حديث: الرجل الذي كان يقرأ سورة الإخلاص في كل ركعة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

فضل سورة الإخلاص

عن أنس بن مالك قال: كان رجل من الأنصار يؤُمهم في مسجد قباء. فكان كلما افتتح سورةً يقرأ لهم في الصلاة فقرأ بها، افتتح بـ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) حتى يفرغ منها، ثم يقرأ بسورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة. فكلمه أصحابه فقالوا: إنك تقرأ بهذه السورة، ثم لا ترى أنها تجزيك حتى تقرأ بسورة أخرى، فإما أن تقرأ بها، وإما أن تدعَها وتقرأ بسورة أخرى، قال: ما أنا بتاركها، إن أَحببتم أن أؤمكم بها فعلتُ، وإن كرهتُم تركتكم. وكانوا يرونه أفضلَهم، وكرهوا أن يؤمهم غيره، فلما أتاهم النبي ﷺ أخبروه الخبر. فقال: «يا فلان! ما يمنعك مما يأمر به أصحابُك، وما يحملك أن تقرأ هذه السورة في كل ركعة؟». فقال: يا رسول الله! إني أحبها، فقال رسول الله ﷺ: «إن حُبَّها أدخلك الجنة».

صحيح: أخرجه الترمذي (٢٩٠١) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل (البخاري) حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عبيد الله بن عمر، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، فذكر الحديث.

عن أنس بن مالك قال: كان رجل من الأنصار يؤُمهم في مسجد قباء. فكان كلما افتتح سورةً يقرأ لهم في الصلاة فقرأ بها، افتتح بـ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)﴾ حتى يفرغ منها، ثم يقرأ بسورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة. فكلمه أصحابه فقالوا: إنك تقرأ بهذه السورة، ثم لا ترى أنها تجزيك حتى تقرأ بسورة أخرى، فإما أن تقرأ بها، وإما أن تدعَها وتقرأ بسورة أخرى، قال: ما أنا بتاركها، إن أَحببتم أن أؤمكم بها فعلتُ، وإن كرهتُم تركتكم. وكانوا يرونه أفضلَهم، وكرهوا أن يؤمهم غيره، فلما أتاهم النبي ﷺ أخبروه الخبر. فقال: «يا فلان! ما يمنعك مما يأمر به أصحابُك، وما يحملك أن تقرأ هذه السورة في كل ركعة؟». فقال: يا رسول الله! إني أحبها، فقال رسول الله ﷺ: «إن حُبَّها أدخلك الجنة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه:

أولاً. شرح المفردات:


● يؤُمهم: يقودهم في الصلاة إمامًا.
● مسجد قباء: أول مسجد بني في الإسلام، وكان بالمدينة المنورة.
● افتتح سورة: بدأ بقراءة سورة بعد الفاتحة.
● حتى يفرغ منها: حتى ينتهي من قراءتها.
● تجزيْك: تكفيك ولا تحتاج معها إلى سورة أخرى.
● ما يمنعك: ما الذي يصدك أو يحول بينك وبين فعل ما يطلبه منك أصحابك.
● ما يحملك: ما الذي يدفعك أو يجعلك مصممًا على هذا الفعل.

ثانيًا. شرح الحديث:


كان رجل من الأنصار -وهم سكان المدينة المنورة الذين نصروا رسول الله ﷺ- إمامًا لأهل مسجد قباء في الصلاة. وكان هذا الرجل كلما صلى بهم، يقرأ بعد سورة الفاتحة سورة الإخلاص (﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾) ثم يقرأ بعدها سورة أخرى في كل ركعة، ولا يكتفي بها وحدها.
فلما لاحظ أصحابه هذا الأمر، ناقشوه فيه وقالوا له: إما أن تقتصر على سورة الإخلاص فقط إذا كنت تحبها، وإما أن تتركها وتقرأ سورة أخرى غيرها، لأنك لا تكتفي بها بل تضيف عليها سورة أخرى دائمًا.
فأجابهم الرجل بأنه لن يتركها، وعرض عليهم أن يستمر إمامًا لهم مع قراءتها، أو يترك الإمامة إذا لم يقبلوا ذلك. وكان الصحابة يرون هذا الرجل أفضلهم وأعلمهم، فكرهوا أن يصلي بهم غيره، فتركوه على حاله.
فلما جاءهم النبي ﷺ، أخبروه بقصة هذا الإمام. فسأله النبي ﷺ: «يا فلان! ما يمنعك مما يأمر به أصحابك، وما يحملك أن تقرأ هذه السورة في كل ركعة؟» أي: لماذا لا تستمع لنصيحة إخوانك، ولماذا تصر على قراءة سورة الإخلاص في كل ركعة؟
فأجاب الرجل: «إني أحبها». فقال له رسول الله ﷺ: «إن حبها أدخلك الجنة».

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- جواز قراءة سورة الإخلاص في الصلاة: فقد كان الرجل يقرأها ويقرأ معها سورة أخرى، ولم ينكر عليه النبي ﷺ ذلك، بل أقره على حبه لها.
2- فضل سورة الإخلاص: ومما يدل على فضلها أن النبي ﷺ أخبر أن حبها سبب لدخول الجنة. وقد ورد في أحاديث أخرى أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن.
3- الأخذ برأي الجماعة في الأمور المشتركة: حيث نصح أصحاب الرجل الإمام بتغيير طريقة قراءته مراعاة للمصلحة العامة، وهذا من أدب الصحابة وتقديرهم للجماعة.
4- حب القرآن وأثره: حب سور القرآن وآياته من أعمال القلوب التي يثاب عليها المسلم، وقد يكون سببًا في نيل رضا الله ودخول الجنة.
5- الحكمة في معالجة الأمور: تصرف النبي ﷺ مع الإمام كان حكيمًا، حيث استفسر عن سبب فعله ولم ينهه مباشرة، فلما عرف أن الدافع هو حب السورة وحب الله، بشره بالجنة.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- سورة الإخلاص تتناول توحيد الله تعالى وصفاته، ونفي الشريك عنه، وهي من أعظم سور القرآن.
- كان النبي ﷺ يحرص على قراءتها في كثير من الأوقات، وفي الركعة الثانية من سنة الفجر، وفي الوتر وغيرها.
- الحديث يدل على أن العبادات التي يفعلها المسلم بدافع الحب والإخلاص لله تعالى مقبولة ومثاب عليها، حتى لو خالف فيها customary الأمر (ما تعوده الناس) ما دامت لا تخالف الشرع.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

أخرجه الترمذي (٢٩٠١) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل (البخاري) حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عبيد الله بن عمر، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، فذكر الحديث.
قال الترمذي: «حسن غريب صحيح من هذا الوجه من حديث عبيد الله بن عمر، عن ثابت».
وروى مبارك بن فضالة، عن ثابت، عن أنس أن رجلًا قال: يا رسول الله! إني أحب هذه
السورة: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) فقال: «إن حبك إياها يُدخلك الجنة» قال: حدثنا بذلك أبو داود سليمان بن الأشعت، ثنا أبو الوليد، حدثنا مبارك بن فضالة بهذا. انتهى.
قال الأعظمي: ومن هذا الوجه أخرجه أحمد (١٢٥١٢) وابن حبان (٧٩٢) والدارمي (٣٤٧٨).
وذكره البخاري في الأذان (٧٧٤) معلقًا عن عبيد الله بن عمر، عن ثابت، عن أنس.
قال الأعظمي: وهو الذي وصله الترمذي عن البخاري، عن إسماعيل بن أبي أويس كما سبق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1924 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الرجل الذي كان يقرأ سورة الإخلاص في كل ركعة

  • 📜 حديث: الرجل الذي كان يقرأ سورة الإخلاص في كل ركعة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الرجل الذي كان يقرأ سورة الإخلاص في كل ركعة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الرجل الذي كان يقرأ سورة الإخلاص في كل ركعة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الرجل الذي كان يقرأ سورة الإخلاص في كل ركعة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب