﴿ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾
[ الجاثية: 24]
سورة : الجاثية - Al-Jaathiyah
- الجزء : ( 25 )
-
الصفحة: ( 501 )
And they say: "There is nothing but our life of this world, we die and we live and nothing destroys us except Ad-Dahr (the time). And they have no knowledge of it, they only conjecture.
وقال هؤلاء المشركون: ما الحياة إلا حياتنا الدنيا التي نحن فيها، لا حياة سواها؛ تكذيبا منهم بالبعث بعد الممات، وما يهلكنا إلا مرُّ الليالي والأيام وطول العمر؛ إنكارًا منهم أن يكون لهم رب يفنيهم ويهلكهم، وما لهؤلاء المشركين من علم بذلك، ما هم إلا يتكلمون بالظن والوهم والخيال.
وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر - تفسير السعدي
{ وَقَالُوا }- أي: منكرو البعث { مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ }- أي: إن هي إلا عادات وجري على رسوم الليل والنهار يموت أناس ويحيا أناس وما مات فليس براجع إلى الله ولا مجازى بعمله.وقولهم هذا صادر عن غير علم { إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ } فأنكروا المعاد وكذبوا الرسل الصادقين من غير دليل دلهم على ذلك ولا برهان.
تفسير الآية 24 - سورة الجاثية
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت : الآية رقم 24 من سورة الجاثية

وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر - مكتوبة
الآية 24 من سورة الجاثية بالرسم العثماني
﴿ وَقَالُواْ مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا ٱلدُّنۡيَا نَمُوتُ وَنَحۡيَا وَمَا يُهۡلِكُنَآ إِلَّا ٱلدَّهۡرُۚ وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنۡ عِلۡمٍۖ إِنۡ هُمۡ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴾ [ الجاثية: 24]
﴿ وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون ﴾ [ الجاثية: 24]
تحميل الآية 24 من الجاثية صوت mp3
تدبر الآية: وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر
حسِبوا أن الحياة أرحامٌ تدفع وأرض تَبلع، فجعلوا الدنيا همَّهم، عليها يقتتلون، وفيها يتنافسون، ولها يسعَون، وخلفها يركضون.
نهى النبيُّ ﷺ عن سبِّ الدهر فقال: «color: blue">قال الله عزَّ وجلَّ: يؤذيني ابنُ آدمَ يسُبُّ الدهرَ وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلِّب الليلَ والنهار»، فالدهر لا يصنع شيئًا، بل هو ظرفٌ زمنيٌّ يصنع فيه الله ما يشاء سبحانه.
مَن علَّق مصيره على الظنِّ، ولجَّ في غياباته، فلن يجنيَ سوى الحسرة والندامة، عندما يُفاجأ بنقيض ما كان يظنُّه.
أى: وقال هؤلاء المشركون على سبيل الجهل والعناد والجحود للحق، ما الحياة إلا هذه الحياة الدنيوية التي نحياها فيها، وليس هناك حياة سواها، فنحن نموت ثم يحيا أولادنا من بعدنا أو يموت بعضنا ويحيا البعض الآخر إلى زمن معين، أو نكون أمواتا في أصلاب آبائنا، ثم نحيا بعد ذلك عند الولادة.
وَما يُهْلِكُنا عند انتهاء آجالنا إِلَّا الدَّهْرُ أى: إلا مرور الزمان، وكر الأعوام وتقلب الشهور والأيام.
قال ابن كثير ما ملخصه «يخبر-تبارك وتعالى- عن قول الدهرية من الكفار، ومن وافقهم من مشركي العرب في إنكار المعاد: وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا ...
أى: ما ثمّ إلا هذه الدار، يموت قوم ويعيش آخرون، وما ثمّ معاد ولا قيامة ...
ولهذا قالوا: وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ- أى: إلا مرور الأيام والليالى- فكابروا المعقول وكذبوا المنقول ...
وفي الحديث الصحيح- الذي رواه الشيخان وغيرهما- عن أبى هريرة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: يقول الله-تبارك وتعالى-: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب ليله ونهاره.
والمقصود من هذا الحديث النهى عن سب الدهر، لأن الله-تبارك وتعالى- هو الخالق له، فمن يسب الدهر، فكأنما سب الله-تبارك وتعالى- لأنه- سبحانه - هو الذي يقلب الليالى والأيام.
وقد كان العرب في الجاهلية إذا ما أصابتهم شدة أو نكبة، قالوا: يا خيبة الدهر، فيسندون تلك الأفعال والمصائب إلى الدهر ويسبونه .
وقوله-تبارك وتعالى-: وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ رد عليهم فيما قالوه من أقوال باطلة تتعلق بإنكارهم للبعث والحساب.
أى: وليس لهم فيما زعموه من إنكارهم للبعث من علم مستند إلى نقل أو عقل، إن هم إلا يظنون ظنا مبنيا على الوهم والضلال.
قوله تعالى : وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا هذا إنكار منهم للآخرة وتكذيب للبعث وإبطال للجزاء .
ومعنى : نموت ونحيا أي : نموت نحن وتحيا أولادنا ، قال الكلبي .
وقرئ ( ونحيا ) بضم النون .
وقيل : يموت بعضنا ويحيا بعضنا .
وقيل : فيه تقديم وتأخير ، أي : نحيا ونموت ، وهي قراءة ابن مسعود .
وما يهلكنا إلا الدهر قال مجاهد : يعني السنين والأيام .
وقال قتادة : إلا العمر ، والمعنى واحد .
وقرئ ( إلا دهر يمر ) وقال ابن عيينة : كان أهل الجاهلية يقولون : الدهر هو الذي يهلكنا وهو الذي يحيينا ويميتنا ، فنزلت هذه الآية .
وقال قطرب : وما يهلكنا إلا الموت ، وأنشد قول أبي ذؤيب :أمن المنون وريبها تتوجع والدهر ليس بمعتب من يجزعوقال عكرمة : أي : وما يهلكنا إلا الله .
وروى أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : كان أهل الجاهلية يقولون ما يهلكنا إلا الليل والنهار وهو الذي يهلكنا ويميتنا ويحيينا فيسبون الدهر قال الله تعالى : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهارقلت : قوله قال الله إلى آخره نص البخاري ولفظه .
وخرجه مسلم أيضا وأبو داود .
وفي الموطأ عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر ؛ فإن الله هو الدهر .
وقد استدل بهذا الحديث من قال : إن الدهر من أسماء الله .
وقال : من لم يجعله من العلماء اسما إنما خرج ردا على العرب في جاهليتها ، فإنهم كانوا يعتقدون أن الدهر هو الفاعل كما أخبر الله عنهم في هذه الآية ، فكانوا إذا أصابهم ضر أو ضيم أو مكروه نسبوا ذلك إلى الدهر فقيل لهم على ذلك : لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر ، أي : إن الله هو الفاعل لهذه الأمور التي تضيفونها إلى الدهر فيرجع السب إليه سبحانه ، فنهوا عن ذلك .
ودل على صحة هذا ما ذكره من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( قال الله تبارك وتعالى يؤذيني ، ابن آدم ... ) الحديث .
ولقد أحسن من قال ، وهو أبو علي الثقفي :يا عاتب الدهر إذا نابه لا تلم الدهر على غدرهالدهر مأمور ، له آمر وينتهي الدهر إلى أمرهكم كافر أمواله جمة تزداد أضعافا على كفرهومؤمن ليس له درهم ويزداد إيمانا على فقرهوروي أن سالم بن عبد الله بن عمر كان كثيرا ما يذكر الدهر فزجره أبوه وقال : إياك يا بني وذكر الدهر! وأنشد :فما الدهر بالجاني لشيء لحينه ولا جالب البلوى فلا تشتم الدهراولكن متى ما يبعث الله باعثا على معشر يجعل مياسيرهم عسراوقال أبو عبيد : ناظرت بعض الملاحدة فقال : ألا تراه يقول : " فإن الله هو الدهر " ؟ فقلت : وهل كان أحد يسب الله في آباد الدهر ، بل كانوا يقولون كما قال الأعشى :إن محلا وإن مرتحلا وإن في السفر إذ مضوا مهلااستأثر الله بالوفاء وبالعد ل وولى الملامة الرجلاقال أبو عبيد : ومن شأن العرب أن يذموا الدهر عند المصائب والنوائب ، حتى ذكروه في أشعارهم ، ونسبوا الأحداث إليه .
قال عمرو بن قميئة :رمتني بنات الدهر من حيث لا أرى فكيف بمن يرمى وليس برامفلو أنها نبل إذا لاتقيتها ولكنني أرمى بغير سهامعلى الراحتين مرة وعلى العصا أنوء ثلاثا بعدهن قياميومثله كثير في الشعر .
ينسبون ذلك إلى الدهر ويضيفونه إليه ، والله سبحانه الفاعل لا رب سواه .
وما لهم بذلك من علم أي علم .
ومن زائدة ، أي : قالوا ما قالوا شاكين .
إن هم إلا يظنون أي ما هم إلا يتكلمون بالظن .
وكان المشركون أصنافا ، منهم هؤلاء ، ومنهم من كان يثبت الصانع وينكر البعث ، ومنهم من كان يشك في البعث ولا يقطع بإنكاره .
وحدث في الإسلام أقوام ليس يمكنهم إنكار البعث خوفا من المسلمين ، فيتأولون ويرون القيامة موت البدن ، ويرون الثواب والعقاب إلى خيالات تقع للأرواح بزعمهم ، فشر هؤلاء أضر من شر جميع الكفار ; لأن هؤلاء يلبسون على الحق ، ويغتر بتلبيسهم الظاهر .
والمشرك المجاهر بشركه يحذره المسلم .
وقيل : نموت وتحيا آثارنا ، فهذه حياة الذكر .
وقيل : أشاروا إلى التناسخ ، أي : يموت الرجل فتجعل روحه .
في موات فتحيا به .
شرح المفردات و معاني الكلمات : حياتنا , الدنيا , نموت , ونحيا , يهلكنا , الدهر , ب , علم , يظنون ,
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
آيات من القرآن الكريم
- لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن
- إذ قال يوسف لأبيه ياأبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين
- ومن الأنعام حمولة وفرشا كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو
- والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل
- وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق
- إن هؤلاء ليقولون
- من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح
- ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد
- ومكروا مكرا كبارا
- الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون
تحميل سورة الجاثية mp3 :
سورة الجاثية mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الجاثية
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
عمار الملا علي
فارس عباد
ياسر الدوسري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, April 9, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب