حديث: أبشر يا كعب بن مالك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب سجود الشكر

عن كعب بن مالك قال: بينما أنا جالس على الحال التي ذكر الله، قد ضاقت عليَّ نفسي، وضاقت عليَّ الأرض بما رَحُبَتْ، سمعت صوت صارخ أوْفَى على
جبل سَلْعٍ بأعلى صوته: يا كعب بن مالك! أبْشِر. قال: فخررتُ ساجدًا.

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٤١٨)، ومسلم في التوبة (٢٧٦٩) كلاهما من حديث الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، أن عبد الله بن كعب بن مالك -وكان قائد كعب من بنيه حين عمي- قال: سمعت كعب بن مالك يحدث فذكر قصة تخلفه عن تبوك وقصة قبول توبته بطولها وستأتي في كتاب المغازي.

عن كعب بن مالك قال: بينما أنا جالس على الحال التي ذكر الله، قد ضاقت عليَّ نفسي، وضاقت عليَّ الأرض بما رَحُبَتْ، سمعت صوت صارخ أوْفَى على
جبل سَلْعٍ بأعلى صوته: يا كعب بن مالك! أبْشِر. قال: فخررتُ ساجدًا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أهلاً وسهلاً بك أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يشرح صدورنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث العظيم الذي ذكرته هو جزء من قصة توبة كعب بن مالك رضي الله عنه وأصحابه، وهي قصة مليئة بالعبر والدروس، وقد حفظها لنا القرآن الكريم في سورة التوبة، وكذلك السنة النبوية.

أولاً. شرح المفردات:


● على الحال التي ذكر الله: أي على حالة الحزن والضيق والابتلاء التي وصفها الله تعالى في قوله: ﴿وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ [التوبة: 118].
● ضاقت علي نفسي: أي أحسست بضيق شديد وكرب عظيم، حتى صار وجودي نفسه ثقيلاً عليّ.
● وضاقت علي الأرض بما رحبت: مع أن الأرض واسعة، إلا أنه أحس بها ضيقة لا تتسع له، وهذا من شدة الكرب والهم.
● صراخ أوفى على جبل سلع: (أوفى) أي صعد وأتى. و(جبل سلع) هو جبل معروف في المدينة المنورة.
● أبشر: أي احمد الله وافرح فقد جاءك الخير والبشرى.
● فخررت ساجداً: أي سقطت على الأرض ساجداً لله شكراً على نعمة التوبة والفرج.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف كعب بن مالك رضي الله عنه ذروة المحنة التي مر بها بعد أن تخلف عن غزوة تبوك بغير عذر، حيث هجره الناس بأمر رسول الله ﷺ، وبلغ به الحزن والكرب مبلغاً عظيماً، حتى إنه كان يجلس في أقصى حالات الضيق واليأس، حيث لم تعد تتسع له الأرض الواسعة بكل سعتها، ولم يعد يحتمل نفسه. وفي هذه اللحظة الحرجة، وهو في قمة الابتلاء، يسمع صوتاً يأتيه من فوق جبل سلع يبشره بقبول توبته، فيخر ساجداً لله شكراً على هذه النعمة العظيمة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عاقبة الصدق والاستقامة: كان كعب رضي الله عنه мог أن يكذب ويعتذر بعذر يقبله النبي ﷺ كما فعل الآخرون، لكنه فضل الصدق ولو كان مراً. وهذا الصدق هو الذي أنقذه وكان سبباً في قبول توبته.
2- سعة رحمة الله تعالى: القصة تظهر كيف أن الله يتوب على عباده مهما بلغت ذنوبهم إذا صدقوا في توبتهم وأنابوا إليه.
3- أن الفرج يأتي بعد الشدة: بلغ الكرب بكعب رضي الله عنه أقصاه، حتى ضاقت عليه الأرض بما رحبت، ثم جاءه الفرج من حيث لا يحتسب. وهذا درس عظيم في حسن الظن بالله والثقة بأن مع العسر يسراً.
4- شكر النعماء: instantaneous reaction of Ka'b was to prostrate to Allah in gratitude. This يعلمنا that the proper response to any blessing from Allah is immediate gratitude and submission.
5- الهجران للتأديب: هجران النبي ﷺ وصحابته لكعب وأصحابه كان لأجل تأديبهم وتصحيح أخطائهم، وليس انتقاماً، مما يدل على أن النصيحة والتأديب من مكارم الأخلاق.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● مصدر الحديث: الحديث رواه الإمام البخاري (4418) ومسلم (2769) في صحيحيهما، وهي من الأحاديث المتواترة في كتب السنة.
● الثلاثة الذين خُلِّفوا: هم: كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية رضي الله عنهم أجمعين.
● مدة الهجران: استمر هجران النبي ﷺ والمسلمين لهم خمسين ليلة، كما ورد في روايات أخرى للحديث.
● العبرة من القصة: يستفاد من القصة أهمية الصدق مع الله ومع الرسول ﷺ، وأن الاعتراف بالخطأ هو أول خطوات التصحيح، وأن المجتمع المسلم يجب أن يكون مجتمعاً رقابياً يتناصح ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصادقين التائبين، وأن يتوب علينا إنه هو التواب الرحيم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٤١٨)، ومسلم في التوبة (٢٧٦٩) كلاهما من حديث الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، أن عبد الله بن كعب بن مالك -وكان قائد كعب من بنيه حين عمي- قال: سمعت كعب بن مالك يحدث فذكر قصة تخلفه عن تبوك وقصة قبول توبته بطولها وستأتي في كتاب المغازي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1238 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أبشر يا كعب بن مالك

  • 📜 حديث: أبشر يا كعب بن مالك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أبشر يا كعب بن مالك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أبشر يا كعب بن مالك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أبشر يا كعب بن مالك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب