حديث: لَوْ وَصَلْتِ بَعْضَ أَخْوَالِكِ كَانَ أَعْظَمَ لِأَجْرِكِ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل الصّدقة على الأقربين

عن عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ أَعْتَقَتْ وَلِيدَةً لَهَا، فَقَالَ لَهَا رَسُولِ اللهِ ﷺ: «وَلَوْ وَصَلْتِ بَعْضَ أَخْوَالَكِ كَانَ أَعْظَمَ لِأَجْرِكِ».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الهبة (٢٥٩٤)، ومسلم في الزّكاة (٩٩٩) كلاهما من حديث عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله بن الأشجّ، عن كريب، عن ميمونة، فذكرته.

عن عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ أَعْتَقَتْ وَلِيدَةً لَهَا، فَقَالَ لَهَا رَسُولِ اللهِ ﷺ: «وَلَوْ وَصَلْتِ بَعْضَ أَخْوَالَكِ كَانَ أَعْظَمَ لِأَجْرِكِ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه (باب العتق والصدقة بالأفضل فالأفضل)، ومسلم في صحيحه، عن أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها وأرضاها.

أولاً. شرح المفردات:


● أَعْتَقَتْ: أطلقت سراحها وأعتقتها من الرق، فصارت حرة.
● وَلِيدَةً لَهَا: جارية مملوكة كانت في ملكها.
● وَصَلْتِ: أعطيتِ وأحسنتِ بالصدقة.
● بَعْضَ أَخْوَالِكِ: الأخوال هنا هم أقاربها من جهة الأم، والمقصود بهم الأقارب المحتاجين عموماً، وخص الأخوال بالذكر لأنهم من أصحاب الحاجة غالباً، أو كان لها أخوال محتاجين في ذلك الوقت.
● أَعْظَمَ لِأَجْرِكِ: أكثر ثواباً وأعلى منزلة عند الله تعالى.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


أن أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها أعتقت جاريةً لها تقرباً إلى الله، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فأرشدها إلى فعل كان أفضل من عتقها لتلك الجارية، وهو أن تتصدق على بعض أقاربها المحتاجين، لأن في ذلك صلة للرحم وإعانة للقريب، وهو أعظم أجراً.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- فضل عتق الرقاب: عتق الرقاب من أعظم القربات إلى الله تعالى، وقد جاءت النصوص الكثيرة بفضله وكونه من أسباب تكفير الذنوب والعتق من النار.
2- تفاضل الأعمال الصالحة: ليس كل عمل صالح يكون في المرتبة نفسها من الأجر، بل بعضها أفضل من بعض. وهنا بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الصدقة على القريب المحتاج أفضل من عتق هذه الجارية بعينها.
3- الأولوية في الصدقة: للصدقة مواضع وأولويات، فأولى الناس بالصدقة والإحسان هم الأقارب المحتاجون، لأن الصدقة عليهم تجمع بين أجر الصدقة وأجر صلة الرحم، وهو أجر عظيم.
4- صلة الرحم لها مكانة عظيمة: حرص النبي صلى الله عليه وسلم على توجيه أمته إلى ما هو أعظم أجراً، وبيّن أن صلة الرحم والإحسان إلى الأقارب من أعظم القربات.
5- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم وتربيته لأهله: حيث كان يرشدهم إلى الأفضل والأكمل، ويبين لهم درجات الأعمال ومراتبها، حتى لا يفوّتوا فرصة الحصول على أجر أعظم.
6- جواز تفضيل بعض أنواع الصدقات على بعض: حسب الحاجة والمصلحة، فمساعدة القريب المحتاج الذي قد يعاني من الجوع أو العوز أولى من عتق عبد معين في بعض الحالات.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "تفضيل بعض أعمال البر على بعض"، وهو باب عظيم ينبغي للمسلم أن يتفقه فيه ليعرف كيف يوظف ماله وطاقته في أفضل الأعمال وأعظمها أجراً.
- ليس في الحديث ما ينقص من فضل عتق الرقاب، بل هو بيان لفضل آخر في حالة معينة، فقد تكون الصدقة على قريب محتاج في وقت جوع أو شدة أفضل من عتق عبد.
- يستفاد منه أيضاً أن نفع الإنسان لأقاربه المحتاجين من أعظم القربات، وهو من صلة الرحم التي أمر الله بها.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الفقه في دينه، والحرص على الأعمال الأفضل، وأن يجعلنا من الواصلين للرحم.
والله تعالى أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الهبة (٢٥٩٤)، ومسلم في الزّكاة (٩٩٩) كلاهما من حديث عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله بن الأشجّ، عن كريب، عن ميمونة، فذكرته.
ورواه البخاريّ أيضًا (٢٥٩٢) من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن بكير، نحوه.
وأمّا ما رواه أبو داود (١٦٩٠) من طريق محمد بن إسحاق، عن بكير بن عبد الله بن الأشجّ، عن سليمان بن يسار، عن ميمونة، نحوه.
وصحّحه الحاكم (١/ ٤١٤) ففيه عنعنة ابن إسحاق وهو مدلِّس كما أنه خالف يزيد بن أبي حبيب وعمرو بن الحارث فقال: سليمان بن يسار.
والصحيح: عن كريب، عن ميمونة، كما قال الدَّارقطنيّ وغيره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 262 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لَوْ وَصَلْتِ بَعْضَ أَخْوَالِكِ كَانَ أَعْظَمَ لِأَجْرِكِ

  • 📜 حديث: لَوْ وَصَلْتِ بَعْضَ أَخْوَالِكِ كَانَ أَعْظَمَ لِأَجْرِكِ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لَوْ وَصَلْتِ بَعْضَ أَخْوَالِكِ كَانَ أَعْظَمَ لِأَجْرِكِ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لَوْ وَصَلْتِ بَعْضَ أَخْوَالِكِ كَانَ أَعْظَمَ لِأَجْرِكِ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لَوْ وَصَلْتِ بَعْضَ أَخْوَالِكِ كَانَ أَعْظَمَ لِأَجْرِكِ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب