وإنما سمي بذلك لأن كل شيء غمزته ودفعته فقد همزته، وقال ابن الأثير : «وهمزه: الموتة، والموتة: الجنون؛ لأن المجنون ينخسه الشيطان، والهمز والنخس أخوان» (12) ، وقال الطيبي : «يراد بالهمز الوسوسة، لقوله تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ﴾ سورة الْمُؤْمِنُونَ، الآية: 97 ، وهمزات الشياطين خطراتها، وهي جمع الهمزة من الهمز، وفسرت الآية بأن الشياطين يحثون أولياءهم على المعاصي، ويغرونهم عليها، كما يهمز الركضة الدواب المهماز حثاً لها على المشي، قال أبو عبيدة: والموتة الجنون، سماها همزاً؛ لأنه جعل من النخص، والهمز، وكل شيء دفعته، فقد همزته» (13) .

ما يستفاد من الحديث:

1- تكبير العبد لخالقه بعد دخوله في الصلاة، مع حمده، وتسبيحه، إقرار بأن اللَّه هو الموصوف بالجلال، وأنه يصغر أمام عظمته كل شيء.
2- الاستعاذة قبل القراءة عنوان، وإعلام بأن ما بعدها هو قرآن كريم.
3- الاستعاذة باللَّه حصن حصين، وركن ركين، لاسيما قبل قراءة القرآن الذي هو شفاء لما في الصدور، فطرد الشيطان يجعل القلب محلًّا خاليًا لاستقبال الرحمات، ويقطع على الشيطان أن يجلب بخيله ورجله على العبد أثناء صلاته.
4- قال الألباني /: تفسير الهمز بالمؤتة، والنفخ بالكبر، والنفث بالشعر، هو من كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (14) .
وقال أيضًا: وزيادة «السميع العليم» في الاستعاذة زيادة صحيحة (15) .

1 جبير بن مطعم بن عدي رضي الله عنه، شيخ قريش في زمانه، أبو محمد، ويقال أبو عدي القرشي النوفلي ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو من الطلقاء الذين حسن إسلامهم، وقد قدم المدينة في فداء الأسارى من قومه، وكان موصوفًا بالحلم، ونبل الرأي، كأبيه الذي قام في نقض الصحيفة، وأجار النبي صلى الله عليه وسلم حين رجع من الطائف، توفي جبير بن مطعم عام 59 هـ. انظر: سير أعلام النبلاء، 3/ 95، ترجمة رقم 18
2 أبو داود، برقم 764، وقواه الألباني في إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، 2/ 55
3 ابن ماجه، برقم، 807، وقواه بشواهده ومتابعاته في شرح ابن ماجه لمغلطاي، ص 1375
4 أحمد، برقم 16739، وقال عنه محققو المسند: «حسن لغيره»
5 مسلم، كتاب المساجد، باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة، برقم 601.
6 النهاية في غريب الحديث والأثر، ابن الأثير، 4/ 52، مادة (كبر)
7 شرح النووي على مسلم، 4/ 104
8 النهاية في غريب الحديث والأثر، 2/ 330
9 شرح أبي داود للعيني، 3/ 372
10 عمدة القاري، 4/ 170
11 انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، 2/ 474، مادة (شطن)
12 جامع الأصول، 4/ 186
13 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 3/ 994
14 إرواء الغليل، حديث رقم (342).
15 سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة للألباني، 14/ 51

قم بقراءة المزيد من الأذكار والأدعية




قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, August 9, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب