قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن السخرية في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمۡ قَالُوٓاْ إِنَّا مَعَكُمۡ إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ ﴾ [البقرة: 14]
تأمَّل شدَّة الشبه بين المنافقين المارقين، واليهود الحاقدين، إنه الكذبُ والخداع، والسَّفَه والادِّعاء، وحَبْك الدسائس في الظلام. خابوا وخسروا! أهل النفاق نموذجٌ سافر لأصحاب الهُويَّات المضطربة، والولاءات المتناقضة، والنفوس الرخيصة، أولئك الذين يعيشون في صفَقات دائمة، يبيعون فيها ذواتَهم في أسواق الباطل. |
﴿ٱللَّهُ يَسۡتَهۡزِئُ بِهِمۡ وَيَمُدُّهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ ﴾ [البقرة: 15]
استهزأ المنافقون بالمؤمنين، فاستهزأ الله بهم، وشتَّان بين استهزاء واستهزاء! فويلٌ لمَن كان الله خصمَه! وكفى بذلك تنفيرًا من النفاق وأهله. |
﴿وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تَذۡبَحُواْ بَقَرَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوٗاۖ قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ ﴾ [البقرة: 67]
إذا جاءك الأمر من الله فقل: سمعًا وطاعة، ولو خالف معقولك أو معهودك، أو هواك ومحبوبك، وإيَّاك ومعارضةَ الوحي برأيك! الهزُؤ عند تبليغ أمر الله عزَّ وجلَّ جهلٌ وسفهٌ نفاه الله عن نبيِّه على أبلغ وجه، وأكَّد ذلك بالاستعاذة منه، فحذارِ ألَّا تُـجِلَّ أمره! |
﴿زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَيَسۡخَرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۘ وَٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ فَوۡقَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ وَٱللَّهُ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٖ ﴾ [البقرة: 212]
المفتونُ مَن فتنَته الحياة الدنيا بزينتها، فغدَت ملذَّاتها كلُّها أثيرةً لديه، غيرَ عابئٍ بما كان منها حرامًا. مَن وجد في نفسه تعظيمًا لزخرُف الحياة الدنيا، وازدراءً لأهل التقوى الزاهدين فيها، فإنه على خطرٍ من الذلَّة والمهانة يوم القيامة. أيها المؤمن، اثبُت على إيمانك، ولا يُزعزِعكَ استهزاءُ الكافرين، ولا سخريَّةُ العاصين؛ فإنهم إن علَوكَ في متاع دنيا، فدرجتُك عند الله في الآخرة أعلى وأرقى. هو الوهَّاب سبحانه يرزق مَن يشاء من المؤمنين والكافرين في هذه الحياة الدنيا، له الحكمةُ البالغة والمشيئةُ النافذة، وما عنده لعباده المؤمنين في الآخرة خيرٌ وأبقى. |
﴿وَقَدۡ نَزَّلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ أَنۡ إِذَا سَمِعۡتُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ يُكۡفَرُ بِهَا وَيُسۡتَهۡزَأُ بِهَا فَلَا تَقۡعُدُواْ مَعَهُمۡ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيۡرِهِۦٓ إِنَّكُمۡ إِذٗا مِّثۡلُهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ جَامِعُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡكَٰفِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ﴾ [النساء: 140]
الإيمان بآيات الله يوجب هجرَ كلِّ مجلس يُستخفُّ فيه بها، ويَحتِمُ الإنكارَ على مَن فيه. احذرِ البسمةَ إذا كان باعثَها الاستهزاءُ بآية أو شريعة؛ فإنها كفيلةٌ بالإخراج من الملَّة. إذا سمع المسلمُ الاستهزاءَ بدين الله في مجلسٍ ما، فعليه أن يدافعَ عن حُرمة دينه، أو يغادرَ المجلسَ غيرَ آسف. اصطَفِ جليسَك الذي تحبُّ أن يكونَ معك في الآخرة؛ فالمرءُ مع مَن أحبَّ، والمنافقون أحبُّوا الكافرين ووالَوهم في الدنيا فجمعَهم الله في مصيرٍ واحد في الآخرة. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَكُمۡ هُزُوٗا وَلَعِبٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَٱلۡكُفَّارَ أَوۡلِيَآءَۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ﴾ [المائدة: 57]
لا يوالي المستهزئين بدين الله أحدٌ خالطَت بَشاشةُ الإيمان شَغافَ قلبه؛ لأنه لا يجتمع في قلب إنسانٍ إيمانٌ بالله وموالاةٌ لأعدائه. التقوى وقايةٌ من موالاة المستهزئين بالدين، فمَن كان من المتَّقين، كان لهم من المعادين. |
﴿وَإِذَا نَادَيۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ ٱتَّخَذُوهَا هُزُوٗا وَلَعِبٗاۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَعۡقِلُونَ ﴾ [المائدة: 58]
حين يعجِز أعداءُ الحقِّ عن إبطاله، وصدِّ الناس عن امتثاله، يلجؤون إلى حرب الاستهزاء لزعزعة مَن اعتنقَه، وردِّ مَن أراد الوصولَ إليه. لو ذاق الجاحدُ حلاوةَ الصلاة ولذَّتها، وعرَف شرفها وعظمَتها، واغتسل قلبُه بنَمِير راحتِها، وتطهَّر لسانُه بعذب أذكارها، لما استهزأ بها. |
﴿فَقَدۡ كَذَّبُواْ بِٱلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ فَسَوۡفَ يَأۡتِيهِمۡ أَنۢبَٰٓؤُاْ مَا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ ﴾ [الأنعام: 5]
كم إنسانٍ يمتطي مَشقَّاتِ البحث عن الحقِّ، ويَجهَدُ في طلبه حتى يجدَه، على حين يأتي الحقُّ إلى آخرين متودِّدًا إليهم كي يقبلوه، فلا يلقى منهم سوى الإعراض! مهما توقَّع منكرو القرآنِ نوعَ الوعيد ومكانَه وزمانه فلن يعرفوه، وسيبقى التهديدُ به يُقلقُهم. المنكرون للحقِّ ليسوا على درجة واحدة، فمنهم من يُضيفون إلى إنكارهم له الاستهزاءَ به والسخريَّةَ منه، فما أقبحَ جُرمَهم! |
﴿وَلَقَدِ ٱسۡتُهۡزِئَ بِرُسُلٖ مِّن قَبۡلِكَ فَحَاقَ بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنۡهُم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ ﴾ [الأنعام: 10]
لا تأبَه بالمستهزئين بالحقِّ وأهلِه، فإنَّ عاقبتَهم وَبِيلة. معرفة الداعي إلى الهُدى مَصارعَ المكذِّبين للحقِّ والمستهزئين به تُسلِّيهِ في طريق دعوته، وتحثُّه على الاستمرار في تبليغ رسالته. |
﴿يَحۡذَرُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيۡهِمۡ سُورَةٞ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمۡۚ قُلِ ٱسۡتَهۡزِءُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخۡرِجٞ مَّا تَحۡذَرُونَ ﴾ [التوبة: 64]
