حديث: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب دعاء الإمام لمن أتى بصدقته

عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: كَانَ النَّبِيُّ صل الله عليه وسلم إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصدَقَتِهِمْ، قَال: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ فُلانٍ». فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ! صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الزكاة (١٤٩٧)، ومسلم في الزّكاة (١٠٧٨) كلاهما من طريق شعبة، عن عمرو (وهو ابن مرة)، عن عبد الله بن أبي أوفى، فذكر الحديث.

عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: كَانَ النَّبِيُّ صل الله عليه وسلم إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصدَقَتِهِمْ، قَال: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ فُلانٍ». فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ! صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعمل بها.
هذا حديث شريف رواه الإمام البخاري في صحيحه، عن الصحابي الجليل عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما، وهو من الأحاديث التي تُظهر جانباً من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم العظيمة وطريقة تعامله مع أصحابه، والتي تستحق الوقوف عندها للاستفادة منها.

أولاً. شرح المفردات:


● أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَتِهِمْ: أي جاءه أناس يدفعون زكاة أموالهم أو صدقاتهم التطوعية إليه صلى الله عليه وسلم ليوزعها على المستحقين.
● صَلِّ عَلَى آلِ فُلانٍ: الدعاء بالصلاة هنا هي طلب الرحمة والمغفرة والبركة من الله تعالى لشخص معين وأهل بيته. و"فلان" هي كلمة تقال للتعمية على اسم شخص معين، أي كان يقول اسم المتصدق بدلاً منها.
● آلِ أَبِي أَوْفَى: أي أهل أبي أوفى وعشيرته وذريته.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه عن موقف كريم من مواقف النبي صلى الله عليه وسلم. فكان من هديه صلى الله عليه وسلم أنه عندما يأتيه قوم أو فرد بصدقته، يتلقاها منه ببشاشة وترحاب، ثم يدعو الله تعالى لهذا المتصدق وأهل بيته بالبركة والخير والرحمة. وهذا الفعل لم يكن خاصاً بأبي أوفى وحده، بل كان هدياً ثابتاً مع كل من يأتيه بصدقته، حيث كان يذكر اسم المتصدق في الدعاء.
وفي هذه الحالة الخاصة، عندما جاء أبو أوفى (والد الراوي) بصدقته، دعا النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى»، أي اللهم ارحم وأكرم وبارك في أبي أوفى وأهل بيته.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- شكر المحسن وتثبيته على الخير: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقابل الإحسان بالإحسان، فيكافئ المتصدق على صدقته ليس بمكافئته مادياً، بل بدعوة صادقة من قلب نبي مرسل. وهذا أعظم عطاء يمكن أن يناله المسلم. وهو درس لنا في أهمية تقدير المعروف وشكر فاعله، مما يشجعه ويشجع الآخرين على الاستمرار في فعل الخير.
2- الدعاء للمسلمين وسيلة لترابط المجتمع: هذا الفعل النبوي يغرس المحبة والألفة بين أفراد المجتمع، فالدعاء للمسلم بظهر الغيب من أعظم القربات، وهو يزيد أواصر المحبة والتآلف.
3- الحكمة من الدعاء للآل مع الشخص: الدعاء لآل الشخص (أهله وعشيرته) وليس له وحده، فيه إكرام للمتسبب في الخير (وهو أبو أوفى) وتوسعة للدعاء ليشمل من له صلة به، مما يعم الخير والبركة.
4- بيان فضل الصدقة: الحديث يشير بشكل غير مباشر إلى فضل الصدقة، فهي لا تُذهب المال بل تزيده بركة، ويُكافئ صاحبها بالدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف بالدعاء من ملك الملوك جل جلاله.
5- تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وحسن خلقه: لم يكتفِ صلى الله عليه وسلم بأخذ الصدقة وتوزيعها، بل قابل ذلك بالدعاء والثناء، مما يظهر تواضعه الجم وحسن تعامله مع أصحابه، وكان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "استحباب الدعاء لمن أتى بصدقة أو معروف".
- ينبغي للمسلم أن يحرص على الدعاء لإخوانه الذين يقدمون له معروفاً أو خدمة، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
- الدعاء للمحسن ليس مقصوراً على الصدقة المالية، بل يشمل كل معروف وقربة إلى الله.
- هذا الدعاء النبوي يذكرنا بقوله تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60]. فجزاء الإحسان بالدعاء هو من الإحسان.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على الاقتداء برسولنا الكريم في كل أقواله وأفعاله.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الزكاة (١٤٩٧)، ومسلم في الزّكاة (١٠٧٨) كلاهما من طريق شعبة، عن عمرو (وهو ابن مرة)، عن عبد الله بن أبي أوفى، فذكر الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 342 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى

  • 📜 حديث: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب