حديث: إن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله! حيث شئت
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب فضل الصّدقة على الأقربين
متفق عليه: رواه مالك في الصّدقة (٢) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنَّه سمع أنس بن مالك يقول (فذكره).
![عن أنس بن مالك قال: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالْمَدِينَةِ مَالًا مِنْ نَخْلٍ وَكَانَ أَحَبُّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ. قَالَ أَنَس: فَلَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ [آل عمران: ٩٢]. قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولُ اللهِ! إِنَّ اللهَ ﵎ يَقُولُ: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءَ وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللهِ، فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللهِ! حَيْثُ شِئْتَ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «بَخْ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ! ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ! قَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ فِيهِ وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْأَقْرَبِينَ».فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللهِ! فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ». عن أنس بن مالك قال: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالْمَدِينَةِ مَالًا مِنْ نَخْلٍ وَكَانَ أَحَبُّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ. قَالَ أَنَس: فَلَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ [آل عمران: ٩٢]. قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولُ اللهِ! إِنَّ اللهَ ﵎ يَقُولُ: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءَ وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللهِ، فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللهِ! حَيْثُ شِئْتَ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «بَخْ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ! ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ! قَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ فِيهِ وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْأَقْرَبِينَ».فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللهِ! فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ».](img/Hadith/hadith_4055.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.أما بعد، حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الشريف:
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، والإمام مسلم، وغيرهما من أئمة الحديث، وهو من الأحاديث التي تُظهر صدق إيمان الصحابة رضي الله عنهم واستجابتهم الفورية لأمر الله تعالى.
شرح المفردات:
* أكثر أنصاري مالاً من نخل: أي كان أكثر الصحابة من الأنصار ثراءً وتملكاً لنخيل التمر.
* بَيْرُحَاءَ: اسم لبستان (حديقة نخيل) كان يملكه أبو طلحة، وهو اسم علم للمكان.
* مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ: كانت قريبة من المسجد النبوي وفي اتجاهه، مما يزيد من قيمتها ومكانتها.
* مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ: كان فيها عين ماء عذبة صافية.
* لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ: (البر) هنا كلمة جامعة لكل خير، من ثواب الله، ورضوانه، والجنة، ورفعة الدرجات.
* حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ: أي حتى تتصدقوا وتنفقوا في سبيل الله من الأشياء التي تعلق بها قلوبكم وتحبونها حباً شديداً.
* بَخْ: كلمة تقال للإنسان عند الإعجاب بفعله، تعبيراً عن الاستحسان والفرح بما صنع، كقولنا اليوم: "أحسنت!" أو "عظيم!".
* مَالٌ رَابِحٌ: هو المال الذي أنفقه صاحبه في طاعة الله، فربح به الأجر العظيم والثواب الجزيل، ولم يخسر شيئاً عند الله.
* فِي الْأَقْرَبِينَ: أي الأقارب المحتاجين من ذوي الرحم.
المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه عن قصة عظيمة لصحابي جليل هو أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه، الذي كان من أغنياء الأنصار. وكان له بستان نفيس جداً (بَيْرُحَاء) يحبه حباً شديداً لتميزه وجودة ثمره وقربه من المسجد، وكان النبي ﷺ يدخله ويستظل به ويشرب من مائه العذب.
فلما نزلت الآية الكريمة {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}، فهم أبو طلحة على الفور أن البر الحقيقي لا يُنال بمجرد النفقة من الفضلة أو مما لا يُحتاج إليه، بل ببذل أغلى ما يملك الإنسان وأحبّه إلى قلبه. فلم يتردد، وذهب إلى رسول الله ﷺ ليتصدق بهذا البستان العزيز على نفسه لله تعالى، طالباً أن يضعه النبي ﷺ حيث يراه مناسباً.
فأثنى عليه النبي ﷺ ثناءً عظيماً، وبيّن له أن هذا الصدقة رابحة ومربحة عند الله، ثم أرشده ﷺ إلى أفضل مكان لوضعه، وهو أن يتصدق به على أقاربه المحتاجين، ففعل أبو طلحة ذلك طاعة لله ورسوله.
الدروس المستفادة والعبر:
1- سرعة استجابة الصحابة للوحي: يظهر الحديث كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يتلقون القرآن ليس مجرد تلاوة، بل برنامج حياة وعمل، فيسارعون إلى تطبيقه فور نزوله.
2- الإيثار وحب الله تعالى: الدرس الأكبر هو تقديم محبة الله على محبة الدنيا. فحب أبو طلحة للبستان كان حباً طبيعياً، لكنه قدم حب الله ورسوله عليه، فكان مثالاً رائعاً في الإيثار.
3- شرط قبول الصدقة: ليست الصدقة بمقدار ما تُنفق، ولكن بمدى حبك لهذا الشيء المنفق. فأعظم الصدقات ما كان من شيء عزيز على النفس.
4- حكمة النبي ﷺ وهديه في التوجيه: لم يرفض النبي ﷺ الصدقة، بل قبلها وأثنى عليها، ثم وجهه إلى الأصلح، وهو الصدقة على الأقارب، فهي صدقة وصلة رحم في وقت واحد، مما يضاعف الأجر.
5- فضل الصدقة على الأقارب: الصدقة على ذوي الرحم لها أجر مضاعف، فهي صدقة وصلة، وهي أولى من الصدقة على غيرهم إذا كانوا محتاجين.
6- الترغيب في الإنفاق: الحديث يحث المسلم على أن يجعل له نصيباً من الإنفاق مما يحب، ولو كان قليلاً، فالأمر متعلق بقلبه لا بحجم ماله.
7- البشرى والثناء على أصحاب الأعمال الصالحة: قول النبي ﷺ: "بَخْ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ" يشجع المسلم على البذل والعطاء ويبشره بالخير العميم.
خاتمة:
قصة أبي طلحة مع بستانه "بَيْرُحَاء" هي نموذج خالد للقلب الحي الذي يستمع إلى آيات ربه فيسرع إلى الطاعة، ويبذل أغلى ما يملك طمعاً في رضا الله تعالى. وهي تذكرنا بأن طريق الجنة مفروش بالتضحيات وبذل المحبوب، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه البخاريّ في الوكالة (٢٣١٨)، ومسلم في الزّكاة (٩٩٨) كلاهما عن يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، به.
ورواه مسلم من وجه آخر عن أنس أنه قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾. قال أبو طلحة: أُرى ربَّنا يسألنا من أموالنا، فأشهد يا رسولَ الله! أنّي قد جعلتُ أرضي بريحا لله. فقال رسول الله ﷺ: «اجعلها في قرابتك».
قال: فجعلها في حسّان بن ثابت، وأُبَيّ بن كعب.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 261 من أصل 379 حديثاً له شرح
- 236 مَنْ مَنَحَ مَنِيحَةً غَدَتْ بِصَدَقَةٍ وَرَاحَتْ بِصَدَقَةٍ
- 237 أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز
- 238 مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ
- 239 من منح منحة ورق أو ذهب فهو كعدل رقبة
- 240 الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله
- 241 النبي ﷺ يهدي مائة بدنة ويأمر عليا بتقسيم لحومها وجلالها...
- 242 كُلُوا وَتَزَوَّدُوا مِنْ لُحُومِ البُدْنِ
- 243 اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ
- 244 ما من مسلم يغرس غرسا فيأكل منه طير أو إنسان...
- 245 من غرس هذا النخل أمسلم أم كافر
- 246 من غرس غرسًا فأكل منه إنسان أو طير كان له...
- 247 من كل حائط بقنو للمسجد
- 248 بقي كلها غير كتفها
- 249 أمر النبي بذبح شاة وقسمتها بين الجيران
- 250 ابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى
- 251 يا ابن آدم! إن تعط الفضل فهو خير لك، وإن...
- 252 المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له...
- 253 إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ...
- 254 أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد...
- 255 أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك
- 256 إنك أن تبذل الفضل خير لك، وأن تمسكه شر لك
- 257 أفضل دينار ينفقه الرجل على عياله ودابته وأصحابه في سبيل...
- 258 كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يملك قوته
- 259 ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَتَصَدَّقْ عَلَيْهَا
- 260 تصدقوا على نفسك وزوجتك وولدك وخادمك
- 261 إن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها...
- 262 لَوْ وَصَلْتِ بَعْضَ أَخْوَالِكِ كَانَ أَعْظَمَ لِأَجْرِكِ
- 263 مَا أَطْعَمْتَ نَفْسَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ
- 264 ما أنفق الرجل في بيته وأهله وولده وخدمه فهو له...
- 265 أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح
- 266 الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم اثنتان
- 267 تصدقوا فإن النساء أكثر أهل النار
- 268 تصدقن ولو من حليكن
- 269 أنفقي عليهم فإن لك في ذلك أجر ما أنفقت
- 270 النبي ﷺ يقول: يا معشر النساء ما رأيت من نواقص...
- 271 لك أجر ما أنفقت عليهم
- 272 لَا تَصُمِ الْمَرْأَةُ وَبَعْلُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ
- 273 إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها...
- 274 لا تجوز للمرأة عطية إلا بإذن زوجها
- 275 لَا تُنْفِقُ الْمَرْأَةُ شَيْئًا مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا
- 276 نعم والاجر بينكما نصفان
- 277 إِذَا أَنْفَقَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ طَعَامِ بَيْتِهَا غَيْرَ مُفْسِدَةٍ
- 278 الخازن المسلم الأمين الذي ينفذ ما أمر به
- 279 صلي أمك وإن كانت مشركة
- 280 عمر يرى حلة سيراء عند باب المسجد
- 281 اليد العليا هي المنفقة والسفلى هي السائلة
- 282 ولست أسألك شيئا ولا أرد رزقا رزقنيه الله منك
- 283 الأيدي ثلاثة: يد الله العليا، ويد المعطي، ويد السائل السفلى
- 284 أفضل الصدقة عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول
- 285 يَدُ المُعْطِي العُلْيَا وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ
معلومات عن حديث: إن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله! حيث شئت
📜 حديث: إن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله! حيث شئت
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله! حيث شئت
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله! حيث شئت
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله! حيث شئت
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