ما أسرَّ عبدٌ سريرةً يمكُر فيها بدين الله تعالى، ويستهزئُ به وبآياته ورسولِه إلا فضح الله مكرَه، وهتك سترَه. ما أغبى المنافقين؛ يخشَون فضيحةَ الدنيا أمام بعض الخلق، ولا يخشَونها بين يدَي الخالق، على مَرأى جميع الخلائق! |
﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ ﴾ [التوبة: 65]
تثبَّت من الأقوال والأعمال، قبل أن تُصدرَ على أصحابها الأحكام، فرُبَّ كلمة تهوي بصاحبها في جهنَّم سبعين خريفًا. شريعة الله ساميةٌ عالية، لا يجوز أن تمتدَّ إليها يدُ الخَوضِ واللعب، واللهو والهُزُؤ. على العاقل أن يحذَرَ موارد الهَلَكة بخوضه في دين الله بالتنقُّص، فاللاعبُ والجادُّ في إظهار كلمة الكفر سواء. كلُّ ما فيه كفرٌ بالله واستخفافٌ به، أو بنبيٍّ من أنبيائه أو ملَكٍ من ملائكته، أو بآيةٍ من آياته، فلا يحلُّ سماعُه ولا النطقُ به، ولا الجلوسُ حيث يُلفظ به. |
﴿ٱلَّذِينَ يَلۡمِزُونَ ٱلۡمُطَّوِّعِينَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ فِي ٱلصَّدَقَٰتِ وَٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهۡدَهُمۡ فَيَسۡخَرُونَ مِنۡهُمۡ سَخِرَ ٱللَّهُ مِنۡهُمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 79]
أصحاب النفوس الطيِّبة والنيَّاتِ الصالحة يحبُّون الخيرَ ويشجِّعون أهلَه، وذوو النفوس السيِّئة والطَّوايا الخبيثة، يكرهون الخيرَ ويثبِّطون ذويه، ويسخَرون من صنائعهم الحسَنة. إن ربَّنا الكريمَ يغار لأوليائه من أذى أعدائه، فلمَّا سخِروا منهم جازى الساخرين بسُخرِيَّته، وعذابه. |
﴿وَلَئِنۡ أَخَّرۡنَا عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابَ إِلَىٰٓ أُمَّةٖ مَّعۡدُودَةٖ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحۡبِسُهُۥٓۗ أَلَا يَوۡمَ يَأۡتِيهِمۡ لَيۡسَ مَصۡرُوفًا عَنۡهُمۡ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ ﴾ [هود: 8]
مَن أدرك حكمةَ اللهِ ورحمتَه في إمهال مَن عصاه، لم يستعجل عذابَه لمن شاقَّه وعاداه. على كل غافلٍ أن ينتبه، ولا يغترَّ بالسلامة والإمهال، وليتَّعِظ بعافيته وتأجيله، فربما أُريدَ له الخيرُ بذلك. لخبرِ اللهِ من الجلالة والفخامةِ والصدقِ ما ليس لغيره، فما يخبرُ به أنه سيكون فهو واقعٌ لا محالة. |
﴿وَيَصۡنَعُ ٱلۡفُلۡكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيۡهِ مَلَأٞ مِّن قَوۡمِهِۦ سَخِرُواْ مِنۡهُۚ قَالَ إِن تَسۡخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسۡخَرُ مِنكُمۡ كَمَا تَسۡخَرُونَ ﴾ [هود: 38]
لا يَعدَمُ صاحبُ الحقِّ جوابًا يُلجِمُ به أهلَ الباطل، فمَن أراد الحُجَّةَ أُعطيت له، ومَن أراد السُّخريَّةَ فلينتظر من الله عاقبةً تَشفي صدورَ المؤمنين، فإنه يدافعُ عن أوليائه المتَّقين. |
﴿وَلَقَدِ ٱسۡتُهۡزِئَ بِرُسُلٖ مِّن قَبۡلِكَ فَأَمۡلَيۡتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذۡتُهُمۡۖ فَكَيۡفَ كَانَ عِقَابِ ﴾ [الرعد: 32]
يُستدرَج الظالمون إلى العذاب بالإملاءِ لهم، وهم يظنون ذلك حُبًّا فيهم وإهانةً لغيرهم! ألا ساء ما يظنون! في إمهالِ المستهزئين بالرسُل عبرةٌ للمستعجلين عقوبةَ الظالمين، فالاستهزاءُ بالرسل ذنبٌ عظيم، ومع ذلك لم يُعاجَل أهلُه بالعقوبة من أول الأمر. ﴿فكيف كان عقاب؟﴾ سؤالٌ لا يحتاجُ إلى جواب، بل هو تحذيرٌ للسائرين على مِنوالِ المعاقَبين. |
﴿وَمَا يَأۡتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ ﴾ [الحجر: 11]
لا يَنقُص قدرَ الحقِّ استمرارُ استهزاءِ الناس به، وعلى الداعية ألا يحزنَ لذلك، فهذه سنَّةٌ جارية في دعوة الحق. |
﴿إِنَّا كَفَيۡنَٰكَ ٱلۡمُسۡتَهۡزِءِينَ ﴾ [الحجر: 95]
من دلائل النبوَّة أنه ما أظهر أحدٌ الاستهزاء برسول الله ﷺ وبما جاء به إلا أهلكَه الله تعالى. |
﴿فَأَصَابَهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ ﴾ [النحل: 34]
مَن أساء أصابه سوءٌ من جرَّاء فعله؛ فإن السيِّئة تجرُّ صاحبها إلى المهالك حتى تُرديَه. ألا يخشى مَن يستهزئُ بالوعيد أن يصيبَه ويُحيطَ به، فلا يُفلِتَ من شدَّته؟ |
﴿وَمَا نُرۡسِلُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَۚ وَيُجَٰدِلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلۡبَٰطِلِ لِيُدۡحِضُواْ بِهِ ٱلۡحَقَّۖ وَٱتَّخَذُوٓاْ ءَايَٰتِي وَمَآ أُنذِرُواْ هُزُوٗا ﴾ [الكهف: 56]
إذا كان الرسُل مبشِّرين ومنذرين، فإن في الناس من يتمادى في الإساءة، فتحسُن في حقِّه النِّذارة، ولا تليق به البِشارة. ديدَن أهل الكفر في كلِّ زمان ومكان التشغيبُ على أهل الحقِّ، لا جهلًا به، ولكن قصدًا إلى دفعه وصدِّ الناس عنه، وإطفاء نوره المبين. عجبًا لقوم يسخَرون من كلِّ ما يتَّصل بالحق، حتى من الآيات التي تُنذرهم بعذابٍ من الله تعالى، فما أشدَّ إيغالهم في الكفر! |
﴿ذَٰلِكَ جَزَآؤُهُمۡ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ وَٱتَّخَذُوٓاْ ءَايَٰتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ﴾ [الكهف: 106]
حذارِ من الاستهزاء بالله تعالى وآياته، وشعائره وشرائع دينه؛ فإن ذلك يباين واجبَ التعظيم، ويورد صاحبَه العذاب الأليم. |
﴿وَإِذَا رَءَاكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَٰذَا ٱلَّذِي يَذۡكُرُ ءَالِهَتَكُمۡ وَهُم بِذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَٰنِ هُمۡ كَٰفِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 36]
حين تقهر الحجةُ السفهاءَ والجهلاء فإنهم يواجهونها بالسخرية والاستهزاء، فذاك سلاح العاطل عن الجواب والبرهان، ومنطق المتعالي عن التسليم والإذعان. الرسالة السماوية نعمة مسداة، ورحمة عظمى من الله تعالى إلى خلقه، ولا سيما محمدٌ ﷺ، فما أعظمها من رحمة! وما أحسنها من نعمة! لا يقابل رحمةَ الرحمن جلَّ وعلا بالكفر والإساءة إلا امرؤٌ امتلأ باللؤم، فلا هو يشكر المعروف، ولا هو يجتنب الجحود. |
﴿وَلَقَدِ ٱسۡتُهۡزِئَ بِرُسُلٖ مِّن قَبۡلِكَ فَحَاقَ بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنۡهُم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ ﴾ [الأنبياء: 41]
على السائرين على خطى المصلحين أن يتأملوا في سير أولئك السالفين وما لاقوا من الاستهزاء، وما لقوا بعده من الكرامة، وما لقي أعداؤهم من الخزي والبوار؛ ليصبروا على مشقة الطريق. |
﴿فَقَدۡ كَذَّبُواْ فَسَيَأۡتِيهِمۡ أَنۢبَٰٓؤُاْ مَا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ ﴾ [الشعراء: 6]
إعراضٌ فتكذيبٌ فاستهزاءٌ، دركاتٌ بعضها أسفل من بعضٍ، يتدلى صاحبها من واحدة إلى أخرى حتى يصل به الانحدار إلى قعر الشقاء. من أسباب وقوع الوعيد الاستهزاءُ به، وتلك مَهلَكة لا يلقي نفسه فيها سوى مَن نزَع من قلبه تعظيمَ وحي ربِّه، وأصرَّ على تكذيبه به حتى خفَّ على لسانه الهُزء به. |
﴿ثُمَّ كَانَ عَٰقِبَةَ ٱلَّذِينَ أَسَٰٓـُٔواْ ٱلسُّوٓأَىٰٓ أَن كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ بِهَا يَسۡتَهۡزِءُونَ ﴾ [الروم: 10]
مَن أساء إلى رسُل الملك العظيم سبحانه عذَّبه الملك بما يسوءه؛ جزاءً وِفاقًا. يستحقُّ أسوأ العواقب مَن جمع بين التكذيب بما حقُّه التصديق، والاستهزاء بما حقُّه التوقير. |
﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشۡتَرِي لَهۡوَ ٱلۡحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ ﴾ [لقمان: 6]
يربي الله جلَّ جلاله عباده بالنعم، ولا سيما الهداية، وأي تربية لهم أعظم من ذلك؟ لن يبلغ العبد رتبة الفلاح إلا بعلم نافعٍ يهتدي به، وبإقامة صلاته، وأداء زكاته، والإحسان إلى الخلق. بئسَ الرجلُ الذي لا يقتصر على استماع لهو الحديث، بل يسعى إلى إضلال غيره به بعد ضلال نفسه، فيجمع بين سيِّئتي الضلال والإضلال. من اشترى الباطل بالحقِّ، والضلال بالهدى، فما فعل ذلك عن علم؛ أليس العلمُ يفيد صاحبه ربحًا في الدين والدنيا؟! من أساليب المضلين أنهم يصُدون الناس عن الحق بالقدح فيه والسخريَّة من أهله، مع مدح الباطل والترغيب فيه. استخف أهل الباطل بالحق واستهزؤوا به، فجوزوا بعذاب يهينهم ويُذلهم، والجزاء من جنس العمل. |
﴿يَٰحَسۡرَةً عَلَى ٱلۡعِبَادِۚ مَا يَأۡتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ ﴾ [يس: 30]
فليتحسَّر الكفَّار ما شاؤوا؛ إن أبواب الهداية والرحمة كانت لهم مفتَّحة فتجافَوا عنها إلى أبواب الشقاء، مسيئين الأدبَ مع خالقهم. أقرب الخلق إلى الكمال البشريِّ رسُل الله وأنبياؤه، فمَن اتَّخذهم غرضًا للسُّخريَّة والاستهزاء لزمته ندامةُ الأبد. |
﴿بَلۡ عَجِبۡتَ وَيَسۡخَرُونَ ﴾ [الصافات: 12]
كيف تعمى القلوبُ عن حقيقة الوجود، ولا تنتفع بنصح ولا تذكير، وآياتُ الله من حولها جليَّة الدلالة على صدق الرسالة والرسول؟ |
﴿وَإِذَا رَأَوۡاْ ءَايَةٗ يَسۡتَسۡخِرُونَ ﴾ [الصافات: 14]
صفة ذميمةٌ وافق بها ضُلَّالُ اليوم كفَّارَ الأمس؛ إن أتتهم الحُجج لم يملكوا لعجزهم عن ردِّها إلا السخريَّة منها وممَّن جاء بها! |
﴿وَبَدَا لَهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا كَسَبُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ ﴾ [الزمر: 48]
أيُّها المسلم العاقل، تدارك سيِّئاتك قبل أن توردَك المهالك، وتصيبَك بما لا قِبَل لك به من عذاب. |
﴿أَن تَقُولَ نَفۡسٞ يَٰحَسۡرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنۢبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّٰخِرِينَ ﴾ [الزمر: 56]
قال قَتادة: (لم يَكفِه أن ضيَّعَ طاعةَ الله حتى سَخِرَ من أهلها) فاستحقَّ أن تتمزَّقَ نفسُه ندمًا وحسرة على سوء فعله الذي حرَمه من الخيرات، وأوجب له العذاب. |
﴿فَلَمَّا جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ ﴾ [غافر: 83]
العلم بلا إيمان فتنةٌ تُعمي وتُطغي، وتقود صاحبَها إلى الغرور والاستكبار، متجاوزًا بنفسه قدرَها وحقيقتَها، غافلًا عن الآماد البعيدة التي يجهلها. احذر أن يكونَ العلم حُجَّةً عليك لا لك، بأن يهويَ بك في حضيض الاستكبار والغرور، والتعالي على الخلق، والاستهزاء بهم؛ فإن ذلك بابٌ للهلاك. |
﴿أَهُمۡ يَقۡسِمُونَ رَحۡمَتَ رَبِّكَۚ نَحۡنُ قَسَمۡنَا بَيۡنَهُم مَّعِيشَتَهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَرَفَعۡنَا بَعۡضَهُمۡ فَوۡقَ بَعۡضٖ دَرَجَٰتٖ لِّيَتَّخِذَ بَعۡضُهُم بَعۡضٗا سُخۡرِيّٗاۗ وَرَحۡمَتُ رَبِّكَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ ﴾ [الزخرف: 32]
إن توفيق الله للعبد على أمر الدعوة لهذا الدين لهو دليلُ محبَّة واصطفاء، وإكرام واجتباء، فهنيئًا لمَن اصطفاه ربُّه، واختاره مولاه. مَن علِمَ أن الرزق مقسوم، وأن الأجل محتوم، أسلم قيادَ أمره كلِّه لله جلَّ جلاله، متوكِّلًا عليه، منيبًا إليه. رحمة الله لا توهب إلا لمَن يستحقُّها، ولا تَشمَل إلا مَن عمل لها، وهي خير وأجلُّ وأرفع وأعظم من زخارف الدنيا وبهارجها. |
﴿وَإِذَا عَلِمَ مِنۡ ءَايَٰتِنَا شَيۡـًٔا ٱتَّخَذَهَا هُزُوًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ ﴾ [الجاثية: 9]
كلام الله جليلٌ عظيم، لا يجوز أن يكونَ مادَّةً للسخريَّة والاستهزاء، فتعظيم كلام الله من تعظيم الله جلَّ جلاله. إن الله يكسو مَن استهزأ بآياته الذِّلَّة والمهانة، ويُسربلهم بالخزي والندامة، ويدخلهم في عذاب لا يجدون له نهاية، ولا منه وقاية. |
﴿وَبَدَا لَهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ ﴾ [الجاثية: 33]
يقف المرء يوم القيامة فيرى سيِّئاته باديةً أمامه، ظاهرةً له، تلك السيِّئاتُ التي طالما أخفاها عن أعين الناس؛ ﴿ووجَدوا ما عَمِلُوا حاضِرًا﴾ ، فما أعظمَه من موقف! يحيط بالكافرين العذابُ في الآخرة كإحاطة السِّوار بالمعصم، فلا مفرَّ منه، ولا مُخلِّص لهم يومئذٍ من ألمه. |
﴿ذَٰلِكُم بِأَنَّكُمُ ٱتَّخَذۡتُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُوٗا وَغَرَّتۡكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَاۚ فَٱلۡيَوۡمَ لَا يُخۡرَجُونَ مِنۡهَا وَلَا هُمۡ يُسۡتَعۡتَبُونَ ﴾ [الجاثية: 35]
إن حُبَّ الدنيا والاغترارَ بشهَواتها، وإجابةَ داعي الهوى، يَطمِس القلب فيَصرِفه عن آيات ربِّه وتدبُّرها، فحريٌّ بالمؤمن أن يطهِّرَ قلبه من شوائبها. سقطوا في في الذل والهوان، وتردوا في العذاب والخسران، فلا خروج لهم من تلك النار، وقد قطعت عنهم رحمة العزيز الغفار. |
﴿وَلَقَدۡ مَكَّنَّٰهُمۡ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّٰكُمۡ فِيهِ وَجَعَلۡنَا لَهُمۡ سَمۡعٗا وَأَبۡصَٰرٗا وَأَفۡـِٔدَةٗ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُمۡ سَمۡعُهُمۡ وَلَآ أَبۡصَٰرُهُمۡ وَلَآ أَفۡـِٔدَتُهُم مِّن شَيۡءٍ إِذۡ كَانُواْ يَجۡحَدُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ ﴾ [الأحقاف: 26]
لم تحظَ قريشٌ بما حظيت به عاد؛ فقد كانت عادٌ أكثرَ أموالًا، وأبسطَ أجسامًا، وأشدَّ أبدانًا، فلم يُغنِ عنهم ذلك شيئًا، والأولى بمَن كان أضعف منهم أن يدَّكر ويتَّعظ. أشدُّ ما يُعرِّض العبدَ لعذاب الله وسخَطه أن يستعملَ نِعم الله في معصيته، وأن يغترَّ بما آتاه الله من نِعم، وما حباه من مِنَن. متى ما قضى الله على مَن عصاه بعقوبته فلن تدفعَها عنه قُواه وقدراته، ولا استعداداته وتحصيناته، فليطمئنَّ المؤمن إلى قوَّة الله وقدرته في الانتصار على أعداء دينه. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا يَسۡخَرۡ قَوۡمٞ مِّن قَوۡمٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُونُواْ خَيۡرٗا مِّنۡهُمۡ وَلَا نِسَآءٞ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُنَّ خَيۡرٗا مِّنۡهُنَّۖ وَلَا تَلۡمِزُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَلَا تَنَابَزُواْ بِٱلۡأَلۡقَٰبِۖ بِئۡسَ ٱلِٱسۡمُ ٱلۡفُسُوقُ بَعۡدَ ٱلۡإِيمَٰنِۚ وَمَن لَّمۡ يَتُبۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11]
السُّخريَّة داء يشوِّه وجه الأخوَّة الإيمانيَّة، ويكدِّر صفاءها، وصدقُ الإيمان يمنع ذلك. لا يَحمِل المرءَ على السُّخريَّة إلا نقصٌ في الإيمان، وقلَّةٌ من رصيد الأخلاق الفاضلة، وعَوَز من صفات السموِّ الكريمة. ألا لا يجترئنَّ مسلمٌ على احتقار مسلم؛ فلعلَّه أجمعُ منه لما نِيط به من الخيريَّة عند الله تعالى، فيظلِم نفسه بتحقير مَن وقَّره الله تعالى. المؤمنون كجسدٍ واحد، وكلٌّ منهم يقوم مقام أخيه، فمَن لمَزَ أخاه فكأنما لمَز نفسه. قال الإمام مالك: (أدركتُ بهذه البلدة -يعني المدينةَ- أقوامًا لم يكن لهم عيوب، فعابوا الناسَ فصارت لهم عيوب، وأدركت بهذه البلدة أقوامًا كانت لهم عيوب، فسكتوا عن عيوب الناس، فنُسِيَت عيوبُهم). |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
عمران أهل الإيمان الفاحشة والزنى صفات الإنسان أعداء الأنبياء شخصية الرسول التجارة اليقين بالآخرة وجوب الهجرة حال أكثر الناس
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب