حديث: كانت العرب تلوّم بإسلامهم الفتحَ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

فضل سورة النصر

عن عمرو بن سلمة قال: فذكر الحديث بطوله، وجاء فيه: وكانت العرب تلوّمُ بإسلامهم الفتحَ، فيقولون: اتركوه وقومه، فإنه إنْ ظهر عليهم فهو نبيٌّ صادق، فلما كانت وقعة أهل الفتح بادر كل قوم بإسلامهم، وبدرَ أبي قومي بإسلامهم.

صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤٣٠٢) عن سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عمرو بن سلمة، فذكره في حديث طويل.

عن عمرو بن سلمة قال: فذكر الحديث بطوله، وجاء فيه: وكانت العرب تلوّمُ بإسلامهم الفتحَ، فيقولون: اتركوه وقومه، فإنه إنْ ظهر عليهم فهو نبيٌّ صادق، فلما كانت وقعة أهل الفتح بادر كل قوم بإسلامهم، وبدرَ أبي قومي بإسلامهم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين.
أهلاً وسهلاً بك أيها السائل الكريم، وأشكرك على حرصك على فهم حديث رسول الله ﷺ. هذا الحديث الذي ذكر هو جزء من قصة إسلام عمرو بن سلمة الجرمي رضي الله عنه، وهي قصة عظيمة وردت في "صحيح البخاري" وغيره، وتحوي دروساً عظيمة في صدق النبوة وعظمة الإسلام.

أولاً. شرح المفردات:


● تلوّم بإسلامهم الفتحَ: أي تؤخر وتؤجل إسلامها وتجعله مرتبطاً بحصول الفتح (فتح مكة). "تلوّم" من الليّ، أي التأخير والتسويف.
● اِتركوه وقومه: أي دعوا محمداً وقومه (أي أهل مكة).
● فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق: أي إذا انتصر على قومه الذين خرج من بينهم، فهذا دليل على صدقه؛ لأن انتصار الإنسان على أهله وأقرب الناس إليه أصعب من انتصاره على الأباعد.
● وقعة أهل الفتح: أي حدث غزوة فتح مكة.
● بادر كل قوم بإسلامهم: أسْرع كل فريق من العرب إلى إعلان إسلامهم.
● وبَدَرَ أبي قومي بإسلامهم: سبق أبي قومي (أي قبيلتي) إلى الإسلام.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عمرو بن سلمة الجرمي رضي الله عنه عن الحالة النفسية والسياسية التي كانت سائدة في جزيرة العرب قبل فتح مكة.
فقد كانت القبائل العربية تتخذ موقفاً متردداً وحذراً من الدعوة الإسلامية، وتقول في حكمة ظاهرية: لا نعجل في الدخول في الإسلام، بل لننتظر نتيجة الصراع بين محمد ﷺ وقومه قريش. فإن انتصر عليهم، فهذا أعظم دليل على صدقه، لأنه لا يُعقل أن ينتصر رجل على أهله وعشيرته إلا إذا كان مؤيداً من الله تعالى. وكان هذا الموقف منتشراً بين الكثير من القبائل، وهو ما يُعرف بـ "الانتظارية" أو "الترقب".
ولكن المشهد تغير تماماً بعد فتح مكة (في السنة الثامنة للهجرة)، الذي كان حدثاً فارقاً في تاريخ الإسلام. فلم يكن فتحاً عسكرياً فحسب، بل كان فتحاً للقلوب والعقول. عندما رأت العرب أن رسول الله ﷺ دخل مكة منتصراً بعزة المؤمن وليس بغطرسة الظالم، وأنه قد عفا عن قومه الذين آذوه وأخرجوه وحاربوه، وعاملهم بالرحمة والعفو الذي لم تعهده العرب في حروبها، أدركت كل القبائل أن هذا ليس سلطان رجل يطلب ملكاً، بل هو نبي مرسل يريد هداية البشر.
لذلك، لم يعد هناك مجال للتردد- "بادر كل قوم بإسلامهم"، أي تسارعت القبائل إلى إرسال وفودها إلى المدينة لإعلان الدخول في الإسلام. وفي هذا المشهد العظيم، يفتخر عمرو بن سلمة بأن أباه وقومه (قبيلة جرم) كانوا من السابقين في هذا المضمار، ولم يتأخروا.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة فتح مكة وكونه حجة على صدق النبوة: كان الفتح برهاناً عملياً على نبوة محمد ﷺ، حيث تحققت نبوءاته، وظهرت أخلاق الإسلام في العفو والتسامح في ساعة الانتصار.
2- حكمة الله في تقدير الأحداث: كان تأخر إسلام بعض القبائل لحكمة يعلمها الله، وكان فتح مكة هو الدافع القوي الذي أجاب على كل الشكوك ودفع الجميع لدخول الإسلام أفواجاً.
3- الفخر بالسابقة إلى الخير: يظهر في الحديث قيمة المسارعة إلى الخير والسبق إلى الإيمان، وهو ما كان يفتخر به الصحابة رضي الله عنهم.
4- البصيرة في اتخاذ القرار: يعلمنا الحديث أن ننظر إلى الحقائق والبراهين، لا إلى العواطف والتقاليد. فالعرب تركوا تعصبهم القبلي عندما رأوا الدليل القاطع على صدق الإسلام.
5- قوة تأثير القدوة والأخلاق: لم يكن الانتصار العسكري هو فقط ما أقنع الناس، بل الأخلاق العظيمة التي ظهر بها النبي ﷺ وأصحابه أثناء الفتح.

رابعاً. معلومات إضافية:


● قصة إسلام عمرو بن سلمة كاملة (كما في صحيح البخاري) عظيمة جداً، حيث كان صبياً صغيراً يتعلم القرآن على يد المسافرين الذين يمرون بمنطقة قومه، وكان يؤم قومه في الصلاة وهو غلام لأنه كان أكثرهم حفظاً للقرآن.
- يشير هذا الحديث إلى سنة إلهية وهي أن الله يقيم الحجج والبراهين التي تزيل الشكوك وتظهر الحق لأهله.
- يعد فتح مكة بداية لمرحلة جديدة في الدعوة الإسلامية، حيث انتشر الإسلام في الجزيرة العربية انتشاراً سريعاً وكاسحاً بعد أن زالت آخر معاقل المقاومة.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الفقه في دينه، والاتباع لسنة نبيه ﷺ. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٣٠٢) عن سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عمرو بن سلمة، فذكره في حديث طويل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1911 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كانت العرب تلوّم بإسلامهم الفتحَ

  • 📜 حديث: كانت العرب تلوّم بإسلامهم الفتحَ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كانت العرب تلوّم بإسلامهم الفتحَ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كانت العرب تلوّم بإسلامهم الفتحَ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كانت العرب تلوّم بإسلامهم الفتحَ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب