حديث: تعوذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

فضل سورة الفلق

عن عائشة قالت: أخذ رسول الله ﷺ بيدي فأراني القمر حين طلع، فقال: «تعوذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب».

حسن: رواه أحمد (٢٤٣٢٣) والترمذي (٣٣٦٦) والحاكم (٢/ ٥٤٠) والبيهقي في الدعوات (٣١٤) وابن جرير في تفسيره (٢٤/ ٧٤٨) كلهم من حديث ابن أبي ذئب، عن الحارث، عن أبي سلمة، قال: قالت عائشة، فذكرته.

عن عائشة قالت: أخذ رسول الله ﷺ بيدي فأراني القمر حين طلع، فقال: «تعوذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث الذي ذكر حديث صحيح رواه الإمام الترمذي في سننه، وسأشرحه لك شرحاً وافياً إن شاء الله.

نص الحديث:


عن عائشة رضي الله عنها قالت: أخذ رسول الله ﷺ بيدي فأراني القمر حين طلع، فقال: «تَعَوَّذِي بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الْغَاسِقِ إِذَا وَقَبَ».

1. شرح المفردات:


● أخذ بيدي: أمسك بيدي برفق وإرشاد.
● فأراني القمر: أطلعني عليه وأشار إليه.
● تعوذي: استعيذي، أي اطلبي العوذ والحماية.
● الغاسق: له معنيان رئيسيان عند العلماء: الأول أنه الليل حين يدخل ويغشى الناس بظلامه، والثاني أنه القمر خاصة عندما يُغِسق (أي يطلع ويغشى الأرض بضوئه). والراجح -والله أعلم- أنه يعم الليل والقمر، لأن القمر هو آية الليل الكبرى.
● إذا وقب: إذا دخل وغاب، ويقصد به غروب الشمس ودخول الليل، أو يقصد به انكساف القمر أو احتجابه.

2. شرح الحديث:


كانت السيدة عائشة رضي الله عنها مع النبي ﷺ في ليلة من الليالي، فأخذ بيدها وأشار إلى القمر عند طلوعه، وأمرها أن تستعيذ بالله من شره عندما يغيب أو عندما يحصل فيه انكساف.
والاستعاذة هنا ليست لأن القمر نفسه شر، بل لأن الليل وما فيه من ظلام قد يكون فيه شرور كثيرة كالهوام والسباع والحشرات، وكذلك لأن الاعتقادات الجاهلية كانت تربط بين طلوع القمر وبعض الشرور، فأراد النبي ﷺ أن يوجه الأمة إلى التوكل على الله والاستعاذة به وحده، لا إلى الخرافات.

3. الدروس المستفادة منه:


● التوجيه النبوي الرقيق: النبي ﷺ كان يُربّي أصحابه بأسلوب عملي رقيق، كما في هذا الموقف حيث أخذ بيد عائشة وأراد أن يعلمها.
● الاستعاذة بالله من الشرور: الشرور قد تكون في الظواهر الطبيعية، ولكن المسلم يتوجه إلى الله بالاستعاذة منها.
● قطع دابر الخرافات: في الجاهلية، كان الناس يخافون من الكواكب والظواهر الطبيعية ويتشاءمون منها، فجاء الإسلام ليبين أن كل شيء بقدر الله، وأن الخوف يجب أن يكون من الله وحده.
● التعاون على البر والتقوى: تعليم الخير والأمر بالمعروف من أعظم القربات، كما فعل النبي ﷺ مع عائشة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث مرتبط بآية في سورة الفلق: {وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} [الفلق: 3]. وقد فسرها كثير من المفسرين بمعنى الليل إذا دخل، أو القمر إذا غاب.
- يستحب للإنسان أن يقول هذا الدعاء عند رؤية القمر أو عند دخول الليل، امتثالاً لهدي النبي ﷺ.
- الحديث يدل على أن الاستعاذة بالله من الشرور لا تتعارض مع الإيمان بالقدر، بل هي من الأسباب المشروعة.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٤٣٢٣) والترمذي (٣٣٦٦) والحاكم (٢/ ٥٤٠) والبيهقي في الدعوات (٣١٤) وابن جرير في تفسيره (٢٤/ ٧٤٨) كلهم من حديث ابن أبي ذئب، عن الحارث، عن أبي سلمة، قال: قالت عائشة، فذكرته.
وإسناده حسن من أجل الحارث وهو ابن عبد الرحمن القرشي العامري، خال ابن أبي ذئب، فإنه حسن الحديث، غير أن ابن المديني جهَّله، ويحمل هذا على قلة حديثه.
وقوله: النفث: هو النفخ، يفعله السحرة إذا وصفوا علاج سحرهم في شيء، وعقدوا عليه عُقدا، ثم نفثوا عليها.
والنفاثات: النساء الساحرات، يظهر من الآية الكريمة أن النساء يكثرن عمل السحر، لأن غالب سحرهم كان للتفريق بين الرجل وزوجته، وأن النساء لا شغل لهن بعد إعداد لوازم البيت، فيكثر اتجاههن إلى السحر للغرض المذكور، وكُنَّ معروفات في المجتمع الجاهلي بالسحر.
وقوله: ﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (٥) الحسد: هو تمني زوال نعمة الغير، ويكثر ذلك في الرجال دون النساء، لأن الحاسد يسعى لإتلاف أسباب النعمة من المحسود. وجاء في الصحيح: عن أبي سعيد أن جبريل أتى النبي ﷺ فقال: يا محمد! اشتكيت؟ فقال: «نعم» قال: «باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس، أو عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك».
صحيح: رواه مسلم في السلام (٢١٨٦) عن بشر بن هلال الصواف، حدثنا عبد الوارث، حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، فذكره.
وذلك عندما سحر النبي ﷺ من السحرة الحساد من اليهود، فعافاه الله وشفاه، ثم هو عام في الاستعاذة من شر كل حاسد إذا حسد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1945 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تعوذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب.

  • 📜 حديث: تعوذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تعوذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تعوذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تعوذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب