لا بأس طهور إن شاء الله

حديث: لا بأس طهور إن شاء الله

عن ابن عباس أن النبي ﷺ دخل على أعرابي يعوده قال: وكان النبي ﷺ إذا دخل على مريض يعوده فقال له: «لا بأس طهور إن شاء الله» قال: قلتَ: طهور؟ كلا بل هي حمى تفور - أو تثور - على شيخ كبير، تزيره القبور. فقال النبي ﷺ: «فنعم إذا».

صحيح: رواه البخاري في المرضى (٥٦٥٦) عن معلي بن أسد، حدثنا عبد العزيز بن مختار، حدثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الناري الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما، مع بيان دروسه وعبره:

نص الحديث:

عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابي يعوده، قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مريض يعوده قال له: «لا بأس طهور إن شاء الله». قال: قلتَ: طهور؟ كلا بل هي حمى تفور - أو تثور - على شيخ كبير، تزيره القبور. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «فنعم إذا»".
[رواه البخاري في صحيحه]

1. شرح المفردات:

● يعوده: يزوره لمواساته والدعاء له بالشفاء.
● لا بأس: لا ضرر أو شر، أي أن المرض سيزول.
● طهور: تطهير من الذنوب والمعاصي.
● تفور/تثور: تغلي وتشتد، كوصف الحمى الشديدة.
● تزيره القبور: تدفعه وتقربه من الموت والدفن في القبور.
● فنعم إذا: كلمة إقرار على قوله، بمعنى (نعم، كما تقول).

2. شرح الحديث:

دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أعرابي مريض ليعوده، وكان من هديه صلى الله عليه وسلم عند عيادة المريض أن يقول له كلمات تطمين وتثبيت، منها: «لا بأس طهور إن شاء الله»، أي: لا تخف فإن هذا المرض كفارة للذنوب وتطهير منها، وسيذهب بعون الله.
لكن الأعرابي - وكان شيخًا كبيرًا - اعترض على هذه الكلمات بحدة وجفاء، قائلاً: كيف تقول "طهور"؟! هذه حمى شديدة تغلي في جسدي، وهي تقربني من الموت والدفن في القبور، وليست تطهيرًا!
فأقرّه النبي صلى الله عليه وسلم على قوله ولم يغضب، بل قال: «فنعم إذا»، أي: نعم، إن شئت أن تكون كما تقول، فستكون كذلك. وهذا من حكمته صلى الله عليه وسلم في التعامل مع مختلف الطبائع.

3. الدروس المستفادة:

● فضل عيادة المريض: وهي من حقوق المسلمين، وتظهر التآلف والمواساة.
● الدعاء للمريض بكلمات طيبة: كقوله «لا بأس طهور إن شاء الله»، لرفع روحه المعنوية.
● الصبر على جفاء بعض الناس: النبي صلى الله عليه وسلم لم يغضب من رد الأعرابي، بل تعامل بحلم وحكمة.
● الإيمان بقدر الله: المرض قد يكون تكفيرًا للذنوب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
● التفاؤل وعدم اليأس: حتى في أشد الأمراض، ينبغي أن يثق المسلم برحمة الله.
● مراعاة حال الشخص: النبي صلى الله عليه وسلم لم يجبر الأعرابي على تقبل كلامه، بل تركه على حاله.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث يدل على سعة صدر النبي صلى الله عليه وسلم وحلمه مع الناس، حتى مع من يخاطبه بجفاء.
- فيه إثبات أن المرض قد يكون طهورًا وتكفيرًا للذنوب، كما في أحاديث أخرى.
- ينبغي للمسلم عند عيادة المريض أن يدعو له بالشفاء، ويذكره بالصبر والأجر.
- قوله «فنعم إذا» ليس إقرارًا على抱怨 المرض، بل هو إمساك عن مجادلة من لا يفهم.
أسأل الله أن يشفي مرضى المسلمين، وأن يعيننا على الصبر والاحتساب. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المرضى (٥٦٥٦) عن معلي بن أسد، حدثنا عبد العزيز بن مختار، حدثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
قوله: «تزيره» من أزاره إذا حمله على الزيارة بغير اختياره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 315 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا بأس طهور إن شاء الله

📜 حديث: لا بأس طهور إن شاء الله

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا بأس طهور إن شاء الله

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا بأس طهور إن شاء الله

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا بأس طهور إن شاء الله

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية