Allahumma rabba jibra-eel, wameeka-eel, wa-israfeel fatiras-samawati walard, AAalimal-ghaybi washshahadah, anta tahkumu bayna AAibadika feema kanoo feehi yakhtalifoon. ihdinee limakh-tulifa feehi minal-haqqi bi-ithnik, innaka tahdee man tasha-o ila siratin mustaqeem. ‘O Allah, Lord of Jibra-eel, Meeka-eel and Israfeel (great angles), Creator of the heavens and the Earth, Knower of the seen and the unseen. You are the arbitrator between Your servants in that which they have disputed. Guide me to the truth by Your leave, in that which they have differed, for verily You guide whom You will to a straight path.
(1) أخرجه مسلم، 1/ 534، برقم 770 .
شرح معنى اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت
1- قوله: «اللهم»: قال ابن منظور : «اللهم: بِمَعْنَى: يَا أَلله، وَالْمِيمُ الْمُشَدَّدَةُ عِوَضٌ مِنْ يَا ... » (3) . 2- قوله: «رب جبريل وميكائيل وإسرافيل»: جبريل: هو روح القدس الموكل بالوحي، يتنزل به على رسل اللَّه إلى خلقه، قال ابن الأثير : «والرب: المالك، والسيد، والصاحب، والمدبر، والخالق وغير ذلك إلا أنه لا يرد مطلقًا إلا على اللَّه عز وجل غالبًا، فأما غير اللَّه فيقال فيه: رب كذا» (4) ، وقوله: «وميكائيل»: هو الملك الموكل بنزول المطر من السماء، فلا تسقط قطرة إلا بعد أن يستأذن ربه، ويقال له: ميكال، قوله: «وإسرافيل»: هو الملك الموكل بالنفخ في الصور، وحينئذ تقوم القيامة إذا أذن اللَّه وأمره بالنفخ في الصور، وقال الفيومي : :«جبريل، وميكائيل»: هما من الملائكة، جبريل: عليه السلام فيه لغات: كسر الجيم والراء، وبعدها ياء ساكنة، والثانية كذلك إلا أن الجيم مفتوحة، والثالثة فتح الجيم والراء، وبهمزة بعدها ياء، يقال: هو اسم مركب من (جبر)، وهو العبد، و(إِيل)، وهو اللَّه تعالى، وفيه لغات غير ذلك (5) ، وقال ابن منظور : «إِسْرَافِيلُ، وإِسْرافِينُ، وَكَانَ القَنانيُّ يَقُولُ: سَرافِيل، وسَرافِين، وإِسْرائيل وإِسْرائِينُ، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنه بدلٌ: اسمُ مَلَكٍ، قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ هَمْزَةُ إِسْرافِيل أَصلًا فَهُوَ عَلَى هذا خُماسيٌّ» (6) ، وقال القاضي عياض : «رب جبريل، وإسرافيل، وميكائيل»: وتخصيصهم بربوبيته، وهو رب كل شيء، وجاء مثل هذا كثير من إضافة كل عظيم الشأن له، دون ما يستحضر عند الثناء والدعاء، مبالغة في التعظيم، ودليلاً على القدرة والملك، فيقال: رب السموات والأرض، ورب النبيين والمرسلين، ورب المشرق والمغرب، ورب العالمين، ورب الجبال والرياح، ورب البحار، ورب الناس، ومثله مما جاء فى القرآن وفى الحديث» (7) ، وقال ابن أبي العز الحنفي : «فجبرائيل مُوَكَّلٌ بِالْوَحْيِ الَّذِي هُوَ سَبَبُ حَيَاةِ الْقُلُوبِ، وَمِيكَائِيلُ بِالْقَطْرِ الَّذِي هُوَ سَبَبُ حَيَاةِ الْأَبْدَانِ وَسَائِرِ الْحَيَوَانِ، وَإِسْرَافِيلُ بِالنَّفْخِ فِي الصُّورِ الَّذِي هُوَ سَبَبُ حَيَاةِ الْعَالَمِ وَعَوْدِ الْأَرْوَاحِ إِلَى أَجْسَادِهَا، فَالتَّوَسُّلُ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ بِرُبُوبِيَّةِ هَذِهِ الْأَرْوَاحِ الْعَظِيمَةِ الْمُوَكَّلَةِ بِالْحَيَاةِ، لَهُ تَأْثِيرٌ عَظِيمٌ فِي حُصُولِ الْمَطْلُوبِ، وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ» (8) . 3- قوله: «فاطر السموات والأرض»: قال الطيبي : «وفاطر السموات والأرض»: أي مبدعهما ومخترعهما» (9) ، وقال الإمام ابن كثير :: «أَيْ: خَلَقَهُمَا وَابْتَدَعَهُمَا عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ سَبَقَ» (10) . 4- قوله: «عالم الغيب والشهادة»: أي: إنه يعلم ما غاب عن العباد من الجنود والمخلوقات التي لا يعلمها إلا هو وما يشاهدونه من المخلوقات (11) . قال الطيبي : «الغيب»: ما غاب عنك، والشاهد: ما حضر لديك» (9) . 5- قوله: «أنت تحكم بين عبادك»: قال القرطبي : «تقضي وتبيّن الحق» (12) ، أنت تحكم بين عبادك يوم القيامة بالتمييز بين المحق والمبطل بالثواب والعقاب «فيما كانوا فيه يختلفون» من أمر الدين في أيام الدنيا» (13) ، قال القاري : «أنت تحكم بين عبادك في يوم معادك بموجب ميعادك بعد تقديرك وقضائك بالتمييز بين المحق والمبطل بالثواب والعقاب فيما كانوا فيه يختلفون أي من أمر الدين في أيام الدنيا» (14) . 6- قوله: «اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك»: أي: أقمني على الحق وثبتني عليه، وهذا كقوله: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾سورة الفاتحة، الآية: 6 ، قال العيني : «أي: أرشدني لصوابها، ووفقني للتخلق به» (15) . 7- قوله: «لما اختلف فيه»: قال الطيبي : «اللام بمعنى (إلى)، يقال: هداه إلى كذا، ولكذا، و(ما) موصولة، والذي اختلف فيه عند مجيء الأنبياء، وهو الطريق المستقيم الذي دعوا إليه، فاختلفوا فيه... كأنه قيل: اهدني إلي الصراط المستقيم، وطلب الهداية- وهو فيها طلب للثبات عليها، أو الزيادة على ما منح من الألطاف، أو حصول المطالب المترتبة عليها» (9) . 8- قوله: «بإذنك»: أي: بفضلك ومنَّتك، فأنت صاحب كل الأفضال وجميع المنن، قال الطيبي : «ومعنى (الإذن) التيسير والتسهيل علي سبيل التمثيل؛ فإن الملك المحتجب إذا رفع الحجاب كان إذناً منه بالدخول» (9) . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : «فَهُوَ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُ رَبَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ لِمَا اُخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ، فَكَيْفَ يَكُونُ مَحْبُوبُ اللَّهِ عَدَمَ الْهُدَى فِي مَسَائِلِ الْخِلَافِ؟ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾سورة طه، الآية: 114 ، وَمَا يَذْكُرُهُ بَعْضُ النَّاسِ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: «زِدْنِي فِيك تَحَيُّرًا» كَذِبٌ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِحَدِيثِهِ صلى الله عليه وسلم، بَلْ هَذَا سُؤَالٌ مَنْ هُوَ حَائِرٌ، وَقَدْ سَأَلَ الْمَزِيدَ مِنَ الْحَيْرَةِ، وَلَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَسْأَلَ وَيَدْعُوَ بِمَزِيدِ الْحَيْرَةِ إذَا كَانَ حَائِرًا؛ بَلْ يَسْأَلُ: الْهُدَى، وَالْعِلْمَ؛ فَكَيْفَ بِمَنْ هُوَ هَادِي الْخَلْقِ مِنْ الضَّلَالَةِ؟ وَإِنَّمَا يُنْقَلُ مِثْلُ هَذَا عَنْ بَعْضِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ لَا يُقْتَدَى بِهِمْ فِي مِثْلِ هَذَا، إنْ صَحَّ النَّقْلُ عَنْهُ» (16) . 9- قوله: «إنك تهدي من نشاء»: قال ابن منظور : «من أَسماء اللَّه تعالى سبحانه: (الهادي) قال ابن الأَثير: هو الذي بَصَّرَ عِبادَه، وعرَّفَهم طَريقَ معرفته حتى أَقرُّوا برُبُوبيَّته، وهَدى كل مخلوق إِلى ما لا بُدَّ له منه في بَقائه، ودَوام وجُوده، الهُدى: ضدّ الضلال، وهو الرَّشادُ، ... الهُدَى: أَي الصِّراط الذي دَعا إِليه هو طَرِيقُ الحقّ» (17) . 10- قوله: «إلى صراط مستقيم»: هو الطريق القويم الذي يوصلنا إلى جنتك وهو: معرفة الحق، والعمل به، والدعوة إليه، وقال العلامة القرطبي : «الصراط المستقيم» هو دين الله الذي لا يقبل من العباد غيره، وقال عاصم الأحول عن ابي العالية : «الصراط المستقيم» رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وصاحباه من بعده، قال عاصم: فقيل للحسن: إن أبا العالية يقول: الصراط المستقيم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وصاحباه! قال: صدق ونصح» (18) ، وقال الحافظ ابن حجر : «الصِّراط المُستَقِيم المُتَضَمِّن: كَمال مَعرِفَته، وتَوحِيده، وعِبادَته بِفِعلِ ما أَمَرَ بِهِ واجتِناب ما نَهَى عَنهُ، والاستِقامَة عَلَيهِ» (19) .
ما يستفاد من الحديث:
1- مشروعية التوسل إلى اللَّه بالربوبية العامة والخاصة لأفضل ملائكته، وهم على الترتيب: جبريل، وميكائيل، وإسرافيل. 2- إثبات صفة العلم للَّه تعالى، وهي من الصفات الذاتية، والإقرار بأن علم اللَّه علم أزلي أبدي، لم يُسبق بجهل، ولا يطرأ عليه نسيان، قال تعالى: ﴿قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى * قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى﴾سورة طه، الآيتان: 51- 52 . 3- الإقرار بأن اللَّه هو الحكم بين الخلق يوم العرض الأكبر ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾سورة التين، الآية: 8 ، وهذا الحكم مبني على القسط، والعدل، والحمد، فلا سبيل إلى القدح في حكمه ﴿وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ﴾سورة الرعد، الآية: 41 . 4- طلب الهداية من اللَّه وحده؛ لأنه هو الهادي الذي يهدي القلوب إلى معرفته، ويهدي النفوس إلى طاعته. 5- هذا الدعاء هو أحد الأدعية التي كان يستفتح بها النبي صلى الله عليه وسلم صلاته بالليل، كما أخبرت بذلك عائشة لفي أول حديث الباب. 6- خصّ النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الملائكة لعظيم فضلهم، وأنهم أشراف الملائكة؛ فجبريل ينزل بالوحي الذي به حياة القلوب، وميكائيل موكل بالمطر الذي به حياة الأرض، وإسرافيل موكل بالنفخ؛ حيث الجمع والحساب. 7- إسرافيل الملك الكريم الموكل بالنفخ في الصور في حالة تأهب دائم، ينتظر أمر ربه؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن طرف صاحب الصور منذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش، مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه، كأن عينيه كوكبان دريان» (20) . 8- وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته وانتظر أن يؤذن له» قالوا: كيف نقول يا رسول اللَّه؟ قال: «قولوا: حسبنا اللَّه ونعم الوكيل، على اللَّه توكلنا» (21) . 9- أما ميكائيل، ففي حالة خوف وحزن دائمين، قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل ؛: «ما لي لم أرَ ميكائيل ضاحكًا قط؟ فقال جبريل: ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار» (22) . 10- وهذا هو حال الملائكة كما قال ربنا عز وجل : ﴿وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ﴾سورة الأنبياء، الآية: 28 . 11- قال شيخ الإسلام ابن تيمية : «وَهَذِهِ أَدْعِيَةٌ كَثِيرَةٌ، تَتَضَمَّنُ افْتِقَارَ الْعَبْدِ إلَى اللَّهِ فِي أَنْ يُعْطِيَهُ الْإِيمَانَ، وَالْعَمَلَ الصَّالِحَ، فَهَذَا افْتِقَارٌ، وَاسْتِعَانَةٌ بِاَللَّهِ قَبْلَ حُصُولِ الْمَطْلُوبِ، فَإِذَا حَصَلَ بِدُعَاءِ، أَوْ بِغَيْرِ دُعَاءٍ، شَهِدَ إنْعَامَ اللَّهِ فِيهِ، وَكَانَ فِي مَقَامِ الشُّكْرِ، وَالْعُبُودِيَّةِ لِلَّهِ، وَأَنَّ هَذَا حَصَلَ بِفَضْلِهِ وَإِحْسَانِهِ، لَا بِحَوْلِ الْعَبْدِ وَقُوَّتِهِ، فَشُهُودُ الْقَدَرِ فِي الطَّاعَاتِ مِنْ أَنْفَعِ الْأُمُورِ لِلْعَبْدِ، وَغَيْبَتُهُ عَنْ ذَلِكَ مِنْ أَضَرِّ الْأُمُورِ بِهِ؛ فَإِنَّهُ يَكُونُ قَدَرِيًّا مُنْكِرًا لِنِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْهِ بِالْإِيمَانِ، وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ قَدَرِيَّ الِاعْتِقَادِ، كَانَ قَدَرِيَّ الْحَالِ، وَذَلِكَ يُورِثُ الْعُجْبَ، وَالْكِبْرَ، وَدَعْوَى الْقُوَّةِ وَالْمِنَّةِ بِعَمَلِهِ، وَاعْتِقَادِ اسْتِحْقَاقِ الْجَزَاءِ عَلَى اللَّهِ بِهِ، فَيَكُونُ مَنْ يَشْهَدُ الْعُبُودِيَّةَ مَعَ الذُّنُوبِ، وَالِاعْتِرَافِ بِهَا - لَا مَعَ الِاحْتِجَاجِ بِالْقَدَرِ – عَلَيْهَا، خَيْرًا مِنْ هَذَا الَّذِي يَشْهَدُ الطَّاعَةَ مِنْهُ، لَا مِنْ إحْسَانِ اللَّهِ إلَيْهِ، وَيَكُونُ أُولَئِكَ الْمُذْنِبُونَ بِمَا مَعَهُمْ مِنْ الْإِيمَانِ، أَفْضَلَ مِنْ طَاعَةٍ بِدُونِ هَذَا الْإِيمَانِ» (23) .
1
أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، قيل: اسمه عبد اللَّه، وقيل: إسماعيل، ثقة، مكثر، مات سنة أربع وتسعين، أو أربع ومائة. انظر: تقريب التهذيب، 4/ 468
20
أخرجه الحاكم 4/ 559، وقال: «صحيح الإسناد»، وحلية الأولياء، 4/ 99، وقال الحافظ في فتح الباري، 11/368: «سنده حسن»، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (1078).
21
أحمد، 5/ 145، برقم 3008، والترمذي، كتاب صفة القيامة والرقائق، باب ما جاء في الصور، برقم 2431، والحاكم، 4/ 559، وصححه الألباني لغيره في صحيح الترغيب والترهيب، برقم 3571
22
أحمد، 21/ 55، برقم 13343، وصفة النار لابن أبي الدنيا، ص 230، والعظمة، لأبي الشيخ، 3/ 815، وحسنه لغيره الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم 2511.
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .