سجود الشكر - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب سجود الشكر
جبل سَلْعٍ بأعلى صوته: يا كعب بن مالك! أبْشِر. قال: فخررتُ ساجدًا.
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٤١٨)، ومسلم في التوبة (٢٧٦٩) كلاهما من حديث الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، أن عبد الله بن كعب بن مالك -وكان قائد كعب من بنيه حين عمي- قال: سمعت كعب بن مالك يحدث فذكر قصة تخلفه عن تبوك وقصة قبول توبته بطولها وستأتي في كتاب المغازي.
حسن: رواه أبو داود (٢٧٧٤)، والترمذي (١٥٧٨)، وابن ماجه (١٣٩٤) كلهم من طريق أبي عاصم، عن بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، عن أبيه، عن جده أبي بكرة فذكره.
وبكار بن عبد العزيز مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يخالف، ولم يأت بما ينكر عليه، ولحديثه أصل ثابت، ولذا قال فيه ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. انظر: «الكامل» (٢/ ٤٧٥).
صحيح: رواه البيهقي (٢/ ٣٦٩) من طرق عن أبي عبيدة بن أبي السفر، قال: سمعت إبراهيم ابن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن البراء، فذكره.
وقال البيهقي: أخرج البخاري صدر هذا الحديث عن أحمد بن عثمان، عن شريح بن مسلمة، عن إبراهيم بن يوسف فلم يسقه بتمامه، وسجود الشكر في تمام الحديث صحيح على شرطه. انتهى.
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإنّ البخاري أخرج هذا الحديث في كتاب المغازي (٤٣٤٩) وفيه يقول البراء: بعثنا رسول الله ﷺ مع خالد بن الوليد إلى اليمن، قال: ثم بعث عليًّا بعد ذلك مكانه فقال: «مُر أصحاب خالد من شاء منهم أن يُعقِّب معك فليعقِّبْ، ومن شاء فَلْيُقْفِلْ» فكنت فيمن عقَّب معه، قال: فغنمتُ أواق ذوات عدد. انتهى.
وهذا مما انفرد به البخاري من هذا الوجه وليس فيه ذكر لسجود الشكر.
ومن المعروف أن من عادة البخاري أنه يجزّئُ الحديث الطويل في مواضع في كتابه حسب
التبويب، إلا أنه لم يذكر هذا الحديث بكامله في موضع آخر إلا هذا الجزء الذي ذكرته.
وقد صحَّح المنذري حديث البراء فقال: «وقد جاء حديث سجدة الشكر من حديث البراء بإسناد صحيح، ومن حديث كعب بن مالك وغير ذلك».
وفي معناه ما رُوي عن أنس أن النبي ﷺ بُشِّر بحاجة فخرَّ ساجدًا.
رواه ابن ماجه (١٣٩٢) من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمرو بن الوليد بن عبدة السهمي، عن أنس فذكره.
وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف، وبه ضعَّفه البوصيري في الزوائد، ولم أقف على رواية العبادلة وقتيبة بن سعيد لهذا الحديث عنه.
وفي معناه أيضا ما رُوي عن سعد بن أبي وقاص قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ من مكة نريد المدينة، فلما كنا قريبًا من عَزْوَرَ نزل، ثم رفع يديه فدعا الله ساعة، ثم خرَّ ساجدًا، فمكث طويلًا. ثم قام فرفع يديه ساعة ثم خرَّ ساجدًا، قال: «إني سألت ربي، وشَفَعْتُ لأمتي، فأعطاني ثلث أمتي، فخررت ساجدًا شكرًا لربي، ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي، فأعطاني ثلث أمتي، فخررتُ ساجدًا لربي شكرًا، ثم رفعتُ رأسي فسألت ربي لأمتي فأعطاني الثلث الآخر، فخررتُ ساجدًا لربي».
أخرجه أبو داود (٢٧٧٥) عن أحمد بن صالح، حدثنا ابن أبي فديك، حدثني موسى بن يعقوب، عن ابن عثمان -قال أبو داود: وهو يحيي بن الحسن-، عن الأشعث بن إسحاق بن سعد، عن عامر بن سعد، عن أبيه فذكره.
قال أبو داود: أشعث بن إسحاق أسقطه أحمد بن صالح حين حدثنا به، فحدثني به عنه موسى ابن سهل الرملي.
وابن عثمان هو: يحيي بن الحسن بن عثمان كما قال أبو داود، وهو «مجهول» لم يرو عنه إلا موسى بن يعقوب الزمعي، ولم يوثّقه أحدٌ إلا ابن حبان ذكره في الثقات، وشيخه أشعث بن إسحاق ابن سعد لم يوثقه أحد، وإنما ذكره ابن حبان في الثقات.
وفي معناه أيضا ما رُوي عن عبد الرحمن بن عوف قال: خرج رسول الله ﷺ فتوجه نحو صَدَقَتِه، فدخل، فاستقبل القبلة فخرَّ ساجدًا فأطال السجود حتى ظننتُ أن الله عز وجل قبض نفسه فيها، فدنوت منه، ثم جلستُ، فرفع رأسه فقال: «من هذا؟» قلت: عبد الرحمن، قال: «ما شأنك؟» قلت: يا رسول الله! سجدت سجدةً خشيتُ أن يكون الله عز وجل قد قبض نفسك فيها.
فقال: «إن جبريل عليه السلام أتاني فبشَّرني فقال: إن الله عز وجل يقول: من صلَّى عليك، صليتُ عليه، ومن سَلَّم عليك سلَّمتُ عليه، فسجدتُ لله عز وجل شكرًا».
رواه الإمام أحمد (١٦٦٤) عن أبي سعيد مولى بني هاشم، حدثنا سليمان بن بلال، حدثنا عمرو
ابن أبي عمرو، عن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن بن عوف فذكره.
ورواه الحاكم (١/ ٥٥٠) من طريق سليمان بن بلال وقال: «صحيح الإسناد» إلا أنه زاد بين عمرو بن أبي عمرو وبين عبد الواحد «عاصم بن عمر بن قتادة» وكذلك رواه البيهقي (٢/ ٣٧١) عن الحاكم.
والصواب أنه ضعيف الإسناد، فإن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف لم يوثقة غير ابن حبان. وذكره ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» وكذلك البخاري في «التاريخ الكبير» ولم يقولا فيه شيئًا. فهو في عداد المجهولين. كما أنه لم يثبت سماعه من جده عبد الرحمن بن عوف.
وعمرو بن أبي عمرو -واسمه ميسرة- مولى المطلب وإن كان من رجال الجماعة إلا أنه مختلف فيه. فقال ابن معين: في حديثه ضعف، ليس بالقوي، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن حبان: ربما أخطأ يعتبر حديثه من رواية الثقات عنه، وقال الساجي: صدوق إلا أنه وهم وكذا قال الأزدي.
ومشّاه أحمد وأبو حاتم، وقال أبو زرعة: «ثقة».
قال الأعظمي: فلعله وهم في إسناد هذا الحديث فمرة روى عن عبد الواحد، وأخرى عن عاصم بن عمر بن قتادة، عنه، وثالثة عن عبد الرحمن بن الحويرث، عن محمد بن جبير، عن عبد الرحمن بن عوف، فمثله لايؤمن عليه من الخطأ والوهم.
وفي معناه ما رُوي أيضا عن أبي جعفر: أن النبي ﷺ رأى رجلًا من النُّغَّاشين فخرَّ ساجدًا.
رواه الدارقطني عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر وهو مرسل، وجابر الجعفي فيه كلام مشهور، ورواه البيهقي (٢/ ٣٧١) وزاد: أن اسم الرجل «زنيم».
وقوله: «النُّغَّاشين» -النُّغَّاش- بضم النون وبالغين والشين القصير، وهو الناقص الخلقة، الضعيف الحركة.
قال البيهقي: «وفي الباب أيضًا عن جابر بن عبد الله، وجرير بن عبد الله بن عمر، وأبي جُحيفة عن النبي ﷺ، وفيما ذكرناه كفاية عن رواية الضعفاء».
وقد ثبت سجود الشكر عن بعض أصحاب النبي ﷺ منها: عن طارق بن زياد قال: خرجنا مع علي إلى الخوارج، فقتلهم، ثم قال: انظروا فإن نبي الله ﷺ قال: «إنه سيخرج قومٌ يتكلمون بالحق، لا يجوز حلقهم، يخرجون من الحق كما يخرج السهم من الرمية، سيماهم أن منهم رجلا أسود مُخْدج اليد في يده شعرات سود»، إن كان هو فقد قتلتم شرّ الناس، وإن لم يكن هو فقد قتلتم خير الناس، فبكينا، ثم قال: اطلبوا، فطلبنا، فوجدنا المخدج، فخررنا سجودًا، وخرَّ عليٌّ معنا ساجدًا.
حسن: رواه أحمد (٨٤٨)، والبزار «كشف الأستار» (٨٩٧) كلاهما من طريق إسرائيل، ثنا إبراهيم بن عبد الأعلى، عن طارق بن زياد فذكره. واللفظ لأحمد، وذكره البزار مختصرا.
وإسناده حسن من أجل طارق بن زياد وهو من الكوفيين، وكان مع علي بن أبي طالب، ولم يتكلم فيه أحد بجرحٍ، وذكره ابن حبان في الثقات، وقد تابعه على هذه القصة أبو كثير مولى الأنصار قال: كنتُ مع سيدي مع علي بن أبي طالب حيث قتل أهل النهروان فذكر الحديث بنحوه.
رواه أحمد (٦٧٢) عن أبي سعيد مولى بني هاشم، حدثنا إسماعيل بن مسلم العبدي، حدثنا أبو كثير مولى الأنصار فذكره.
وأبو كثير هذا لا يعرف بجرحٍ، ولم يرو عنه سوى إسماعيل بن مسلم إلا أن الإسنادين يقوي أحدهما الآخر.
ورواه أيضا أبو موسى الهمداني قال: كنت مع علي بن أبي طالب يوم النهروان فقال: التمسوا ذا الثُدية، فالتمسوه، فجعلوا لا يجدونه، فجعل يعرق جبين علي بن أبي طالب، ويقول: والله ما كَذبتُ، ولا كُذبتُ فالتمسوه، قال: فوجدناه في ساقيةٍ، أو جدولٍ تحت القتلى، فأُتِيَ به عليًّا فخرَّ ساجدًا.
رواه عبد الرزاق (٥٩٦٢) عن الثوري، عن محمد بن قيس، عن أبي موسى فذكره.
ورواه البيهقي (٢/ ٣٧١) من وجه آخر عن سفيان الثوري نحوه.
وإسناده حسن، فإن محمد بن قيس وهو: الهمداني وثَّقه يحيى بن معين، وقال الإمام أحمد: صالح أرجو أن يكون ثقة.
ومنها: ما رُوي عن أبي بكر أنه لما أتاه فتح اليمامة سجد. رواه البيهقي (٢/ ٣٧١) من طريق أبي عون، عن رجل، أن أبا بكر فذكره. وفيه رجلٌ لم يُسمَّ.
ورواه عبد الرزاق (٥٩٦٣) عن الثوري، عن أبي سلمة، عن أبي عون قال: سجد أبو بكر حين جاءه فتح اليمامة. وأبو عون لم يدرك أبا بكر.
فقه هذا الباب:
هذه الأحاديث تدل على مشروعية سجود الشكر، من حصول نعمة، أو اندفاع بَلِيَّة، أو رؤية مبتلى بعلة أو معصية غير أنه لا يسجد في الصلاة. ويستحبُّ فيه الطهارة من الحدث، قياسًا على سجود التلاوة.
وأخرج البيهقي (٢/ ٣٢٥) عن ابن عمر أنه قال: «لا يسجد الرجل إلا وهو طاهر».
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 422 من أصل 423 باباً
- 374 باب يحرس بعضهم بعضًا في صلاة الخوف
- 375 باب صلاة الطالب والمطلوب راكبًا وإيماءً
- 376 باب استحباب صلاة الضُحى وأقلُّها ركعتان وأكملها ثمان ركعات
- 377 باب ما جاء في عدم مواظبة النبي ﷺ على صلاة الضُّحي خشية أن تُفرض على أمته
- 378 باب من رأى أنَّ صلاة الضُّحي إذا رجع من السَّفر
- 379 باب من لم ير سنية صلاة الضُّحى أصلًا
- 380 باب صلاة الأوَّابين هي الضُّحي
- 381 باب ما جاء في أداء ركعتين بعد طلوع الشمس والتي يسميها البعض صلاة الإشراق وهي الضحي
- 382 باب التواضع والتبذل والتخشع والتضرُّع عند الخروج إلى الاستسقاء
- 383 باب ما جاء أن الصلاة قبل الخطبة:
- 384 باب الخطبة قبل الصلاة والجهر بالقراءة فيها
- 385 باب من أدعية الاستسقاء
- 386 باب الدعاء في الاستسقاء قائمًا
- 387 باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء:
- 388 باب رفع الأيدي في الاستسقاء مع الإمام
- 389 باب جعل ظهر الكفين إلى السماء في دعاء الاستسقاء
- 390 باب دعاء الاستسقاء في خطبة الجمعة من غير استقبال القبلة
- 391 باب ما جاء في تحويل الرّداء للإمام والمأمومين وصفته
- 392 باب استحباب الاستسقاء ببعض قرابة النبي ﷺ من ذوي الصلاح
- 393 باب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط
- 394 باب الأمر بالصّلاة عند الكسوف وأنَّها سنة مؤكدة
- 395 باب النداء: «الصلاة جامعة» في الكسوف
- 396 باب أربع ركعات في ركعتين
- 397 باب ما جاء أن صلاة الكسوف ركعتان كسائر النوافل
- 398 باب ست ركعات في ركعتين
- 399 باب ثمان ركعات في ركعتين
- 400 باب الجهر بالقراءة في الكسوف
- 401 باب من قال لا يجهر في صلاة الكسوف
- 402 باب طول القيام في الكسوف
- 403 باب ما عُرِض على النبي ﷺ، في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار
- 404 باب استحباب العِتاقة في كسوف الشمس
- 405 باب التّعوذ من عذاب القبر في الكسوف
- 406 باب خطبة الإمام في الكسوف
- 407 صلاة الاستخارة
- 408 باب صلاة المريض
- 409 باب الرجل يعتمد على عمود وغيره في الصلاة
- 410 باب الصلاة في السفينة
- 411 باب ما جاء في صلاة الحاجة
- 412 باب ما روي في صلاة التسبيح
- 413 باب صلاة الرغائب
- 414 باب ما روي في تحية البيت
- 415 باب سجود التلاوة
- 416 باب من قال: لا يسجد المستمع إذا لم يسجد القارئ
- 417 باب السجود في ﴿وَالنَّجْمِ﴾
- 418 باب السجود في ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾ وفي ﴿اقْرَأْ﴾
- 419 باب قراءة آية السجدة في الفريضة
- 420 باب سجدة ﴿ص﴾ سجدة شكر لا تلاوة
- 421 باب ما يقول في سجود القرآن
- 422 باب سجود الشكر
- 423 باب السجود عند رؤية الآيات
معلومات عن حديث: سجود الشكر
📜 حديث عن سجود الشكر
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ سجود الشكر من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث سجود الشكر
تحقق من درجة أحاديث سجود الشكر (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث سجود الشكر
تخريج علمي لأسانيد أحاديث سجود الشكر ومصادرها.
📚 أحاديث عن سجود الشكر
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع سجود الشكر.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب