حديث: اللَّهم اسقنا غيثًا مغيثًا مريئًا طبقًا مريعًا غدقًا عاجلًا غير رائث

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يقال في الاستسقاء

عن ابن عباس قال: جاء أَعرابي إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله! لقد جئتُك من عند قوم ما يتزوَّد لهم راعٍ، ولا يخطِر لهم فحل، فصعد المنبر، فحمد الله ثم قال: «اللَّهم! اسقِنا غَيثًا مُغيثًا مَريئًا طَبَقًا مَريعًا غدَقًا، عاجلًا غير رائث».
ثم نزل، فما يأتيه أحد من وجه من الوجوه إلا قالوا: قد أُحيينا.

صحيح: رواه ابن ماجه (١٢٧٠) عن محمد بن أبي القاسم أبي الأحوص، قال: حدثنا الحسن بن الربيع، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، قال: حدثنا حصين، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن
عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: جاء أَعرابي إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله! لقد جئتُك من عند قوم ما يتزوَّد لهم راعٍ، ولا يخطِر لهم فحل، فصعد المنبر، فحمد الله ثم قال: «اللَّهم! اسقِنا غَيثًا مُغيثًا مَريئًا طَبَقًا مَريعًا غدَقًا، عاجلًا غير رائث».
ثم نزل، فما يأتيه أحد من وجه من الوجوه إلا قالوا: قد أُحيينا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أسعد بتوضيح هذا الحديث النبوي الشريف، الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره، وهو حديث صحيح يشهد لمعناه واقع الحال الذي حدث مع النبي صلى الله عليه وسلم.

الحديث باختصار:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن أعرابيًا (أي رجلًا من البادية) جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو له شدة القحط والجفاف الذي أصاب قومه، حتى أن مواشيهم (الراعي والفحل) لم تعد تجد ما تأكله. فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن صعد المنبر، ودعا الله تعالى دعاءً مختصرًا جامعًا بطلب المطر. واستجاب الله دعاءه على الفور، فجاءهم المطر الغزير الذي أحيا الأرض والناس.


الشرح التفصيلي:



# أولًا:

شرح المفردات:
● الأعرابي: ساكن البادية، وكانوا يُعرفون بصدقهم وصراحتهم في وصف أحوالهم.
● ما يتزود لهم راعٍ: الراعي هو الذي يرعى الغنم. والمعنى: لم يعد الراعي يجد ما يحمله معه من زاد (طعام) لشدة الجفاف وقلة النبات.
● ولا يخطِر لهم فحل: الفحل هو الذكر من الإبل. والمعنى: لم تعد الإبل تجد ما تأكله من النبات حتى تَسمن ويُخطر جنبها (أي يتحرك ويترجرج) من الشبع.
● غَيثًا: المطر الذي يُغيث الناس ويُنقذهم من الهلاك.
● مُغيثًا: الذي يُنجد ويُعين.
● مَريئًا: سهل البلع، لا ضرر فيه، أي مطرًا نافعًا لا عاصفًا ولا مُهلكًا.
● طَبَقًا: الذي يغطي الأرض كلها، واسع الانتشار.
● مَريعًا: كثير العشب والنبات، الذي يُرتع فيه (أي ترعى فيه المواشي).
● غدَقًا: غزيرًا وفيرًا.
● عاجلًا غير رائث: سريع الحصول لا يتأخر.
● قد أُحيينا: بمعنى أن المطر أحيا الأرض بعد موتها، وأحيا الناس والأنعام بعد شدة العطش والجفاف.

# ثانيًا. شرح الحديث:


1- الموقف الإنساني: جاء الأعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليس طلبًا للمال أو العطاء، بل طلبًا للدعاء لإنقاذ قومه من كارثة الجفاف. وهذا يظهر ثقة الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم واعترافهم بقربه من الله وقبول دعائه.
2- سرعة الاستجابة: لم يتردد النبي صلى الله عليه وسلم أو يؤجل الدعاء، بل صعد المنبر مباشرة، مما يدل على حرصه على قضاء حوائج الناس والتخفيف عنهم.
3- صيغة الدعاء النبوي: اختار النبي صلى الله عليه وسلم كلمات مختصرة لكنها شاملة لكل خيرات المطر:
● اسقنا: طلب حاجة الأمة كلها، ليس له وحده.
● غيثًا مغيثًا: طلب المطر المنقذ من الهلاك.
● مريئًا: طلب النفع ودفع الضرر (ألا يكون سيْلًا مدمرًا أو بردًا مهلكًا).
● طبقًا: طلب أن يعم الخير كل المنطقة ولا يحرم منها أحد.
● مريعًا غدقًا: طلب أن يكون المطر سببًا في خصب الأرض وكثرة النبات لرعي المواشي.
● عاجلًا غير رائث: طلب سرعة الاستجابة ورفع البلاء دون تأخير.
4- إجابة الدعاء: كانت الاستجابة فورية، وهو من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم الظاهرة، التي تدل على صدقه وعلو منزلته عند الله تعالى.

# ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: الأعرابي أتى إلى سبب قوي للاستسقاء، وهو النبي صلى الله عليه وسلم.
2- اهتمام القائد برعيته: النبي صلى الله عليه وسلم هو القدوة للحاكم والقائد الذي يجب أن يهتم بشؤون رعيته ويستجيب لاحتياجاتهم.
3- أدب الدعاء: تعلمنا من النبي صلى الله عليه وسلم كيف ندعو الله بكلمات جامعة مانعة، نطلب فيها الخير والبركة ودفع الضرر.
4- التوسل إلى الله بالدعاء في أوقات الشدة: الحديث يحثنا على اللجوء إلى الله تعالى عند الشدائد، فهو الذي بيده ملكوت كل شيء.
5- بركة الدعاء الجماعي: صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر حيث يراه الناس، فكان دعاؤه بمثابة دعاء جماعي تعلق به قلوب الجميع.
6- التفاؤل وحسن الظن بالله: الدعاء بهذه الكلمات المليئة بالثقة والرجاء يعلمنا أن نحسن الظن بالله وأن نطلب منه الخير كله.

# رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أدلة استسقاء الإمام (الحاكم أو من ينوب عنه) بالناس عند الجدب.
- يستحب رفع اليدين في دعاء الاستسقاء، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في مناسبات أخرى.
- الدعاء بهذه الصيغة النبوية مستحب في طلب المطر.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (١٢٧٠) عن محمد بن أبي القاسم أبي الأحوص، قال: حدثنا الحسن بن الربيع، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، قال: حدثنا حصين، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن
عباس فذكره. وإسناده صحيح.
وصحّحه أيضًا البوصيري في زوائد ابن ماجه.
وحبيب بن أبي ثابت ثقة حافظ، وثقه أئمة الجرح والتعديل، وإنما روى حديثين (حديث المستحاضة تصلي وإن قطر الدم، وحديث القبلة للصائم) لم يسمعهما فرماه ابن خزيمة وابن حبان بالتدليس، وأما في بقية الأحاديث فهي على الاتصال حتى يتبين تدليسه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 307 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللَّهم اسقنا غيثًا مغيثًا مريئًا طبقًا مريعًا غدقًا عاجلًا غير رائث

  • 📜 حديث: اللَّهم اسقنا غيثًا مغيثًا مريئًا طبقًا مريعًا غدقًا عاجلًا غير رائث

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللَّهم اسقنا غيثًا مغيثًا مريئًا طبقًا مريعًا غدقًا عاجلًا غير رائث

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللَّهم اسقنا غيثًا مغيثًا مريئًا طبقًا مريعًا غدقًا عاجلًا غير رائث

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللَّهم اسقنا غيثًا مغيثًا مريئًا طبقًا مريعًا غدقًا عاجلًا غير رائث

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب