اللَّهم عبدك وابن عبدك كان يشهد أن لا إله إلا أنت

حديث: اللَّهم عبدك وابن عبدك كان يشهد أن لا إله إلا أنت

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «اللَّهم! عبدُك وابن عبدك، كان يشهد أن لا إله إلا أنت، وأن محمدا عبدك ورسولك، وأنت أعلم به، إن كان محسنًا فزده في إحسانه، وإن كان مسيئًا فاغفر له، ولا تَحرمنا أجره ولا تَفْتِنَّا بعده».

صحيح: رواه أبو يعلى «المقصد العلي» (٤٦٥) عن وهب بن بقية، أنا خالد بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن إسحاق المديني، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة فذكر الحديث، وصحّحه ابن حبان (٣٠٧٣) فأخرجه عن أبي يعلى وهو أحمد بن علي بن المثنى الموصلي به مثله.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللَّهُمَّ! عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ، كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ، إِنْ كَانَ مُحْسِنًا فَزِدْهُ فِي إِحْسَانِهِ، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا فَاغْفِرْ لَهُ، وَلَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلَا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ».

1. شرح المفردات:

* عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ: تأكيد على عبودية المتوفى لله تعالى وذله بين يديه، و"ابن عبدك" إشارة إلى أصله التوحيدي.
* كَانَ يَشْهَدُ: يدل على أن هذه كانت صفته في الحياة، وهي الشهادة بالتوحيد والرسالة.
* مُحْسِنًا: أي مُطِيعًا، مُقِيمًا على فعل الخير واجتناب المعاصي.
* مُسِيئًا: أي مقصِّرًا في الطاعات، واقعًا في بعض الذنوب والمعاصي.
* لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ: أي لا تمنعنا الثواب الذي نرجوه من الصبر على مصيبة فقده والدعاء له.
* لَا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ: أي لا تُصِبنا بمصيبة أخرى أو بذنب نعصيك به بسبب جزعنا أو يأسنا من فراقه.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث الشريف هو دعاء يُشرع للمسلم أن يدعو به عند قبر أخيه المسلم بعد دفنه، كما جاء في روايات أخرى للحديث. وهو من جوامع الكلم التي علمنا إياها النبي صلى الله عليه وسلم.
* الجزء الأول (اللَّهُمَّ! عَبْدُكَ... رَسُولُكَ): يبدأ الدعاء بتذكير الله تعالى بعبودية المتوفى له وحده، وإقراره بالتوحيد والإيمان برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا من أدب الدعاء، حيث يذكر الداعي مناقب الميت ويقدم بين يدي دعائه ما يرجى به القبول.
* الجزء الثاني (وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ): إقرار بعلم الله المطلق بحال هذا العبد، وإخلاصه وإيمانه، وحقيقة عمله، فهو أعلم به منا. وهذا تواضع من الداعي وتسليم لله في الحكم على عبده.
* الجزء الثالث (إِنْ كَانَ مُحْسِنًا... فَاغْفِرْ لَهُ): هذا جوهر الدعاء، وهو سؤال الله تعالى أن يتعامل مع عبده بما هو أهله. فإن كان من المحسنين المطيعين، فنسأل الله أن يزيده من فضله ويثيبه أعلى الدرجات. وإن كان من المسيئين المقصرين، فنسأل الله أن يتجاوز عن سيئاته ويغفر له ذنوبه.
* الجزء الرابع (وَلَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلَا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ): هنا ينتقل الدعاء من الميت إلى الأحياء، فيسأل الله أن يثيبهم على صبرهم ويحفظهم من الفتنة بعد فراقه، سواء كانت فتنة الشك في قدر الله، أو الجزع الذي يؤدي إلى المعصية، أو اليأس من رحمة الله.

3. الدروس المستفادة منه:

1- بيان آداب زيارة القبور والدعاء للموتى: الشرع لم يشرع الزيارة للتفجع فقط، بل للاعتبار والدعاء للميت.
2- العدل والإنصاف في الدعاء: الدعاء للمحسن بالزيادة وللمسيء بالمغفرة يدل على الحكمة والعدل، فلا ندعي لأحد الجنة بغير حق، ولا نيأس لأحد من رحمة الله.
3- سعة رحمة الله تعالى: الحديث يبعث على الأمل في مغفرة الله حتى للمقصرين، ما داموا موحدين.
4- التواضع لله تعالى: الاعتراف بعلم الله المطلق ("وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ") من أعظم آداب الدعاء.
5- الاهتمام بمصير الأحياء كما الموتى: الدعاء بأن لا يحرم الأحياء أجر المصيبة وأن لا يفتنوا بعد موت الميت يدل على شمولية النظرة الإسلامية واهتمامها باستقرار المجتمع الإيماني.
6- التعاون على البر والتقوى: الدعاء للميت هو من حق المسلم على أخيه، وهو من صور التعاون على الخير حتى بعد الموت.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* مصدر الحديث: أخرجه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.
* حكم الدعاء للميت عند قبره: هذا الدعاء سنة بعد الدفن مباشرة، وهو من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
* العبرة من قوله (كَانَ يَشْهَدُ): تذكير للداعي والحاضرين بأن هذه الشهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) هي رأس مال العبد، وبها ينال السعادة في الدنيا والآخرة، فيجب المحافظة عليها والعمل بمقتضاها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو يعلى «المقصد العلي» (٤٦٥) عن وهب بن بقية، أنا خالد بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن إسحاق المديني، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة فذكر الحديث، وصحّحه ابن حبان (٣٠٧٣) فأخرجه عن أبي يعلى وهو أحمد بن علي بن المثنى الموصلي به مثله. وإسناده صحيح.
قال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٣٣): «رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 331 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللَّهم عبدك وابن عبدك كان يشهد أن لا إله إلا أنت

📜 حديث: اللَّهم عبدك وابن عبدك كان يشهد أن لا إله إلا أنت

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اللَّهم عبدك وابن عبدك كان يشهد أن لا إله إلا أنت

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اللَّهم عبدك وابن عبدك كان يشهد أن لا إله إلا أنت

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اللَّهم عبدك وابن عبدك كان يشهد أن لا إله إلا أنت

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية