من قال بنسخ الصوم في السفر - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب من قال بنسخ الصوم في السفر

قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ [البقرة: ١٨٥]. أي فرض المسافر عدّة أيام من أيام أخر.
وعن عبد الله بن عباس، أنّ رسول الله ﷺ خرج إلى مكة عام الفتح في رمضان، فصام حتّى بلغ الكديد، ثمّ أفطر فأفطر الناسُ، وكانوا يأخذون بالأحدث فالأحدث من أمر رسول الله ﷺ.

متفق عليه: رواه مالك في الصيام (٢١) عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عبد الله بن عباس، فذكره.
ورواه البخاريّ في الصوم (١٩٤٤) من طريق مالك، به، مثله.
ولم يذكر قوله: «وكانوا يأخذون بالأحدث ... إلخ».
ورواه مسلم (١١١٣) من أوجه أخرى عن ابن شهاب، به، نحوه. وفيه: «وكان صحابةُ رسول الله ﷺ يتبعون الأحدث فالأحدث من أمره».
وفي رواية قال سفيان (هو ابن عيينة): لا أدري مِنْ قَوْلِ من هو؟ يعني: وكان يؤخذ بالآخر من قول رسول الله ﷺ.
وفي رواية قال الزهريّ: وكان الفطر آخر الأمرين، وإنما يؤخذ من أمر رسول الله ﷺ بالآخر فالآخر.
فعُلم بهذه الروايات أنَّ الذين كانوا يأخذون بالأحدث فالأحدث هم الصّحابة. وأنَّ الذي قاله هو الزّهريّ، وعُلم أن قوله: «وكانوا يأخذون ...» مدرج في رواية الموطأ؛ ولذلك لم يخرجه البخاريّ في «صحيحه».
ذهب بعض أهل الظاهر إلى أنَّ الصّوم في السّفر منسوخ؛ لأنَّ النَّبِيّ ﷺ أفطر، وكان ذلك آخر الأمرين، وكان الصّحابة يأخذون بالآخر فالآخر من فعله ﷺ.
واحتجوا أيضًا بقوله تعالي: ﴿فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ أي إن صامه لم يجزئه، بل عليه قضاؤه إذا رجع إلى أهله.
ونقل الحافظ في «الفتح» (٤/ ٦٩٦): وحكي ذلك أيضًا عن عمر، وابن عمر، وأبي هريرة، والزهريّ، وإبراهيم النخعي وغيرهم.
ورد الجمهور على قولهم هذا بأنَّ المريض لو صام أجزأ صومه بالاتفاق، ومعنى الآية: ﴿فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ أي إن أفطر.
وقالوا: قول الراوي: «وكانوا يأخذون بالأحدث فالأحدث» لا يدل على النسخ إذ ليس فيه إنَّ الفطر في السفر ناسخ لإباحة الصوم في السفر بحجّة أن ابن عباس نفسه كان يقول: «فمن شاء صام، ومن شاء أفطر» وهو حديث صحيح كما سيأتي. فلم يجعل ابن عباس إفطار النَّبِيّ ﷺ في السفر بعد صيامه فيه ناسخًا للصوم في السفر، بل جعله على جهة اليسر لمن يشق عليه الصوم في السفر.
وفي حديث أبي سعيد الخدريّ دلالة واضحة في عدم النسخ في قوله: «لقد رأيتنا نصوم بعد ذلك مع رسول الله ﷺ في السفر». وذلك بعد أن أفطروا في فتح مكة، وهو الآتي في الباب الذي يليه.
وأمّا ما رُوي عن عبد الرحمن بن عوف مرفوعًا: «صائم رمضان في السفر كالمفطر في الحضر» فهو ضعيف.
رواه ابن ماجه (١٦٦٦) من حديث أسامة بن زيد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن عوف، فذكره.
قال البوصيري: «هذا إسناد ضعيف منقطع، أسامة بن زيد هو ابن أسلم ضعيف، وأبو سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه شيئًا. قاله ابن معين والبخاري».

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 105 من أصل 158 باباً

معلومات عن حديث: من قال بنسخ الصوم في السفر

  • 📜 حديث عن من قال بنسخ الصوم في السفر

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ من قال بنسخ الصوم في السفر من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث من قال بنسخ الصوم في السفر

    تحقق من درجة أحاديث من قال بنسخ الصوم في السفر (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث من قال بنسخ الصوم في السفر

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث من قال بنسخ الصوم في السفر ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن من قال بنسخ الصوم في السفر

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع من قال بنسخ الصوم في السفر.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب