قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن حب الله في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبّٗا لِّلَّهِۗ وَلَوۡ يَرَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ إِذۡ يَرَوۡنَ ٱلۡعَذَابَ أَنَّ ٱلۡقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعٗا وَأَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعَذَابِ ﴾ [البقرة: 165]
اجعل كلَّ محبَّة دون محبَّتك لله، وتبعًا لمحبَّتك إيَّاه؛ ليكمُلَ إيمانك، وتسعدَ حياتك، فإن محبَّتك الصادقة لربِّك دليلٌ على محبَّته إيَّاك. ليسوا سواءً؛ فالمؤمن لا يقدِّم على محبَّة الله محبَّةَ شيءٍ سواه، ومحبَّته لربِّه فوق محبَّة مَن أشرك في المحبَّة، فهي خالصةٌ عليَّة، ومحبَّة أولئك ملطَّخةٌ دنيَّة. خَليقٌ بمَن علم ضعفَ كلِّ متعلَّقٍ به سوى الله، وعلم أن القوَّة جميعًا لله، ألا يعلِّقَ قلبه إلا بالله. وليسأله بجَنانه قبل لسانه: اللهم اقطع تعلُّقَ قلبي بأحدٍ سواك. |
﴿۞ لَّيۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلۡكِتَٰبِ وَٱلنَّبِيِّـۧنَ وَءَاتَى ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَٱلسَّآئِلِينَ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلۡمُوفُونَ بِعَهۡدِهِمۡ إِذَا عَٰهَدُواْۖ وَٱلصَّٰبِرِينَ فِي ٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَحِينَ ٱلۡبَأۡسِۗ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177]
أوَّل خِصال البِرِّ ورأسها الإيمانُ بالله، ومَن فاته هذا البِرُّ فقد فاته أعظمُ مقصود. الإيمان باليوم الآخر يبعث في النفس الطُّمَأنينةَ بحصول العدل التامِّ، وبأن الحياة على هذه الأرض ليست سُدًى، ولا فوضى بغير حساب. عظَّم الله الإيمانَ بالملائكة فنظَمَه في سِلك المسائل الكبار، فلنؤمن بهم، ولنستحضِر عظمةَ الله في خلقهم. الإيمان بالكتاب والنبيِّين يعني الإيمانَ بالرسالات جميعًا، ويؤكِّد في يقين المؤمن أن للبشر كافَّةً إلهًا واحدًا، وغايةً واحدة. الإنفاق على ذوي القُربى من خِصال البِرِّ، وفيه تحقيقٌ لمروءة النفس، وصيانةٌ لكرامة الأسرة، وقيامٌ بصِلة الرَّحِم. الصدقة لليتامى تعويضٌ عن فِقدانهم الرعايةَ الأبويَّة، وحمايةٌ لهم وللأمَّة من الانحراف والضياع والنقمة على مجتمعٍ لم يرعَهُم. من رحمة الله بمَن أضعفَته الحاجة، وأذلَّته الفاقة، أنه أوجب في المال حقًّا له يحفظ كرامتَه، ويُقيل عَثرتَه. في إيجاب الصَّدقة للمنقطِع عن ماله وأهله إشعارٌ له أن كلَّ مسلم أخٌ له، وكلَّ بلاد المسلمين وطنُه، فيتسلَّى عن أهلٍ بأهل، وعن مالٍ بمال، وعن ديارٍ بديار. الصَّدقة للسَّائلين إسعافٌ لحاجتهم، وكفٌّ لهم عن المسألة، وذلك من إحسان الله إلى عباده. |
﴿وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا تُلۡقُواْ بِأَيۡدِيكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِ وَأَحۡسِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195]
الإمساك عن الإنفاق في سبيل الله تعالى تَهلُكةٌ للنفس بالشحِّ، وتهلُكةٌ للجماعة بالعجز والضعف، وإغراءٌ للعدوِّ بالتسلُّط. كتب الله الإحسانَ في كلِّ شيءٍ حتى في الإنفاق وفي القتال؛ لتكونَ الأمَّة المسلمة أمَّةَ الإحسان التامِّ، على مدار العصور، وتعاقُب الدهور. |
﴿وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡمَحِيضِۖ قُلۡ هُوَ أَذٗى فَٱعۡتَزِلُواْ ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلۡمَحِيضِ وَلَا تَقۡرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطۡهُرۡنَۖ فَإِذَا تَطَهَّرۡنَ فَأۡتُوهُنَّ مِنۡ حَيۡثُ أَمَرَكُمُ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222]
نِعمَ القومُ صحابةُ رسول الله ﷺ؛ لم يمنعهم الحياءُ من التفقُّه في الدين، وما أحرانا أن نقتفيَ آثارَهم، فإنه لا ينال العلمَ مستحٍ ولا مستكبِر! يؤكِّد الإسلام في نفس المسلم معانيَ الطهر والنظافة التي فُطِر عليها، ويباعده عن كلِّ ما يُعارضها، حتى في أخصِّ أحواله وأدقِّ تفاصيله. أحدِث لكلِّ معصيةٍ توبةً صادقة؛ تطهيرًا لقلبك، ومحوًا لذنبك، وإذا كان سبحانه يحبُّ طهارتك الحسيَّة، فكيف بطهارة نفسك، ونقاء سريرتك؟! |
﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [آل عمران: 31]
كلُّ طريقٍ سوى طريقه ﷺ مسدود، وكلُّ عملٍ سوى ما سنَّه مردود. بُرهان محبَّة الله طاعةُ مَن أرسله الله، فمَن ادَّعى محبَّةَ ربِّه مع مخالفته لمنهج نبيِّه فإنه كاذبٌ في دعواه. بمتابعة النبيِّ ﷺ يحصُل المرء على أجلِّ مرغوب، وأعظم محبوب، وهو الفوز بمحبَّة الله جلَّ وعلا، مع مغفرة الآثام والذنوب، فيا لها من غنيمة! |
﴿بَلَىٰۚ مَنۡ أَوۡفَىٰ بِعَهۡدِهِۦ وَٱتَّقَىٰ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 76]
أوفِ بعهدك مع صديقك أو عدوِّك، فإن الوفاء مرتبطٌ بصلاحك لا بمصالحك. |
﴿ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلۡكَٰظِمِينَ ٱلۡغَيۡظَ وَٱلۡعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134]
المؤمنون الصادقون هم الملتزمون بمَنهج الله في جميع أحوالهم، لا تُبطِرهم السرَّاء فتُلهيهم، ولا تُضجِرهم الضرَّاء فتُنسيهم. الإنفاق في سبيل الله من صفات المتَّقين الذين يرِثون جنَّة النعيم، وهو من أرجى ما تُطلب به الجنَّة، ويُتوسَّل به إلى المغفرة. المؤمنُ التَّقيُّ هو مَن يحبس غيظَه مع قدرته على إنفاذه؛ ابتغاء رحمة الله، ثم يرتقي بنفسه فيعفو ويصفَح؛ طلبًا لعفو الله. |
﴿وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيّٖ قَٰتَلَ مَعَهُۥ رِبِّيُّونَ كَثِيرٞ فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا ٱسۡتَكَانُواْۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلصَّٰبِرِينَ ﴾ [آل عمران: 146]
من فوائد ذكر مآثر الصالحين: تحريكُ الهِمَم واستنهاضُ العزائم، وإيقاظُ الغَيرة المحمودة في السِّباق إلى الخيرات. حبُّ الله للصابرين حبٌّ يأسو الجُرح، ويمسح القَرح، ويعوِّض عن الضُّرِّ. |
﴿فَـَٔاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنۡيَا وَحُسۡنَ ثَوَابِ ٱلۡأٓخِرَةِۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 148]
بذلوا أنفسَهم لله سبحانه، فأعطاهم كلَّ ما يتمنَّاه طلَّاب الدنيا ويأمُلونه، وآتاهم كلَّ ما يرجوه طلَّاب الآخرة ويسألونه. خصَّ الله ثوابَ الآخرة بوصف الحُسن؛ لجلالة قدره ودوام أثره، ولم يصِف بذلك ثوابَ الدنيا؛ لحقارة شأنه وزوال بهجته. يا مَن ترغب أن يُنعِمَ الله عليك بوصف الإحسان؛ اعترف بين يديه بالتقصير والإساءة، وأظهر له الذلَّ والفاقة. |
﴿فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِۖ فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159]
قيل هذا للنبيِّ ﷺ وهو المؤيَّد بالوحي، والمشهود له بالخُلق العظيم، والمبعوث إلى خير هذه الأمَّة، فما بالُك بغيره؟! رفقًا أيها الداعيةُ بالخَلق؛ فإن تبليغ الحقِّ لا يسوِّغ الفَظاظة، ولستَ بأحرصَ على البلاغ من رسول الله، وقد كان في دعوته لطيفًا رحيمًا. حُسن خُلُق الداعية يجذِبُ الناسَ إلى دين الله، مع ما له من المدح، وسوء خُلُقه ينفِّر الناسَ عن الدِّين، مع ما له من الذمِّ. أمر الباري نبيَّه ﷺ أن يعفوَ عمَّن أخطأ بحقِّه، وأن يستغفرَ اللهَ لمن أخطأ في حقِّ ربِّه حتى يعفوَ الله عنه، وفي هذا مراعاةُ حقِّ الله وحقِّ الخلق. إذا كان الله يأمر رسوله ﷺ بمشاورة أصحابه، وهو أكملُ الناس عقلًا، وأغزرهم علمًا، وأفضلهم رأيًا، فمَن دونَه بذلك أولى. عدوُّ النجاح أمران: سوء الرأي والتدبير، والحَيرة والتردُّد، أمَّا سوء الرأي فتقوِّمه الشُّورى، وأمَّا التردُّد فيدفعه العزيمةُ وصدق التوكُّل. مَن جعل توكُّله على الله تعالى أحبَّه وسدَّده وأعانه، ومَن توكَّل على غيره خذله ولم يظفَر منه بطائل. |
﴿فَبِمَا نَقۡضِهِم مِّيثَٰقَهُمۡ لَعَنَّٰهُمۡ وَجَعَلۡنَا قُلُوبَهُمۡ قَٰسِيَةٗۖ يُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِۦ وَنَسُواْ حَظّٗا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِۦۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَآئِنَةٖ مِّنۡهُمۡ إِلَّا قَلِيلٗا مِّنۡهُمۡۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱصۡفَحۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ﴾ [المائدة: 13]
نقضُ الميثاق ذنبٌ توعَّد الله عليه لعِظَم جُرمه وسوء أثره، ولأنه خطيئةٌ لا يرتضيها دينٌ قويم، ولا يُقرُّها خُلقٌ مستقيم. مَن عاش ملتزمًا بفرائض الله فهو في بُحبُوحةٍ من الرحمة لا تفارقه، ما لم يدَعها. الجرأة على الوحيَين بتحريف مبانيهما، أو لَيِّ معانيهما، مظهرٌ من مظاهر قسوة القلب. قد يكون نسيانُ بعضِ العلم عقوبةً على معصيةٍ ارتُكِبت، فمَن أراد أن يحفظَ عِلمه فليحفظ ربَّه، بفعل ما أمر وترك ما نهى. لا تأمن خيانةَ مَن لم يكن أمينًا مع ربِّه؛ فما الذي يردعُه عن خيانة عهود خَلقه؟! طبع اللؤم غالبٌ على صاحبه، وإن اليهود أهلُ خيانةٍ يتوارثونها كابرًا عن كابر، يأخذها الآخِرُ عن الغابر، وفي هذه الحقيقة تنبيهٌ لأهل الإسلام ألا ينخدعوا بهم. الإسلام يدعو المسلمَ إلى العفو إذا ما انتصر، وإلى الصَّفح إذا ما عَلا وظَفِر، وعند الاقتدار يحسُن عفوُ الأخيار، فإذا ملكتَ فأسجِح، وإذا قدَرتَ فسامِح. إذا انتصر المسلمُ على عدوِّه فعفا عنه فقد يهتدي للحقِّ بعفوه، ما لم يَهتدِ إليه بسيفه؛ فإن بريقَ العفو قد يُضيء القلوبَ أكثرَ من بريق السيف. |
﴿سَمَّٰعُونَ لِلۡكَذِبِ أَكَّٰلُونَ لِلسُّحۡتِۚ فَإِن جَآءُوكَ فَٱحۡكُم بَيۡنَهُمۡ أَوۡ أَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡۖ وَإِن تُعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيۡـٔٗاۖ وَإِنۡ حَكَمۡتَ فَٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ ﴾ [المائدة: 42]
عادة الأرواح حين تنطمِس أنوارُها أن تهَشَّ لسماع الكذب، وتلك خِلالُ المجتمعات المنحرفة؛ تثقُل عندها كلمةُ الصدق، وتخِفُّ على لسانها الأباطيل. ما أسرعَ انقطاعَ البركة من كلِّ مجتمع استحقَّ المقتَ والغضب، حين شردَ عن منهج الله وتعاملَ بالحرام! أوَليس قد سماه الله بالسُّحت، فأنّى له البقاءُ والدوام؟ إن المال الحرام -وإن أُطلقت عليه الأسماءُ الحسنة والألقابُ الخادعة، كقِوام التنمية، وعصَب الاقتصاد- سيبقى يَسحَتُ البركةَ والخير من كلِّ بيتٍ حلَّ فيه. دين الإسلام هو الحاكمُ على غيره، وأهلُه العالِمون به هم مردُّ الناس جميعًا؛ لأنه لا مكانَ فيه للأهواء والشهَوات التي يولَد بينهما البغيُ والجَور. ما ضرَّ الإسلامَ ألا يعرفَ قدرَ عدله فئامٌ من الناس، ولكن مَن احتكم إليه وجد فيه تمامَ العدل، ومَن أعرض عن حُكمه إلى حُكم غيره فلن يضرَّ إلا نفسَه. القِسط عَلَمٌ على أحكام الإسلام، وإن الحبَّ والبغض لا يُميلانه عن الحقِّ، فمَن باينَ ديننا واحتكم إلى شرعنا فإنه لن يُظلمَ لدينا، ولن يلقى إلا العدل. الحكَمُ العدل محبوبُ الخالق، ومحبوبُ الخلق؛ لأنه عرَف الحقَّ فحكم به، واجتنب الباطلَ فلم يرضَه، وبذلك يسود الخيرُ بين العباد. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 54]
تشريف الله لك بأن يجعلَكَ من أهل دينه الحقِّ نعمةٌ تستحقُّ الشكر؛ لأنها فضلٌ عظيم منه إليك، فيا هناءك إن اختاركَ اللهُ لتلك المكرُمة، واصطفاك لتلك النعمة! المؤمن الحقُّ ذلولٌ لأخيه، غيرُ عصيٍّ عليه، فلا هو صعبٌ ولا عسِر، بل هيِّنٌ حنون. العجب ممَّن قلبَ ما أراده اللهُ من عباده المسلمين؛ فاشتدَّ على المؤمنين، وذلَّ للكافرين! الجهاد في سبيل الله لإقرار منهجه، وإعلانِ سلطانه، وتحكيمِ شريعته، وتحقيقِ الخير لعباده، هي صفةُ العُصبة المؤمنة التي يحبُّها الله تعالى. الذين يحبُّهم الله لا يقفون عن مُهِمَّتهم، ولا يخافون مَن لامهم، وكيف يقفون أو يخافون وحبُّ الله يملأ قلوبهم، وطريقهم سنَّهُ لهم خالقُهم، ووعدَهم في نهايته الجنة؟! ما أوسعَ هذا العطاءَ الذي يختار الله جلَّ شأنه له مَن يشاءُ عن غنًى وعِلم! |
﴿لَيۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جُنَاحٞ فِيمَا طَعِمُوٓاْ إِذَا مَا ٱتَّقَواْ وَّءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ ثُمَّ ٱتَّقَواْ وَّءَامَنُواْ ثُمَّ ٱتَّقَواْ وَّأَحۡسَنُواْۚ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ﴾ [المائدة: 93]
إن الله تعالى عدلٌ لا يؤاخذ عبدًا ارتكب محرمًا لم يصل إليه العلمُ بتحريمه؛ لأن الله تعالى تنزّه عن ظلم عباده. الإيمان والعملُ الصالح يُثمِرانِ تقوى الله تعالى، فمَن كان مؤمنًا عاملًا كان لله متَّقيًا، وإذا تحقَّقت التقوى حرسَت صاحبَها من ترك الواجبات، وفعلِ المحرَّمات. الإحسان غايةٌ عالية، ومَرتبة في الخير سامية، فيا من تتشوَّفُ نفسُه لذلك المقام، وحيازةِ ذاك الإكرام، دونَك سبيلَه فاسلكه، وقد بيَّن اللهُ لك مسالَكه، فما بقي إلا الانطلاقةُ الصادقة. |
﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّم مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ثُمَّ لَمۡ يَنقُصُوكُمۡ شَيۡـٔٗا وَلَمۡ يُظَٰهِرُواْ عَلَيۡكُمۡ أَحَدٗا فَأَتِمُّوٓاْ إِلَيۡهِمۡ عَهۡدَهُمۡ إِلَىٰ مُدَّتِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِينَ ﴾ [التوبة: 4]
جزاءُ الوفاء الوفاء، فمَن عاهد من الكافرين فالتزمَ بعهده، ولم يسعَ في نَكثه فليس على المسلمين إلا الوفاءُ بميثاقه. إن قاعدةَ الأخلاق في الإسلام لا تقوم على المنفعة، ولا على العُرف المتغيِّر حسَب المصالح، بل هي تخلُّقُ المؤمنِ بما يحبُّه ربُّه ويرضاه، ولو فاتت معها بعضُ المصالح الشخصيَّة. |
﴿كَيۡفَ يَكُونُ لِلۡمُشۡرِكِينَ عَهۡدٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِۦٓ إِلَّا ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّمۡ عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۖ فَمَا ٱسۡتَقَٰمُواْ لَكُمۡ فَٱسۡتَقِيمُواْ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِينَ ﴾ [التوبة: 7]
مَن رهنَ نفسَه للهوى والشيطان، وبدأ بنفسه فخانها وغشَّها، غيرَ ناظرٍ في مصلحة، ولا مفكِّر في عاقبة، فكيف يُؤتمَن على شيء؟! ليس من خُلق المؤمن أن ينزِعَ يدَه من عهد، ما لم تظهر على المعاهَد أماراتُ الغدر والخيانة، فأهلُ الإيمان أولى الناس بالاستقامة. الاستقامة على الوفاء بالعقد مَنشؤُها في الإسلام تقوى الله تعالى، وطلب محبَّته، وليس المنفعةَ والضعف. |
﴿لَا تَقُمۡ فِيهِ أَبَدٗاۚ لَّمَسۡجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقۡوَىٰ مِنۡ أَوَّلِ يَوۡمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِۚ فِيهِ رِجَالٞ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْۚ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُطَّهِّرِينَ ﴾ [التوبة: 108]
إن العملَ وإن كان ظاهرُه فاضلًا فإن النيةَ الفاسدة تُغيِّرُه، فيغدو مَنهيًّا عنه. كلُّ شيء يحصُل به التفريقُ بين المؤمنين فإنه معصيةٌ يجب تركُها. قد أَثَّرتِ المعصيةُ على مكانٍ فَنُهيَ عن القيامِ بالعبادة فيه، في حين أَثَّرت الطاعةُ على مكانِ قباءٍ فأُمرَ بالقيام فيه. حين يَبعثُ حُبُّ الطهارةِ على التطهُّر، فيصيرُ للمرء خلقًا، فإنه يفعلُه من تلقاءِ نفسه، وإن لم يُطلب منه، ومن أحبَّ طاعة لله وواظب عليها جنى بذلك حبَّ اللهِ له. موافقةُ الله في حُبِّه من دلائل زكاءِ النفوس. ما من نفسٍ سويةٍ إلا كانت تكاليفُ الشريعةِ محبَّبة لها. |
﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ فِيكُمۡ رَسُولَ ٱللَّهِۚ لَوۡ يُطِيعُكُمۡ فِي كَثِيرٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ لَعَنِتُّمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَزَيَّنَهُۥ فِي قُلُوبِكُمۡ وَكَرَّهَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡكُفۡرَ وَٱلۡفُسُوقَ وَٱلۡعِصۡيَانَۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلرَّٰشِدُونَ ﴾ [الحجرات: 7]
لمَّا كان رسول الله ﷺ بين ظَهرانَي الصحابة كانت العصمةُ من الزلَل حاضرةً بإرجاع الأمور إليه، واليوم يقي المسلمون أنفسَهم من الزلل بالرجوع إلى سُنَّته، واتِّباع هَديه. لو اتَّبع النبيُّ ﷺ هؤلاء الصحابة -برغم رجاحة عقولهم، وغزارة علمهم- لأصابهم العَنَت، فكيف بنا ونحن لم نصل إلى معشار ما وصلوا إليه؟! إن ممَّا يميِّز أهلَ الإيمان عن أهل الضلال هو استسلامهم وانقيادهم لأوامر الله ورسوله ﷺ، أمَّا أولئك فقد كرهوا ما أنزل الله، واتَّبعوا أهواءهم. |
﴿وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي حَتَّىٰ تَفِيٓءَ إِلَىٰٓ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ فَإِن فَآءَتۡ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَا بِٱلۡعَدۡلِ وَأَقۡسِطُوٓاْۖ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ ﴾ [الحجرات: 9]
الإيمان ليس عاصمًا من الخطأ، ولكنه يدعو إلى التراجع عنه، فمَن رأى من أخيه بُعدًا عن الصواب فليردَّه إليه؛ فإنه إذا ذُكِّر تذكَّر. الصلح بين المتخاصمين عبادةٌ عظيمة، وخَصلة كريمة، ولها عوائدُ خيِّرة كثيرة؛ فلذلك أمر اللهُ به، وحثَّ عليه رسولُه. لم يُنزع رداء الإيمان عن تَينِكِ الطائفتين برغم نشوب الاقتتال بينهما، لكنه البغيُ لاتِّباع هوى النفس ونزَغات الشيطان. العدل هو الذي يكفُل إزالة الأحقاد، والاستسلامَ لأمر ربِّ العباد، وإرجاعَ الحقِّ لكلِّ طائفة من غير تحيُّزٍ أو ميل في الحكم. |
﴿لَّا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَلَمۡ يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8]
أعظِم به من دينٍ يقوم على العدل والإنصاف، وأكرِم بها من شريعة تحثُّ على البِرِّ والإحسان. يستبقي الإسلامُ في حالة الخصومة أسبابَ الصِّلة والرحمة للمخالفين، بنظافة السلوك وعدالة المعاملة؛ أملًا في أن يهتدوا وينضَووا تحت لوائه الرفيع. أيُّ خُلق من البِرِّ والإحسان ينبغي أن يكونَ عليه المسلمُ مع إخوانه المؤمنين، وقد أذنَ له مولاه ببِرِّ الكفَّار والمشركين، ما لم يكونوا محاربين أو معتدين؟ كلُّ موقف عدلٍ وإنصاف تقفُه في الدنيا، تنالُ به محبَّةً من الله تعالى. الإحسان إلى الكفَّار غير المحاربين سببٌ في انشراح صدورهم للإسلام، يشهد بهذا التاريخُ والواقع، ألا فلنستعِن بذلك على دعوتهم. شتَّانَ بين شريعة سَمحة تتطلَّع إلى هداية الضالِّين وتترقَّب استقامتَهم، وبين منهج الغُلاة القائم على التسرُّع في تكفير الخَلق والتهاون في دمائهم! من أبلغ الظلم أن يُحسنَ الربُّ إلى عبده، ثم يتولَّى العبدُ أعداء ربِّه! |
﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِهِۦ صَفّٗا كَأَنَّهُم بُنۡيَٰنٞ مَّرۡصُوصٞ ﴾ [الصف: 4]
بذلُ النفس في سبيل الله لا يكون إلا عند خُلوصها في محبَّة الله تعالى، فمَن أحبَّ ربَّه حقًّا هانت نفسُه عنده فلم يبخَل بها في سبيله. إن دينًا يأمر أتباعَه برصِّ الصفوف في صلاتهم خمسَ مرَّات في اليوم، ورصِّ صفوفهم في قتالهم وجهادهم، لدينُ نظام ودقَّة، أفلا نرتقي إلى عُلاه؟! ألم ترَ إلى صاحب البُنيان يكره أن يختلفَ بُنيانه؟ فكذلك الله - وله المثَلُ الأعلى - لا يحبُّ أن تختلفَ كلمةُ عباده، فعليكم بأمره سبحانه فإنه عصمةٌ لمن استمسكَ به. الفرديَّة والانعزاليَّة لا يحقِّقان الإسلامَ في ضمير الفرد، ولا في واقع حياته، وإنَّ يد الله مع الجماعة، فلنلُذ بحماها. كيف يطيبُ لنفسٍ التقاعسُ عن الجهاد في سبيل الله، وكراهةُ قتال العدوِّ، وقد أعدَّ سبحانه للمجاهدين ما أعدَّ من جزاء، أعظمُه الفوز بمحبَّته ورضاه؟! اجتماعُ كلمة المؤمنين وائتلافُ قلوبهم وتراصُّهم في الصلاة وفي ميادين الجهاد من أسباب محبَّة الله لهم ورضاه عنهم. |
﴿وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِينٗا وَيَتِيمٗا وَأَسِيرًا ﴾ [الإنسان: 8]
مجامعُ الطاعات في أمرين: تعظيم أمر الله تعالى؛ ومنه: ﴿يُوفونَ بالنَّذر﴾ ، والشَّفَقة على خَلق الله؛ ومنه: ﴿ويُطعمونَ الطَّعامَ﴾ . الخوف في الدنيا أمانٌ في الآخرة، فالذين ﴿يخافُونَ يومًا تتقلَّبُ فيهِ القُلُوبُ والأبصار﴾ جزاؤهم: ﴿لِيَجزِيَهُمُ اللهُ أحسنَ ما عَمِلُوا ويَزيدَهُم من فَضلِه﴾ . هل تبحثُ عن بابٍ من أبواب العمل الخالص لله؟ إنه محبَّة المساكين والإحسانُ إليهم؛ لأنَّ نفعَهم في الدنيا لا يُرجى غالبًا، فعليك به. قال قَتادة: (لقد أمر الله بالأُسارى أن يُحسَنَ إليهم، وإنهم يومئذٍ لمشركون، فوالله لأخوك المسلمُ أعظم عليك حُرمةً وحقًّا). |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
رحمة الله تعالى رب المغربين السجدات فقه الدعوة اسم الله الخبير عقاب المفسدين رب هارون وموسى غرور اليهود العفة فعل الخير
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب