﴿ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا الْأَدْنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ ۚ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لَّا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ ۗ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾
[ الأعراف: 169]
سورة : الأعراف - Al-Araf
- الجزء : ( 9 )
-
الصفحة: ( 172 )
Then after them succeeded an (evil) generation, which inherited the Book, but they chose (for themselves) the goods of this low life (evil pleasures of this world) saying (as an excuse): "(Everything) will be forgiven to us." And if (again) the offer of the like (evil pleasures of this world) came their way, they would (again) seize them (would commit those sins). Was not the covenant of the Book taken from them that they would not say about Allah anything but the truth? And they have studied what is in it (the Book). And the home of the Hereafter is better for those who are Al-Muttaqun (the pious - see V. 2:2). Do not you then understand?
خلفٌ : بَدَل سَوءٍ
عرض هذا الأدنى : ما يعرض لهم من حُطام الدّنيا
درسوا ما فيه : قرءوا و علموا ما في التوراةفجاء من بعد هؤلاء الذين وصفناهم بَدَلُ سوء أخذوا الكتاب من أسلافهم، فقرءوه وعلموه، وخالفوا حكمه، يأخذون ما يعرض لهم من متاع الدنيا من دنيء المكاسب كالرشوة وغيرها؛ وذلك لشدة حرصهم ونَهَمهم، ويقولون مع ذلك: إن الله سيغفر لنا ذنوبنا تمنيًا على الله الأباطيل، وإن يأت هؤلاء اليهودَ متاعٌ زائلٌ من أنواع الحرام يأخذوه ويستحلوه، مصرِّين على ذنوبهم وتناولهم الحرام، ألَمْ يؤخذ على هؤلاء العهود بإقامة التوراة والعمل بما فيها، وألا يقولوا على الله إلا الحق وألا يكذبوا عليه، وعلموا ما في الكتاب فضيعوه، وتركوا العمل به، وخالفوا عهد الله إليهم في ذلك؟ والدار الآخرة خير للذين يتقون الله، فيمتثلون أوامره، ويجتنبون نواهيه، أفلا يعقل هؤلاء الذين يأخذون دنيء المكاسب أن ما عند الله خير وأبقى للمتقين؟
فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر - تفسير السعدي
فلم يزالوا بين صالح وطالح ومقتصد، حتى خلف من بعدهم خلف.
زاد شرهم وَرِثُوا بعدهم الْكِتَابُ وصار المرجع فيه إليهم، وصاروا يتصرفون فيه بأهوائهم، وتبذل لهم الأموال، ليفتوا ويحكموا، بغير الحق، وفشت فيهم الرشوة.
يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ مقرين بأنه ذنب وأنهم ظلمة: سَيُغْفَرُ لَنَا وهذا قول خال من الحقيقة، فإنه ليس استغفارا وطلبا للمغفرة على الحقيقة.
فلو كان ذلك لندموا على ما فعلوا، وعزموا على أن لا يعودوا، ولكنهم - إذا أتاهم عرض آخر، ورشوة أخرى - يأخذوه.
فاشتروا بآيات اللّه ثمنا قليلا واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، قال اللّه [تعالى] في الإنكار عليهم، وبيان جراءتهم: أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ فما بالهم يقولون عليه غير الحق اتباعا لأهوائهم، وميلا مع مطامعهم.
و الحال أنهم قد دَرَسُوا مَا فِيهِ فليس عليهم فيه إشكال، بل قد أَتَوْا أمرهم متعمدين، وكانوا في أمرهم مستبصرين، وهذا أعظم للذنب، وأشد للوم، وأشنع للعقوبة، وهذا من نقص عقولهم، وسفاهة رأيهم، بإيثار الحياة الدنيا على الآخرة، ولهذا قال: وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ما حرم اللّه عليهم، من المآكل التي تصاب، وتؤكل رشوة على الحكم بغير ما أنـزل اللّه، وغير ذلك من أنواع المحرمات.
أَفَلا تَعْقِلُونَ- أي: أفلا يكون لكم عقول توازن بين ما ينبغي إيثاره، وما ينبغي الإيثار عليه، وما هو أولى بالسعي إليه، والتقديم له على غيره.
فخاصية العقل النظر للعواقب.
تفسير الآية 169 - سورة الأعراف
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون : الآية رقم 169 من سورة الأعراف
فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر - مكتوبة
الآية 169 من سورة الأعراف بالرسم العثماني
﴿ فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٞ وَرِثُواْ ٱلۡكِتَٰبَ يَأۡخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا ٱلۡأَدۡنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغۡفَرُ لَنَا وَإِن يَأۡتِهِمۡ عَرَضٞ مِّثۡلُهُۥ يَأۡخُذُوهُۚ أَلَمۡ يُؤۡخَذۡ عَلَيۡهِم مِّيثَٰقُ ٱلۡكِتَٰبِ أَن لَّا يَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِۗ وَٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ ﴾ [ الأعراف: 169]
﴿ فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون ﴾ [ الأعراف: 169]
تحميل الآية 169 من الأعراف صوت mp3
تدبر الآية: فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر
ليست العقيدة مجرَّدَ ثقافةٍ تُدرس، أو علمٍ يُحفظ فحسب، بل هي حياةٌ تُعاش، وطريقةُ عيشٍ تُمارَس.
يا مَن خوَّلك اللهُ منصبًا؛ احذر التشبُّهَ بقومٍ وُلُّوا فبدَّلوا أحكامَ الله، وأخذوا الرِّشوة، وجعلوا وظائفهم فيما لا يُرضي ربَّهم.
لا يجتمعُ الإسرافُ في انتهاك حرُمات الله مع الثقةِ بمغفرة الله في قلب مؤمنٍ عارفٍ بقدر اللهِ جلَّ جلاله.
المغرور مَن رجا المغفرةَ وهو مُصرٌّ على المعصية، والمؤمنُ مَن إذا عصى تاب واستغفر، فرُجيَت له المغفرةُ وقَبولُ التوبة.
القول على الله بغير حقٍّ ابتغاءَ عرَضٍ دنيويٍّ ذنبٌ عظيم، جديرٌ صاحبُه بالمؤاخذة.
إن إنسانًا ألهَته الدنيا عن الآخرة لضعيفُ العقل، أحمقُ التدبير؛ إذ كيف يترك عاقلٌ الثمينَ النفيس، مشتغلًا عنه بالتافه الخسيس؟!
إن الدنيا ليست للمتَّقين بدار، وإنما دارُهم التي فيها يستوطنون ويستقرُّون، وينعَمون ولا يبأسون؛ هي الجنَّة.
شرح المفردات و معاني الكلمات : فخلف , بعدهم , خلف , ورثوا , الكتاب , يأخذون , عرض , الأدنى , يقولون , سيغفر , يأتهم , عرض , يأخذوه , يؤخذ , ميثاق , الكتاب , يقولوا , الله , الحق , ودرسوا , والدار , الآخرة , خير , يتقون , تعقلون ,
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
آيات من القرآن الكريم
- يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله
- إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا
- قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون
- وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة
- والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون
- لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون
- وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون
- سماعون للكذب أكالون للسحت فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن
- التي لم يخلق مثلها في البلاد
- قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه
تحميل سورة الأعراف mp3 :
سورة الأعراف mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأعراف
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Sunday, December 22, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب