الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة

حديث: الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة

عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الدعاء لا يُرد بين الأذان والإقامة فادعوا».

حسن: رواه أبو داود (٥٢١) والترمذي (٢١٢) والنسائي في عمل اليوم والليلة (٦٨، ٦٩، ٧٠) كلهم من طرق عن زيد العَمّي، عن أبي إياس، عن أنس بن مالك فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الدعاء لا يُرد بين الأذان والإقامة فادعوا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف فيه بيان لأحد أوقات إجابة الدعاء المستجاب، وهو الوقت الفاصل بين الأذان والإقامة.

نص الحديث:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ الدُّعَاءَ لَا يُرَدُّ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ فَادْعُوا».
(رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وأبو داود، والنسائي، وصححه الألباني)

الشرح التفصيلي:

# 1. شرح المفردات:

● الدعاء: هو سؤال العبد ربه والالتجاء إليه، وهو من أعظم العبادات.
● لا يرد: أي لا يُرَدُّ خائبًا، بل هو مستجاب بإذن الله.
● بين الأذان والإقامة: أي في الفترة الزمنية التي تفصل بين نداء المؤذن للصلاة (الأذان) وبين الإعلام بدخول وقت الصلاة فعليًا وقيامها (الإقامة).

# 2. شرح الحديث:

يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث أن هناك وقتًا مميزًا تكون فيه إجابة الدعاء أكيدة ومضمونة بإذن الله، وهو الوقت الواقع بين الأذان والإقامة لأي صلاة من الصلوات المفروضة. وهذا يشمل جميع الصلوات الخمس، حيث إن لكل صلاة أذانًا وإقامة.
والحكمة من ذلك -والله أعلم- أن هذا الوقت وقتٌ تُشرع فيه الصلاة، وقد تهيأت القلوب لملاقاة ربها، وانصرفت عن الدنيا، وتوجهت إلى الله تعالى، فكانت أقرب إلى الإجابة. كما أن الدعاء في هذا الوقت يدل على شدة احتياج العبد لربه، وحرصه على اغتنام الأوقات الفاضلة.

# 3. الدروس المستفادة منه:

● بيان فضل هذا الوقت: الحديث يرشدنا إلى وقت عظيم من أوقات إجابة الدعاء، مما يحفز المسلم على اغتنامه والاجتهاد في الدعاء فيه.
● الحث على الدعاء: الأمر النبوي «فادعوا» يحث المسلمين على الإكثار من الدعاء في هذا الوقت، والالتجاء إلى الله بجميع الحاجات.
● التعلق بالله تعالى: اغتنام مثل هذه الأوقات يدل على قوة إيمان العبد وتعلقه بربه، وثقته بأن الله سيستجيب له.
● تنوع أبواب الخير: الإسلام يفتح للمسلم أبوابًا متعددة للتقرب إلى الله، ومنها اغتنام الأوقات الفاضلة مثل هذا الوقت.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الوقت وقت قصير، لذا ينبغي على المسلم أن يسرع في الدعاء ويجتهد فيه، ويختار جوامع الدعاء.
- يستحب أن يرفع المسلم يديه أثناء الدعاء في هذا الوقت، كما هو السنة في مواطن الدعاء عموماً.
- ينبغي للمسلم أن يتأدب بآداب الدعاء، مثل:
- يبدأ بحمد الله والثناء عليه.
- يصلي على النبي ﷺ.
- يخلص النية لله تعالى.
- يحضر قلبه ويجزم بالإجابة.
- يتجنب الاعتداء في الدعاء.

الخلاصة:

الحديث الشريف يبين فضل الدعاء بين الأذان والإقامة، ويحث المسلمين على اغتنام هذا الوقت الفاضل بالدعاء بجميع ما يحتاجونه من خيري الدنيا والآخرة، مع الثقة بإجابة الله تعالى.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٥٢١) والترمذي (٢١٢) والنسائي في عمل اليوم والليلة (٦٨، ٦٩، ٧٠) كلهم من طرق عن زيد العَمّي، عن أبي إياس، عن أنس بن مالك فذكر الحديث.
قال الترمذي: حسن وفي نسخة: حسن صحيح. والأول قريب من الصواب؛ لأن في إسناده زيد العَمّي زيد بن الحواري، أبو الحواري البصري، اختلف في سبب نسبته هذه، فقيل: هو منسوب إلى «بني العم» وهو بطن من بني تميم، وقال علي بن مصعب: سمي العَمِّي لأنه كان كلما سئل عن شيء قال: حتى أسأل عَمِّي وهو ضعيف فقد ضعَّفه أبو حاتم والنسائي وابن سعد وابن المديني، وقال ابن حبان: يروي عن أنس أحاديث موضوعة لا أصول لها.
فمثله لا يحسن حديثه فضلًا من تصحيحه.
ولكن للحديث طرق أخرى ولذا أدخلته في الجامع، ومن هذه الطرق ما رواه أحمد في مسنده (١٢٥٨٤) قال: حدثنا أسود وحسين بن محمد قالا: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن بُريد ابن أبي مريم، عن أنس فذكر الحديث.
ورواه أيضًا أبو يعلى (٣٦٧٩) من طريق إسرائيل به، وأشار إليه الترمذي بقوله: «وقد رواه أبو إسحاق الهمداني، عن بُريد بن أبي مريم، عن أنس، عن النبي ﷺ مثل هذا».
ورجاله ثقات غير أبي إسحاق وهو عمرو بن عبد الله السبيعي المشهور بكنيته وهو تابعي ثقة إلا أنه كان يدلس، ولكن تابعه ابنه يونس فرواه أحمد (١٣٣٥٧) عن إسماعيل بن عمر قال: حدثنا يونس - وهو ابن أبي إسحاق - قال: حدثنا بُريد بن أبي مريم عن أنس فذكر الحديث.
ويونس بن أبي إسحاق صدوق ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا ابن خزيمة في صحيحه (٤٢٦، ٤٢٧) وقال: يريد الدعوة المجابة.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 60 من أصل 62 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة

📜 حديث: الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية