﴿ إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا﴾
[ الأحزاب: 10]

سورة : الأحزاب - Al-Ahzab  - الجزء : ( 21 )  -  الصفحة: ( 419 )

When they came upon you from above you and from below you, and when the eyes grew wild and the hearts reached to the throats, and you were harbouring doubts about Allah.


زاغت الأبصار : مالتْ عن سَنـَـنها حَيْرة و دهشة
بلغتِ القلوب الحناجر : نهايات الحلاقيم ( تمثيل لشدّة الخوف )

اذكروا إذ جاؤوكم مِن فوقكم من أعلى الوادي من جهة المشرق، ومن أسفل منكم من بطن الوادي من جهة المغرب، وإذ شخصت الأبصار من شدة الحَيْرة والدهشة، وبلغت القلوب الحناجر من شدة الرعب، وغلب اليأس المنافقين، وكثرت الأقاويل، وتظنون بالله الظنون السيئة أنه لا ينصر دينه، ولا يعلي كلمته.

إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب - تفسير السعدي

يذكر تعالى عباده المؤمنين، نعمته عليهم، ويحثهم على شكرها، حين جاءتهم جنود أهل مكة والحجاز، من فوقهم، وأهل نجد، من أسفل منهم، وتعاقدوا وتعاهدوا على استئصال الرسول والصحابة، وذلك في وقعة الخندق.ومالأتهم [طوائف] اليهود، الذين حوالي المدينة، فجاءوا بجنود عظيمة وأمم كثيرة.وخندق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، على المدينة، فحصروا المدينة، واشتد الأمر، وبلغت القلوب الحناجر، حتى بلغ الظن من كثير من الناس كل مبلغ، لما رأوا من الأسباب المستحكمة، والشدائد الشديدة، فلم يزل الحصار على المدينة، مدة طويلة، والأمر كما وصف اللّه: { وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ }- أي: الظنون السيئة، أن اللّه لا ينصر دينه، ولا يتم كلمته.

تفسير الآية 10 - سورة الأحزاب

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم : الآية رقم 10 من سورة الأحزاب

 سورة الأحزاب الآية رقم 10

إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب - مكتوبة

الآية 10 من سورة الأحزاب بالرسم العثماني


﴿ إِذۡ جَآءُوكُم مِّن فَوۡقِكُمۡ وَمِنۡ أَسۡفَلَ مِنكُمۡ وَإِذۡ زَاغَتِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلۡقُلُوبُ ٱلۡحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠  ﴾ [ الأحزاب: 10]


﴿ إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا ﴾ [ الأحزاب: 10]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة الأحزاب Al-Ahzab الآية رقم 10 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 10 من الأحزاب صوت mp3


تدبر الآية: إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب

لا يَهُولنَّك خطر الموقف ولا شدته، ولا أثره في النفوس ولا مدته، فمهما كان عظيمًا فما أهون فرجه على الله وأقربه! تحت ظلِّ البلاء الشديد تتنوَّع الظنون وتتعدَّد، فأهل الإيمان يحسن ظنُّهم، وأهل النفاق يسوء ظنُّهم، وتتملَّكهم الشكوك والاضطراب.

ثم فصل- سبحانه - ما حدث للمؤمنين في هذه الغزوة، بعد هذا الإجمال، فقال:إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ أى: من أعلى الوادي من جهة المشرق.
والجملة بدل من قوله إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ.
والمراد بالذين جاءوا من تلك الجهة: قبائل غطفان وهوازن..وانضم إليهم بنو قريظة بعد أن نقضوا عهودهم.
وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ أى: ومن أسفل الوادي من جهة المغرب، وهم قريش ومعهم أحابيشهم وحلفاؤهم.
وقوله: وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ معطوف على ما قبله، داخل معه في حيز التذكير.
أى: واذكروا وقت أن زاغت أبصاركم، ومالت عن كل شيء حولها، وصارت لا تنظر إلا إلى أولئك الأعداء.
يقال: زاغ البصر يزيغ زيغا وزيغانا إذا مال وانحرف.
ويقال- أيضا:زاغ البصر، إذا مل وتعب بسبب استدامة شخوصه من شدة الهول.
وقوله وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ بيان آخر لما أصاب المسلمين من بلاء بسبب إحاطة جيوش الأحزاب بهم.
والحناجر: جمع حنجرة، وهي جوف الحلقوم، والمراد أن قلوبكم فزعت فزعا شديدا، حتى لكأنها قد انتقلت من أماكنها إلى أعلى، حتى قاربت أن تخرج من أفواهكم.
فالآية تصور ما أصاب المسلمين من فزع وكرب في غزوة الأحزاب، تصويرا بديعا مؤثرا، يرسم حركات القلوب، وملامح الوجوه، وخلجات النفوس.
وقوله- سبحانه - وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا بيان لما دار في عقولهم من أفكار، حين رأوا الأحزاب وقد أحاطوا بالمدينة.
والظنون جمع الظن.
وهو مصدر يطلق على القليل والكثير منه.
وجاء بصيغة الجمع لتعدد أنواعه، واختلافه باختلاف قوة الإيمان وضعفه.
أى: وتظنون- أيها المؤمنون- بالله-تبارك وتعالى- الظنون المختلفة، فمنكم من ازداد يقينا على يقينه، وازداد ثقة بوعد الله-تبارك وتعالى- وبنصره، ومنكم من كان أقل من ذلك في ثباته ويقينه، ومنكم من كان يظهر أمامكم الإيمان والإسلام، ويخفى الكفر والعصيان، وهم المنافقون وهؤلاء ظنوا الظنون السيئة، بأن اعتقدوا بأن الدائرة ستدور عليكم:قال ابن كثير: قوله وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا قال الحسن: ظنون مختلفة، ظن المنافقون أن محمدا وأصحابه يستأصلون، وأيقن المؤمنون أن ما وعد الله ورسوله حق، وأنه- سبحانه - سيظهر دينه على الدين كله ولو كره المشركون.
عن أبى سعيد قال: قلنا يوم الخندق: يا رسول الله، هل من شيء نقول، فقد بلغت القلوب الحناجر؟ فقال صلّى الله عليه وسلم: نعم.
قولوا: اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا.
قال: فضرب الله-تبارك وتعالى- وجوه أعدائه بالريح فهزمهم .
قوله تعالى : إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا .
قوله تعالى : إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم إذ في موضع نصب بمعنى واذكر .
وكذا وإذ قالت طائفة منهم .
من فوقكم يعني من فوق الوادي ، وهو أعلاه من قبل المشرق ، جاء منه عوف بن مالك في بني نصر ، وعيينة بن حصن في أهل نجد ، وطليحة بن خويلد الأسدي في بني أسد .
ومن أسفل منكم يعني من بطن الوادي من قبل المغرب ، جاء منه أبو سفيان بن حرب على أهل مكة ، ويزيد بن جحش على قريش ، وجاء أبو الأعور السلمي ومعه حيي بن أخطب اليهودي في يهود بني قريظة مع عامر بن الطفيل من وجه الخندق .
وإذ زاغت الأبصار أي شخصت .
وقيل : مالت ; فلم تلتفت إلا إلى عدوها دهشا من فرط الهول .
وبلغت القلوب الحناجر أي زالت عن أماكنها من الصدور حتى بلغت الحناجر وهي الحلاقيم ، واحدها حنجرة ; فلولا أن الحلوق ضاقت عنها لخرجت ; قاله قتادة .
وقيل : هو على معنى المبالغة على مذهب العرب على إضمار كاد ; قال [ بشار بن برد ] :إذا ما غضبنا غضبة مضرية هتكنا حجاب الشمس أو قطرت دماأي كادت تقطر .
ويقال : إن الرئة تنفتح عند الخوف فيرتفع القلب حتى يكاد يبلغ الحنجرة مثلا ; ولهذا يقال للجبان : انتفخ سحره .
وقيل : إنه مثل مضروب في شدة الخوف ببلوغ القلوب الحناجر وإن لم تزل عن أماكنها مع بقاء الحياة .
قال معناه عكرمة .
روى حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال : بلغ فزعها .
والأظهر أنه أراد اضطراب القلب وضربانه ، أي كأنه لشدة اضطرابه بلغ الحنجرة .
والحنجرة والحنجور ( بزيادة النون ) حرف الحلق .
وتظنون بالله الظنونا قال الحسن : ظن المنافقون أن المسلمين يستأصلون ، وظن المؤمنون أنهم ينصرون .
وقيل : هو خطاب للمنافقين ; أي قلتم هلك محمد وأصحابه .
واختلف القراء في قوله تعالى : الظنونا والرسولا والسبيلا آخر السورة ; فأثبت ألفاتها في الوقف والوصل نافع وابن عامر .
وروي عن أبي عمرو والكسائي تمسكا بخط المصحف ، مصحف عثمان ، وجميع المصاحف في جميع البلدان .
واختاره أبو عبيد ; إلا أنه قال : لا ينبغي للقارئ أن يدرج القراءة بعدهن لكن يقف عليهن .
قالوا : ولأن العرب تفعل ذلك في قوافي أشعارهم ومصاريعها ; قال :نحن جلبنا القرح القوافلا تستنفر الأواخر الأوائلاوقرأ أبو عمرو والجحدري ويعقوب وحمزة بحذفها في الوصل والوقف معا .
قالوا : هي زائدة في الخط كما زيدت الألف في قوله تعالى : ولأوضعوا خلالكم فكتبوها كذلك ، وغير هذا .
وأما الشعر فموضع ضرورة ، بخلاف القرآن فإنه أفصح اللغات ولا ضرورة فيه .
قال ابن الأنباري : ولم يخالف المصحف من قرأ .
( الظنون .
والسبيل .
والرسول ) بغير ألف في الحروف الثلاثة ، وخطهن في المصحف بألف لأن الألف التي في أطعنا والداخلة في أول ( الرسول .
والظنون .
والسبيل ) كفى من الألف المتطرفة المتأخرة كما كفت ألف أبي جاد من ألف هواز .
وفيه حجة أخرى : أن الألف أنزلت منزلة الفتحة وما يلحق دعامة للحركة التي تسبق ، والنية فيه السقوط ; فلما عمل على هذا كانت الألف مع الفتحة كالشيء الواحد يوجب الوقف سقوطهما ويعمل على أن صورة الألف في الخط لا توجب موضعا في اللفظ ، وأنها كالألف في ( سحران ) وفي فطر السماوات والأرض وفي واعدنا موسى وما يشبههن مما يحذف من الخط وهو موجود في اللفظ ، وهو مسقط من الخط .
وفيه حجة ثالثة هي أنه كتب على لغة من يقول لقيت الرجلا .
وقرئ على لغة من يقول : لقيت الرجل ، بغير ألف .
أخبرنا أحمد بن يحيى عن جماعة من أهل اللغة أنهم رووا عن العرب قام الرجلو ، بواو ، ومررت بالرجلي ، بياء ، في الوصل والوقف .
ولقيت الرجلا ; بألف في الحالتين كلتيهما .
قال الشاعر [ بشير بن حازم ] :أسائلة عميرة عن أبيها خلال الجيش تعترف الركابافأثبت الألف في ( الركاب ) بناء على هذه اللغة .
وقال الآخر :إذا الجوزاء أردفت الثريا ظننت بآل فاطمة الظنوناوعلى هذه اللغة بنى نافع وغيره .
وقرأ ابن كثير وابن محيصن والكسائي بإثباتها في الوقف وحذفها في الوصل .
قال ابن الأنباري : ومن وصل بغير ألف ووقف بألف فجائز أن يحتج بأن الألف احتاج إليها عند السكت حرصا على بقاء الفتحة ، وأن الألف تدعمها وتقويها .


شرح المفردات و معاني الكلمات : جاءوكم , فوقكم , أسفل , زاغت , الأبصار , وبلغت , القلوب , الحناجر , وتظنون , الله , الظنونا ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم


تحميل سورة الأحزاب mp3 :

سورة الأحزاب mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأحزاب

سورة الأحزاب بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الأحزاب بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الأحزاب بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الأحزاب بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الأحزاب بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الأحزاب بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الأحزاب بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الأحزاب بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الأحزاب بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الأحزاب بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, December 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب